لماذا
فاطمة الزهراء مشكاة
الأنوار :
أمّا إنّه لماذا عرّف
اللّه سبحانه صفيّته
ومظهر عصمته وطهارته
فاطمة
الزهراء عليهاالسلام
بالمشكاة ؟ إذ أنّ كمال
النبيّ الجامع لجماله
وجلاله ـ أي الصفات
الجماليّة والصفات
الجلاليّة ـ إنّما يتجلّى
في فاطمة الزهراء
عليهاالسلام ، فكما أنّ
سلامة
المصباح وحفاظه في
المشكاة ، فكذلك النبيّ
بصفاته الكماليّة إنّما
هو في فاطمة
(68) ··· فاطمة الزهراء
مشكاة الأنوار
--------------------------------------------------------------------------------
الزهراء عليهاالسلام .
وما أروع مقوله الخميني
قدسسره أ نّه لو كان بعد
النبيّ نبيّا لكانت فاطمة
، فإنّه
إشارة إلى هذا المعنى كما
يقول الشاعر :
هي أحمد الثاني .
وإذا عرّف شخص في خطاباته
وبياناته شخصا آخر بمثل
هذه التعابير : أ نّه
بضعة النبيّ ، نور عيني ،
بهجة قلبي ، روحي التي
بين جنبَيّ ...
فإنّه من مجموع هذه
الأوصاف والحكايات نستنتج
أنّ ذلك الشخص إنّما
هو من وجوده الخاصّ ، كما
ورد في حديث الكساء ( هم
منّي وأنا منهم ) وورد
( يؤلمني ما يؤلمهم ،
ويسرّني ما يسرّهم ) .
يقول فخر الرازي إمام
المشكّكين في تفسير آية
التطهير : إنّ أهل البيت
يساوون النبيّ في خمس
صفات ، منها : الطهارة ،
فالنبيّ طاهر كما في قوله
تعالى :
« طه * مَا أ نْزَلْنَا
عَلَيْكَ القُرْآنَ
لِتَشْقَى »(1) ، أي يا
طاهر ، وكذلك أهل البيت
عليهمالسلام يشتركون
ويساوون النبيّ في طهارته
ونزاهته وعصمته .