معالم
دولة الإمام المهدي
عليه السلام :
ففي دولة الإمام المهدي
عليه السلام يتجلّى
التوحيد الخالص ،
والنبوّة الصادقة ،
والإمامة الحقّة ،
والصراط المستقيم ،
والدين القويم ، ويكون
الدين كلّه للّه
عزّ وجلّ ، فتتحقّق آمال
السماء بالبيّنات
والمعجزات وبالكتاب
الكريم وصحف
السماء ، وبالميزان ليقوم
الناس بالقسط والعدالة .
« لَـقَدْ أرْسَلْنَا
رُسُلَـنَا
بِالبَـيِّـنَاتِ وَأ
نْزَلْـنَا مَعَهُمُ
الكِتَابَ وَالمِيزَانَ
لِيَـقُومَ
--------------------------------------------------------------------------------
(1) تفسير البرهان 1 :
191 ، ومنتخب الأثر : 311
، عن الإمام الصادق
عليهالسلام .
(6) ··· الشاهد والمشهود
--------------------------------------------------------------------------------
النَّاسُ بِالقِسْطِ وَأ
نْزَلْـنَا الحَدِيدَ
فِيهِ بَأسٌ شَدِيدٌ
وَمَنَافِـعُ لِلنَّاسِ
»(1) .
فالناس يقومون بالعدل من
عند أنفسهم إيمانا بها ،
لا أ نّهم يجبرون ويقهرون
على ذلك من قبل الأنبياء
والأوصياء ورسل اللّه
سبحانه وتعالى ، وهذا
يستدعي
إصلاح المجتمع من صميمه
وواقعه . وحينئذٍ لو لم
تنفع الثورة الثقافيّة
والعلميّة من
الداخل ، وظهرت على
الساحة نماذج طاغوتيّة ،
فإنّ اللّه أنزل الحديد
ليكون فيه
بأس شديد ، ومنافع للناس
.
فالإمام عليهالسلام يحكم
بالرحمة للمؤمنين ،
وبالنقمة للكافرين ،
فإنّه مظهر
ربّ العالمين ، وإنّ
اللّه أرحم الراحمين في
موضع العفو والرحمة ،
وإنّه أشدّ
المعاقبين في موضع النكال
والنقمة ، فالإمام نقمة
على الظالمين والمستكبرين
،
وعلى من ينكره من أهل
الشرق والغرب ، فإنّه «
إذا ظهرت راية الحقّ
لعنها
أهل الشرق والغرب »(2) ،
و « لولا أنّ السيف بيده
لأفتى الفقهاء بقتله »(3)
، وإنّما
يحكم المهدي عليهالسلام
بحكومة القرآن الكريم
حتّى يرضى أهل السماء
والأرض
بحكومته وعدالته ، ويزدهر
العالم بدولته وينعم
الكون بطلعته ، ويملأ
الأرض بعدله
وقسطه ، ويسترّ به الجميع
حتّى الحيتان في البحر ،
وتخرج الأرض كنوزها
ومعادنها ، وتحمل الأشجار
أثمارها ، ويرتع الذئب مع
الشاة ، ويلعب الأطفال
بالعقارب والحيّات .
فظهوره عليهالسلام يعني
دولة الحقّ والعدالة
والهناء والسعادة ،
ونهاية الظلم
--------------------------------------------------------------------------------
(1) سورة الحديد : الآية
25 .
(2) البحار 52 : 363 .
(3) إلزام الناصب : 192 .
··· (7)
--------------------------------------------------------------------------------
والجور والجهالة والشقاوة
، ومحو الاستكبار
والاستثمار والاستعمار
بمعسكريه
الشرقي والغربي ، فتكمل
عقول الناس ، ويعرفون
الحقّ وأهله ، ولا تأخذهم
في اللّه
لومة لائم .
عن الإمام الباقر
عليهالسلام : « إذا قام
قائمنا وضع يده على رؤوس
العباد فجمع
به عقولهم وكملت به
أخلاقهم »(1) .