فاطمة
الزهراء روح النبيّ :
وقد عبّر النبيّ الأعظم
صلىاللهعليهوآله عن
فاطمة الزهراء أ نّها (
روحي التي بين جَنبَيَّ )
وقد ذُكر لهذا الحديث
الشريف معانٍ عديدة :
منها : أنّ اللّه سبحانه
لمّا خلق روح النبيّ ،
فإنّه بعد تولّدها امتازت
بالعلم
--------------------------------------------------------------------------------
(1) طه : 1 ـ 2 .
المحاضرة الرابعة ···
(69)
--------------------------------------------------------------------------------
والعمل ، أي بالعلم
اللدنّي منه سبحانه ،
وبالعبادات ، فاتّصل روح
النبيّ بالعلم
والعمل ، والزهراء إنّما
هي روح النبيّ
صلىاللهعليهوآله
متّصلاً بجنبي العلم
والعمل .
ومنها : كان للنبيّ
جنبتان : الرسالة
والولاية التكوينيّة
والتشريعيّة ، فإنّه
يجري الحدود الإلهيّة
بولايته ، فظاهره النبوّة
وباطنه الولاية ـ كما ورد
في
الحديث النبوي الشريف ـ
وفاطمة الزهراء
عليهاالسلام هي الروح
النبوي التي تجمع
الرسالة السماويّة
السمحاء والولاية
الإلهيّة العلياء .
وكما ورد في الحديث
الشريف : لقد كانت مفروضة
الطاعة على جميع
ما خلق اللّه من الجنّ
والإنس والملائكة
والأنبياء حتّى الوحوش ،
ففي عالم
الأنوار والعناصر إذا
أمرت فاطمة عليهماالسلام
، فإنّه يجب على الجميع
إطاعتها ، فإنّ
رضا اللّه في رضاها ،
كما أنّ رضاها في رضا
اللّه ، وإنّ اللّه
يغضب لغضب فاطمة
ويرضى لرضاها ، وهذا من
الولاية الكلّية
التكوينيّة التي كانت
للنبيّ
صلىاللهعليهوآله .
ومنها : أنّ النبيّ كان
يمتاز بجانبي الملكوت
والناسوت ، فإنّه بشر ،
إلاّ أ نّه
يوحى إليه « قُلْ إنَّمَا
أ نَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ
يُوحَى إلَيَّ »(1) ،
فإنّه واسطة فيض بين
الخالق والمخلوق ، فاُذنه
السامع للوحي ولسانه
الناطق للخلق ، فيجمع بين
العالم
الملكوتي والعالم
الناسوتي ، وفاطمة
الزهراء عليهاالسلام هي
الروح النبويّة بين جنبي
الملكوت والناسوت .
فهي عليهاالسلام المشكاة
، أي الجامعية التي كانت
في النبيّ الأكرم محمّد
صلىاللهعليهوآله إلاّ
النبوّة .
--------------------------------------------------------------------------------
(1) الكهف : 110 .