التعزية ملح المحاضرات
الإسلاميّة ··· (59)
--------------------------------------------------------------------------------
زيارة عاشوراء حديث قدسي
لا يخفى أنّ زيارة
عاشوراء صحيحة السند ،
كما جاء في ( كامل
الزيارات )
للمحدّث الكبير محمّد ابن
قولويه القمّي قدسسره ،
وظاهر الخبر الشريف أ نّه
من
الحديث القدسي ، ففي خبر
صفوان إنّما ينقل جبرائيل
الأمين الزيارة أوّلاً عن
اللّه
سبحانه ، ثمّ يهدي ذلك
إلى نبيّه الخاتم محمّد
صلىاللهعليهوآله ،
ثمّ إلى أمير المؤمنين
عليّ عليهالسلام
ومن ثمّ إلى الإمامين
الباقر والصادق
عليهماالسلام ، وقد صدر
الخبر الشريف في
عصرهما عليهماالسلام ،
كما حدث ذلك في خمس أرباح
المكاسب الذي هو من
مصاديق
الغنائم في قوله تعالى: «
ما غنمتم من شيء فللّه
خمسه » وإنّما كان
التأخير في
بيان الحكم لمصالح خاصّة
ولا مانع في ذلك ـ كما هو
ثابت في محلّه ـ .
ثمّ الحديث والخبران كان
من اللّه أي من قوله
تعالى فإنّه يسمّى
بالحديث القدسي ، وإن صدر
من النبيّ سمّي بالحديث
النبوي ، وإن كان من
الإمام
المعصوم عليهالسلام
سُمّي بالحديث الولوي أي
المنسوب إلى وليّ اللّه
.
وهناك فروق ذكرها الأعلام
بين قول اللّه المذكور
في كتابه الكريم والقرآن
العظيم وبين الحديث
القدسي ، وإليك بعض
الفروق التالية :
1 ـ القرآن الكريم فيه
جانب الإعجاز والتحدّي
دون الحديث القدسي ،
(60)
--------------------------------------------------------------------------------
فالقرآن معجزة النبيّ دون
الحديث القدسي .
2 ـ يعتبر في نزل القرآن
الكريم على قلب النبيّ
صلىاللهعليهوآله أن
يكون بالوحي
والمَلَك ، ولا يعتبر ذلك
في الحديث القدسي .
3 ـ يعتبر في القرآن
الكريم التبليغ والإنذار
كما في قوله تعالى : « يا
أ يّها
الرسول بلّغ ما اُنزل
إليك » ولا يشترط ذلك في
الحديث القدسي .
4 ـ ثبوت القرآن بنزول
الوحي وتواتر نقل القرآن
بتواتر قطعي فهو قطعي
الصدور ، أمّا الحديث
القدسي فهو من الخبر
الآحاد .
5 ـ معنى الحديث القدسي
من اللّه ولفظه من
النبيّ بخلاف القرآن
الكريم
فكلاهما من اللّه سبحانه
.
6 ـ قد صان اللّه القرآن
وحفظه من كلّ نقص وزيادة
وتحريف كما في قوله
تعالى : « نحن نزّلنا
الذكر وإنّا له لحافظون »
ولا يلزم ذلك في الحديث
القدسي .
7 ـ يشتمل القرآن الكريم
على سور وكلّ سورة على
آيات ولا يكون ذلك
في الأحاديث القدسيّة .
8 ـ لا تصحّ الصلاة
بقراءة الحديث القدسي بعد
فاتحة الكتاب كما تصحّ
بقراءة القرآن الكريم .
9 ـ من أنكر القرآن
الكريم فقد كفر ، ولا
يتحقّق ذلك في الحديث
القدسي .
10 ـ لا يحرم مسّ الحديث
القدسي ولا يشترط فيه
الطهارة بخلاف القرآن
الكريم فلا يمسّه إلاّ
المطهّرون .
11 ـ يصحّ نقل الحديث
القدسي بالمعنى ولا يصحّ
ذلك في القرآن الكريم .
وهناك فروق اُخرى يقف
عليها المتتبّع .