اللطيفة
الثانية :
ثمّ من خصائص المشكاة أ
نّها تحفظ المصباح من خطر
الأرياح والخمود
والإطفاء ، وكأ نّما أراد
اللّه سبحانه أن يقول :
إنّ النبيّ الأعظم محمّد
صلىاللهعليهوآله وإن
كان
في خطر المشركين والكفّار
والمنافقين ، وكذلك
الخلافة والإمامة الحقّة
من بعده ،
--------------------------------------------------------------------------------
(1) ذكرت تفصيل ذلك في
رسالة ( فاطمة الزهراء
ليلة القدر ) مطبوع في
موسوعة ( رسالات
إسلاميّة ) المجلّد
السابع .
(76) ··· فاطمة الزهراء
مشكاة الأنوار
--------------------------------------------------------------------------------
فيريدون أن يطفئوا نور
اللّه بأفواههم ، إذ
النور تارةً يخمد بالحروب
الضارية
والأسلحة الفتّاكة واُخرى
بالكلام ، فيريدون أن
يطفئوا نور اللّه
بأفواههم ، إلاّ أنّ
اللّه
سبحانه متمّ نوره ولو كره
المشركون والمنافقون ،
فإنّه يحفظ هذا النور
النبوي
والولوي ـ المنسوب إلى
أولياء اللّه وهم الأئمة
الاثنا عشر عليهمالسلام
ـ في مشكاة
وكوّة ، فاللّه متمّ
نوره ـ وهو عليّ
عليهالسلام وأبناءه
وولايتهم والنبيّ ورسالته
ـ بفاطمة
الزهراء عليهاالسلام ،
فهي مشكاة الأنوار
القدسيّة ، ولولاها لأطفأ
أعداء اللّه أنوار
الرسالة
والإمامة .
ثمّ في الحديث الشريف في
وصف النبيّ وعترته
الأطهار وشيعتهم الأبرار
بالشجرة وأغصانها
وأوراقها .
عن الإمام الباقر
عليهالسلام :
الشجرة الطيّبة : رسول
اللّه
صلىاللهعليهوآله
وفرعها عليّ عليهالسلام
، وغصن الشجرة
فاطمة عليهاالسلام ،
وثمرها أولادها ،
وأوراقها شيعتنا(1) .
فعنصر هذه الشجرة
المباركة الثابت أصلها هي
فاطمة الزهراء
عليهاالسلام ، فهي
الماء الحيّ ، ولولاها
لما اخضرّت الشجرة وأينعت
وأثمرت ، فحياتها
وثمراتها
بعنصرها ، فلولا فاطمة
ليبست شجرة النبوّة ودوحة
الإمامة ، ولما اخضرّت
ولا أينعت ولا أثمرت .
وهذا من سرّ الوجود(2) .
فقام الإسلام ببركة
الزهراء في وجودها
الملائكي ، وفي سيرتها
المعصومة ،
وبخطاباتها وجهادها
وجهودها .
--------------------------------------------------------------------------------
(1) مجمع البحرين 2 : 931
.
(2) ذكرت تفصيل ذلك في
كتاب ( فاطمة الزهراء سرّ
الوجود ) مطبوع .
المحاضرة الرابعة ···
(77)
--------------------------------------------------------------------------------
ثمّ القرآن الكريم فيه
آيات محكمات واُخر
متشابهات ، وإنّما تعرف
وتبيّن
المتشابهات بالرجوع إلى
المحكمات فهي البراهين
الساطعة والأدلّة القاطعة
التي
لا نقاش في الاستدلال بها
.