فاطمة
الزهراء اُمّ المحاسن :
إنّها اُمّ الحسن والحسين
والمحسن عليهمالسلام ،
وإنّها اُمّ زينب التي هي
زينة أبيها
أمير المؤمنين
عليهالسلام فيتجلّى
الحسن الفاطمي الإلهي في
أولادها الأبرار الأئمة
الأطهار عليهمالسلام .
فالزهراء مشكاة المحاسن
والفضائل يتجلّى فيها
المصابيح الإلهيّة ، وإنّ
اللّه
سبحانه في سورة النور
عرّف الظرف أوّلاً ثمّ
المظروف من باب ( ثبّت
الأرض ثمّ
انقش ) ، فعرّف فاطمة
الزهراء بأ نّها المشكاة
، ثمّ نبيّه الأكرم محمّد
صلىاللهعليهوآله بأ
نّه
المصباح ، وهكذا الأئمّة
الاثنا عشر عليهمالسلام
مصابيح الهدى .
فما أجمل التعبير القرآني
في توصيف فاطمة الزهراء
عليهاالسلام ، عبّر عنها
بالمشكاة كما عبّر عن
نبيّه بالمصباح ، وعن
وليّه بالزجاجة ، فيعني أ
نّها تضمّ بين
حناياها وفي وجودها
الكمالات النبويّة
والمعالي الولويّة ،
فإنّها تجمع كلّ أبعاد
الشخصيّة الإسلاميّة
ورسالات السماء التي جاء
بها النبيّ وحفظها الوصيّ
،
فالمصباح ونوره الإلهي
الساطع يتجلّى فيها ليضيء
العالم والأجيال إلى يوم
القيامة ، فالزهراء يعني
رسول اللّه وقرآنه
وعترته الأطهار
عليهمالسلام .
وقد ورد في تأويل وتفسير
سورة القدر أنّ الليلة
فاطمة الزهراء
عليهاالسلام ،
فصدرها الشريف وقلبها
الطاهر وعاء لنزول القرآن
فيه ، فأنزل اللّه
القرآن ناطقا
بفضائلها ، كما أنزله
ليكون ظرفه فاطمة الزهراء
عليهاالسلام ، فحبيبة
المصطفى ومهجة
المحاضرة الرابعة ···
(75)
--------------------------------------------------------------------------------
قلبه إنّما هي ظرف لأبيها
وبعلها وبنيها
عليهمالسلام ، إنّما هي
وعاء للقرآن الكريم في
تأويله وتنزيله وظاهره
وباطنه وعلومه ومعارفه ،
فهي ليلة القدر قد جُهل
قدرها
وفضلها ومقاماتها(1) .
إنّ الحسن كلّه والجمال
الإلهي إنّما يتشخّص فيها
، بل هي أعظم ، وفي بيان
عظمتها وجوه :
منها : أ نّها أشرف عنصرا
، فإنّ البشر من آدم ومن
دونه إنّما خلقوا من
تراب ، إلاّ فاطمة فإنّها
حوراء إنسيّة ، وإنّما
كانت حوراء كحور الجنّة
إذ انعقد
نطفتها من فاكهة الجنّة ـ
كما ورد في كثير من
الأحاديث الشريفة ـ فهي
أفضل
عنصرا ، فإنّ عنصرها من
الجنّة ، وكان النبيّ
يقبّل صدرها الشريف ويقول
: إنّه أشمّ
منه رائحة الجنّة .
فوجودها مشكاة الأنوار
الإلهيّة ، وإنّها عصمة
اللّه الكبرى ووعاء
لمقدّرات
اللّه ومشيّته وقرآنه
الناطق ، وهذا من
شموليّتها وسعتها الوجودي
. وهو المقصود
من اللطيفة الاُولى في
مفهوم المشكاة .