الصور النشاطات السيرة  
الصور النشاطات السيرة  
الصوتيات المرئيات الکتب  
الصوتيات المرئيات الکتب  
الإتصال بنا القائمة العامة الإستفتائات  
الإتصال بنا القائمة العامة الإستفتائات  
       
 
   علوی.نت . العربیة . مکتبة الکتب . رسالات الإسلامیة . المجلد الثالث و العشرون - 23 . من نسیم المبعث النبوی . 1 .  

بعد  فهرست  قبل 
(2)
--------------------------------------------------------------------------------
الحمد للّه‏ ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف خلق اللّه‏ سيّد الأنبياء
والمرسلين محمّد وآله الطاهرين .
فمن المباحث العصريّة(1) التي اُثيرت في ضُبابة من الشكوك والشبهات
والأوهام في دائرة الثقافة المتحضّرة والتمدّن العصري عند بعض المتجدّدين
والمثقّفين الليبراليّين ( مبحث تعدّد الأديان وتكثّرها أو وحدتها ) و ( مبحث
القراءات العديدة في فهم الدين وعدم الحقّ المطلق والتقدّس في القراءات
المختلفة للدين ) فإنّ في عالمنا اليوم أديان مختلفة متشابهة في كثير من الاُصول
والعقائد وإن اختلفت في الفروع والأحكام ، فهل تعدّد الأديان وكثرتها يدلّ
على التسامح والتساهل في الدين في أبعاده الثلاثة : الحقّانية والمثوبة
والسعادة .
وهنا نظريّات ثلاث :
--------------------------------------------------------------------------------
(1) محاضرة إسلاميّة ألقاها الكاتب ارتجالاً في حسينيّة النجف الأشرف ـ مشهد المقدّس ـ
ليلة المبعث النبويّ الشريف 27 رجب الخير سنة 1423 ه ق .
(3)
--------------------------------------------------------------------------------
1 ـ تكثّر الأديان .
2 ـ الشموليّة في الدين .
3 ـ الانحصاريّة والوحدة الدينيّة . على أنّ الحقّ إنّما هو في دين واحد من
الأديان وبطلان ونسخ البقيّة .
والشموليّة بمعنى أنّ الحقّ في دين واحد إلاّ أنّ الأديان الاُخرى تدخل
بنحو وآخر في هذا الدين كما عند المسيحيّين بأنّ اليهوديّة والإسلام وكلّ الأديان
ترجع إلى المسيحيّة في عبادة اللّه‏ سبحانه ، فكلّها على حقّ ما دامت داخلة في
دين الحقّ .
وأمّا التكثّر في الأديان فيعني حقّانيّة كلّ الأديان وأ نّها تحكي عن واقع
واحد ، فكلّ الأديان المعاصرة على صواب وحقّ وأصحابها من أهل الثواب
والجنّة والسعادة ، ويتوسّعوا في دائرة هذه النظريّة لتعمّ المذاهب في الأديان ،
كالمذاهب الإسلاميّة ، ويستغربون أ نّه كيف يقال : الإماميّة الاثني عشريّة هي
الفرقة الناجية وأ نّهم من أهل الجنّة وما سواهم من المسلمين من الهالكين وفي
النار ؟ ! فكلّ الأديان وكذلك المذاهب عند هؤلاء على حقّ ، إلاّ أنّ كلّ واحد إنّما
يحكي تجلّيا من تجلّيات الحقّ ، وخيط من خيوطه وأشعّته . ومن هذا المنطلق
قالوا بتعدّد القراءات والتفاسير لفهم الدين الواحد ، وكلّ واحد باعتبار ما يفهمه من
الدين والمذهب يكون حقّا ، ومن أهل الطاعة والثواب والجنّة .
ومناقشة هذه النظريّة المتوغّلة عند بعض الشباب المتجدّد ، وبيان بطلانها
وانحرافها عن الحقّ والصواب ، يستلزم أن نشير إلى أمرٍ هامّ مقدّمةً للجواب . وهو
أنّ البحث عن تعدّد الأديان وحقّانيّتها تارةً باعتبار نفس الأديان النازلة من
السماء على الأنبياء بالوحي والتنزيل ، واُخرى باعتبار الأديان التي بيد الناس
(4) ··· من نسيم المبعث النبوي
--------------------------------------------------------------------------------
فعلاً ، وأنّ اليهوديّة والمسيحيّة قد انحرفت عمّا نزلت ، وأنّ التوراة والإنجيل بيد
الناس محرّف ، كما هو ثابت في محلّه .
ثمّ لا بدّ من القول أنّ الأديان إنّما نزلت في اُصولها وأحكامها بنحو
تدريجي ومطابق للزمان المعاصر آنذاك ، فكلّ دين إنّما يطابق فترته وعصره ،
وهذا يعني أنّ للزمان دورا هامّا في المناهج والأحكام في كلّ شريعة من الشرائع
السماويّة ، فإنّه ربما تنسخ الشريعة الثانية الشريعة الاُولى أو في بعض أحكامها .
والحقّ أنّ الأنبياء في رسالاتهم السماويّة قد اتّفقوا في اُمّهات التعاليم
الدينيّة التي هي أصل الاُصول وهي عبارة عن إثبات التوحيد والمعاد ، كما صرّح
القرآن الكريم بذلك في قوله تعالى :
« قُلْ يَا أهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوْا إلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أ لاَّ نَعْبُدَ إلاَّ اللّه‏َ وَلا
نُشْرِكَ بِهِ شَيْئا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضا أرْبَابا مِنْ دُونِ اللّه‏ِ فَإنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا
بِأ نَّا مُسْلِمُونَ »(1) .
فالكلمة السواء إنّما هي كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة ، وهذا هو الإسلام
بالمعنى الأعمّ(2) الذي يضمّ الأديان السماويّة جمعاء ، وإنّه دين واحد كما في قوله
تعالى :
« إنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللّه‏ِ الإسْلامُ »(3) ؛ أي التسليم للحقّ .
« وَقُلْ لِلَّذِينَ اُوتُوا الكِتَابَ وَالاُمِّيِّينَ أأسْلَمْتُمْ فَإنْ أسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوا وَإنْ
--------------------------------------------------------------------------------
(1) آل عمران : 64 .
(2) ذكرت تفصيل ذلك في كتاب ( الهدى والضلال على ضوء الثقلين ) ، مطبوع .
(3) آل عمران : 19 .
تقديم ··· (5)
--------------------------------------------------------------------------------
تَوَلَّوْا فَإنَّمَا عَلَيْكَ البَلاغُ وَاللّه‏ُ بَصِيرٌ بِالعِبَادِ »(1) .
إلاّ أنّ تسليم الحقّ يختلف باختلاف الزمان ومصاديق الحقّ ، فكان في
عصر المسيح الحقّ هو المسيح ، كما أنّ في عصر النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله الحقّ هو النبيّ
محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله . فالإسلام حينئذٍ دين اللّه‏ في عصر النبيّ هو نفس النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وإنّ الحقّ
قرآنه ، إذ في قوله تعالى :
« وَبِالحَقِّ أنزَلْنَاهُ وَبِالحَقِّ نَزَلَ »(2) .
« وَلِكُلِّ اُمَّةٍ رَسُولٌ »(3) .
« وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ »(4) .
« وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ اُمَّةٍ رَسُولاً أنِ اعْبُدُوا اللّه‏َ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ
هَدَى اللّه‏ُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الأرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ
عَاقِبَةُ المُكَذِّبِينَ »(5) .
كما أنّ في عصر الأئمة الأطهار مصداق الحقّ هو الإمام عليه‏السلام ، فمن تمسّك
به كان مسلما حقّا ، وإنّه من أهل النجاة والسعادة والجنّة ، كما ورد أنّ معرفة
الإمام عليه‏السلام هو الجنّة .
ففي عصر النبيّ من يبتغِ غير الإسلام الذي جاء فلن يقبل منه ، ثمّ العصور
--------------------------------------------------------------------------------
(1) آل عمران : 20 .
(2) الإسراء : 105 .
(3) يونس : 47 .
(4) الرعد : 7 .
(5) النحل : 36 .
(6) ··· من نسيم المبعث النبوي
--------------------------------------------------------------------------------
الاُخرى من بعده من لم يتمسّك بخليفته ووصيّه المنصوص عليه من اللّه‏ ورسوله
فقد ضلّ سواء السبيل ولم يتمسّك بالإسلام الكامل والذي كمل الدين بالولاية
المنصوبة من النبيّ بنصّ اللّه‏ في مثل يوم الغدير .
« اليَوْمَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ »(1) .
فمن لم يعرف إمام زمانه مات ميتة الجاهليّة والكفر والضلال ، وإن كان
يعرف الرسول ويعرف اللّه‏ سبحانه ، لأنّ الحقّ في عصره إنّما يتمثّل بإمام زمانه
الذي فيه التوحيد والنبوّة ، كما فيه المعاد وكلّ المعارف والأحكام السماويّة .
فالإسلام هو التسليم لإمام الزمان عليه‏السلام الذي هو من التسليم إلى اللّه‏
ورسوله ومن إطاعتهما والتمسّك بهما في المعارف والعمل ؛ وكلّ الأديان تدعو
إلى هذا التسليم فكلّها من الإسلام ، فالمسيحيّة الحقّة التي تنسب إلى السماء
وأ نّها من اللّه‏ سبحانه وتعالى اليوم تدعو إلى التسليم إلى الحقّ المتبلور
بصاحب الزمان عليه‏السلام ، وغير هذا فهي من المسيحيّة الأرضيّة ، أي ما فعله الناس
وابتدعوها بعد المسيح عليه‏السلام ، وليست المسيحيّة التي جاء بها المسيح عيسى بن
مريم عليه‏السلام وكذلك الأديان الاُخرى .
فالأديان باعتبار نزولها السماوي لا المتلاعب به في الأرض إنّما هي من
الحقّ الأعلى ، وإنّها على الحقّ ، وتدعو إلى الحقّ ، ولا اختلاف في اُمّهات معارفها
وحقائقها ، ومن حقائقها أ نّها تبشّر بالأنبياء التي من بعدها ، فالإنجيل الحقّ يبشّر
بنبيّ يأتي من بعد المسيح ، وكذلك التوراة بالحقّ غير المحرّف والمتلاعب فيه
يبشّر بالنبيّ محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ، كما في قوله تعالى :
--------------------------------------------------------------------------------
(1) المائدة : 3 .
تقديم ··· (7)
--------------------------------------------------------------------------------
« وَإذْ قَالَ عِيسَى ا بْنُ مَرْيَمَ يَا بَـنِي إسْرَائِيلَ إنِّي رَسُولُ اللّه‏ِ إلَـيْكُمْ مُصَدِّقا
لِمَا بَـيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرا بِرَسُولٍ يَأتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أحْمَدُ فَـلَمَّا جَاءَهُمْ
بِالبَـيِّـنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ »(1) .
« الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الاُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبا عِنْدَهُمْ فِي
التَّوْرَاةِ وَالإنجِيلِ »(2) .
فالدين حقيقة هو التسليم إلى الحقّ ، وكلّ نبيّ يدعو إلى النبيّ الآخر كما
يدعو إلى وصيّه من بعده ، ومن هذا المنطلق نجد التركيز من النبيّ الأكرم على
أمير المؤمنين عليّ عليه‏السلام وعلى أ نّه الحقّ كما في قوله : « عليّ مع الحقّ والحقّ مع
عليّ أينما دار يدور » فالمقياس اتّباع الحقّ ، وأ نّه يتمثّل من بعده بعليّ عليه‏السلام ثمّ
بالحسن والحسين عليهماالسلام ، فإنّهما إمامان قاما أو قعدا ، ثمّ بالأئمّة التسع من ولد
الحسين عليهم‏السلام ، وإنّه يتمثّل في آخر الزمان بالمهدي القائم من آل محمّد عليهم‏السلام .
أمّا الأديان المتداولة في يومنا هذا فإنّ لها دعاوي متعارضة على طرفي
نقيض ، ومن المستحيل أن تكون الدعاوي المتناقضة كلّها على حقّ ، فإنّه يلزم
اجتماع المتناقضين وهو مستحيل عقلاً . فإنّ الإنجيل الذي بيد المسيحيّين اليوم
يدعو إلى الأقانيم الثلاثة والقرآن ينفي ذلك ويراه كفرا وشركا ، وحينئذٍ كيف
يكون القرآن على حقّ والإنجيل على حقّ ، والمسيحيّة تدّعي قتل المسيح
والقرآن يقول إنّه شُبِّه لهم ذلك ، وإنّه رفع إلى السماء ، فكيف يكون الإسلام على
الحقّ والمسيحيّة على الحقّ ؟ ! فمن دان بالإسلام لا يمكنه أن يعتقد بتكثّر الأديان
--------------------------------------------------------------------------------
(1) الصفّ : 6 .
(2) الأعراف : 157 .
(8) ··· من نسيم المبعث النبوي
--------------------------------------------------------------------------------
والقول بالبلوراليسم والجمع بين الأديان في الحقّانيّة والوصول بها إلى السعادة .
ومن أعلام البلوراليسميّة أراد أن يفكّك بين الحقّانية والمثوبة والعقاب
والسعادة ، فإذا قيل الإسلام على الحقّ وأنّ اهله من السعداء ومن أهل الجنّة
لا يعني أنّ غيرهم كلّهم في النار ، بل العقاب والمثوبة مقولة غير مقولة الحقّ . وربما
من أعلامنا من يقول بهذا على أنّ المسيحيّ إذا كان في طلب الحقّ ولم يهتد إلاّ أن
أطاع ما توصل إليه في طلبه للحقّ ، فإنّه من أهل الجنّة أيضا ، كما يؤيّده المقولة
الاُصوليّة ( قبح العقاب بلا بيان ) والمقبوليّة وإن كانت في الفقه إلاّ أ نّه كذلك في
العقائد .
فمن تفحّص وكان في طلبه للهداية ومتابعة الحقّ إلاّ أ نّه لم يتوفّق ومات ،
فإنّه يكون من أهل النجاة استحقاقا أو تفضّلاً ، وربما يطلق عليه الاستضعاف .
فالقول بالبلوراليسم في الأديان الفعليّة باطل عقلاً ونقلاً ، فلا بدّ من أخذ
الدين الكامل وليس إلاّ الإسلام المتبلور بالتوحيد والنبوّة والإمامة ، والجامع لهذه
الاُصول الثلاثة هي الولاية الإلهيّة العظمى ، والأخذ بأشعّتها من الأحكام
والقوانين والسلوك والأخلاق وفي كلّ مجالات الحياة . وهذا يعني الانحصاريّة
في دين الحقّ ، إلاّ أنّ الأديان السماويّة الحقّة غير المنحرفة في جوهرها وكنهها
تدعو إلى التسليم للحقّ في كلّ عصر ومصر ، فهي داخلة في دين الحقّ أيضا .
وهم القائلين بالتكثّر في الأديان :
ومن دعاة التكثّر في الأديان وتعدّد القراءات في الدين وإنّ كلّها على حقّ
من استدلّ على توهّماته : أنّ الأديان نزلت بأمر واحد من الواحد الأحد ، إلاّ أ نّه
لا بدّ من تفسير وتبيين هذا الأمر ، فالنبيّ في كلّ زمان كان يفسّر ذلك الأمر
تقديم ··· (9)
--------------------------------------------------------------------------------
بما يطابق زمانه ، وما كان متداولاً في زمانه ، وما حصل عليه من التجارب ،
ومثال ذلك عندما يذكر اللّه‏ نعيم الجنّة ، فيفسّرها النبيّ بحور العين وذات العين
السوداء ، وهذا لا يعني انحصار الجمال والنعمة فقط بذات العين السوداء ، بل كان
الجمال في عصره هكذا ففسّر النبيّ ذلك بما كان في عصره ، وعليه ففي كلّ عصر
سيختلف الجمال وتختلف القراءات للنصوص ، كما تختلف البيانات والتفاسير ،
وقالوا إنّ القرآن بهذا الحجم الموجود إنّما هو تفسير أمر واحد خلال 23 عاما
ولو كان عمر النبيّ أكثر من ذلك لزاد حجم القرآن فيمكن الزيادة والنقصان
بحسب الزمان .
وهذا كلام باطل ، فإنّه يتنافى مع القرآن نفسه في قوله تعالى : « وَمَا يَـنْطِقُ
عَنِ الهَوَى * إنْ هُوَ إلاَّ وَحْيٌ يُوحَى »(1) ، فكيف يكون التوراة والإنجيل والقرآن
المفاهيم الذهنيّة للأنبياء المنطبقة مع زمانهم وتجاربهم ، وقوله : « وَبِالحَقِّ أنزَلْنَاهُ
وَبِالحَقِّ نَزَلَ »(2) ، فهذا القرآن هو القرآن السماوي الحقّ ، وكلّه من اللّه‏ وليس
المفاهيم الذهنيّة لنبيّه « وَإنَّكَ لَـتُلَقَّى القُرْآنَ مِنْ لَدُن حَكِيمٍ »(3) ، لا من نفسه ،
وأرادوا بمقولتهم الباطلة هذه أن يطرحوا القرآن وقداسته جانبا فيما إذا خالف
أفكارهم العصريّة ، على أنّ القرآن لا يتماشى مع عصرهم المتمدّن وأ نّه إنّما نزل
قبل أربعة عشر قرن في محيط جاهلي وبيئة غير متحضّرة ، وإذا حذفوا القرآن
الكريم من بين المسلمين في مقام العمل والتطبيق فلم يبقَ لهم نورا يستضاء به ،
--------------------------------------------------------------------------------
(1) النجم : 3 ـ 4 .
(2) الإسراء : 105 .
(3) النمل : 6 .
(10) ··· من نسيم المبعث النبوي
--------------------------------------------------------------------------------
فإنّ القرآن وأهله والناطق به ، هو النور الإلهي في الحياة ويوم القيامة .
وأرادوا بهذا أن يكون القرآن الكريم محصورا للتلاوة والثواب ، وقراءته
في المذياع ، وفي القبور والألحان والتجويد والتعشّق به وتقديسه في الظواهر من
دون أن يكون كتاب الحياة والثقافة والسياسة والاقتصاد وإصلاح الفرد والمجتمع
وحكومة القرآن في كلّ أبعاد الحياة(1) .
إلاّ أنّ القرآن الكريم يرجع إلى واقع الاُمّة الإسلاميّة ، ويشقّ طريقه ليشعّ
أنواره في صحوتنا المعاصرة .
وعرف المسلمون حقيقة الأمر وكشفوا مخطّطات الاستعمار والاستكبار
العالمي الغربي والشرقي في إبعادهم عن القرآن وعن فلسفة بعثة الأنبياء
والمرسلين ، لا سيّما خاتمهم وسيّدهم رسول اللّه‏ وحبيبه محمّد المصطفى صلى‏الله‏عليه‏و‏آله .
بعد  فهرست  قبل 
نسخ الرابط :  
 ." جميع الحقوق محفوظة للمؤسسة الإسلامِة العالمية " التبليغ و الإرشاد .
   
العربية    فارسي    English