الدعاء (دعوة الوالدين )

لكلّ شيء ـمهما صغر أو كبرـ أثر، والآثار تتعلّق بالدنيا والآخرة ، وممّا رُؤي منه أعجب الآثار هو الدعاء، فقد جرّب أنّ بعض الأدعية تشقّ طريقها إلى الاستجابة كالسيف الصارم ، كيف لا يكون كذلک والدعاء اتّصال مباشر بذات الجلالة تبارک وتعالى . ولا شکّ أنّ الدعاء من البعض أقرب إلى هدف الاستجابة .

1 ـ حفظ عنهم  :: أنّ ستّة لا تحجب لهم عن الله تعالى دعوة ، منهم  : الوالد البارّ لولده ، والولد الصالح لوالده ...[1] .

2 ـ حدّثنا أبو الحسين محمّد بن عليّ بن الشاه ، قال : حدّثنا أبو حامد أحمد بن الحسين ، قال : حدّثنا أبو يزيد أحمد بن خالد الخالدي ، عن محمّد بن أحمد بن صالح التميمي ، قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثني أنس بن محمّد أبو مالک ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ بن أبي طالب  :، عن النبيّ  6 أنّه قال في وصيّته له : يا عليّ، أربعة لا تردّ لهم دعوة : إمام عادل ،
ووالد لولده ، والرجل يدعو لأخيه بظهر الغيب ، والمظلوم يقول الله جلّ جلاله  :

وعزّتي وجلالي لأنتصرنّ لک ، ولو بعد حين ...[2] .

3 ـ عن (الجعفريات )، قال رسول الله  6: إيّاكم ودعوة الوالد! فإنّها ترفع فوق السحاب حتّى ينظر الله إليها، فيقول : إليَّ حتّى أستجيب له ، فإيّاكم ودعوة الوالد فإنّها أحدّ من السيف[3] .

4 ـ عن (الجعفريات )، عن الراوندي بسند طويل ، عن سلمة بن وردان ، قالت : سمعت أنس بن مالک يقول : ارتقى رسول الله  6 المنبر درجة ، فقال  : آمين . ثمّ ارتقى الدرجة الثانية ، فقال : آمين . ثمّ ارتقى الدرجة الثالثة ، فقال  : آمين . ثمّ استوى فجلس . فقال أصحابه : على ما أمّنت يا رسول الله  6؟ فقال  : أتاني جبرائيل فقال : رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليک ، فقلت : آمين . فقال : رغم أنف امرئ أدرک أبويه فلم يدخل الجنّة ، فقلت : آمين . فقال : رغم أنف امرئ أدرک شهر رمضان فلم يغفر له ، فقلت : آمين ...[4] .

5 ـ قال سيّد الأنام  6: ثلاث دعوات لا تردّ :

أ ـ دعوة الوالد لولده . ب ـ ودعوة الصائم . ج ـ ودعوة المسافر...[5] .

6 ـ قال أيضآ  6: دعاء الوالد لولده كدعاء النبيّ لاُمّته ...[6] .

7 ـ (وَقُلْ رَّبِّ آرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّـيَانِي صَغِيرآ)[7] .

8 ـ قال صاحب مجمع البيان : معناه ادعُ لهما بالمغفرة والرحمة في حياتهما وبعد مماتهما جزاء لتربيتهما إيّاک في صباک ، وهذا إن كانا مؤمنين ، وفي هذا دلالة أنّ دعاء الولد لوالده الميّت مسموع ، وإلّا لم يكن للأمر به معنى ...[8] .

9 ـ محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن معمّر بن خلّاد، قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليه وعلى آبائه وأبنائه الصلاة والسلام والتحيّات والبركات إلى يوم الدين ، آمين : أدعو لوالديّ إذا كانا لا يعرفان الحقّ ؟[9]  

قال  7: ادعُ لهما، وتصدّق عنهما، وإن كانا حيّين لا يعرفان الحقّ فدارهما، فإنّ رسول الله  6 قال : إنّ الله بعثني بالرحمة لا بالعقوق ...[10] .