الصور النشاطات السيرة  
الصور النشاطات السيرة  
الصوتيات المرئيات الکتب  
الصوتيات المرئيات الکتب  
الإتصال بنا القائمة العامة الإستفتائات  
الإتصال بنا القائمة العامة الإستفتائات  
       
 
   علوی.نت . العربیة . مکتبة الکتب . رسالات الإسلامیة . المجلد الثالث و العشرون - 23 . مقتل الامام الحسین - ع . 53 .  

بعد  فهرست  قبل 
الجواد
وأقبلَ الفرسُ يدورُ حولَهُ ويلطّخُ ناصيتَهُ بدمِهِ ، فصاحَ ابنُ سعدٍ : دونَكمُ
الفرسُ ، فإنّهُ منْ جيادِ خيلِ رسولِ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ، فأحاطتْ بهِ الخيلُ ، فجعلَ يرمَحُ
برجليهِ حتّى قتلَ أربعينَ رجلاً وعشرةَ أفراسٍ ، فقالَ ابنُ سعدٍ : دعوهُ لننظرَ ما
يصنَعُ ، فلمّا أمِنَ الطلبَ أقبلَ نحوَ الحسينِ يمرّغُ ناصيتهُ بدمِهِ ويشمّهُ ويصهلُ
صهيلاً عاليا .
قالَ أبو جعفرٍ الباقرُ عليه‏السلام : كانَ يقولَ :
( الظليمةَ ، الظليمةَ ، منْ اُمّةٍ قتلتْ ابنَ بنتِ نبيّها ) . وتوجّهَ نحوَ المخيّمِ بذلكَ
الصهيلِ(1) .
--------------------------------------------------------------------------------
(1) الفرس مع العيال للشيخ نعمان
ومضى الجوادُ إلى الخيامِ مُحمحما ينعى الحسينَ ودمعهُ يتدفّعُ
فسمعنَ رنّتهُ النساءُ فقلنَ قدْ وقعَ الذيْ كنّا لهُ نتوقّعُ
فخرجنَ منْ فسطاطهنَّ صوارخا جزعا صُراخا للصخورِ يصدّعُ
وأتينهُ والشمرُ جاثٍ فوقهُ بحسامهِ للرأسِ منهُ يقطعُ
فرقى الحسينُ وقلنَ ويلكَ يا عدوَّ اللّه‏ِ ماذا بالمطهّرِ تصنعُ
فاحتزَّ رأسُ السبطِ يا لكَ لوعةً لمْ يبقَ للإسلامِ شملٌ يُجمعُ فاهتزَّ عرشُ اللّه‏ِ جلّ وسبّحتْ أملاكهُ وبكوا أسىً وتفجّعوا
* * *
صرخت زينب وصاحت يمكدر وين احسين عن ظهرك تگنطر اسمع بالمعاره اصياح گبّر عليمن فزع هذا الجيش والتمّ
* * *
يقول الشيخ الشفهيني رضى‏الله‏عنه :
وآبَ جوادُ السبطِ يهتفُ ناعيا وقدْ ملأ البيداءَ منهُ صهيلُ
فلمّا سمعنَ الطاهرات نعيَهُ لراكبهِ والسرجُ منهُ يميلُ
برزنَ منَ الأستارِ حسرى نوادبا على ندبها تُبدي الشجى وتقولُ
* * *
يجدّي گوم شوف حسين مذبوح على الشاطي او على التربان مطروح
يجدّي مات محّد وگف دونه ولا نغّار غمّض له اعيونه يعالج بالشمس منخطف لونه ولا واحد ابحلگه ماي گطّر ··· (89)
--------------------------------------------------------------------------------
وفي زيارةِ الناحيةِ :
« فلمّا نظرنَ النساءُ إلى الجوادِ مَخزيَّا ، والسرجُ عليهِ مَلويّا ، خرجنَ منَ
الخدورِ ناشراتِ الشعورِ ! على الخدودِ لاطماتٍ ، وللوجوهِ سافراتٍ ، وبالعويلِ
(90) ··· مقتل الإمام الحسين عليه‏السلام
--------------------------------------------------------------------------------
داعياتٍ ، وبعدَ العزِّ مذلّلاتٍ ، وإلى مصرعِ الحسينِ مبادراتٍ »(1) .
فواحدةٌ تحنو عليهِ تضمّهُ واُخرى عليهِ بالرداءِ تظلّلُ
واُخرى بفيضِ النَّحرِ تصبغُ وجهَها واُخرى تُفدّيهِ واُخرى تُقبّلُ واُخرى على خوفٍ تَلوذُ بجنبهِ واُخرى لِما قدْ نالَها ليسَ تَعقلُ(2) --------------------------------------------------------------------------------
( 1 ) وراحَ جوادُ السبطِ نحوَ نسائهِ ينوحُ وينعى الظاميَ المترمّلا
خرجنَ بُنيّاتُ الرسولِ حواسرا فعاينَّ مهرَ السبطِ والسرجُ قدْ خلا * * *
يمهر حسين گلّي احسين وينه تركته ايْوِنْ عدل لو ذابحينه
اخذنه وياك دلّينه بولينه نشوفه بيه رِجَه لو هاي هيّه
يمهر احسين وصّفلي وگعته صدگ ذاك السهم بعده ابچبدته
دِگِلّي اشگال أخيّي ما سمعته حين اللّي وگع فوگ الوطيّه
يگلها يزينب لا تلوميني ما لي افّاد أشوف بعيوني ذبّه السهم يا زينب عن امتوني يسبح بدمّه ويِوِنْ على التربان * * *
وغدا الحصانُ منَ الوقيعةِ عاريا ينعى الحسينَ وسرجُهُ قدْ مالا ( 1 ) گعدن يمّ أبو اليمّه ينحبن سكنه اتعدّد الهن وهن يبچن
الرباب اتصيح باللّه‏ حيل الطمن وانتي ابچي يسكنه لا تفترن
يسكنه شوف ابوچ احسين مطروح كل ونّه اليونها اشتعّب الروح
يسكنه ساعدي عمتچ على النوح تراهى طايحة يم راس الحسين
رِفْعَنْ روسهن واگبلن ليها لِگَنْها طايحه او مغشي عليهه
هوت سكنه عليها اتحبّ ايديها ترى ايحگلچ يعمّه من تموتين
··· (91)
--------------------------------------------------------------------------------
بقيَ الحسينُ عليه‏السلام ثلاثَ ساعاتٍ مُلقىً على وجهِ الأرضِ ، قدْ صنعَ لهُ
وسادةً منَ الرَّملِ ، فظنَّ بعضُ العسكرِ أنَّ الحسينَ قدْ صنعَ لهمْ مكيدةً ، فقالوا : إنَّ
الحسينَ ليسَ فيهِ شيءٌ ، وقالَ بعضهمْ : إنَّ الرجلَ غيورٌ ، إذا أردتمْ أنْ تعرفوا حالَهُ
فاهجموا على المخيّمِ ، فهجموا على المخيّمِ ورَوّعوا النساءَ والأطفالَ ، فخرجتِ
الحوراءُ زينبُ ووقفتْ على التلِّ ثمَّ نادتْ بصوتٍ حزينٍ يُقرّحُ القلبَ : يا ابنَ اُمّي
يا حسينُ ، حبيبي يا حسينُ ، إنْ كنتَ حيّا فأدركْنا ، فهذهِ الخيلُ قدْ هجمتْ علينا ،
وإنْ كنتَ ميّتا فأمرُنا وأمرُكَ إلى اللّه‏ِ . فلمّا سمعَ الحسينُ صوتَ اُختهِ قامَ ووقعَ على
وجهِهِ ، ثمَّ قامَ ووقعَ على وجهِهِ ثانيةً ، ثمَّ قامَ ثالثةً ووقعَ على وجههِ ، عندِ ذلكَ
صاحَ :
يا شيعَةَ آلَ أبي سُفْيانْ ، إنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ دينٌ وَكُنْتُمْ لا تَخافونَ المَعادَ فَكونوا
أحْرارا في دُنْياكُمْ وَارْجَعُوا إلَى أحْسابِكُمْ إنْ كُنْتُم عُرُبا كَما تَزْعُمونَ .
فنادى الشمرُ : ما تقولُ يا ابنَ فاطمةَ ؟ قالَ :
أنا الَّذي اُقاتِلُكُمْ ، وَالنِّساءُ لِيْسَ عَلَيْهِنَّ جُناحٌ ، فَامْنَعوا عُتاتَكُمْ وَأشْرارَكُمْ
عَنِ التَّعَرُّضِ لِحَرَمي ما دُمْتُ حَيَّا .
قالَ شمرٌ : إليكمْ عنْ حَرمِ الرَّجلِ ، واقصدوه بنفسهِ ، فانكفأتِ الخيلُ
والرجالُ على أبي عبدِ اللّه‏ِ الحسينِ عليه‏السلام .
وفي تظلّمِ الزهراءِ : إنَّ زينبَ لمّا علمتْ بالوقعةِ خرّتْ مغشيّا عليها ، فلمّا
أفاقتْ منْ غشيتها ، وركضتْ نحوَ المعركةِ وهي تارةً تعثرُ بأذيالها وتارةً تسقطُ
على وجهِها منْ عِظَمِ دهشتِها حتّى انتهتْ إلى المعركةِ ، فجعلتْ تنظرُ يمينا وشمالاً
فرأتْ أخاها الحسينَ على وجهِ الأرضِ والدمُ يسيلُ منْ جراحاتهِ ، فطرحتْ
(92) ··· مقتل الإمام الحسين عليه‏السلام
--------------------------------------------------------------------------------
نفسَها على جسدِهِ الشريفِ وجعلتْ تقولُ : أأنتَ الحسينُ أخيْ ؟ أأنتَ ابنُ اُمّيْ ؟
أأنتَ نورُ بصريْ ؟ أأنتَ مهجةُ قلبيْ ؟ أأنتَ ابنُ محمّدٍ المصطفى ؟ أأنتَ ابنُ عليٍّ
المرتضى ؟ أأنتَ ابنُ فاطمةِ الزهراءْ ؟ أخيْ ، بحقِّ جدّي رسولِ اللّه‏ِ إلاّ ما كلّمتنيْ ،
بحقِّ أبي أميرِ المؤمنينَ إلاّ ما خاطبتنيْ ، بحقِّ اُمّيْ فاطمةَ إلاّ ما جاريتنيْ ، يا ضياءَ
عيني كلّمنيْ ، يا شقيقَ روحي جاوبنيْ(1) .
ونادتِ العقيلةُ : وا محمّداهْ ، وا أبتاهْ ، وا عليّاهْ ، وا جعفراهْ ، وا حمزتاهْ ، هذا
حسينٌ بالعراءْ ، صريعٌ بكربلا . ثمَّ نادتْ : ليتَ السماءَ أطبقتْ على الأرضِ ، وليتَ
الجبالَ تدكدكتْ على السَّهلِ ! ! وانتهتْ نحوَ الحسينِ وقدْ دنا منهُ عمرُ بنُ سعدٍ في
جماعةٍ منْ أصحابهِ ، والحسينُ يجودُ بنفسهِ ! فصاحتْ : أيْ عمرْ ، أيُقتلُ أبو عبدِ اللّه‏ِ
وأنتَ تنظرُ إليهِ ؟ فصرفَ بوجههِ عنها ودموعهُ تسيلُ على لحيتهِ .
فقالتْ : ويحكمْ أما فيكمْ مسلمٌ ؟ فلمْ يجبها أحدٌ ! ثمَّ صاحَ ابنُ سعدٍ
بالناسِ : انزلوا إليهِ وأريحوهْ . فبدرَ إليهِ شمرٌ فرفسَهُ برجلِهِ وجلسَ على صدرِهِ
وقبضَ على شيبتهِ المقدّسةِ وضربَهُ بالسيفِ اثنتيْ عشرةَ ضربةً ، واحتزَّ رأسهُ
المقدّسَ ! !
رحمَ اللّه‏ُ منْ نادى : وا حسيناهْ ، وا قتيلاهْ ، وا مظلوماهْ ، وا إماماهْ .
--------------------------------------------------------------------------------
( 1 ) اتگلّه ابعيني لباريلك اعيالك وبروحي لسچّتلك اطفالك
والموت لو يرضه ابّدالك رحنه يبو اليمّه فدا لك * * *
لمْ أنسَ زينبَ حينَ وافتْ صنوها تدعوهُ يا كهفيْ وحسنَ تعفّفيْ
بعد  فهرست  قبل 
نسخ الرابط :  
 ." جميع الحقوق محفوظة للمؤسسة الإسلامِة العالمية " التبليغ و الإرشاد .
   
العربية    فارسي    English