أمير
المؤمنين جلالة الفقه :
في يوم من الأيام طلب
النبيّ الأعظم
صلىاللهعليهوآله من
عبد اللّه بن مسعود أن
يعلّم
أعرابيّا ـ دخل في
الإسلام جديدا ـ القرآن
الكريم ، فما أن قرأ له
سورة الزلزال
وقوله تعالى : « فَمَنْ
يَعْمَلْ مِثْقَالَ
ذَرَّةٍ خَيْرا يَـرَه
»(1) ، قال الأعرابي :
كفاني هذا ،
فإنّ هذا الدين يدعو إلى
الخير والاجتناب عن الشرّ
، فرجع إلى قومه مسلما
صالحا ، وقال النبيّ في
حقّه : جاء أعرابيّا ورجع
فقيها .
والفقه لغةً : بمعنى
الفهم ، والفهم يرادف
العلم أو يلازمه ، ويسمّى
بالفقه
الأكبر .
واصطلاحا عند فقهاء
الإسلام : الفقه يعني
استنباط الأحكام الشرعيّة
--------------------------------------------------------------------------------
(1) الزلزال : 7 .
المحاضرة الرابعة ···
(71)
--------------------------------------------------------------------------------
الفرعيّة عن أدلّتها
التفصيليّة ، ويسمّى
بالفقه الأصغر ، والأوّل
واجب عيني(1) ،
والثاني واجب كفائي .
وقد ورد عن رسول اللّه
صلىاللهعليهوآله : لو
كان الفقه رجلاً لكان
عليّا عليهالسلام .
وهذا يعني أنّ أمير
المؤمنين عليّ
عليهالسلام جمع الفقه
كلّه ، فإنّ بداية الفقه
كان
عند آدم عليهالسلام ،
ثمّ تدرّج في الأنبياء
والأوصياء والأولياء
والصلحاء ، إلاّ أ نّه قد
جُمع كلّه في عليّ
عليهالسلام .
كما ورد في الحديث
النبويّ الشريف ـ عند
السنّة والشيعة : من أراد
أن ينظر إلى آدم في علمه
وإلى نوحه في حلمه ... ـ
. فلينظر إلى عليّ بن
أبي طالب عليهالسلام .
فقد جمع أوصاف الأنبياء
وعلومهم ومعارفهم وجسّد
الفقه الأكبر
والأصغر .
في الحديث النبويّ الشريف
: ولولا عليّ لم يكن
لفاطمة الزهراء كفؤ ، آدم
ومن دونه .
فإنّها تساويه وتكافئه في
الفضائل والمحامد .