(16) ··· من ملكوت النهضة
الحسينيّة
--------------------------------------------------------------------------------
الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر :
قال اللّه تعالى : «
وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ
اُمَّةٌ يَدْعُونَ إلَى
الخَيْرِ وَيَأمُرُونَ
بِالمَعْرُوفِ
وَيَنْهَوْنَ عَنِ
المُنْكَرِ وَاُوْلَئِكَ
هُمْ المُفْلِحُونَ »(1)
.
إنّ اللّه سبحانه رحيم
بعباده فأمر ونهى فما
أوجبه إنّما هو من رحمته
ومن
لوازم الحياة الطيّبة
والعيش الرغيد ، فسبحانه
أوجب الواجبات رحمة
بالعباد ،
وليعرّضهم للثواب ، ومن
ثمّ يسعدهم في الدارين ،
فما أمر به إنّما هو لما
فيه من
المصالح الملزمة ، كما
أنّ المنهيّ عنه فيه
المفسدة الملزمة ،
ولولاهما لتعطّلت
الحدود في المجتمع
الإسلامي وانهارت دعائمه
، ثمّ أراد اللّه من
عباده النوافل
والخيرات رجحانا من دون
إلزام ليتقرّبوا إليه
وليزدادوا هدىً ورحمةً
والعاقبة
للمتّقين .
ومن الواجبات الإلهيّة
الخالدة والتي لا تترك في
كلّ زمان ومكان ، وإنّها
تجب على كلّ الناس هو
الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر ، فإنّه ليس
كالصلاة
التي تجب منها سبعة عشر
ركعة ، ولا كالخمس الذي
يجب فيما زاد عن المؤونة
،
ولا الحجّ الذي يجب لمن
كان مستطيعا في العمر
مرّة ، ولا الزكاة التي
تجب
فيما زاد بعد الحول في
الأنعام الثلاثة والغلاّت
الأربعة والنقدين ، إنّما
هو فريضة
تجب فورا عند اجتماع
شرائطها في كلّ زمان
ومكان .
قال اللّه تعالى :
« كُنْتُمْ خَيْرَ
اُمَّةٍ اُخْرِجَتْ
لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ
بِالمَعْرُوفِ
وَتَنْهَوْنَ عَنِ
المُنكَرِ»(2).
--------------------------------------------------------------------------------
(1) سورة آل عمران :
الآية 104 .
(2) سورة آل عمران :
الآية 110 .
من ملكوت النهضة
الحسينيّة ··· (17)
--------------------------------------------------------------------------------
« وَيَأمُرُونَ
بِالمَعْرُوفِ
وَيَنْهَوْنَ عَنِ
المُنْكَرِ
وَيُسَارِعُونَ فِي
الخَيْرَاتِ
وَاُوْلَئِكَ مِنَ
الصَّالِحِينَ »(1) .
« يَأمُرُهُمْ
بِالمَعْرُوفِ
وَيَنْهَاهُمْ عَنِ
المُنكَرِ »(2) .
« المُنَافِقُونَ
وَالمُنَافِقَاتُ
بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ
يَأمُرُونَ بِالمُنْكَرِ
وَيَنْهَوْنَ عَنِ
المَعْرُوفِ »(3) .
« وَالمُؤْمِنُونَ
وَالمُؤْمِنَاتُ
بَعْضُهُمْ أوْلِيَاءُ
بَعْضٍ يَأمُرُونَ
بِالمَعْرُوفِ
وَيَنْهَوْنَ
عَنِ المُنكَرِ »(4) .
« الَّذِينَ إنْ
مَكَّـنَّاهُمْ فِي
الأرْضِ أقَامُوا
الصَّلاةَ وَآتَوْا
الزَّكَاةَ وَأمَرُوا
بِالمَعْرُوفِ وَنَهَوْا
عَنِ المُنْكَرِ »(5) .
« يَا بُـنَيَّ أقِمِ
الصَّلاةَ وَأمُرْ
بِالمَعْرُوفِ وَا نْهَ
عَنِ المُنكَرِ وَاصْبِرْ
عَلَى مَا
أصَابَكَ إنَّ ذَلِكَ
مِنْ عَزْمِ الاُمُورِ
»(6) .
قال رسول اللّه
صلىاللهعليهوآله : من
أمر بالمعروف ونهى عن
المنكر فهو خليفة اللّه
في
الأرض وخليفة رسوله(7) .
وقال صلىاللهعليهوآله
: إنّ اللّه تبارك
وتعالى ليبغض المؤمن
الضعيف الذي لا زبرَ له ،
--------------------------------------------------------------------------------
(1) سورة آل عمران :
الآية 114 .
(2) سورة الأعراف : الآية
157 .
(3) سورة التوبة : الآية
67 .
(4) سورة التوبة : الآية
71 .
(5) سورة الحجّ : الآية
41 .
(6) سورة لقمان : الآية
17 .
(7) المستدرك 12 : 179 .
(18) ··· من ملكوت النهضة
الحسينيّة
--------------------------------------------------------------------------------
وقال : هو الذي لا ينهى
عن المنكر(1) .
وقال صلىاللهعليهوآله
: جائني جبرئيل فقال لي :
يا أحمد ، الإسلام عشرة
أسهم ...
الثامنة : النهي عن
المنكر ، وهي الحجّة(2) .
وقال صلىاللهعليهوآله
: إنّ الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر لا يدفع
رزقا ، ولا يقرّب
أجلاً(3) .
وقال صلىاللهعليهوآله
: يا أ يّها الناس ، إنّ
اللّه يقول لكم : مروا
بالمعروف وانهوا عن
المنكر ، قبل أن تدعوا
فلا اُجيب لكم ، وتسألوني
فلا اُعطيكم ، وتستنصروني
فلا أنصركم(4) .
وقال صلىاللهعليهوآله
: لا يزال الناس بخير ما
أمروا بالمعروف ونهوا عن
المنكر
وتعاونوا على البرّ ،
فإذا لم يفعلوا ذلك نزعت
منهم البركات ، وسلّط
بعضهم على
بعض ، ولم يكن لهم ناصر
في الأرض ولا في
السماء(5) .
وقال صلىاللهعليهوآله
: لتأمرنّ بالمعروف
ولتنهنّ عن المنكر ، أو
ليعمّنّكم عذاب اللّه(6)
.
وقال صلىاللهعليهوآله
: من رأى منكم منكرا
فليغيّره بيده ، فإن لم
يستطع فبلسانه ، فإنّ
لم يستطع فبقلبه ، وذلك
أضعف الإيمان .
--------------------------------------------------------------------------------
(1) معاني الأخبار 1 :
344 .
(2) علل الشرائع : 249 .
(3) ميزان الحكمة 3 :
1944 .
(4) ميزان الحكمة 3 :
1945 .
(5) مشكاة الأنوار : 51 .
(6) الوسائل 11 : 407 .
من ملكوت النهضة
الحسينيّة ··· (19)
--------------------------------------------------------------------------------
وقال صلىاللهعليهوآله
: غشيتكم السكرتان : سكرة
حبّ العيش وحبّ الجهل ،
فعند
ذلك لا تأمرون بالمعروف
لا تنهون عن المنكر .
وقال صلىاللهعليهوآله
: تقرّبوا إلى اللّه
تعالى ببغض أهل المعاصي ،
والقوهم بوجوه
مكفهّرة ، والتمسوا رضا
اللّه بسخطهم ، وتقرّبوا
إلى اللّه بالتباعد منهم
.
وقال صلىاللهعليهوآله
: كيف بكم إذا فسدت
نساؤكم وفسق شبابكم ، ولم
تأمروا
بالمعروف ولم تنهوا عن
المنكر ؟ كيف بكم إذا
أمرتم بالمنكر ونهيتهم عن
المعروف ؟ ! كيف بكم إذا
رأيتم المعروف منكرا
والمنكر معروفا .
قال أمير المؤمنين عليّ
عليهالسلام : غاية الدين
الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر وإقامة الحدود ...
قوام الشريعة الأمر
بالمعروف والنهي عن
المنكر وإقامة
الحدود(1) .
وقال لولده محمّد بن
الحنفيّة : وأمر بالمعروف
تكن من أهله ، فإنّ
استتمام
الاُمور عند اللّه تبارك
وتعالى الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر(2) .
وقال عليهالسلام : وما
أعمال البرّ كلّها
والجهاد في سبيل اللّه
عند الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر إلاّ
كنفثة في بحر لجّيّ(3) .
وعنه عليهالسلام في قوله
تعالى : « وَاصْبِرْ
عَلَى مَا أصَابَكَ »(4)
قال : من المشقّة
والأذى في الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر(5) .
--------------------------------------------------------------------------------
(1) غرر الحكم : ؟؟؟ .
(2) الفقيه 4 : 387 .
(3) نهج البلاغة : الحكمة
374 .
(4) سورة لقمان : الآية
17 .
(5) نور الثقلين 4 : 207
.
(20) ··· من ملكوت النهضة
الحسينيّة
--------------------------------------------------------------------------------
وقال عليهالسلام : الأمر
بالمعروف أفضل أعمال
الخلق(1) .
وعنه عليهالسلام : فرض
اللّه ... والأمر
بالمعروف مصلحة للعوام
... ومن أمر
بالمعروف شدّ ظهور
المؤمنين ... ومن نهى عن
المنكر أرغم اُنوف
الكافرين
( المنافقين ) .
وقال عليهالسلام : إنّما
هلك من كان قبلكم بحيث ما
عملوا من المعاصي ولم
ينههم الربّانيّون
والأحبار عن ذلك ، فإنّهم
لمّا تمادوا في المعاصي
نزلت بهم
العقوبات .
وعنه عليهالسلام : فإنّ
اللّه سبحانه لم يلعن
القرون الماضية بين
أيديكم إلاّ لتركهم
الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر ، فلعن اللّه
السفهاء لركوب المعاصي
والحلماء
لترك التناهي(2) .
وقال عليهالسلام : إنّ
الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر لا يقرّبان من أجل
ولا ينقصان من رزق ، لكن
يضاعفان الثواب ، ويعظمان
الأجر ، وأفضل منهما كلمة
عدل عند إمام جائر(3) .
وقال عليهالسلام : إنّ
الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر لخُلقان من خُلق
اللّه
سبحانه وإنّهما لا
يقرّبان من أجل ولا
ينقصان من رزق(4) .
وقال عليهالسلام في
وصيّته للحسنين
عليهماالسلام عند شهادته
: لا تتركوا الأمر
--------------------------------------------------------------------------------
(1) غرر الحكم : 1977 .
(2) شرح النهج 13 : 180 .
(3) غرر الحكم : 3648 .
(4) نهج البلاغة : الخطبة
156 .
من ملكوت النهضة
الحسينيّة ··· (21)
--------------------------------------------------------------------------------
بالمعروف والنهي عن
المنكر فيولّى عليكم
شراركم ، ثمّ تدعون فلا
يستجاب
لكم(1) .
وعنه عليهالسلام : أ
يّها الناس إنّما يجمع
الناس الرضى والسخط ،
وإنّما عقر ناقة
ثمود رجل واحد ، فعمّهم
اللّه بالعذاب لمّا
عمّوه بالرضى(2) .
وقال عليهالسلام : إنّي
لأرفع نفسي أن أنهى الناس
عمّا لست أنتهي عنه ، أو
آمرهم
بما لا أسبقهم إليه
بعملي(3) .
وعنه عليهالسلام لمّا
سئل عن ميّت الأحياء وهو
يخطب : نعم ، إنّ اللّه
بعث النبيّين
مبشّرين ومنذرين ،
فصدّقهم مصدّقون ،
وكذّبهم مكذّبون ،
فيقاتلون من كذّبهم بمن
صدّقهم فيظهرهم اللّه ،
ثمّ يموت الرسل فتخلف
خلوف فمنهم منكر للمنكر
بيده
ولسانه وقلبه ، فذلك
استكمل خصال الخير ،
ومنهم منكر للمنكر بلسانه
وقلبه
تارك له بيده ، فذلك
خصلتان من خصال الخير
تمسّك بهما وضيّع خصلة
واحدة
وهي أشرفها ، ومنهم منكر
للمنكر بقلبه تارك له
بيده ولسانه ، فذلك ضيّع
أشرف
الخصلتين من الثلاث
وتمسّك بواحدة ، ومنهم
تارك له بلسانه وقلبه
ويده فذلك
ميّت الأحياء(4) .
وقال عليهالسلام : أنكر
المنكر بيدك ولسانك ،
وباين من فعله بجهدك(5) .
--------------------------------------------------------------------------------
(1) نهج البلاغة : الكتاب
47 .
(2) نهج البلاغة : الخطبة
201 .
(3) غرر الحكم : 3780 .
(4) ميزان الحكمة 3 :
1951 .
(5) نهج البلاغة : الكتاب
31 .
(22) ··· من ملكوت النهضة
الحسينيّة
--------------------------------------------------------------------------------
وقال عليهالسلام : أمرنا
رسول اللّه أن نلقي أهل
المعاصي بوجوه مكفهرّة(1)
.
وعنه عليهالسلام : إنّه
سيأتي عليكم من بعدي زمان
ليس فيه شيء أخفى من
الحقّ ، ولا أظهر من
الباطل ... ولا في البلاد
شيء أنكر من المعروف ولا
أعرف من
المنكر(2) .
إلى اللّه أشكو من معشر
يعيشون جُهّالاً ويموتون
ضُلاّلاً ... ولا عندهم
أنكر
من المعروف ، ولا أعرف من
المنكر(3) .
وقال الإمام الحسين
عليهالسلام : اعتبروا أ
يّها الناس بما وعظ
اللّه به أولياءه
من سوء ثنائه على الأحبار
إذ يقول : « لَوْلا
يَنْهَاهُمُ
الرَّبَّانِيُّونَ »(4) ،
وقال :
« لُعِنَ الَّذِينَ
كَفَرُوا مِنْ بَنِي
إسْرَائِيلَ »(5) ،
وإنّما عاب اللّه ذلك
عليهم لأ نّهم كانوا
يرون من الظلمة الذين بين
أظهرهم المنكر والفساد
فلا ينهونهم عن ذلك ،
رغبةً
فيما كانوا ينالون منهم ،
ورهبةً ممّا يحذرون
واللّه يقول : « فَلا
تَخْشَوُا النَّاسَ
وَاخْشَوْنِ »(6) .
وعنه عليهالسلام :
اعتبروا أ يّها الناس بما
وعظ اللّه به أولياءه
... وقال :
« وَالمُؤْمِنُونَ
وَالمُؤْمِنَاتُ
بَعْضُهُمْ أوْلِيَاءُ
بَعْضٍ يَأمُرُونَ
بِالمَعْرُوفِ
وَيَنْهَوْنَ عَنِ
--------------------------------------------------------------------------------
(1) الكافي 5 : 59 .
(2) النهج : الخطبة 147 .
(3) النهج : الخطبة 17 .
(4) سورة المائدة : الآية
63 .
(5) سورة المائدة : الآية
78 .
(6) سورة المائدة : الآية
44 .
من ملكوت النهضة
الحسينيّة ··· (23)
--------------------------------------------------------------------------------
المُنكَرِ »(1) ، فبدأ
اللّه بالأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر فريضةً
منه ، لعلمه بأ نّها
إذا اُدّيت واُقيمت
استقامت الفرائض كلّها
هيّنها وصعبها ، وذلك أنّ
الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر دعاء
إلى الإسلام مع ردّ
المظالم ومخالفة الظالم ،
وقسمة الفيء
والغنائم ، وأخذ الصدقات
من مواضعها ، ووضعها في
حقّها(2) .
وقال الإمام الباقر
عليهالسلام : الأمر
بالمعروف والنهي عن
المنكر خلقان من
خلق اللّه عزّ وجلّ فمن
نصرهما أعزّه اللّه ،
ومن خذلهما خذله اللّه
عزّ وجلّ .
وعنه عليهالسلام : إنّ
الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر سبيل الأنبياء ،
ومنهاج
الصلحاء ، فريضة عظيمة
بها تقام الفرائض ، وتأمن
المذاهب ، وتحلّ المكاسب
،
وتردّ المظالم ، وتعمر
الأرض وينتصف من الأعداء
، ويستقيم الأمر(3) .
وقال عليهالسلام : يكون
في آخر الزمان قوم يتبع
فيهم قوم مراؤون يتقرّأون
ويتنسّكون حدثاء سفهاء ،
لا يوجبون أمرا بمعروف
ولا نهيا عن منكر ، إلاّ
إذا
آمنوا الضرر يطلبون
لأنفسهم الرخص والمعاذير
.
وعنه عليهالسلام :
فأنكروا بقلوبكم والفظوا
بألسنتكم ، وصكّوا بها
جباههم
ولا تخافوا في اللّه
لومة لائم ، فإن اتّعظوا
وإلى الحقّ رجعوا فلا
سبيل عليهم ،
إنّما السبيل على الذين
يظلمون الناس ويبغون في
الأرض بغير الحقّ اُولئك
لهم
عذاب أليم ، هنالك
فجاهدوهم بأبدانكم
وابغضوهم بقلوبكم غير
طالبين سلطانا ،
ولا باغين مالاً ، ولا
مرتدّين بالظلم ظفرا ،
حتّى يفيئوا إلى أمر
اللّه ويمضوا
--------------------------------------------------------------------------------
(1) سورة التوبة : الآية
71 .
(2) تحف العقول : 237 .
(3) الكافي 5 : 56 .
(24) ··· من ملكوت النهضة
الحسينيّة
--------------------------------------------------------------------------------
على طاعته(1) .
وقال عليهالسلام : ولو
أضرّت الصلاة بسائر ما
يعملون بأموالهم وأبدانهم
لرفضوها كما رفضوا أسمى
الفرائض وأشرفها ـ وهذه
هي فلسفة ثورة الإمام
الحسين عليهالسلام ـ .
وعن أحدهما عليهماالسلام
: ويلٌ لمن لا يدين
اللّه بالأمر بالمعروف
والنهي عن
المنكر(2) .
وعن الإمام الصادق
عليهالسلام في قوله
تعالى : « قُوا
أنفُسَكُمْ وَأهْلِيكُمْ
نَارا »(3) لمّا سأله أبو
بصير عن وقاية الأهل :
تأمرهم بما أمرهم اللّه
، وتنهاهم
عمّا نهاهم اللّه عنه ،
فإن أطاعوك كنت قد وقيتهم
، وإن عصوك فكنت قد قضيت
ما عليك .
وعنه عليهالسلام : ويلٌ
لمن يأمر بالمنكر وينهى
عن المعروف .
وقال عليهالسلام : ما
أقرّ قوم بالمنكر بين
أظهرهم لا يعيّرونه إلاّ
أوشك أن يعمّهم
اللّه عزّ وجلّ بعقاب من
عنده(4) .
قال الإمام الكاظم
عليهالسلام : لتأمرون
بالمعروف ولتنهون عن
المنكر أو
ليستعملنّ عليكم شراركم
فيدعوا خياركم فلا يستجاب
لهم(5) .
--------------------------------------------------------------------------------
(1) ميزان الحكمة 3 : 194
.
(2) ثواب الأعمال : 311 .
(3) سورة التحريم : الآية
6 .
(4) ؟؟؟ .
(5) تهذيب الأحكام 6 :
176 .
من ملكوت النهضة
الحسينيّة ··· (25)
--------------------------------------------------------------------------------
هذا غيض من فيض من أنوار
الثقلين كتاب اللّه
والعترة الطاهرة في وجوب
الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر ، وعلوّ شأنهما ،
وشموخ منزلتهما في
الإسلام ،
وفي صدر الإسلام بعد رحلة
الرسول الأعظم
صلىاللهعليهوآله لمّا
علم الغاصبون أنّ أسمى
الفرائض وأشرفها يضرّ
بملكهم وخلافتهم رفضوها ،
كما أخبرنا الإمام الباقر
عليهالسلام ،
فلم يبقَ من الإسلام إلاّ
اسمه ومن القرآن إلاّ
رسمه ، بل أنكر يزيد بن
معاوية
الوحي أيضا بقوله : ( لا
خبر جاء ولا وحيٌ نزل )
فما على الإمام الحسين
عليهالسلام إلاّ
أن يضحّي بنفسه ويسقي
شجرة الإسلام بدمه الطاهر
« إن كان دين محمّدٍ لم
يستقم
إلاّ بقتلي فيا سيوف
خذيني » ..