العصمة بنظرة جديدة مجلة الکوثر الرابع والثلاثون - شهر رجب المرجب 1437هـ -2016م صحيفة صوت الكاظمين الشهرية العدد 207/206 النور الباهر بين الخطباء والمنابر قناة الکاظمين مصباح الهداية ونبراس الأخلاق بإدارة السید محمد علي العلوي الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين الشباب عماد البلاد إجمال الكلام في النّوم والمنام المؤسسة الإسلامية العالمية التبليغ والإرشاد برعایة السید عادل العلوي صحیفة صوت الکاظمین 205-204 شهر رجب وشعبان 1437هـ الانسان على ضوء القرآن أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم العلم الإلهامي بنظرة جديدة في رواق الاُسوة والقدوة الله الصمد في فقد الولد في رحاب اولى الألباب المأتم الحسیني الأسبوعي بإشراف السید عادل العلوي في دارالمحققین ومکتبة الإمام الصادق علیه السلام- إحیاء للعلم والعل نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل مجلة الکوثر الثالث والثلاثون - شهر محرم الحرام 1437هـ -2015م نور العلم والعلم نور مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
اللغة
تابعونا...
فهرست کتاب‌‌ لیست کتاب‌ها
■ اعتبار العلم بالمحاذاة على الإمكان ومع عدمه يرجع إلى العلامات والأمارات المفيدة للظن.
■ مع فقد الأمارات السماوية لا يجوز العمل بالظن بل يصلّي إلى أربع جهات مع الإمكان
■ مسائل الامارات السماوية
١ ـ الأمارات المحصلة للظن التي يجب الرجوع إليها عند عدم الإمكان العلم
٢ ـ إذا لم يمكن العلم بالقبلة يجب تحصيل الظن بها
٣ ـ لا فرق في وجوب الإجتهاد بين الأعمى والبصير
٤ ـ لا يعتبر أخبار صاحب المنزل إذا لم يفيد الظن
٥ ـ إذا كان إجتهاده مخالفاً لقبلة المسلمين فالأحوط تكرار الصلاة
٦ ـ إذا حصر القبلة في جهتين بأن عَلِمَ أنها لا تخرج عن أحدهما وجب تكرار الصلاة
٧ ـ إذا إجتهد لصلاة وظن بالقبلة تكفي لصلاة أُخرى ببقاء الظن.
٨ ـ إذا ظن بعد الإجتهاد أنها في جهة فصلّى إليها ثم تبدل ظنّه إلى جهة أخرى وجب عليه أتيان الأمر
٩ ـ إذا إنقلب ظنه في أثناء الصلاة إلى جهة أُخرى إنقلب إلى ما ظنه
١٠ـ يجوز لأحد المجتهدين المختلفين في الإجتهاد والإقتداء بالآخر.
١١ ـ إذا تعسّر الإجتهاد والظن لجهة وتساوت الجهات صلى إلى الأربع.
١٢ ـ إذا لم يقدر على الإجتهاد أو لم يحصل له الظن بكونها في جهة صلى إلى أربع جهات إن وسع الوقت
١٣ ـ لو كان عليه صلاتان فالأحوط أن يكون الثانية إلى جهات الأولى
١٤ ـ في كيفية الترتیب بین الصلاتين
١٥ ـ من عليه صلاتان مع كون وظيفته التكرار إلى أربع
١٦ ـ لا تجب الإعادة على من وظيفته التكرار إذا تبيّن أن القبلة في جهة صلّى إليها.
١٧ ـ يجري الحكم العمل بالظن والتكرار إلى الجهات الأربع في الصلوات اليومية وغيرها
١٨ ـ إذا صلّى من غير فحص عن القبلة إلى جهة غفلة أو مسامحة يجب إعادتها.
■ فصل فيما يستقبل له (يجب الإستقبال في مواضع)
■ فصل في أحكام الخلل في القبلة
■ فصل في الستر والساتر
١ ـ الظاهر وجوب ستر الشعر الموصول بالشعر سواء كان من الرجال أو من المرأة
٢ ـ يحرم النظر إلى ما يحرم النظر إليه في المرآة
٣ ـ مستثنيات الساترية الصلاة للمرأة
٤ ـ لا يجب على المرأة حال الصلاة ستر ما في باطن الفم من الأسنان واللسان ولا ما على الوجه من الزينة
٥ ـ يجب على المرأة ستر المستثنيات إذا كان من ينظر إليها بريبة
٦ ـ يجب على المرأة ستر رقبتها حال الصلاة
٧ ـ الأمة كالحرة في جميع ما ذكر من المستثنى والممستثنى منه
٨ ـ المبعضة كالحرة في الستر
٩ - لا فرق في وجوب التستر بین انواع الصلوات الواجبة والمستحبة
١٠ ـ يشترط ستر العورة في الطواف أيضاً
١١- اذا بدت العورة في اثناء الصلاة لم تبطل
١٢- اذا نسي ستر العورة ابتداءاً او بعد الکشف في اثناء فالاقوی صحة الصلاة وان کان الاحوط الاعادة
١٣- یجب الستر مع جمیع الجوانب
١٤- یجب الستر عن نفسه
١٥- هل اللازم ان یکون ساتریتة في جمیع الاحوال حاصلاً من اول الصلاة الی اخرها
١٦- الستر النفسي والستر الصلاتي والفرق بینهما
■ فصل في شرائط لباس المصلّي
■ الثالث من شرائط لباس المصلّي (أن لا يكون من إجزاء الميتة)
■ الرابع من شرائط لباس المصلّي (أن لا يكون من أجزاء ما لا يؤكل لحمه)
  1. النوران الزهراء والحوراء
  2. الأقوال المختارة في احکام الصلاة سنة 1436هـ
  3. الکافي في اصول الفقه سنة 1436هـ
  4. في رحاب الخير
  5. الغضب والحلم
  6. إیقاظ النائم في رؤیة الامام القائم
  7. الضيافة الإلهيّة وعلم الامام
  8. البداء بين الحقيقة والافتراء
  9. سيماء الرسول الأعظم محمّد (ص) في القرآن الكريم
  10. لمعة من النورین الامام الرضا (ع) والسیدة المعصومة(س)
  11. الدوّحة العلوية في المسائل الافريقيّة
  12. نور الآفاق في معرفة الأرزاق
  13. الوهابية بين المطرقة والسندانه
  14. حلاوة الشهد وأوراق المجدفي فضيلة ليالي القدر
  15. الوليتان التكوينية والتشريعية ماذا تعرف عنها؟
  16. الصّارم البتّار في معرفة النور و النار
  17. بريق السعادة في معرفة الغيب والشهادة
  18. الشخصية النبوية على ضوء القرآن
  19. الزهراء(س) زينة العرش الإلهي
  20. مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
  21. نور العلم والعلم نور
  22. نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل
  23. دروس الیقین فی معرفة أصول الدین
  24. في رحاب اولى الألباب
  25. الله الصمد في فقد الولد
  26. في رواق الاُسوة والقدوة
  27. العلم الإلهامي بنظرة جديدة
  28. أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم
  29. الانسان على ضوء القرآن
  30. إجمال الكلام في النّوم والمنام
  31. العصمة بنظرة جديدة
  32. الشباب عماد البلاد
  33. الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين
  34. النور الباهر بين الخطباء والمنابر
  35. التوبة والتائبون علی ضوء القرآن والسنّة
  36. القصاص علی ضوء القرآن والسّنة الجزء الثاني
  37. القصاص على ضوء القرآن والسنّة الجزء الثالث
  38. القول الرشید فی الإجتهاد و التقلید 2
  39. القول الرشيد في الاجتهاد والتقليد 1
  40. القصاص على ضوء القرآن والسنّة الجزء الاول
  41. الأقوال المختارة في أحكام الطهارة الجزء الأوّل
  42. أحكام السرقة على ضوء القرآن والسنّة
  43. الهدى والضلال على ضوء الثقلين
  44. في رحاب حديث الثقلين
  45. المأمول في تكريم ذرية الرسول 9
  46. عصمة الحوراء زينب 3
  47. عقائد المؤمنين
  48. النفحات القدسيّة في تراجم أعلام الكاظميّة المقدّسة
  49. قبس من أدب الأولاد على ضوء المذهب الإمامي
  50. حقيقة الأدب على ضوء المذهب
  51. تربية الاُسرة على ضوء القرآن والعترة
  52. اليقظة الإنسانية في المفاهيم الإسلامية
  53. هذه هی البرائة
  54. من لطائف الحجّ والزيارة
  55. مختصر دليل الحاجّ
  56. حول دائرة المعارف والموسوعة الفقهية
  57. رفض المساومة في نشيد المقاومة
  58. لمحات قراءة في الشعر والشعراء على ضوء القرآن والعترة :
  59. لماذا الشهور القمرية ؟
  60. فنّ الخطابة في سطور
  61. ماذا تعرف عن العلوم الغريبة
  62. منهل الفوائد في تتمّة الرافد
  63. سهام في نحر الوهّابية
  64. السيف الموعود في نحراليهود
  65. لمعة من الأفكار في الجبر والاختيار
  66. ماذا تعرف عن الغلوّ والغلاة ؟
  67. الروضة البهيّة في شؤون حوزة قم العلميّة
  68. النجوم المتناثرة
  69. شهد الأرواح
  70. المفاهيم الإسلامية في اُصول الدين والأخلاق
  71. مختصر دليل الحاجّ
  72. الشهيد عقل التاريخ المفكّر
  73. الأثر الخالد في الولد والوالد
  74. الجنسان الرجل والمرأة في الميزان
  75. الشاهد والمشهود
  76. محاضرات في علم الأخلاق القسم الثاني
  77. مقتل الإمام الحسين 7
  78. من ملكوت النهضة الحسينيّة
  79. في ظلال زيارة الجامعة
  80. محاضرات في علم الأخلاق
  81. دروس في علم الأخلاق
  82. كلمة التقوى في القرآن الكريم
  83. بيوتات الكاظميّة المقدّسة
  84. على أبواب شهر رمضان المبارک
  85. من وحي التربية والتعليم
  86. حبّ الله نماذج وصور
  87. الذكر الإلهي في المفهوم الإسلامي
  88. السؤال والذكر في رحاب القرآن والعترة
  89. شهر رمضان ربيع القرآن
  90. فاطمة الزهراء مشكاة الأنوار
  91. منية الأشراف في كتاب الإنصاف
  92. العين الساهرة في الآيات الباهرة
  93. عيد الغدير بين الثبوت والإثبات
  94. بهجة الخواصّ من هدى سورة الإخلاص
  95. من نسيم المبعث النبويّ
  96. ويسألونک عن الأسماء الحسنى
  97. النبوغ وسرّ النجاح في الحياة
  98. السؤال والذكر في رحاب القرآن والعترة
  99. نسيم الأسحار في ترجمة سليل الأطهار
  100. لمحة من حياة الإمام القائد لمحة من حياة السيّد روح الله الخميني ومقتطفات من أفكاره وثورته الإسلاميّة
  101. قبسات من حياة سيّدنا الاُستاذ آية الله العظمى السيّد شهاب الدين المرعشي النجفي «قدّس سرّه الشريف »
  102. طلوع البدرين في ترجمة العلمين الشيخ الأعظم الأنصاري والسيّد الأمام الخميني 0
  103. رسالة من حياتي
  104. الكوكب السماوي مقدّمة ترجمة الشيخ العوّامي
  105. الكوكب الدرّي في حياة السيّد العلوي 1
  106. الشاكري كما عرفته
  107. كيف أكون موفّقآ في الحياة ؟
  108. معالم الصديق والصداقة في رحاب أحاديث أهل البيت
  109. رياض العارفين في زيارة الأربعين
  110. أسرار الحج والزيارة
  111. القرآن الكريم في ميزان الثقلين
  112. الشيطان على ضوء القرآن
  113. الاُنس بالله
  114. الإخلاص في الحجّ
  115. المؤمن مرآة المؤمن
  116. الياقوت الثمين في بيعة العاشقين
  117. حقيقة القلوب في القرآن الكريم
  118. فضيلة العلم والعلماء
  119. سرّ الخليقة وفلسفة الحياة
  120. السرّ في آية الاعتصام
  121. الأنفاس القدسيّة في أسرار الزيارة الرضويّة
  122. الإمام المهدي عجل الله تعالی فرجه الشریف وطول العمر في نظرة جديدة
  123. أثار الصلوات في رحاب الروايات
  124. رسالة أهل البيت علیهم السلام سفينة النجاة
  125. الأنوار القدسيّة نبذة من سيرة المعصومين
  126. السيرة النبوية في السطور العلوية
  127. إشراقات نبويّة قراءة موجزة عن أدب الرسول الأعظم محمّد ص
  128. زينب الكبرى (سلام الله علیها) زينة اللوح المحفوظ
  129. الإمام الحسين (علیه السلام) في عرش الله
  130. رسالة فاطمة الزهراء ليلة القدر
  131. رسالة علي المرتضى (علیه السلام) نقطة باء البسملة
  132. الدرّ الثمين في عظمة أمير المؤمنين - علیه السلام
  133. وميض من قبسات الحقّ
  134. البارقة الحيدريّة في الأسرار العلويّة
  135. رسالة جلوة من ولاية أهل البيت
  136. هذه هي الولاية
  137. رسالتنا
  138. دور الأخلاق المحمّدية في تحكيم مباني الوحدة الإسلاميّة
  139. أخلاق الطبيب في الإسلام
  140. خصائص القائد الإسلامي في القرآن الكريم
  141. طالب العلم والسيرة الأخلاقية
  142. في رحاب وليد الكعبة
  143. التقيّة في رحاب العَلَمَين الشيخ الأعظم الأنصاري والسيّد الإمام الخميني
  144. زبدة الأفكار في طهارة أو نجاسة الكفّار
  145. طالب العلم و السیرة الأخلاقیّة
  146. فاطمة الزهراء سلام الله علیها سرّ الوجود

1 ـ أمثلة ما تجوز الصلاة فيه

أمثلة ما تجوز الصلاة فيه

مسألة 1 ـ لا بأس بالشمع والعسل والحرير الممتزج، ودم البق والقمل والبرغوث ونحوها من فضلات أمثال هذه الحيوانات ممّا لا لحم لها، وكذا الصدف لعدم معلومية كونه جزءاً من الحيوان، وعلى تقديره لم يعلم كونه ذا لحم، وأمّا اللؤلؤ فلا إشكال فيه أصلاً لعدم كونه جزءاً من الحيوان.

أقول: يقع الكلام في فضلات الحيوانات التي لا لحم لها عرفاً قابلاً للأكل بل ممّا يبلغ لا ممّا يؤكل ومضغ في الفم كدم البّق والقمل والبرغوث والشمع والعسل من النّحل أو الحرير من دودة القّز ونحوها من فضلات هذه الحيوانات مما لا لحم لها عرفاً، فإنّه لا بأس بها لو كانت بلباس المصلّي، فإنّها وإن كانت ممّا لا يؤكل لحمه إلّا أنّه سالبة بإنتفاء الموضوع، فإنّه لا لحم لها حتى يصدق عليه ممّا لا يؤكل لحمه حتى يقال بعدم جوازه في الصلاة، فهي خارجة عن المأكول لحمه خروجاً موضوعياً وتخصصاً كخروج الجاهل من (أكرم العلماء) ثم لا يخفى أنّه يحرم أكلها لكونها من الحشرات ودخولها في الخبائث أو المسوخ ولكن لا بأس بميتها وفضلاتها في الصلاة فلا يمنع عن الصلاة فيها.

وهذا ما ذهب إليه المشهور كما عند المصنف (قدس سره) كما هو المختار ويدل عليه وجوه:

الأول: الشهرة بل تسالم الأصحاب عليه.

الثاني: الإجماع المحكى.

الثالث: قيام سيرة المتشرعة القطعية على عدم الإجتناب عن هذه الأمور مطلقاً سواء أكان في اللباس أو البدن، بل لا يجتنب عن ميتة نفس تلك الحيوانات في الصلاة فضلاً عن فضلاتها.

الرابع: ورود جملة من الروايات الدالة على ذلك، منها: موثقة عبد الله بن أبي يعفور.

قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما تقول في دم البراغيث؟ قال: ليس به بأس، قلت: إنّه يكثر ويتفاحش قال: وإن كثر([1]).

وجه الإستدلال: إنّ السؤال وكان عن دم البراغيث بصورة مطلقة أعم من أن يكون في الصلاة أو غيرها، إلّا أنه بقرينة (أنه يكثر ويتفاحش) يدل على أنّ السؤال الأول كان بإعتبار لباس المصلّي، إذ السائل كان يتصور أنه لا بأس به بإعتبار أنه دون الدرهم البغلي مما ينفي عنه في الصلاة، فقال أنه أكثر من ذلك فأجابه الإمام (عليه السلام) أنه وإن كثر فلا بأس به، ولو كان السؤال عن حكم دم البرغوث بنفسه من دون علاقته بلباس المصلي لكان السؤال ثانية لغواً، لأنه من الواضح عدم الفرق في نجاسة الشيء بين قليله وكثيره.

ومنها: صحيحة الحلبي:

عن دم البراغيث يكون في الثوب هل يمنعه ذلك من الصلاة فيه؟ قال (عليه السلام): لا وإن كثر([2]).

ومنها: صحيحة إبن مهزيار: عن الصلاة في القرمز وأن أصحابنا يتوقفون فيه، فكتب (عليه السلام): لا بأس به([3]).

ومنها: عن نوادر الرواندي: عن الصلاة في الثوب الذي فيه أبدال الخنافس ودماء البراغيث؟ فقال (عليه السلام): لا بأس([4]).

ورابعاً: لم يرد في الروايات الأمر بإزالتها عن الثوب والبدن عند الصلاة.

وخامساً: تمسكاً بموثقة إبن بكير فلا إطلاق لها حتى يشمل فضلات مثل هذه الحيوانات أو ميتها، فإنّه قوله (مما يؤكل لحمه) قرينة على إختصاص قوله: (حرام أكله) وقوله (عليه السلام): (مما قد نهيت عن أكله) بما كان له لحم، بل لا إطلاق لها بالنسبة إلى ما لا نفس له فضلاً عما لا لحم له، كما أنّ النصوص الأخرى مختصة بذي اللحم لا غير.

وسادساً: قصور المقتضي للمنع، لأنّ غاية ما يمكن أن يستدل به على المنع من مثل ميتة هذه الحشرات وفضلاتها هو التمسك بإطلاق ما ورد في موثقة إبن بكير المتقدمة، إلّا أنه لا إطلاق فيها كما ذكرنا أما لوجود القرائن  الدالة على التخصيص بما يؤكل لحمه أو إلى أنّ الرواية تنحل إلى روايتين فصدرها عن رسول الله وذيلها عن الإمام الصادق (عليه السلام)، وفي كليهما لا إطلاق فيهما أمّا الذيل، فظاهر لأنه قد قيّد باللحم في قوله (عليه السلام): (وإن كان غير ذلك ممّا قد نهيت عن أكله وحرم عليك أكله فالصلاة في كل شيء منه فاسد ذكاء الذبح أم لم يذكه) فالتذكية وعدمها لما فيه اللّحم، وأمّا الصدر، فإنّه وإن كان الموضوع فيه ما حرّم أكله وهو مطلق فيشمل ما لا لحم له أيضاً ومحرّم الأكل كالحشرات لكونها من الخبائث، إلّا أنّ إطلاقه ينصرف قطعاً إلى الحيوان الذي له لحم قابل للأكل، فما لا لحم له الذي يكون أكله ببلعه كالبق ونحوه منصرف عن النّص كما هو الظاهر.

فالمختار عدم اليأس بميتة هذه الحيوانات وفضلاتها لو كان في لباس المصلي أو بدنه.

فرعان الأوّل:

يا ترى هل يلحق الصدف بهذه الحيوانات فلا بأس به لو كان في لباس المصلّي أو أنه مما له لحم يؤكل فيمنع الصلاة فيه؟

ذهب المصنف كما عند المشهور بإلحاق الصدف بهذه الحيوانات أيضاً، وذكر أنّ الوجه في ذلك: أولاً: لعدم معلوميّة كونه جزءاً من الحيوان، وثانياً: على تقدير أنّه جزء من الحيوان إلّا أنّه لم يعلم كونه ذا لحم.

وبعبارة أُخرى: إنّما اُلحق بالحشرات لأنه لم يثبت أن ما يكون في الصدف هو حيوان حتى يكون الصدف جزء من الحيوان ومما لا يؤكل لحمه، بل ليس بحيوان، فإنّه جسم نام على هذه الكيفية الخاصة  كالنباتات من الأجسام النامية.

ثم على تقدير كونه حيواناً، فهل أنّ الصدف جزء منه أو أنه وعاء لتكوّن الحيوان فيه؟ ثم على تقدير أنه جزء من الحيوان فهل يعدّ من الحيوان ذي لحم أو أنّ الصدف في الواقع بمنزلة جلد له كجلد السلحفاة أو أنه قشر محض للحيوان الصدفي.

كبعض الحيوانات التي لا لحم لها، ومع الإجمال لمثل هذا التشكيك والإحتمالات يكون مجرى أصالة البراءة عن ثبوت المنع عنها في لباس المصلّي أو بدنه.

نعم في صحيحة علي بن جعفر عن أخيه (عليه السلام).

سألته عن اللحم الذي يكون في أصداف البحر والفرات أيؤكل ؟ قال (عليه السلام) ذلك لحم الضفادع لا يحل أكله([5]).

فربما يقال أنه يلحق بالحيوانات التي يؤكل لحمها بأنه ما في الصدف الحيواني إنما هو لحم الضفادع وأكلهم، ولكن يحتمل كما هو الظاهر أنّ ما يوجد من اللحم في الصدف ليس منه بل من الضفادع التي دخلت فيه ولا يحل أكل الضفدعة، وأما سبب دخولها فيه، فلكون ما في الصدف من الحشرة التي غذاءها من لحم الضفادع، والله العالم، وتكون الصحيحة حينئذٍ محملة فتسقط عن الإحتجاج بها، ومع الشك فإنّه مجرى أصالة البراءة لكونه من الشك في ثبوت التكليف بكون هذا الصدف الحيواني مانعاً عن الصلاة فيه أو غير مانع؟ فالمختار كما عند المشهور والمصنف (قدس الله أسرارهم) مع عدم البأس في الصلاة بالصدف الحيواني.

الثاني: هل اللؤلؤ يعد جزءاً من الصدف الحيواني؟ فقيل أنه جزء من الصدف ولكن المشهور خلاف ذلك لما عرفت من حال الصدف أولاً، وثانياً ليس اللؤلؤ جزء من الصدف بل هو مخلوق في الصدف، ثم لو سلمنا أنه جزء من الصدف فإنّ صدفه غير الصدف الحيواني، فإنّه كما يقال أصله من قطرات ماء نسيان، فإنّ الصدف يخرج إلى سطح البحر فتسقط قطرة فيها فتغلق نفسها وترجع إلى قعر البر وبعد سنين طويلة ينقلب تلك الفطرة النسائية إلى لؤلؤة بحرية، والعجيب أنّ هذه الفطرة تسقط على أنياب الأفعى بعد أن تفتح فاها عند مطر نيسان وبعد زمان تنقلب تلكالفطرة إلى سمّ، فاعتبروا يا أولي الألباب.

فليس اللؤلؤة جزء من الصدف بل الصدف وعاء لها، كما أنّ سيرة المتشرعة قد قامت على لبسها والتقلّد بها ممّا يدل على جوازها في الصلاة.

 



([1]). الوسائل باب 22 من أبواب النجاسات الحديث الأول.

([2]). الوسائل باب 20من أبواب النجاسات الحديث: 7.

([3]). الوسائل باب 44 من أبواب لباس المصلي الحديث الأول.

([4]). مستدرك الوسائل باب 18 من أبواب النجاسات الحديث: 2.

([5]). الوسائل باب 16 من أبواب الأطعمة المحرمة الحديث الأول.