الصور النشاطات السيرة  
الصور النشاطات السيرة  
الصوتيات المرئيات الکتب  
الصوتيات المرئيات الکتب  
الإتصال بنا القائمة العامة الإستفتائات  
الإتصال بنا القائمة العامة الإستفتائات  
       
 
   علوی.نت . العربیة . مکتبة الکتب . رسالات الإسلامیة . المجلد الثالث و العشرون - 23 . الشاهد و المشهود فی المهدی . 8 .  

بعد  فهرست  قبل 
(10) ··· الشاهد والمشهود
--------------------------------------------------------------------------------
لماذا إثبات وجود الإمام المهدي عليه‏السلام :
إنّ إثباتنا لوجود إمام الزمان المهدي من آل محمّد في عصرنا هذا
كإثباتنا لوجود اللّه‏ لمن أنكر وجوده ، فكما أنّ اللّه‏ موجود وحيّ وبيده كلّ
شيء ، فكذلك حجّته على الخلق لا بدّ من ضرورة وجوده وإمامته التكوينيّة
والتشريعيّة ، وأ نّه حافظ سرّ اللّه‏ ، وقطب ومحور وقلب عالم الإمكان ، لولاه
لساخ العالم بأهله ، فإنّ أوّل من يكون في الخلق هو الحجّة وآخر من يكون
هو الحجّة ، « بكم فتح اللّه‏ وبكم يختم » ، « بكم ينزل الغيث وبكم يمسك السماء
أن تقع على الأرض » .
قال الإمام الصادق عليه‏السلام :
واللّه‏ ما ترك اللّه‏ عزّ وجلّ الأرض قط منذ قبض آدم إلاّ وفيها إمام يُهتدى به
إلى اللّه‏ عزّ وجلّ ، وهو حجّة اللّه‏ على العباد(1) .
وقال عليه‏السلام :
الحجّة قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق(2) .
ولا بدّ من مركزيّة في كلّ شيء فإنّ الذرّة مركزها البروتون وتدور حولها
الألكترونات ، وهذا قانون حاكم على كلّ الكون ، ومركز البشريّة والكون هو
الإنسان الكامل جامع الجمع خليفة اللّه‏ في خلقه ، ولولا المركزيّة لاختلّ النظام
الحركي الدائري في كلّ شيء ، فمركزيّة العالم الإمام الكامل .
--------------------------------------------------------------------------------
(1) كمال الدين 1 : 230 .
(2) المصدر نفسه .
··· (11)
--------------------------------------------------------------------------------
قال الإمام الصادق عليه‏السلام :
لو كان الناس رجلين لكان أحدهما الإمام .
وقال عليه‏السلام :
إنّ آخر من يموت الإمام لئلاّ يحتجّ أحد على اللّه‏ عزّ وجلّ أ نّه تركه
بغير حجّة للّه‏ عليه(1) .
قال الإمام الرضا عليه‏السلام :
لو خلت الأرض طرفة عين من حجّة لساخت بأهلها .
فإنّه كمفتاح الكهرباء بين المولّدات والبلد ، لو اُطفئ لاُطفئ البلد . فالإمام
واسطة فيض بين الخالق والخلق ، بيمنه رزق الورى وبوجوده تثبت الأرض
والسماء .
قال الإمام السجّاد عليه‏السلام :
نحن أئمّة المسلمين وحجج اللّه‏ على العالمين ، وسادة المؤمنين وقادة الغرّ
المحجّلين وموالي المؤمنين ، ونحن أمان لأهل الأرض كما أنّ النجوم أمان
لأهل السماء ، ونحن الذين بنا يمسك اللّه‏ السماء أن تقع على الأرض إلاّ بإذنه ،
وبنا يمسك الأرض أن تميد بأهلها ، وبنا ينزل الغيث وتنشر الرحمة وتخرج
بركات الأرض ، ولولا ما في الأرض منّا لساخت بأهلها ، ثمّ قال : ولم تخل
الأرض منذ خلق اللّه‏ آدم من حجّة للّه‏ فيها ظاهر مشهور أو غائب مستور ،
ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجّة اللّه‏ فيها ، ولولا ذلك لم يعبد اللّه‏(2) .
--------------------------------------------------------------------------------
(1) الكافي 1 : 180 .
(2) كمال الدين 1 : 207 .
(12) ··· الشاهد والمشهود
--------------------------------------------------------------------------------
ثمّ سبحانه وتعالى وإن كان على كلّ شيء قدير ، وأ نّه خلق آدم من دون
أب واُمّ ، وعيسى بن مريم من دون أب ، وجعل النار على إبراهيم بردا وسلاما ، إلاّ
أ نّه اقتضت حكمته أن تجري الاُمور بمجراها الطبيعي ، إلاّ في مقام المعجزة
لإثبات النبوّة ، فأبى اللّه‏ أن يجري الاُمور إلاّ بأسبابها .
عن مولانا الصادق عليه‏السلام :
أبى اللّه‏ أن يجري الأشياء إلاّ بأسباب ، فجعل لكلّ شيء سببا ، وجعل لكلّ
سبب شرحا ، وجعل لكلّ شرح علما ، وجعل لكلّ علم بابا ناطقا عرفه من عرفه
وجهله من جهله ، ذاك رسول اللّه‏ ونحن(1) .
وقد أمر اللّه‏ تعالى في كتابه الكريم :
« وَأتُوا البُيُوتَ مِنْ أبْوَابِهَا »(2) .
وقال الإمام الصادق عليه‏السلام :
من أتى البيوت من أبوابها اهتدى ، ومن أخذ في غيرها سلك طريق
الردى(3) .
والثابت عقلاً ونقلاً أنّ الأنبياء وأوصياءهم باب اللّه‏ الذي منه يؤتى ،
فإمام الزمان باب اللّه‏ في خلقه ، فمن أتاه نجى وسعد ، ومن تخلّف عنه هوى
وهلك .
ثمّ الإمام عليه‏السلام من أتمّ مصاديق الوسيلة إلى اللّه‏ عزّ وجلّ ، وقال سبحانه
--------------------------------------------------------------------------------
(1) اُصول الكافي 1 : 183 .
(2) سورة البقرة : 186 .
(3) الكافي 2 : 47 .
··· (13)
--------------------------------------------------------------------------------
وتعالى :
« وَابْتَغُوا إلَيْهِ الوَسِيلَةَ »(1) .
فهو واسطة الفيض بين الكون وبين ربّه ، في الهداية التكوينيّة والتشريعيّة ،
فنفس الإمام ووليّ اللّه‏ الأعظم وعاء لمشيئة اللّه‏ وإرادته ، ولرضاه وغضبه ...
قال صاحب الزمان عليه‏السلام :
قلوبنا وعاء لمشيّة اللّه‏(2) .
فبيمنه رُزق الورى ، وبوجوده ثبت الأرض والسماء ، وإنّه شمس الخلائق
وسرّ الوجود الذي يتجلّى فيه الحقيقة المحمّديّة والعلويّة ، وتتبلور به الولاية
الإلهيّة والخلافة الكونيّة ، وإنّه عين اللّه‏ في خلقه .
« اللهمّ عرّفني نفسك فإنّك إن لم تعرّفنى نفسك لم أعرف رسولك ، اللهمّ
عرّفني رسولك ، فإنّك إن لم تعرّفني رسولك لم أعرف حجّتك ، اللهمّ عرّفني
حجّتك ، فإنّك إن لم تعرّفني حجّتك ضللت عن ديني ، اللهمّ لا تمتني ميتة
الجاهليّة »(3) .
« خرج الحسين بن عليّ عليه‏السلام على أصحابه فقال : أ يّها الناس ، إنّ اللّه‏
جلّ ذكره ما خلق العباد إلاّ ليعرفوه ـ كما في الحديث القدسي : كنت كنزا مخفيّا
فخلقت الخلق لكي اُعرف ـ فإذا عرفوه عبدوه ـ ففلسفة الحياة وسرّ الخليقة :
العبادة بعد المعرفة كما في قوله تعالى : « وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإنسَ إلاَّ
--------------------------------------------------------------------------------
(1) سورة المائدة : الآية 35 .
(2) تفسير نور الثقلين 5 : 486 .
(3) دعاء الغيبة في آخر مفاتيح الجنان .
(14) ··· الشاهد والمشهود
--------------------------------------------------------------------------------
لِـيَعْبُدُونِ »(1) أي ليعرفون ثمّ يعبدون ـ فإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة
ما سواه . فقال له الرجل : يا ابن رسول اللّه‏ بأبي أنت واُمّي فما معرفة اللّه‏ ؟ قال :
معرفة أهل كلّ زمان إمامهم الذي يجب عليهم طاعته »(2) .
ضرورة معرفة الإمام وولايته :
فمن عرف إمام زمانه بأ نّه مفروض الطاعة والولاية ، فوالاه وأحبّه
وأطاعه ، كما أطاع اللّه‏ ورسوله ، فإنّه كان مؤمنا حقّا ومات على الإيمان والهداية
والعلم :
« مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أطَاعَ اللّه‏َ »(3) .
وبهذه الآية الكريمة يستدلّ على حجّيّة السنّة بالكتاب الكريم ، كما بحديث
الثقلين المتواتر والثابت عند الفريقين يستدلّ على حجّيّة أقوال العترة الهادية
والأئمّة الأطهار عليهم‏السلام ، ووجوب إطاعتهم على الإطلاق ، لعصمتهم وطهارتهم
بآية التطهير وغيرها .
قال رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله :
« فوالذي نفس محمّد بيده لا ينفع عبدا عمله إلاّ بمعرفتنا وولايتنا »(4) .
فالإمام واجب الطاعة وإنّه الوسيلة إلى اللّه‏ ، وواسطة الفيض بين الخالق
--------------------------------------------------------------------------------
(1) الذاريات : 56 .
(2) البحار 5 : 312 .
(3) النساء : 80 .
(4) البحار 27 : 193 .
··· (15)
--------------------------------------------------------------------------------
والمخلوق ، وإنّه حجّة اللّه‏ على الخلائق كلّها ، إذ أ نّه المحور والقلب وقطب العالم
الإمكاني ، لضرورة ذلك عقلاً وعلميّا ، لكونه الإنسان الكامل الذي يخلف اللّه‏
ويكون مظهر أسمائه ومرآة صفاته ، ولولاه لساخت الأرض بأهلها ، به يمسك اللّه‏
السماء أن تقع على الأرض ، وبيمنه رُزق الورى ، وبموالاته تمّت الكلمة ، وتقبل
الطاعة المفترضة والعمل الصالح ، وشرط بقاء العالم إنّما يكون بحضوره
لا بظهوره ، فهو حاضر في الخلق وإن كان غائبا عن الناس ، فإنّه كالشمس
خلف السحاب ، فوجوده لطف من اللّه‏ كما في النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ، وتصرّفه التكويني
والتشريعي لطف آخر ويتمّ بحضوره لا بظهوره ، وأمّا غيبته وعدم تصرّفه القيادي
الاجتماعي فمنّا ، فمتى ما تهيّئت الاُمّة واستعدّت لدولته الكريمة ، فإنّه يظهر
بإذن اللّه‏ سبحانه ، ليملأ الأرض قسطا وعدلاً .
أجل ، لا بدّ من معرفة إمام الزمان لتصحّ التكاليف والوظائف الشرعيّة ،
وتقبل الطاعات والأعمال الصالحة ، يفوز الإنسان بسعادة الدارين ، وتكون
عباداته عن دراية وفهم ، فإنّه ورد في الحديث الشريف : « المتعبّد بغير فقه
كالحمار في الطاحون »(1) أي يمشي ويتحرّك إلى الأمام إلاّ أ نّه يرى نفسه في آخر
الأمر واقفا في مكانه من دون أن يتقدّم ويتطوّر ، فكانت حركته حركة حماريّة ،
وليست إنسانيّة إلهيّة .
وقد بُني الإسلام على خمس كما ورد في الصحيح الباقري عليه‏السلام : « بني
الإسلام على خمس : على الصلاة ، والزكاة ، والصوم ، والحجّ ، والولاية ، ولم يُنادَ
--------------------------------------------------------------------------------
(1) نهج الفصاحة: 627.
(16) ··· الشاهد والمشهود
--------------------------------------------------------------------------------
بشيء كما نودي بالولاية ، فأخذ الناس بأربع وتركوا هذه »(1) .
ثمّ قال زرارة : وأيّ شيء من ذلك أفضل ؟ فقال عليه‏السلام : الولاية أفضل لأ نّها
مفتاحهنّ ، والوالي هو الدليل عليهن .
والإمام السجّاد عليه‏السلام يقول : « ولو أنّ رجلاً عمّر ما عمّر نوحٌ في قومه ألف
سنة إلاّ خمسين عاما ، يصوم النهار ، ويقوم الليل في ذلك الموضع ـ بين الركن
والمقام ـ ثمّ لقي اللّه‏ بغير ولايتنا لم ينفعه شيئا »(2) .
فيجب عقلاً ونقلاً معرفة إمام الزمان ، وقبول ولايته ، وامتثال أوامره
ونواهيه ، وإمام زماننا هو الحجّة الثاني عشر ابن الإمام الحسن العسكري عليه‏السلام
وأ نّه حيّ يرزق ، بوجوده ثبتت الأرض والسماء ، وبه يتميّز الحقّ من الباطل ، فمن
آمن به كان من أهل الحقّ ، وكان مأواه الجنّة ، ومات على الإيمان والهداية ، ومن
جهله وأنكر وجوده ، كان من أهل الباطل ولم يقبل عمله ، وكان مأواه النار ، ومات
على الجاهليّة والضلال والكفر .
بعد  فهرست  قبل 
نسخ الرابط :  
 ." جميع الحقوق محفوظة للمؤسسة الإسلامِة العالمية " التبليغ و الإرشاد .
   
العربية    فارسي    English