الصور النشاطات السيرة  
الصور النشاطات السيرة  
الصوتيات المرئيات الکتب  
الصوتيات المرئيات الکتب  
الإتصال بنا القائمة العامة الإستفتائات  
الإتصال بنا القائمة العامة الإستفتائات  
       
 
   علوی.نت . العربیة . مکتبة الکتب . رسالات الإسلامیة . المجلد الثالث و العشرون - 23 . من ملکوت النهضة الحسینیّة . 6 .  

بعد  فهرست  قبل 
(16) ··· من ملكوت النهضة الحسينيّة
--------------------------------------------------------------------------------
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :
قال اللّه‏ تعالى : « وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ اُمَّةٌ يَدْعُونَ إلَى الخَيْرِ وَيَأمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ
وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَاُوْلَئِكَ هُمْ المُفْلِحُونَ »(1) .
إنّ اللّه‏ سبحانه رحيم بعباده فأمر ونهى فما أوجبه إنّما هو من رحمته ومن
لوازم الحياة الطيّبة والعيش الرغيد ، فسبحانه أوجب الواجبات رحمة بالعباد ،
وليعرّضهم للثواب ، ومن ثمّ يسعدهم في الدارين ، فما أمر به إنّما هو لما فيه من
المصالح الملزمة ، كما أنّ المنهيّ عنه فيه المفسدة الملزمة ، ولولاهما لتعطّلت
الحدود في المجتمع الإسلامي وانهارت دعائمه ، ثمّ أراد اللّه‏ من عباده النوافل
والخيرات رجحانا من دون إلزام ليتقرّبوا إليه وليزدادوا هدىً ورحمةً والعاقبة
للمتّقين .
ومن الواجبات الإلهيّة الخالدة والتي لا تترك في كلّ زمان ومكان ، وإنّها
تجب على كلّ الناس هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فإنّه ليس كالصلاة
التي تجب منها سبعة عشر ركعة ، ولا كالخمس الذي يجب فيما زاد عن المؤونة ،
ولا الحجّ الذي يجب لمن كان مستطيعا في العمر مرّة ، ولا الزكاة التي تجب
فيما زاد بعد الحول في الأنعام الثلاثة والغلاّت الأربعة والنقدين ، إنّما هو فريضة
تجب فورا عند اجتماع شرائطها في كلّ زمان ومكان .
قال اللّه‏ تعالى :
« كُنْتُمْ خَيْرَ اُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ»(2).
--------------------------------------------------------------------------------
(1) سورة آل عمران : الآية 104 .
(2) سورة آل عمران : الآية 110 .
من ملكوت النهضة الحسينيّة ··· (17)
--------------------------------------------------------------------------------
« وَيَأمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الخَيْرَاتِ
وَاُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ »(1) .
« يَأمُرُهُمْ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ المُنكَرِ »(2) .
« المُنَافِقُونَ وَالمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأمُرُونَ بِالمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ
المَعْرُوفِ »(3) .
« وَالمُؤْمِنُونَ وَالمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ
عَنِ المُنكَرِ »(4) .
« الَّذِينَ إنْ مَكَّـنَّاهُمْ فِي الأرْضِ أقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأمَرُوا
بِالمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ المُنْكَرِ »(5) .
« يَا بُـنَيَّ أقِمِ الصَّلاةَ وَأمُرْ بِالمَعْرُوفِ وَا نْهَ عَنِ المُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا
أصَابَكَ إنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الاُمُورِ »(6) .
قال رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر فهو خليفة اللّه‏ في
الأرض وخليفة رسوله(7) .
وقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : إنّ اللّه‏ تبارك وتعالى ليبغض المؤمن الضعيف الذي لا زبرَ له ،
--------------------------------------------------------------------------------
(1) سورة آل عمران : الآية 114 .
(2) سورة الأعراف : الآية 157 .
(3) سورة التوبة : الآية 67 .
(4) سورة التوبة : الآية 71 .
(5) سورة الحجّ : الآية 41 .
(6) سورة لقمان : الآية 17 .
(7) المستدرك 12 : 179 .
(18) ··· من ملكوت النهضة الحسينيّة
--------------------------------------------------------------------------------
وقال : هو الذي لا ينهى عن المنكر(1) .
وقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : جائني جبرئيل فقال لي : يا أحمد ، الإسلام عشرة أسهم ...
الثامنة : النهي عن المنكر ، وهي الحجّة(2) .
وقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : إنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يدفع رزقا ، ولا يقرّب
أجلاً(3) .
وقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : يا أ يّها الناس ، إنّ اللّه‏ يقول لكم : مروا بالمعروف وانهوا عن
المنكر ، قبل أن تدعوا فلا اُجيب لكم ، وتسألوني فلا اُعطيكم ، وتستنصروني
فلا أنصركم(4) .
وقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : لا يزال الناس بخير ما أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر
وتعاونوا على البرّ ، فإذا لم يفعلوا ذلك نزعت منهم البركات ، وسلّط بعضهم على
بعض ، ولم يكن لهم ناصر في الأرض ولا في السماء(5) .
وقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : لتأمرنّ بالمعروف ولتنهنّ عن المنكر ، أو ليعمّنّكم عذاب اللّه‏(6) .
وقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : من رأى منكم منكرا فليغيّره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإنّ
لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان .
--------------------------------------------------------------------------------
(1) معاني الأخبار 1 : 344 .
(2) علل الشرائع : 249 .
(3) ميزان الحكمة 3 : 1944 .
(4) ميزان الحكمة 3 : 1945 .
(5) مشكاة الأنوار : 51 .
(6) الوسائل 11 : 407 .
من ملكوت النهضة الحسينيّة ··· (19)
--------------------------------------------------------------------------------
وقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : غشيتكم السكرتان : سكرة حبّ العيش وحبّ الجهل ، فعند
ذلك لا تأمرون بالمعروف لا تنهون عن المنكر .
وقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : تقرّبوا إلى اللّه‏ تعالى ببغض أهل المعاصي ، والقوهم بوجوه
مكفهّرة ، والتمسوا رضا اللّه‏ بسخطهم ، وتقرّبوا إلى اللّه‏ بالتباعد منهم .
وقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : كيف بكم إذا فسدت نساؤكم وفسق شبابكم ، ولم تأمروا
بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر ؟ كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتهم عن
المعروف ؟ ! كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا والمنكر معروفا .
قال أمير المؤمنين عليّ عليه‏السلام : غاية الدين الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر وإقامة الحدود ... قوام الشريعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة
الحدود(1) .
وقال لولده محمّد بن الحنفيّة : وأمر بالمعروف تكن من أهله ، فإنّ استتمام
الاُمور عند اللّه‏ تبارك وتعالى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر(2) .
وقال عليه‏السلام : وما أعمال البرّ كلّها والجهاد في سبيل اللّه‏ عند الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر إلاّ كنفثة في بحر لجّيّ(3) .
وعنه عليه‏السلام في قوله تعالى : « وَاصْبِرْ عَلَى مَا أصَابَكَ »(4) قال : من المشقّة
والأذى في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر(5) .
--------------------------------------------------------------------------------
(1) غرر الحكم : ؟؟؟ .
(2) الفقيه 4 : 387 .
(3) نهج البلاغة : الحكمة 374 .
(4) سورة لقمان : الآية 17 .
(5) نور الثقلين 4 : 207 .
(20) ··· من ملكوت النهضة الحسينيّة
--------------------------------------------------------------------------------
وقال عليه‏السلام : الأمر بالمعروف أفضل أعمال الخلق(1) .
وعنه عليه‏السلام : فرض اللّه‏ ... والأمر بالمعروف مصلحة للعوام ... ومن أمر
بالمعروف شدّ ظهور المؤمنين ... ومن نهى عن المنكر أرغم اُنوف الكافرين
( المنافقين ) .
وقال عليه‏السلام : إنّما هلك من كان قبلكم بحيث ما عملوا من المعاصي ولم
ينههم الربّانيّون والأحبار عن ذلك ، فإنّهم لمّا تمادوا في المعاصي نزلت بهم
العقوبات .
وعنه عليه‏السلام : فإنّ اللّه‏ سبحانه لم يلعن القرون الماضية بين أيديكم إلاّ لتركهم
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فلعن اللّه‏ السفهاء لركوب المعاصي والحلماء
لترك التناهي(2) .
وقال عليه‏السلام : إنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقرّبان من أجل
ولا ينقصان من رزق ، لكن يضاعفان الثواب ، ويعظمان الأجر ، وأفضل منهما كلمة
عدل عند إمام جائر(3) .
وقال عليه‏السلام : إنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لخُلقان من خُلق اللّه‏
سبحانه وإنّهما لا يقرّبان من أجل ولا ينقصان من رزق(4) .
وقال عليه‏السلام في وصيّته للحسنين عليهماالسلام عند شهادته : لا تتركوا الأمر
--------------------------------------------------------------------------------
(1) غرر الحكم : 1977 .
(2) شرح النهج 13 : 180 .
(3) غرر الحكم : 3648 .
(4) نهج البلاغة : الخطبة 156 .
من ملكوت النهضة الحسينيّة ··· (21)
--------------------------------------------------------------------------------
بالمعروف والنهي عن المنكر فيولّى عليكم شراركم ، ثمّ تدعون فلا يستجاب
لكم(1) .
وعنه عليه‏السلام : أ يّها الناس إنّما يجمع الناس الرضى والسخط ، وإنّما عقر ناقة
ثمود رجل واحد ، فعمّهم اللّه‏ بالعذاب لمّا عمّوه بالرضى(2) .
وقال عليه‏السلام : إنّي لأرفع نفسي أن أنهى الناس عمّا لست أنتهي عنه ، أو آمرهم
بما لا أسبقهم إليه بعملي(3) .
وعنه عليه‏السلام لمّا سئل عن ميّت الأحياء وهو يخطب : نعم ، إنّ اللّه‏ بعث النبيّين
مبشّرين ومنذرين ، فصدّقهم مصدّقون ، وكذّبهم مكذّبون ، فيقاتلون من كذّبهم بمن
صدّقهم فيظهرهم اللّه‏ ، ثمّ يموت الرسل فتخلف خلوف فمنهم منكر للمنكر بيده
ولسانه وقلبه ، فذلك استكمل خصال الخير ، ومنهم منكر للمنكر بلسانه وقلبه
تارك له بيده ، فذلك خصلتان من خصال الخير تمسّك بهما وضيّع خصلة واحدة
وهي أشرفها ، ومنهم منكر للمنكر بقلبه تارك له بيده ولسانه ، فذلك ضيّع أشرف
الخصلتين من الثلاث وتمسّك بواحدة ، ومنهم تارك له بلسانه وقلبه ويده فذلك
ميّت الأحياء(4) .
وقال عليه‏السلام : أنكر المنكر بيدك ولسانك ، وباين من فعله بجهدك(5) .
--------------------------------------------------------------------------------
(1) نهج البلاغة : الكتاب 47 .
(2) نهج البلاغة : الخطبة 201 .
(3) غرر الحكم : 3780 .
(4) ميزان الحكمة 3 : 1951 .
(5) نهج البلاغة : الكتاب 31 .
(22) ··· من ملكوت النهضة الحسينيّة
--------------------------------------------------------------------------------
وقال عليه‏السلام : أمرنا رسول اللّه‏ أن نلقي أهل المعاصي بوجوه مكفهرّة(1) .
وعنه عليه‏السلام : إنّه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس فيه شيء أخفى من
الحقّ ، ولا أظهر من الباطل ... ولا في البلاد شيء أنكر من المعروف ولا أعرف من
المنكر(2) .
إلى اللّه‏ أشكو من معشر يعيشون جُهّالاً ويموتون ضُلاّلاً ... ولا عندهم أنكر
من المعروف ، ولا أعرف من المنكر(3) .
وقال الإمام الحسين عليه‏السلام : اعتبروا أ يّها الناس بما وعظ اللّه‏ به أولياءه
من سوء ثنائه على الأحبار إذ يقول : « لَوْلا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ »(4) ، وقال :
« لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إسْرَائِيلَ »(5) ، وإنّما عاب اللّه‏ ذلك عليهم لأ نّهم كانوا
يرون من الظلمة الذين بين أظهرهم المنكر والفساد فلا ينهونهم عن ذلك ، رغبةً
فيما كانوا ينالون منهم ، ورهبةً ممّا يحذرون واللّه‏ يقول : « فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ
وَاخْشَوْنِ »(6) .
وعنه عليه‏السلام : اعتبروا أ يّها الناس بما وعظ اللّه‏ به أولياءه ... وقال :
« وَالمُؤْمِنُونَ وَالمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ
--------------------------------------------------------------------------------
(1) الكافي 5 : 59 .
(2) النهج : الخطبة 147 .
(3) النهج : الخطبة 17 .
(4) سورة المائدة : الآية 63 .
(5) سورة المائدة : الآية 78 .
(6) سورة المائدة : الآية 44 .
من ملكوت النهضة الحسينيّة ··· (23)
--------------------------------------------------------------------------------
المُنكَرِ »(1) ، فبدأ اللّه‏ بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضةً منه ، لعلمه بأ نّها
إذا اُدّيت واُقيمت استقامت الفرائض كلّها هيّنها وصعبها ، وذلك أنّ الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر دعاء إلى الإسلام مع ردّ المظالم ومخالفة الظالم ، وقسمة الفيء
والغنائم ، وأخذ الصدقات من مواضعها ، ووضعها في حقّها(2) .
وقال الإمام الباقر عليه‏السلام : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خلقان من
خلق اللّه‏ عزّ وجلّ فمن نصرهما أعزّه اللّه‏ ، ومن خذلهما خذله اللّه‏ عزّ وجلّ .
وعنه عليه‏السلام : إنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء ، ومنهاج
الصلحاء ، فريضة عظيمة بها تقام الفرائض ، وتأمن المذاهب ، وتحلّ المكاسب ،
وتردّ المظالم ، وتعمر الأرض وينتصف من الأعداء ، ويستقيم الأمر(3) .
وقال عليه‏السلام : يكون في آخر الزمان قوم يتبع فيهم قوم مراؤون يتقرّأون
ويتنسّكون حدثاء سفهاء ، لا يوجبون أمرا بمعروف ولا نهيا عن منكر ، إلاّ إذا
آمنوا الضرر يطلبون لأنفسهم الرخص والمعاذير .
وعنه عليه‏السلام : فأنكروا بقلوبكم والفظوا بألسنتكم ، وصكّوا بها جباههم
ولا تخافوا في اللّه‏ لومة لائم ، فإن اتّعظوا وإلى الحقّ رجعوا فلا سبيل عليهم ،
إنّما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحقّ اُولئك لهم
عذاب أليم ، هنالك فجاهدوهم بأبدانكم وابغضوهم بقلوبكم غير طالبين سلطانا ،
ولا باغين مالاً ، ولا مرتدّين بالظلم ظفرا ، حتّى يفيئوا إلى أمر اللّه‏ ويمضوا
--------------------------------------------------------------------------------
(1) سورة التوبة : الآية 71 .
(2) تحف العقول : 237 .
(3) الكافي 5 : 56 .
(24) ··· من ملكوت النهضة الحسينيّة
--------------------------------------------------------------------------------
على طاعته(1) .
وقال عليه‏السلام : ولو أضرّت الصلاة بسائر ما يعملون بأموالهم وأبدانهم
لرفضوها كما رفضوا أسمى الفرائض وأشرفها ـ وهذه هي فلسفة ثورة الإمام
الحسين عليه‏السلام ـ .
وعن أحدهما عليهماالسلام : ويلٌ لمن لا يدين اللّه‏ بالأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر(2) .
وعن الإمام الصادق عليه‏السلام في قوله تعالى : « قُوا أنفُسَكُمْ وَأهْلِيكُمْ
نَارا »(3) لمّا سأله أبو بصير عن وقاية الأهل : تأمرهم بما أمرهم اللّه‏ ، وتنهاهم
عمّا نهاهم اللّه‏ عنه ، فإن أطاعوك كنت قد وقيتهم ، وإن عصوك فكنت قد قضيت
ما عليك .
وعنه عليه‏السلام : ويلٌ لمن يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف .
وقال عليه‏السلام : ما أقرّ قوم بالمنكر بين أظهرهم لا يعيّرونه إلاّ أوشك أن يعمّهم
اللّه‏ عزّ وجلّ بعقاب من عنده(4) .
قال الإمام الكاظم عليه‏السلام : لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو
ليستعملنّ عليكم شراركم فيدعوا خياركم فلا يستجاب لهم(5) .
--------------------------------------------------------------------------------
(1) ميزان الحكمة 3 : 194 .
(2) ثواب الأعمال : 311 .
(3) سورة التحريم : الآية 6 .
(4) ؟؟؟ .
(5) تهذيب الأحكام 6 : 176 .
من ملكوت النهضة الحسينيّة ··· (25)
--------------------------------------------------------------------------------
هذا غيض من فيض من أنوار الثقلين كتاب اللّه‏ والعترة الطاهرة في وجوب
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وعلوّ شأنهما ، وشموخ منزلتهما في الإسلام ،
وفي صدر الإسلام بعد رحلة الرسول الأعظم صلى‏الله‏عليه‏و‏آله لمّا علم الغاصبون أنّ أسمى
الفرائض وأشرفها يضرّ بملكهم وخلافتهم رفضوها ، كما أخبرنا الإمام الباقر عليه‏السلام ،
فلم يبقَ من الإسلام إلاّ اسمه ومن القرآن إلاّ رسمه ، بل أنكر يزيد بن معاوية
الوحي أيضا بقوله : ( لا خبر جاء ولا وحيٌ نزل ) فما على الإمام الحسين عليه‏السلام إلاّ
أن يضحّي بنفسه ويسقي شجرة الإسلام بدمه الطاهر « إن كان دين محمّدٍ لم يستقم
إلاّ بقتلي فيا سيوف خذيني » ..
بعد  فهرست  قبل 
نسخ الرابط :  
 ." جميع الحقوق محفوظة للمؤسسة الإسلامِة العالمية " التبليغ و الإرشاد .
   
العربية    فارسي    English