الصور النشاطات السيرة  
الصور النشاطات السيرة  
الصوتيات المرئيات الکتب  
الصوتيات المرئيات الکتب  
الإتصال بنا القائمة العامة الإستفتائات  
الإتصال بنا القائمة العامة الإستفتائات  
       
 
   علوی.نت . العربیة . مکتبة الکتب . رسالات الإسلامیة . المجلد الثالث و العشرون - 23 . الشاهد و المشهود فی المهدی . 9 .  

بعد  فهرست  قبل 
 ضرورة معرفة الإمام وولايته :
فمن عرف إمام زمانه بأ نّه مفروض الطاعة والولاية ، فوالاه وأحبّه
وأطاعه ، كما أطاع اللّه‏ ورسوله ، فإنّه كان مؤمنا حقّا ومات على الإيمان والهداية
والعلم :
« مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أطَاعَ اللّه‏َ »(3) .
وبهذه الآية الكريمة يستدلّ على حجّيّة السنّة بالكتاب الكريم ، كما بحديث
الثقلين المتواتر والثابت عند الفريقين يستدلّ على حجّيّة أقوال العترة الهادية
والأئمّة الأطهار عليهم‏السلام ، ووجوب إطاعتهم على الإطلاق ، لعصمتهم وطهارتهم
بآية التطهير وغيرها .
قال رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله :
« فوالذي نفس محمّد بيده لا ينفع عبدا عمله إلاّ بمعرفتنا وولايتنا »(4) .
فالإمام واجب الطاعة وإنّه الوسيلة إلى اللّه‏ ، وواسطة الفيض بين الخالق
--------------------------------------------------------------------------------
(1) الذاريات : 56 .
(2) البحار 5 : 312 .
(3) النساء : 80 .
(4) البحار 27 : 193 .
··· (15)
--------------------------------------------------------------------------------
والمخلوق ، وإنّه حجّة اللّه‏ على الخلائق كلّها ، إذ أ نّه المحور والقلب وقطب العالم
الإمكاني ، لضرورة ذلك عقلاً وعلميّا ، لكونه الإنسان الكامل الذي يخلف اللّه‏
ويكون مظهر أسمائه ومرآة صفاته ، ولولاه لساخت الأرض بأهلها ، به يمسك اللّه‏
السماء أن تقع على الأرض ، وبيمنه رُزق الورى ، وبموالاته تمّت الكلمة ، وتقبل
الطاعة المفترضة والعمل الصالح ، وشرط بقاء العالم إنّما يكون بحضوره
لا بظهوره ، فهو حاضر في الخلق وإن كان غائبا عن الناس ، فإنّه كالشمس
خلف السحاب ، فوجوده لطف من اللّه‏ كما في النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ، وتصرّفه التكويني
والتشريعي لطف آخر ويتمّ بحضوره لا بظهوره ، وأمّا غيبته وعدم تصرّفه القيادي
الاجتماعي فمنّا ، فمتى ما تهيّئت الاُمّة واستعدّت لدولته الكريمة ، فإنّه يظهر
بإذن اللّه‏ سبحانه ، ليملأ الأرض قسطا وعدلاً .
أجل ، لا بدّ من معرفة إمام الزمان لتصحّ التكاليف والوظائف الشرعيّة ،
وتقبل الطاعات والأعمال الصالحة ، يفوز الإنسان بسعادة الدارين ، وتكون
عباداته عن دراية وفهم ، فإنّه ورد في الحديث الشريف : « المتعبّد بغير فقه
كالحمار في الطاحون »(1) أي يمشي ويتحرّك إلى الأمام إلاّ أ نّه يرى نفسه في آخر
الأمر واقفا في مكانه من دون أن يتقدّم ويتطوّر ، فكانت حركته حركة حماريّة ،
وليست إنسانيّة إلهيّة .
وقد بُني الإسلام على خمس كما ورد في الصحيح الباقري عليه‏السلام : « بني
الإسلام على خمس : على الصلاة ، والزكاة ، والصوم ، والحجّ ، والولاية ، ولم يُنادَ
--------------------------------------------------------------------------------
(1) نهج الفصاحة: 627.
(16) ··· الشاهد والمشهود
--------------------------------------------------------------------------------
بشيء كما نودي بالولاية ، فأخذ الناس بأربع وتركوا هذه »(1) .
ثمّ قال زرارة : وأيّ شيء من ذلك أفضل ؟ فقال عليه‏السلام : الولاية أفضل لأ نّها
مفتاحهنّ ، والوالي هو الدليل عليهن .
والإمام السجّاد عليه‏السلام يقول : « ولو أنّ رجلاً عمّر ما عمّر نوحٌ في قومه ألف
سنة إلاّ خمسين عاما ، يصوم النهار ، ويقوم الليل في ذلك الموضع ـ بين الركن
والمقام ـ ثمّ لقي اللّه‏ بغير ولايتنا لم ينفعه شيئا »(2) .
فيجب عقلاً ونقلاً معرفة إمام الزمان ، وقبول ولايته ، وامتثال أوامره
ونواهيه ، وإمام زماننا هو الحجّة الثاني عشر ابن الإمام الحسن العسكري عليه‏السلام
وأ نّه حيّ يرزق ، بوجوده ثبتت الأرض والسماء ، وبه يتميّز الحقّ من الباطل ، فمن
آمن به كان من أهل الحقّ ، وكان مأواه الجنّة ، ومات على الإيمان والهداية ، ومن
جهله وأنكر وجوده ، كان من أهل الباطل ولم يقبل عمله ، وكان مأواه النار ، ومات
على الجاهليّة والضلال والكفر .
بعد  فهرست  قبل 
نسخ الرابط :  
 ." جميع الحقوق محفوظة للمؤسسة الإسلامِة العالمية " التبليغ و الإرشاد .
   
العربية    فارسي    English