العصمة بنظرة جديدة مجلة الکوثر الرابع والثلاثون - شهر رجب المرجب 1437هـ -2016م صحيفة صوت الكاظمين الشهرية العدد 207/206 النور الباهر بين الخطباء والمنابر قناة الکاظمين مصباح الهداية ونبراس الأخلاق بإدارة السید محمد علي العلوي الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين الشباب عماد البلاد إجمال الكلام في النّوم والمنام المؤسسة الإسلامية العالمية التبليغ والإرشاد برعایة السید عادل العلوي صحیفة صوت الکاظمین 205-204 شهر رجب وشعبان 1437هـ الانسان على ضوء القرآن أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم العلم الإلهامي بنظرة جديدة في رواق الاُسوة والقدوة الله الصمد في فقد الولد في رحاب اولى الألباب المأتم الحسیني الأسبوعي بإشراف السید عادل العلوي في دارالمحققین ومکتبة الإمام الصادق علیه السلام- إحیاء للعلم والعل نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل مجلة الکوثر الثالث والثلاثون - شهر محرم الحرام 1437هـ -2015م نور العلم والعلم نور مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
اللغة
تابعونا...
فهرست کتاب‌‌ لیست کتاب‌ها
■ É صورة السيّد العلوي ٣
■ É الإهداء ٥
■ É التمهيد ٧
■ الأولاد والسعادة ١٤
■ العزيز في كلّ مكان ١٣
■ السعادة والنعمة ١٦
■ عمارة الدنيا ١٩
■ حرث الدنيا البنون ٢٠
■ العون والعضادة ٢١
■ الولد نعمة ٢٢
■ كفران النعمة ٢٣
■ الولد ريحانة ٢٤
■ الاُنس بالولد ٢٦
■ المقوّم ٢٩
■ البشائر ٣٠
■ شراكة الشيطان ٣٢
■ قانون الوراثة ٣٣
■ تأثير المأكولات في الأولاد ٣٥
■ تسمية الأولاد ٣٨
■ الكنية من الأدب ٤١
■ عند الولادة ٤٢
■ وليمة المولود ٤٤
■ التهنئة بالولد ٤٥
■ شباهة الولد ٤٧
■ الولد الصالح ٤٨
■ الأدب والتعليم والتربية ٥٣
■ التصابي ٥٨
■ إعالة الأولاد ٥٩
■ موجبات الرحمة على الوالد ٦٠
■ توابع المرء ٦٣
■ التمتّع بالولد بعد الموت ٦٤
■ كمال الأدب مع الوالدين ٦٥
■ أفضل الأعمال للولد ٦٧
■ الإطاعة (إطاعة الوالدين ) ٦٨
■ جزاء الوالد ٧١
■ الدافع إلى الجنّة برّ الوالدين ٧٣
■ الخلود ٧٤
■ الجنّة ٧٦
■ النار ٧٨
■ الجُنّة من النار ٧٩
■ سخط الله ورضاه ٨٠
■ رضا الله ورضا الوالدين ٨١
■ حقّ الوالدين ٨٣
■ الشكر (شكر الوالدين ) ٨٦
■ جند العقل ٨٨
■ البرّ والبارّ ٨٩
■ الإشفاق ٩٤
■ النفقة على الوالد ٩٦
■ البرّ بالاُمّ ٩٨
■ رضا الاُمّ وسخطها ١٠٢
■ معنى العاقّ والعقوق ١٠٥
■ عاقّ الوالدين ١٠٧
■ درجات العقوق ١٠٩
■ عقّ الأولاد ١١٥
■ حيّان أو ميّتان ١١٦
■ الدعاء (دعوة الوالدين ) ١١٨
■ حقّ الولد على الوالد ١٢١
■ الفريضة (برّ الآباء) ١٢٤
■ العبادة ١٢٦
■ أحبّ الأبناء ١٢٨
■ تعدّد الآباء ١٢٩
■ نصيحة الوالد لولده ١٣٠
■ وصايا الآباء للأبناء ١٣١
■ نصح الأبناء للاباء ١٤٦
■ الرعاية ١٤٧
■ الأقوال ١٤٨
■ تكلّف الآباء بالنسبة للأبناء وبالعكس ١٤٩
■ العناية والإعانة والرعاية ١٥١
■ نغص العيش ١٥٤
■ المصائب ١٥٥
■ الفقدان ١٥٦
■ التعزية ١٥٨
■ الاحتساب ١٥٩
■ السلطة المالية ١٦٠
■ إرث الوالدين ١٦١
■ الإرث للولد ١٦٢
■ إرث الاُنثى ١٦٤
■ نهى الله عن المحارم ١٦٦
■ نكاح المرأة ذات الأولاد ١٦٧
■ الفرار من الولد ١٦٩
■ اللعن ١٧١
■ الممقوت ١٧٣
■ الفتنة ١٧٤
■ الوأد ١٧٦
■ الاجتناب عن ولد الزنا ١٧٨
■ لا يولد المؤمن بزنا ١٧٩
■ المضرّ ١٨١
■ لا ضرار ولا ضرار ١٨٢
■ الهرب بعد الطلب ١٨٣
■ أولاد إبليس ١٨٤
■ الذلّ ١٨٥
■ الكبائر ١٨٦
■ الجبن ١٨٨
■ سنن عبد المطّلب ١٨٩
■ ذبح الولد ١٩٢
■ متفرّقات ١٩٦
■ É ختامه مسک ١٩٨
■ É دعاء مولانا الإمام السجّاد ٧ لأبويه ١٩٩
■ É دعاء مولانا الإمام السجّاد ٧ لوُلده ٢٠٩
■ التوكّل في العمل لا في البطالة والكسل ٢١٠
■ أجهل الناس بالله ٢١١
■ بين عطف الوالد والولد ٢١٢
■ É الكوكب الدرّي في حياة السيّد العلوي ١ ٢١٩
■ مولده وحياته العائلية ٢٢٤
■ حياته العلميّة والعمليّة ٢٢٧
■ حياته السياسية والثوريّة ٢٣٥
■ حياته الاجتماعية والأخلاقية ٢٤١
■ نسبه إلى الإمام السجّاد ٧ ٢٤٦
■ É المصادر ٢٤٧
  1. النوران الزهراء والحوراء
  2. الأقوال المختارة في احکام الصلاة سنة 1436هـ
  3. الکافي في اصول الفقه سنة 1436هـ
  4. في رحاب الخير
  5. الغضب والحلم
  6. إیقاظ النائم في رؤیة الامام القائم
  7. الضيافة الإلهيّة وعلم الامام
  8. البداء بين الحقيقة والافتراء
  9. سيماء الرسول الأعظم محمّد (ص) في القرآن الكريم
  10. لمعة من النورین الامام الرضا (ع) والسیدة المعصومة(س)
  11. الدوّحة العلوية في المسائل الافريقيّة
  12. نور الآفاق في معرفة الأرزاق
  13. الوهابية بين المطرقة والسندانه
  14. حلاوة الشهد وأوراق المجدفي فضيلة ليالي القدر
  15. الوليتان التكوينية والتشريعية ماذا تعرف عنها؟
  16. الصّارم البتّار في معرفة النور و النار
  17. بريق السعادة في معرفة الغيب والشهادة
  18. الشخصية النبوية على ضوء القرآن
  19. الزهراء(س) زينة العرش الإلهي
  20. مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
  21. نور العلم والعلم نور
  22. نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل
  23. دروس الیقین فی معرفة أصول الدین
  24. في رحاب اولى الألباب
  25. الله الصمد في فقد الولد
  26. في رواق الاُسوة والقدوة
  27. العلم الإلهامي بنظرة جديدة
  28. أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم
  29. الانسان على ضوء القرآن
  30. إجمال الكلام في النّوم والمنام
  31. العصمة بنظرة جديدة
  32. الشباب عماد البلاد
  33. الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين
  34. النور الباهر بين الخطباء والمنابر
  35. التوبة والتائبون علی ضوء القرآن والسنّة
  36. القصاص علی ضوء القرآن والسّنة الجزء الثاني
  37. القصاص على ضوء القرآن والسنّة الجزء الثالث
  38. القول الرشید فی الإجتهاد و التقلید 2
  39. القول الرشيد في الاجتهاد والتقليد 1
  40. القصاص على ضوء القرآن والسنّة الجزء الاول
  41. الأقوال المختارة في أحكام الطهارة الجزء الأوّل
  42. أحكام السرقة على ضوء القرآن والسنّة
  43. الهدى والضلال على ضوء الثقلين
  44. في رحاب حديث الثقلين
  45. المأمول في تكريم ذرية الرسول 9
  46. عصمة الحوراء زينب 3
  47. عقائد المؤمنين
  48. النفحات القدسيّة في تراجم أعلام الكاظميّة المقدّسة
  49. قبس من أدب الأولاد على ضوء المذهب الإمامي
  50. حقيقة الأدب على ضوء المذهب
  51. تربية الاُسرة على ضوء القرآن والعترة
  52. اليقظة الإنسانية في المفاهيم الإسلامية
  53. هذه هی البرائة
  54. من لطائف الحجّ والزيارة
  55. مختصر دليل الحاجّ
  56. حول دائرة المعارف والموسوعة الفقهية
  57. رفض المساومة في نشيد المقاومة
  58. لمحات قراءة في الشعر والشعراء على ضوء القرآن والعترة :
  59. لماذا الشهور القمرية ؟
  60. فنّ الخطابة في سطور
  61. ماذا تعرف عن العلوم الغريبة
  62. منهل الفوائد في تتمّة الرافد
  63. سهام في نحر الوهّابية
  64. السيف الموعود في نحراليهود
  65. لمعة من الأفكار في الجبر والاختيار
  66. ماذا تعرف عن الغلوّ والغلاة ؟
  67. الروضة البهيّة في شؤون حوزة قم العلميّة
  68. النجوم المتناثرة
  69. شهد الأرواح
  70. المفاهيم الإسلامية في اُصول الدين والأخلاق
  71. مختصر دليل الحاجّ
  72. الشهيد عقل التاريخ المفكّر
  73. الأثر الخالد في الولد والوالد
  74. الجنسان الرجل والمرأة في الميزان
  75. الشاهد والمشهود
  76. محاضرات في علم الأخلاق القسم الثاني
  77. مقتل الإمام الحسين 7
  78. من ملكوت النهضة الحسينيّة
  79. في ظلال زيارة الجامعة
  80. محاضرات في علم الأخلاق
  81. دروس في علم الأخلاق
  82. كلمة التقوى في القرآن الكريم
  83. بيوتات الكاظميّة المقدّسة
  84. على أبواب شهر رمضان المبارک
  85. من وحي التربية والتعليم
  86. حبّ الله نماذج وصور
  87. الذكر الإلهي في المفهوم الإسلامي
  88. السؤال والذكر في رحاب القرآن والعترة
  89. شهر رمضان ربيع القرآن
  90. فاطمة الزهراء مشكاة الأنوار
  91. منية الأشراف في كتاب الإنصاف
  92. العين الساهرة في الآيات الباهرة
  93. عيد الغدير بين الثبوت والإثبات
  94. بهجة الخواصّ من هدى سورة الإخلاص
  95. من نسيم المبعث النبويّ
  96. ويسألونک عن الأسماء الحسنى
  97. النبوغ وسرّ النجاح في الحياة
  98. السؤال والذكر في رحاب القرآن والعترة
  99. نسيم الأسحار في ترجمة سليل الأطهار
  100. لمحة من حياة الإمام القائد لمحة من حياة السيّد روح الله الخميني ومقتطفات من أفكاره وثورته الإسلاميّة
  101. قبسات من حياة سيّدنا الاُستاذ آية الله العظمى السيّد شهاب الدين المرعشي النجفي «قدّس سرّه الشريف »
  102. طلوع البدرين في ترجمة العلمين الشيخ الأعظم الأنصاري والسيّد الأمام الخميني 0
  103. رسالة من حياتي
  104. الكوكب السماوي مقدّمة ترجمة الشيخ العوّامي
  105. الكوكب الدرّي في حياة السيّد العلوي 1
  106. الشاكري كما عرفته
  107. كيف أكون موفّقآ في الحياة ؟
  108. معالم الصديق والصداقة في رحاب أحاديث أهل البيت
  109. رياض العارفين في زيارة الأربعين
  110. أسرار الحج والزيارة
  111. القرآن الكريم في ميزان الثقلين
  112. الشيطان على ضوء القرآن
  113. الاُنس بالله
  114. الإخلاص في الحجّ
  115. المؤمن مرآة المؤمن
  116. الياقوت الثمين في بيعة العاشقين
  117. حقيقة القلوب في القرآن الكريم
  118. فضيلة العلم والعلماء
  119. سرّ الخليقة وفلسفة الحياة
  120. السرّ في آية الاعتصام
  121. الأنفاس القدسيّة في أسرار الزيارة الرضويّة
  122. الإمام المهدي عجل الله تعالی فرجه الشریف وطول العمر في نظرة جديدة
  123. أثار الصلوات في رحاب الروايات
  124. رسالة أهل البيت علیهم السلام سفينة النجاة
  125. الأنوار القدسيّة نبذة من سيرة المعصومين
  126. السيرة النبوية في السطور العلوية
  127. إشراقات نبويّة قراءة موجزة عن أدب الرسول الأعظم محمّد ص
  128. زينب الكبرى (سلام الله علیها) زينة اللوح المحفوظ
  129. الإمام الحسين (علیه السلام) في عرش الله
  130. رسالة فاطمة الزهراء ليلة القدر
  131. رسالة علي المرتضى (علیه السلام) نقطة باء البسملة
  132. الدرّ الثمين في عظمة أمير المؤمنين - علیه السلام
  133. وميض من قبسات الحقّ
  134. البارقة الحيدريّة في الأسرار العلويّة
  135. رسالة جلوة من ولاية أهل البيت
  136. هذه هي الولاية
  137. رسالتنا
  138. دور الأخلاق المحمّدية في تحكيم مباني الوحدة الإسلاميّة
  139. أخلاق الطبيب في الإسلام
  140. خصائص القائد الإسلامي في القرآن الكريم
  141. طالب العلم والسيرة الأخلاقية
  142. في رحاب وليد الكعبة
  143. التقيّة في رحاب العَلَمَين الشيخ الأعظم الأنصاري والسيّد الإمام الخميني
  144. زبدة الأفكار في طهارة أو نجاسة الكفّار
  145. طالب العلم و السیرة الأخلاقیّة
  146. فاطمة الزهراء سلام الله علیها سرّ الوجود

بين عطف الوالد والولد 212

بين عطف الوالد والولد :

أوصى سبحانه الولد بوالديه ، وأمره بالعطف عليهما، ولم يوصِ الوالد بشيء من ذلک . والسرّ واضح ، لأنّ الولد بضعة من الوالد بل هو نفسه ولا عكس ، قال الإمام أمير المؤمنين  7 لولده الإمام الحسن  7: «وجدتک بعضي ، بل وجدتک كلّي حتّى لو أنّ شيئآ أصابک أصابني » وكتب ولد لوالده : جُعلت فداک . فكتب إليه والده : لا تقل مثل هذا، فأنت على يومي أصبر منّي على يومک . ومن الأمثال عندنا في جبل عامل : قلبي على ولدي وقلب ولدي على الحجر. وقال
سبحانه :
(إنَّ مِنْ أزْوَاجِكُمْ وَأوْلادِكُمْ عَدُوّآ لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ )[1] ، وما قال : إنّ

 

من آبائكم واُمّهاتكم عدوّآ لكم فاحذروهم ، لأنّ عاطفة الوالدين ذاتية كما أشرنا، أمّا عاطفة الولد نحو أبويه فهي في ـالغالب ـ مجرّد المصلحة ، وقد تكون هذه المصلحة في موت والده . فينقلب عليه عدوّآ كما أشارت آية التغابن ، وفي الأشعار :

أرى ولد الفتى كلاّ عليه         لقد سعد الذي أمسى عقيما

فإمّا أن تربّيه عدوّآ         وإمّا أن تخلّفه يتيما

وكنت ذات يوم في (التكسي ) ذاهبآ إلى المطبعة ، وفيها مراهقان ، فسمعت أحدهما يقول للاخر: هنيئآ لک ، أبوک من ذوي الأملاک والأموال . فقال له علنآ وبكلّ صراحة ووقاحة : «لكن العكروت ما كان يموت » والكثير من الجيل الجديد على هذه الطوية والسجيّة .

وبعد، فإنّ الولد إمّا نعيم ليس كمثله إلّا الجنّة ، وإمّا جحيم دونه عذاب الحريق ، والويل كلّ الويل لمن ابتلاه الله بامرأة سوء وولد عاقّ ... والإمام  7 يدعو الله ويناشده في أن يمدّه ويسعده بأولاد يحبّهم ويحبّونه ، أذلّة عليه وعلى المؤمنين ، أعزّة على أعداء الله وأعدائه ، وزين له في مغيبه ومحضره ، وفي الحديث : «إنّ الله سبحانه رفع العذاب عن رجل ، أدرک له ولد صالح ، فأصلح طريقآ، وآوى يتيمآ».

وَأعِذْني وَذُرِّيَّتي مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجيمِ ، فَإنَّکَ خَلَقْتَنا وَأمَرْتَنا وَنَهَيْتَنا، وَرَغَّبْتَنا في ثَوابِ ما أمَرْتَنا؛ وَرَهَّبْتَنا عِقابَهُ ،
وَجَعَلْتَ لَنا عَدُوَّآ يَكيدُنا، سَلَّطْتَهُ مِنَّا عَلى ما لَمْ تُسَلِّطْنا عَلَيهِ مِنْهُ ، أسْكَنْتَهُ صُدورَنا، وَأجْرَيْتَهُ مَجارِيَ دِماءَنا، لا يَغْفَلُ إنْ غَفَلْنا، وَلا يَنْسى إنْ نَسينا، يُؤْمِنُنا عِقابَکَ ، وَيُخَوِّفُنا بِغَيْرِکَ ؛ إنْ هَمَمْنا بِفاحِشَةٍ شَجَّعَنا عَلَيْها، وَإنْ هَمَمْنا بِعَمَلٍ صالِحٍ ثَبَّطَنا عَنْهُ ، يَتَعَرَّضُ لَنا بِالشَّهَواتِ ، وَيَنْصِبُ لَنا بِالشُّبُهاتِ ، إنْ وَعَدَنا كَذَبَنا، وَإنْ مَنَّانا أخْلَفَنا، وَإلّا تَصْرِفْ عَنَّا كَيْدَهُ ... يُضِلّنا، وَإلّا تَقِنا خَبالَهُ ... يَسْتَزِلَّنا.

اللَّهُمَّ فَاقْهَرْ سُلْطانَهُ عَنَّا بِسُلْطانِکَ ، حَتَّى تَحْبِسَهُ عَنَّا بِكَثْرَةِ الدُّعاءِ لَکَ فَنُصْبِحُ مِنْ كَيْدِهِ في المَعْصومينَ بِکَ .

(وأعذني وذرّيتي ...) واضح ، وتقدّم بالحرف في الدعاء 23 (فإنّک خلقتنا وأمرتنا...) خلق سبحانه الإنسان ، ومنحه العقل والقدرة والحرية ، وبهذه العناصر الثلاثة مجتمعة يستحقّ الثواب على الطاعة والعقاب على المعصية .

(ورهبتنا عقابه ) أي خوّفتنا عقاب عصيان ما أمرتنا به ونهيتنا عنه .

(وجعلت لنا عدوّآ) وهو الوسواس الخنّاس الذي يغلي في الصدور من الحقد والحسد والعزم على غيرهما من المآثم ... والدليل على إرادة هذا المعنى قوله : أسكنته صدورنا، وأجريته مجاري دمائنا، أمّا قوله  :

(سلّطته منّا على ما لم تسلّطنا عليه ) فمعناه أنّ هذا الوسواس الخبيث لا هو يذهب من تلقائه ، ولا نحن نستطيع الفرار منه ... وهذا صحيح لا ريب فيه ، ومن أجل ذلک لا يحاسب سبحانه ويعاقب على أيّ شيء يدور ويمور في النفس من الأفكار والنوايا السوداء إلّا إذا ظهرت وتجسّمت في قول أو فعل .

(يؤمّننا عقابک ) يضمن لنا الأمن والأمان من غضبک وعذابک .


(ويخوّفنا بغيرک ) ومن ذلک أنّ الله سبحانه قال : (يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا

أنفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأرْضِ )[2] .

 

والنفس الأمّارة أو الوسواس يخوّفنا الفقر، إن أطعنا وأنفقنا.

(وإن هممنا بفاحشة شجّعنا عليها...) يشير بهذا إلى جهاد النفس التي تحاول التغلّب بالهوى على العقل والتقوى .

(ونصب لنا بالشبهات ) أظهر لنا الأفكار الخاطئة التي تُلبس الحقّ ثوب الباطل والباطل ثوب الحقّ ، وتوقع السذّج البسطاء في الشکّ والحيرة .

(إن وعدنا كذبنا...) يعدهم ويمنّيهم (وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إلاَّ غُرُورآ)[3] .

 

(وإلّا تصرف عنّا كيده يضلّنا) اقتباس من الآية 33 يوسف : (وَإلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أصْبُ إلَيْهِنَّ )[4] ، أي إن لم تعنّي على نفسي أكن من الجاهلين .

 

(وإلّا تقنا خباله ): فساده .

(يستزلّنا) يوقعنا بالزلل والخطايا.

(فاقهر سلطانه عنّا بسلطانک ...) هب لنا من لدنک صبرآ عن الحرام ، ونصرآ على الهوى حتّى لا نعصيک في جميع الحالات .

(تحبسه عنّا بكثرة الدعاء لک ) حثثت على الدعاء، ووعدت بالإجابة ، وقد دعونا أن تصدّ عنّا كلّ مكروه ، وتوسّلنا بک وأكثرنا، فكن لدعائنا مجيبآ، ومن ندائنا قريبآ.


اللَّهُمَّ أعْطِني كُلَّ سُؤلي ، وَاقْضِ لي حَوائِجي ، وَلا

تَمْنَعْني الإجابَةَ وَقَدْ ضَمِنْتَها لي ؛ وَلا تَحْجُبْ دُعائي عَنْکَ ، وَقَدْ أمَرْتَني بِهِ .

وَامْنُنْ عَلَيَّ بِكُلّ ما يُصْلِحُني في دُنْيايَ وَآخِرَتي ما ذَكَرْتُ مِنْهُ وَما نَسيتُ ؛ أوْ أظْهَرْتُ أوْ أخْفَيْتُ أوْ أعْلَنْتُ أوْ أسْرَرْتُ .

وَاجْعَلْني في جَميعِ ذَلِکَ مِنَ المُصْلِحينَ بِسُؤالي إيَّاکَ ، المُنْجِحِينَ بِالطَّلَبِ إلَيْکَ ، غَيْرِ المَمْنوعينَ بِالتَّوَكُّلِ عَلَيْکَ ، المُعَوَّدينَ بِالتَّعَوُّذِ بِکَ ، الرَّابِحينَ في التِّجارَةِ عَلَيْکَ ، المُجارينَ بِعِزِّکَ ؛ الموسَعِ عَلَيْهِمُ الرِّزْقُ الحَلالُ مِنْ فَضْلِکَ الواسِعِ بِجودِکَ وَكَرَمِکَ ؛ المُعَزِّينَ مِنَ الذُّلِ بِکَ ، وَالمُجارينَ مِنَ الظُّلْمِ بَعَدْلِکَ ، وَالمُعافَينَ مِنَ البَلاءِ بِرَحْمَتِکَ ، وَالمُغْنَيْنَ مِنَ الفَقْرِ بِغِناکَ ، وَالمَعْصومينَ مِنَ الذُّنوبِ وَالزَّلَلِ وَالخَطَأ بِتَقْواکَ ، وَالموفَّقينَ لِلخَيْرِ وَالرُّشْدِ وَالصَّوابِ بِطاعَتِکَ ، وَالمُحالِ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الذُّنوبِ بِقُدْرَتِکَ ، التَّارِكينَ لِكُلِّ مَعْصيَتِکَ السَّاكِنينَ في جِوارِکَ .

(اللهمّ اعطني كلّ سؤلي ...) مطلوبي وهو قضاء حوائجي ، فقد أنزلتها بک دون سواک .

(ولا تمنعني الإجابة ، وقد ضمنتها لي ) بقولک : (آدْعُونِي أسْتَجِبْ لَكُمْ )[5] . ثمّ بيّن الإمام  7 هذه الحوائج بقوله  :

 



(وامنن عليَّ بكلّ ما يصلحني ...) هذا هو همّ المؤمن وهمّته : الصلاح

وعمل الخير في الدنيا، والنجاة والخلاص في الآخرة ، لا التكاثر والتفاخر.

(ما ذكرت منه وما نسيت ...) واضح ، وتقدّم مثله في الدعاء 22.

(واجعلني في جميع ذلک من المصلحين بسؤالي إيّاک ...) أسترشدک بدعائي لكلّ ما فيه صلاحي في الدنيا وفوزي في الآخرة .

(غير الممنوعين بالتوكّل عليک ) أنت يا إلهي تسمع الشاكين إليک ، ولا تمنع المتوكّلين عليک ، وأنا منهم ، وأيضآ أنا من .

(المعوّدين بالتعوّذ بک ) لقد عوّدت الذين يتعوّذون بک ويلوذون ، أن لا تردّهم خائبين .

(الرابحين في التجارة عليک ) أي منک كقوله تعالى : (الَّذِينَ إذَا آكْـتَالُوا عَلَى النَّاسِ )[6] ، أي من الناس ، والمجرور متعلّق بالرابحين ، والمعنى من عمل

صالحآ لوجه الله تعالى زاده من فضله ، والإمام يسأل الله أن يجعله من العاملين له لا لسواه ، ومن

(المجارين بعزّک ): المحفوظين بعناية الله وحراسته .

(الموسع عليهم الرزق الحلال ...) ولا شيء أجلّ وأحلّ من لقمة يأكلها المرء بكدحه وسعيه لا بالرياء ورداء الصلحاء.

(المعزّين من الذلّ بک ) أي بطاعتک ، وكم من اُناس طلبوا العزّ بالنسب والثراء والخداع والرياء فاتّضعوا وذلّوا.

(والمجارين من الظلم بعدلک ) أجرني بعدلک وقدرتک من كلّ ظالم .


(والمعافين من البلاء برحمتک ...) ارحمني برحمتک ، وامنن عليَّ قبل البلاء بعافيتک ، وأيضآ أغنني بفضلک عن الناس ، وأبعدني بعنايتک عن الخطأ والخطيئة ، ووفّقني للعمل بطاعتک ... وكلّ ذلک تقدّم مرارآ وتكرارآ. وأخيرآ اجعلني في الآخرة من

(الساكنين بجوارک ) ومن سكن في جوار العظيم الكريم فهو في حرز حارز، وحصن مانع من كلّ سوء.

اللَّهُمَّ أعْطِنا جَميعَ ذَلِکَ بِتَوفيقِکَ وَرَحْمَتِکَ ، وَأعِذْنا مِنْ عَذابِ السَّعيرِ، وَاعْطِ جَميعَ المُسْلمينَ وَالمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ مِثْلَ الذي سَألْتُکَ لِنَفْسي وَلِوُلْدي في عاجِلِ الدُّنْيا وَآجِلِ الآخِرَةِ .

إنَّکَ قَريبٌ مُجيبٌ سَميعٌ عَليمٌ عَفوٌّ غَفورٌ رَؤوفٌ رَحيمٌ ؛ وَآتِنا في الدُّنْيا حَسَنَةً ، وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ.

(اللهمّ أعطنا جميع ذلک ...) إشارة إلى كلّ ما تقدّم من صحّة الأبدان والأديان إلى وفرة الأرزاق والسكنى في جوار الرحمن .

(واعطِ جميع المسلمين والمسلمات ...) ختم الإمام دعاءه هذا بالرجاء أن يوفّق سبحانه ويسهّل السبيل إلى ما ذكر وسأل لنفسه ولذويه وأهل التوحيد، لأنّ من أخصّ خصائص المؤمن أن يكون تعاونيآ مع الجميع . وفي الحديث : «المؤمن يحبّ لغيره ما يحبّ لنفسه ... المؤمنون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمّى » هذا، إلى أنّ العلاقة ما بين أفراد المجتمع الواحد حتميّة لتشابک المصالح ووحدة المصير.

(وآتنا في الدنيا حسنة ...) تقدّم مثله في آخر الدعاء 20.




[1] ()  النساء: 120.

[2] ()  يوسف : 33.

[3] ()  المؤمن : 60.

[4] ()  المطفّفين : 2.

[5] ()  النساء: 100.

[6] ()  طبع مرّتان سنة 1411 وسنة 1422.