الصور النشاطات السيرة  
الصور النشاطات السيرة  
الصوتيات المرئيات الکتب  
الصوتيات المرئيات الکتب  
الإتصال بنا القائمة العامة الإستفتائات  
الإتصال بنا القائمة العامة الإستفتائات  
       
 
   علوی.نت . العربیة . مکتبة الکتب . رسالات الإسلامیة . المجلد الثالث و العشرون - 23 . فی ظلال زیارة الجامعة . 1 .  

بعد  فهرست  قبل 
(2)
--------------------------------------------------------------------------------
في ظلال زيارة الجامعة(1) الحمد للّه‏ الهادي إلى الصواب والرشاد ، والصلاة والسلام على أشرف
الخلق والعباد محمّد وآله الأسياد الأمجاد .
أمّا بعد ؛ فلا يخفى أنّ محور الموضوع في رسالتنا الوجيزة هذه سيكون
حول دور الإمام عليّ بن محمّد الهادي عليه‏السلام في تصدّيه لأهل البدع وردّ الشبهات
التي اُثيرت في عصره ، ونطرق هذا المبحث من خلال ( زيارة الجامعة الكبرى )
التي رواها الأصحاب عنه عليه‏السلام بسندٍ معتبر كما هو ثابت في محلّه ونشير إليه ،
ومقدّمةً نقول :
إنّ الإمام لغةً : بمعنى المتبوع في أفعاله وأقواله ، والإمامة بمعنى المتابعة
بين الاُمّة وإمامها ، وبين الرعيّة وقائدها وسائقها ، ومنها صلاة الجماعة والجمعة
فإنّها بين إمام ومأموم ...
--------------------------------------------------------------------------------
(1) محاضرة إسلامية ألقاها الكاتب في مركز الأبحاث العقائدية بقم المقدّسة يوم 12 من
شعبان سنة 1422 وعلى شبكة الإنترنيت .
(3)
--------------------------------------------------------------------------------
والإمامة اصطلاحا : رئاسة عامّة في اُمور الدين والدنيا بنصّ من اللّه‏
سبحانه ورسوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله عند أتباع مذهب أهل البيت عليهم‏السلام ، وبالشورى وتعيين أهل
الحلّ والعقد عند أبناء العامّة والجمهور .
والإمامة عند الشيعة الإماميّة الاثني عشرية تعني المرجعيّة بأبعادها الثلاثة
الكلّية ، وهي :
1 ـ المرجعيّة الدنيويّة والاجتماعيّة السياسيّة القياديّة : بمعنى الرئاسة
والقيادة العامّة في اُمور الدنيا من إدارة البلاد وحكومتها .
2 ـ المرجعيّة الدينية والعلميّة والتشريعيّة : بمعنى الرئاسة في اُمور الدين
وتبليغه ودفع الشبهات وحفظ الرسالة من الضياع والانحراف الذي ينتهي إلى
عدمها ومحقها .
3 ـ المرجعيّة التكوينيّة : بمعنى الإمامة العامّة لكلّ الخلق والمحوريّة
والقطبيّة في عالم التكوين والولاية العظمى في عالم الإمكان وفي ما سوى اللّه‏
سبحانه وتعالى .
والأئمّة المعصومون من أهل البيت عليهم‏السلام وإن كانت لهم أدوار مختلفة
ومتفاوتة بحسب ظروفهم وعصورهم ، فمنهم من رضي بالصلح كالإمام الحسن
المجتبى عليه‏السلام ، ومنهم من ثار بالسيف كالإمام الحسين سيّد الشهداء عليه‏السلام ،
ومنهم من التجأ إلى الدعاء والعبادة حتّى صار زين العابدين وسيّد الساجدين ،
ومنهم من تربّع على كرسيّ التدريس وبيان العلوم والمعارف كالإمامين الباقر
والصادق عليهماالسلام ، ومنهم من ألجأته الظروف وظلم الطغاة أن يكون سجينا كالإمام
الكاظم عليه‏السلام ، ومنهم من قَبِل ولاية العهد كالإمام الرضا عليه‏السلام ، وغير ذلك من
(4) ··· في ظلال زيارة الجامعة
--------------------------------------------------------------------------------
الأدوار المختلفة ، إلاّ أ نّهم اشتركوا جميعا في حفظ الرسالة الإسلامية من الضياع
والانحراف كلّ بحسب ظروفه ومحيطه ، كما تصدّوا لدفع الشبهات التي تثار بين
آونة واُخرى ، فأوّلاً كان السعي لحفظ أصل الإمامة والخلافة وإرجاع الناس إليها
مرّة اُخرى ، بعد أن انقلبوا على أعقابهم وارتدّوا عنها إلاّ ما يعدّ بالأصابع ، ثمّ وقع
البعض في الإفراط من الغلوّ في حقّ الإمام والإمامة ، ومنهم من وقع في التفريط
والتقصير في حقّ الإمام والإمامة ، فكان دور الأئمة حينئذٍ في تصحيح مسيرة
الشيعة أنفسهم بردّ الشبهات وإبطال البدع ومحاربة أصحابها ، فاتّخذ الأئمة
الأطهار عليهم‏السلام وشيعتهم مواقف صريحة وصلبة من المنحرفين من الغلوّ والغلاة
ومن التقصير والمقصّرين ، وقد أعلنوا عن كفر اُولئك وإلحادهم ، وبيّنوا زيف
هؤلاء وبطلانهم ، فمن تقدّم عليهم مارق من الدين ، ومن قصّر في حقّهم زاهق ،
ومن لحق بهم ، وتمسّك بحجزتهم ، ولزمهم في معتقداته وسلوكه فهو السابق
اللاحق ، فإنّهم النمرقة الوسطى والصراط المستقيم والعروة الوثقى وسفن النجاة
ومصابيح الهدى .
وإنّما تصدّوا لأهل البدع حفاظا على الخطّ الرسالي المحمّدي الأصيل
الذي دافع عنه الأئمة عليهم‏السلام منذ اليوم الأوّل بكلّ ما اُتيح لهم من وسائل وأسباب
ولم يدّخروا في هذا السبيل وسعا وجهدا .
أجل : لقد اندسّ في صفوف شيعة أهل البيت عليهم‏السلام جماعة خبيثة ـ كالجمرة
الخبيثة ـ من أهل الدجل والبدع والأضاليل إلى حدّ الإلحاد والكفر ، حاملين
معاول الهدم والتخريب في صرح وكيان الإسلام ومبادئه وتعاليمه السامية ،
فأغروا بعض البسطاء والسذّج الذين لا يملكون أيّ وعي وتفكّر وتعمّق . فلقد
مقدّمة ··· (5)
--------------------------------------------------------------------------------
انتحل الغلاة بعض الأحاديث ودسّوها في أقوال الأئمة عليهم‏السلام وذلك لكسب
الأنصار والمؤيّدين من جهة ، ولإعطاء الصبغة الدينية والشرعيّة على أعمالهم
وأقوالهم من جهة اُخرى ، ولتهديم الشريعة وتشويهها من جهة ثالثة . وللحصول
على المال والمنال والرجال من جهة رابعة .
قال الإمام الرضا عليه‏السلام : إنّ مخالفينا وضعوا أخبارا في فضائلنا ، وجعلوها
على ثلاثة أقسام : أحدها الغلوّ ، وثانيها التقصير في أمرنا ، وثالثها التصريح
بمثالب أعدائنا ، فإذا سمع الناس الغلوّ فينا كفّروا شيعتنا ونسبوهم إلى القول
بربوبيّتنا ، وإذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا ، وإذا سمعوا مثالب أعدائنا بأسمائهم
ثلبونا بأسمائنا(1) .
وفي عصر الإمام الهادي عليّ بن محمّد عليهماالسلام كان لهؤلاء الغلاة دورا فعّالاً ،
ربما كان من جرّاء حبس الإمام عليه‏السلام من قبل المتوكّل العباسي في معسكر جيشه
في سامراء فاستغلّ هؤلاء عدم حضور الإمام عليه‏السلام في الساحة للإقامة الجبريّة
عليه في مدينة سامراء آنذاك .
ومن رؤوس هؤلاء الغلاة المعاصرين للإمام الهادي عليه‏السلام علي بن حسكة
القمّي ـ وكانت قم آنذاك مهد التشيّع ـ والقاسم بن يقطين ، والحسن بن محمّد بن
باب القمّي ، وفارس بن حاتم بن ماهويه القزويني ، ومحمّد بن نصير الفهري
النميري ، وغيرهم .
لقد اختلق هؤلاء الأحاديث على لسان الأئمة عليهم‏السلام التي تشمئزّ منها
--------------------------------------------------------------------------------
(1) عيون أخبار الرضا عليه‏السلام 1 : 304 .
(6) ··· في ظلال زيارة الجامعة
--------------------------------------------------------------------------------
النفوس ، ومن بدعهم وأضاليلهم التي حاولوا فيها الكيد للإسلام والطعن به
وتشويه واقع الأئمة الأطهار من أهل البيت عليهم‏السلام ادّعاؤهم أنّ الصلاة والزكاة
والصيام وسائر الفرائض جميعها رجل ، فاستهتروا بسائر الفرائض والسنن الإلهيّة ،
وأسقطوا عمّن دان بمذهبهم ، بل وأباحوا النكاح من المحارم واللواط ، وقالوا
بالتناسخ ، وما إلى ذلك من المحرّمات والأباطيل .
والأنكى من جميع ذلك أ نّهم ادّعوا الربوبيّة للإمام الهادي عليه‏السلام بأ نّه هو
الربّ الخالق والمدبّر للكون ، وأ نّه بعث ابن حسكة ومحمّد بن نصير الفهري
وابن بابا وغيرهم أنبياء يدعون الناس إليهم ويهدونهم ، وكان هدفهم الأساس
هو الاستحواذ على أموال الناس والحقوق والوجوه الشرعيّة التي تُحمل إلى
الإمام عليه‏السلام كما هو ظاهر كثير من الروايات .
وعلى الرغم من الإقامة الجبرية على الإمام عليه‏السلام في هيمنة خلفاء
بني العباس الجائرين ، وملاحقة مواليه وشيعته ومحبّيه ، فإنّه عليه‏السلام وأصحابه
رضوان اللّه‏ عليهم لم يألوا جهدا في سبيل تصحيح المسار ، والتصدّي لهذه الحركة
المشبوهة والمنحرفة ضمن المسؤولية الشرعيّة والمرجعيّة الدينية والعلمية
والتبليغيّة المناط به عليه‏السلام ، للحفاظ على الإسلام والمسلمين بكلّ ما حوى من
علوم ومعارف واتّجاهات ، فقد لعنهم الإمام عليه‏السلام وأعلن البراءة منهم ، ودعا
عليهم ، وحذّر أصحابه وسائر المسلمين من الاتّصال بهم أو الانخداع بمفترياتهم
ودسائسهم ، بل وأمر بقتل زعيم الغلاة في وقته فارس بن حاتم ، وضمن لقاتله
الجنّة ، كما ورد في الروايات والتاريخ .
ثمّ الإمام علي الهادي عليه‏السلام كي يبيّن حقيقة الإمامة بأبعادها ومراتبها
مقدّمة ··· (7)
--------------------------------------------------------------------------------
ومقاماتها لظروفه الخاصّة ، أبانها من خلال زيارة الجامعة التي وردت لمن أراد
أن يزور الأئمة الأطهار عليهم‏السلام دون غيرهم حتّى فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، فإنّها لا تزار
بهذه الزيارة ، فهي مختصّة بهم لما فيها من بيان مقامات الإمامة والإمام ، وقبل
الورود في بيان الدلالات فيها ، لا بأس أن نذكر السند وما يترتّب عليه من الصحّة
والقبول ، لإثارة بعض المخالفين ضبابة حول صحّة الصدور .
بعد  فهرست  قبل 
نسخ الرابط :  
 ." جميع الحقوق محفوظة للمؤسسة الإسلامِة العالمية " التبليغ و الإرشاد .
   
العربية    فارسي    English