من ملكوت النهضة
الحسينيّة ··· (15)
--------------------------------------------------------------------------------
منشأ الانحراف :
لا يخفى أنّ منشأ
الانحراف والارتداد إنّما
كان نتيجة الغفلة بغصب
الخلافة
الحقّة التي كانت لأمير
المؤمنين عليّ
عليهالسلام ومن بعده
أولاده الأحد عشر
عليهمالسلام ،
كلّهم من قريش ، كما نصّ
عليهم جدّهم رسول اللّه
محمّد
صلىاللهعليهوآله ـ
كما ورد متواترا
عند الفريقين السنّة
والشيعة ـ وما المركب
الجيّد إلاّ بسائقها
وقائدها ، ولمّا كان
الأئمّة من آل محمّد
عليهمالسلام سفن النجاة
ومصابيح الهدى ، فلا حيلة
للظالمين
وخلفاء الجور وأحزابهم
إلاّ أن يحذفوا أئمّة
الحقّ من ميادين الناس
وساحات
الاُمّة أوّلاً ، ثمّ
لتثبيت الأمر وتحكيم
قواعده لا بدّ من إسكات
الناس وخنقهم
وذلك بإبطال مفعول الأمر
بالمعروف والنهي عن
المنكر . فلا يحاربونك في
صلاتك وصيامك بل يبنون
المساجد لك ، إلاّ أ نّه
إذا أردت أن تنهى عن
المنكر
وتأمر بالمعروف وتفضح جور
الحكّام ، كان نصيبك
النفي عن البلاد
والاضطهاد
والتنكيل والتكبيت
والتعذيب والتشريد ، كأبي
ذرّ الغفاري رضوان اللّه
تعالى عليه .
فحذفوا بالأمس من كان
يقول : « سلوني قبل أن
تفقدوني ، فإنّي أعلم
بطرق
السماء منكم بطرق الأرض »
، و « أقضاكم عليّ » ، و
« أنا مدينة العلم وعليّ
بابها
ومن أراد المدينة فليأتها
من بابها » ، و « علّمني
رسول اللّه ألف باب من
العلم ينفتح
لي ألف باب » ...
وجلس مجلسه من يقول : «
أقيلوني أقيلوني فإنّي
لستُ بخيرٍ منكم » ؟ ! !
ومن قال تكرارا ومرارا :
« لولا عليّ لهلك عمر » ،
و « إنّ الناس كلّهم أفقه
من عمر
حتّى ربّات الحجول » .