الصور النشاطات السيرة  
الصور النشاطات السيرة  
الصوتيات المرئيات الکتب  
الصوتيات المرئيات الکتب  
الإتصال بنا القائمة العامة الإستفتائات  
الإتصال بنا القائمة العامة الإستفتائات  
       
 
   علوی.نت . العربیة . مکتبة الکتب . رسالات الإسلامیة . المجلد الثالث و العشرون - 23 . مقتل الامام الحسین - ع . 48 .  

بعد  فهرست  قبل 
(74) ··· مقتل الإمام الحسين عليه‏السلام
--------------------------------------------------------------------------------
الرضيع
ودعا بولدِهِ الرضيعِ يُودّعُهُ ، فأتتْهُ زينبُ بابنهِ عبدُ اللّه‏ِ واُمُّهُ الربابُ ، فأجلسهُ
في حجرهِ يقبّلُهُ ويقولُ :
بُعْدا لِهَؤُلاءِ القَوْمِ إذا كانَ جَدُّكَ المُصْطَفَى خَصْمَهُمْ .
ثمَّ أتى بهِ نحوَ القومِ يطلبُ لهُ الماءَ ، فرَماهُ حرملةُ بنُ كاهلٍ الأسديّ بسهمٍ
فذبَحَهُ ، فتَلقّى الحسينُ الدمَ بكفِّهِ ورمى بهِ نحوَ السَّماءِ .
قالَ أبو جعفرٍ الباقرُ عليه‏السلام :
فَلَمْ تَسْقُطْ مِنْهُ قَطْرَةٌ .
وفيهِ يقولُ حجّةُ آلِ محمّدٍ عجّلَ اللّه‏ُ فَرَجَهُ :
السَّلامُ عَلَى عَبْدِ اللّه‏ِ الرَّضيعِ المَرْمي الصَّريعِ المُتَشَحِّطِ دَما وَالمُصَعَّدِ بِدَمِهِ
إلَى السَّماءِ المَذْبوحِ بِالسَّهْمِ في حِجْرِ أبيهِ ، لَعَنَ اللّه‏ُ راميَهُ حَرْمَلَةَ بنَ كاهِلِ الأسَديّ
وذويهِ .
··· (75)
--------------------------------------------------------------------------------
ثمَّ قالَ الحسينُ عليه‏السلام :
هَوَّنَ ما نَزَلَ بي أ نَّهُ بِعَيْنِ اللّه‏ِ تَعالى . اللَّهُمَّ لا يَكونُ أهْوَنَ عَلَيْكَ مِنْ فَصيلِ
ناقَةِ صالِحٍ ، إلَهي إنْ كُنْتَ حَبَسْتَ عَنَّا النَّصْرَ ، فَاجْعَلْهُ لِما هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ ، وَانْتَقِمْ لَنا مِنَ
الظَّالِمينَ ، وَاجْعَلْ ما حَلَّ بِنا في العاجِلِ ذَخيرَةً لَنا في الآجِلِ . اللَّهُمَّ أنْتَ الشَّاهِدُ
عَلَى قَوْمٍ قَتَلوا أشْبَهَ النَّاسِ بِرَسولِكَ مُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله .
وسمعَ عليه‏السلام قائلاً يقولُ : دعْهُ يا حسينُ ، فإنَّ لهُ مُرضعا في الجنّةِ . ثمَّ نَزلَ
عليه‏السلام عنْ فرسِهِ وحفرَ لهُ بجِفنِ سيفِهِ ودفنهُ مُرمّلاً بدمِهِ وصلّى عليهِ ، ويقالُ : وضعَهُ
معَ قتلى أهلِ بيتهِ(1) .
--------------------------------------------------------------------------------
(1) سيّدي ومولاي الشهيد عبد اللّه‏ الرضيع عليه‏السلام للشيخ سلمان البحراني
فإنْ أنسَ لنْ أنسى ذُكا الحلمِ والحجى وكعبةُ وفدِ القاصدينَ إلى الرفدِ
غداةَ بهِ للقومِ أقبلَ يستقي لهُ عذبُ ماءٍ حلَّ للحُرِّ والعبدِ
فوافاهُ سهمٌ زاحَ منهُ حشى الهدى جريحا جوابا منهمُ منْ يَدَيْ وغدِ وجاءَ بهِ نحوَ الخيامِ ولونُهُ كسى منْ دماءٍ صبغةَ الشيحِ والرندِ فمذْ عاينتهُ زينبٌ أعولتْ أسىً وأنّتْ أنينا فتَّ للحجرِ الصَّلدِ وألوتْ عليهِ اُمّهُ جيدها لكيْ تقبّلَ منهُ النحرَ منْ شدّةِ الوجدِ تخاطبهُ منْ ذا سقاكَ بسهمهِ زعافَ الردى ظلما أيا فلذةَ الكبدِ
فيا ليتَ كأسَ الموتِ قبلكَ ذقتهُ ولا نظرتْ عينيْ اضطرابكَ في المهدِ على الطفلِ مذبوحا بكتْ فاطمٌ لهُ ووالدها والمرتضى هازمُ الجندِ ( الشيح ) و ( الرند ) : نباتان طيّبا الرائحة.
( أبو ذيّة )
نخيت ولا شهم يحسين لبني رجف من العطف والخوف لبني شربة ماي أريدن عاد لبني گبل ما روحه تفغر بين ايديّه
( فائزي )
يا ريت كلّ اولادنه فدوه لرضيعه وحنه فدايا للّي گظه يمّ الشريعه
واللّه‏ افتجعت فاطمة الزهرة فيجعه ابيوم واحد فاگده سبعين وثنين
* * *
سقوهُ دما منْ طعنةٍ في وريدهِ فخرَّ ذبيحا لا وريدٌ ولا نحرُ
( أبو ذيّة )
مياتم للحزن ننصب ونبني فجعني حرملة بنبله ونبني الطفل عاده يفطمونه وآنه ابني انفطم يا ناس بسهام المنيّه
(76) ··· مقتل الإمام الحسين عليه‏السلام
--------------------------------------------------------------------------------
وتقدّمَ الحسينُ عليه‏السلام نحوَ القومِ مُصلتا سيفَهُ آيسا منَ الحياةِ ، ودعا الناسَ
إلى البرازِ فلمْ يزلْ يقتلُ كلَّ مَنْ برزَ إليهِ حتّى قتلَ جمعا كثيرا ، ثمَّ حملَ على
الميمنةِ وهوَ يقولُ :
الموتُ أولى منْ ركوبِ العارِ والعارُ أولى منْ دخولِ النارِ
وحملَ على الميسرةِ وهوَ يقولُ :
أنا الحسينُ بنُ عليْ آليتُ أنْ لا أنثنيْ أحميْ عيالاتِ أبيْ أمضيْ على دينِ النبيْ
قالَ عبدُ اللّه‏ِ بنُ عمّارٍ بنُ يغوثَ : ما رأيتُ مكثورا قطُّ قدْ قُتلَ وُلدُهُ وأهلُ
بيتهِ وصحبهِ ، أربطُ جأشا منهُ ولا أمضى جنانا ولا أجرأُ مَقدما ، ولقدْ كانتِ الرجالُ
تنكشفُ بينَ يديهِ إذا شدَّ فيها ولمْ يثبتْ لهُ أحدٌ .
فصاحَ عمرُ بنُ سعدٍ بالجمعِ : هذا ابنُ الأنزعِ البطينِ ، هذا ابنُ قتّالِ العربِ ،
احملوا عليهِ منْ كلِّ جانبٍ ، فأتتْهُ أربعةُ آلافِ نَبلةٍ ، وحالَ الرجالُ بَينَهُ وبينَ رحلِهِ
··· (77)
--------------------------------------------------------------------------------
فصاحَ بهمْ :
يا شيعَةَ آلَ أبي سُفْيانٍ ، إنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ دينٌ وَكُنْتُمْ لا تَخافونَ المَعادَ فَكونوا
أحْرارا في دُنْياكُمْ ، وَارْجِعوا إلَى أحْسابِكُمْ إنْ كُنْتُمْ عُرُبا كَما تَزْعُمونَ .
فناداهُ شمرٌ : ما تقولُ يا ابنَ فاطمةَ ؟ قالَ :
أنا الَّذي اُقاتِلُكُمْ وَالنِّساءُ لَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُناحٌ ، فَامْنَعوا عُتاتَكُمْ عَنِ التَّعَرُّضِ
لِحَرَمي ما دُمْتُ حَيَّا .
قالَ اقصدونيْ بنفسيْ واتركوا حُرَميْ قدْ حانَ حينيْ وقدْ لاحتْ لوائحُهُ
فقالَ الشمرُ : لكَ ذلكَ .
وقصدَهُ القومُ واشتدَّ القتالُ وقدْ اشتدَّ بهِ العطشُ ، فحملَ منْ نحوِ الفراتِ على
عمرو بنَ الحجّاجِ وكانَ في أربعةِ آلافٍ ، فكشفهمْ عنِ الماءِ وأقحمَ الفرسَ الماءَ ،
فلمّا همَّ الفرسُ ليشربَ قالَ الحسينُ :
أنْتَ عَطْشانُ وَأنا عَطْشانُ ، فَلا أشْرَبُ حَتَّى تَشْرَبَ !
فرفَعَ الفرسُ رأسَهُ كأ نّهُ فهمَ الكلامَ ، ولمّا مدَّ الحسينُ يدهُ ليشربَ ، ناداهُ
رجلٌ أتلتذُّ بالماءِ وقدْ هُتِكَتْ حُرَمُكَ ؟ فرمى الماءَ ولمْ يشربْ وقَصدَ الخيمةَ
بعد  فهرست  قبل 
نسخ الرابط :  
 ." جميع الحقوق محفوظة للمؤسسة الإسلامِة العالمية " التبليغ و الإرشاد .
   
العربية    فارسي    English