الصور النشاطات السيرة  
الصور النشاطات السيرة  
الصوتيات المرئيات الکتب  
الصوتيات المرئيات الکتب  
الإتصال بنا القائمة العامة الإستفتائات  
الإتصال بنا القائمة العامة الإستفتائات  
       
 
   علوی.نت . العربیة . مکتبة الکتب . رسالات الإسلامیة . المجلد الثالث و العشرون - 23 . فاطمة الزهراء - س - مشکاة الأنوار . 19 .  

بعد  فهرست  قبل 
 فاطمة الزهراء اُمّ المحاسن :
إنّها اُمّ الحسن والحسين والمحسن عليهم‏السلام ، وإنّها اُمّ زينب التي هي زينة أبيها
أمير المؤمنين عليه‏السلام فيتجلّى الحسن الفاطمي الإلهي في أولادها الأبرار الأئمة
الأطهار عليهم‏السلام .
فالزهراء مشكاة المحاسن والفضائل يتجلّى فيها المصابيح الإلهيّة ، وإنّ اللّه‏
سبحانه في سورة النور عرّف الظرف أوّلاً ثمّ المظروف من باب ( ثبّت الأرض ثمّ
انقش ) ، فعرّف فاطمة الزهراء بأ نّها المشكاة ، ثمّ نبيّه الأكرم محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بأ نّه
المصباح ، وهكذا الأئمّة الاثنا عشر عليهم‏السلام مصابيح الهدى .
فما أجمل التعبير القرآني في توصيف فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، عبّر عنها
بالمشكاة كما عبّر عن نبيّه بالمصباح ، وعن وليّه بالزجاجة ، فيعني أ نّها تضمّ بين
حناياها وفي وجودها الكمالات النبويّة والمعالي الولويّة ، فإنّها تجمع كلّ أبعاد
الشخصيّة الإسلاميّة ورسالات السماء التي جاء بها النبيّ وحفظها الوصيّ ،
فالمصباح ونوره الإلهي الساطع يتجلّى فيها ليضيء العالم والأجيال إلى يوم
القيامة ، فالزهراء يعني رسول اللّه‏ وقرآنه وعترته الأطهار عليهم‏السلام .
وقد ورد في تأويل وتفسير سورة القدر أنّ الليلة فاطمة الزهراء عليهاالسلام ،
فصدرها الشريف وقلبها الطاهر وعاء لنزول القرآن فيه ، فأنزل اللّه‏ القرآن ناطقا
بفضائلها ، كما أنزله ليكون ظرفه فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، فحبيبة المصطفى ومهجة
المحاضرة الرابعة ··· (75)
--------------------------------------------------------------------------------
قلبه إنّما هي ظرف لأبيها وبعلها وبنيها عليهم‏السلام ، إنّما هي وعاء للقرآن الكريم في
تأويله وتنزيله وظاهره وباطنه وعلومه ومعارفه ، فهي ليلة القدر قد جُهل قدرها
وفضلها ومقاماتها(1) .
إنّ الحسن كلّه والجمال الإلهي إنّما يتشخّص فيها ، بل هي أعظم ، وفي بيان
عظمتها وجوه :
منها : أ نّها أشرف عنصرا ، فإنّ البشر من آدم ومن دونه إنّما خلقوا من
تراب ، إلاّ فاطمة فإنّها حوراء إنسيّة ، وإنّما كانت حوراء كحور الجنّة إذ انعقد
نطفتها من فاكهة الجنّة ـ كما ورد في كثير من الأحاديث الشريفة ـ فهي أفضل
عنصرا ، فإنّ عنصرها من الجنّة ، وكان النبيّ يقبّل صدرها الشريف ويقول : إنّه أشمّ
منه رائحة الجنّة .
فوجودها مشكاة الأنوار الإلهيّة ، وإنّها عصمة اللّه‏ الكبرى ووعاء لمقدّرات
اللّه‏ ومشيّته وقرآنه الناطق ، وهذا من شموليّتها وسعتها الوجودي . وهو المقصود
من اللطيفة الاُولى في مفهوم المشكاة .
بعد  فهرست  قبل 
نسخ الرابط :  
 ." جميع الحقوق محفوظة للمؤسسة الإسلامِة العالمية " التبليغ و الإرشاد .
   
العربية    فارسي    English