ارسال السریع للأسئلة
تحدیث: ١٤٤٥/١٢/٢٤ السیرة الذاتیة کتب مقالات الصور دروس محاضرات أسئلة أخبار التواصل معنا
العصمة بنظرة جديدة مجلة الکوثر الرابع والثلاثون - شهر رجب المرجب 1437هـ -2016م صحيفة صوت الكاظمين الشهرية العدد 207/206 النور الباهر بين الخطباء والمنابر قناة الکاظمين مصباح الهداية ونبراس الأخلاق بإدارة السید محمد علي العلوي الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين الشباب عماد البلاد إجمال الكلام في النّوم والمنام المؤسسة الإسلامية العالمية التبليغ والإرشاد برعایة السید عادل العلوي صحیفة صوت الکاظمین 205-204 شهر رجب وشعبان 1437هـ الانسان على ضوء القرآن أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم العلم الإلهامي بنظرة جديدة في رواق الاُسوة والقدوة الله الصمد في فقد الولد في رحاب اولى الألباب المأتم الحسیني الأسبوعي بإشراف السید عادل العلوي في دارالمحققین ومکتبة الإمام الصادق علیه السلام- إحیاء للعلم والعل نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل مجلة الکوثر الثالث والثلاثون - شهر محرم الحرام 1437هـ -2015م نور العلم والعلم نور مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
اللغة
تابعونا...
فهرست کتاب‌‌ لیست کتاب‌ها
  1. النوران الزهراء والحوراء
  2. الأقوال المختارة في احکام الصلاة سنة 1436هـ
  3. الکافي في اصول الفقه سنة 1436هـ
  4. في رحاب الخير
  5. الغضب والحلم
  6. إیقاظ النائم في رؤیة الامام القائم
  7. الضيافة الإلهيّة وعلم الامام
  8. البداء بين الحقيقة والافتراء
  9. سيماء الرسول الأعظم محمّد (ص) في القرآن الكريم
  10. لمعة من النورین الامام الرضا (ع) والسیدة المعصومة(س)
  11. الدوّحة العلوية في المسائل الافريقيّة
  12. نور الآفاق في معرفة الأرزاق
  13. الوهابية بين المطرقة والسندانه
  14. حلاوة الشهد وأوراق المجدفي فضيلة ليالي القدر
  15. الوليتان التكوينية والتشريعية ماذا تعرف عنها؟
  16. الصّارم البتّار في معرفة النور و النار
  17. بريق السعادة في معرفة الغيب والشهادة
  18. الشخصية النبوية على ضوء القرآن
  19. الزهراء(س) زينة العرش الإلهي
  20. مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
  21. نور العلم والعلم نور
  22. نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل
  23. دروس الیقین فی معرفة أصول الدین
  24. في رحاب اولى الألباب
  25. الله الصمد في فقد الولد
  26. في رواق الاُسوة والقدوة
  27. العلم الإلهامي بنظرة جديدة
  28. أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم
  29. الانسان على ضوء القرآن
  30. إجمال الكلام في النّوم والمنام
  31. العصمة بنظرة جديدة
  32. الشباب عماد البلاد
  33. الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين
  34. النور الباهر بين الخطباء والمنابر
  35. التوبة والتائبون علی ضوء القرآن والسنّة
  36. القصاص علی ضوء القرآن والسّنة الجزء الثاني
  37. القصاص على ضوء القرآن والسنّة الجزء الثالث
  38. القول الرشید فی الإجتهاد و التقلید 2
  39. القول الرشيد في الاجتهاد والتقليد 1
  40. القصاص على ضوء القرآن والسنّة الجزء الاول
  41. الأقوال المختارة في أحكام الطهارة الجزء الأوّل
  42. أحكام السرقة على ضوء القرآن والسنّة
  43. الهدى والضلال على ضوء الثقلين
  44. في رحاب حديث الثقلين
  45. المأمول في تكريم ذرية الرسول 9
  46. عصمة الحوراء زينب 3
  47. عقائد المؤمنين
  48. النفحات القدسيّة في تراجم أعلام الكاظميّة المقدّسة
  49. قبس من أدب الأولاد على ضوء المذهب الإمامي
  50. حقيقة الأدب على ضوء المذهب
  51. تربية الاُسرة على ضوء القرآن والعترة
  52. اليقظة الإنسانية في المفاهيم الإسلامية
  53. هذه هی البرائة
  54. من لطائف الحجّ والزيارة
  55. مختصر دليل الحاجّ
  56. حول دائرة المعارف والموسوعة الفقهية
  57. رفض المساومة في نشيد المقاومة
  58. لمحات قراءة في الشعر والشعراء على ضوء القرآن والعترة :
  59. لماذا الشهور القمرية ؟
  60. فنّ الخطابة في سطور
  61. ماذا تعرف عن العلوم الغريبة
  62. منهل الفوائد في تتمّة الرافد
  63. سهام في نحر الوهّابية
  64. السيف الموعود في نحراليهود
  65. لمعة من الأفكار في الجبر والاختيار
  66. ماذا تعرف عن الغلوّ والغلاة ؟
  67. الروضة البهيّة في شؤون حوزة قم العلميّة
  68. النجوم المتناثرة
  69. شهد الأرواح
  70. المفاهيم الإسلامية في اُصول الدين والأخلاق
  71. مختصر دليل الحاجّ
  72. الشهيد عقل التاريخ المفكّر
  73. الأثر الخالد في الولد والوالد
  74. الجنسان الرجل والمرأة في الميزان
  75. الشاهد والمشهود
  76. محاضرات في علم الأخلاق القسم الثاني
  77. مقتل الإمام الحسين 7
  78. من ملكوت النهضة الحسينيّة
  79. في ظلال زيارة الجامعة
  80. محاضرات في علم الأخلاق
  81. دروس في علم الأخلاق
  82. كلمة التقوى في القرآن الكريم
  83. بيوتات الكاظميّة المقدّسة
  84. على أبواب شهر رمضان المبارک
  85. من وحي التربية والتعليم
  86. حبّ الله نماذج وصور
  87. الذكر الإلهي في المفهوم الإسلامي
  88. السؤال والذكر في رحاب القرآن والعترة
  89. شهر رمضان ربيع القرآن
  90. فاطمة الزهراء مشكاة الأنوار
  91. منية الأشراف في كتاب الإنصاف
  92. العين الساهرة في الآيات الباهرة
  93. عيد الغدير بين الثبوت والإثبات
  94. بهجة الخواصّ من هدى سورة الإخلاص
  95. من نسيم المبعث النبويّ
  96. ويسألونک عن الأسماء الحسنى
  97. النبوغ وسرّ النجاح في الحياة
  98. السؤال والذكر في رحاب القرآن والعترة
  99. نسيم الأسحار في ترجمة سليل الأطهار
  100. لمحة من حياة الإمام القائد لمحة من حياة السيّد روح الله الخميني ومقتطفات من أفكاره وثورته الإسلاميّة
  101. قبسات من حياة سيّدنا الاُستاذ آية الله العظمى السيّد شهاب الدين المرعشي النجفي «قدّس سرّه الشريف »
  102. طلوع البدرين في ترجمة العلمين الشيخ الأعظم الأنصاري والسيّد الأمام الخميني 0
  103. رسالة من حياتي
  104. الكوكب السماوي مقدّمة ترجمة الشيخ العوّامي
  105. الكوكب الدرّي في حياة السيّد العلوي 1
  106. الشاكري كما عرفته
  107. كيف أكون موفّقآ في الحياة ؟
  108. معالم الصديق والصداقة في رحاب أحاديث أهل البيت
  109. رياض العارفين في زيارة الأربعين
  110. أسرار الحج والزيارة
  111. القرآن الكريم في ميزان الثقلين
  112. الشيطان على ضوء القرآن
  113. الاُنس بالله
  114. الإخلاص في الحجّ
  115. المؤمن مرآة المؤمن
  116. الياقوت الثمين في بيعة العاشقين
  117. حقيقة القلوب في القرآن الكريم
  118. فضيلة العلم والعلماء
  119. سرّ الخليقة وفلسفة الحياة
  120. السرّ في آية الاعتصام
  121. الأنفاس القدسيّة في أسرار الزيارة الرضويّة
  122. الإمام المهدي عجل الله تعالی فرجه الشریف وطول العمر في نظرة جديدة
  123. أثار الصلوات في رحاب الروايات
  124. رسالة أهل البيت علیهم السلام سفينة النجاة
  125. الأنوار القدسيّة نبذة من سيرة المعصومين
  126. السيرة النبوية في السطور العلوية
  127. إشراقات نبويّة قراءة موجزة عن أدب الرسول الأعظم محمّد ص
  128. زينب الكبرى (سلام الله علیها) زينة اللوح المحفوظ
  129. الإمام الحسين (علیه السلام) في عرش الله
  130. رسالة فاطمة الزهراء ليلة القدر
  131. رسالة علي المرتضى (علیه السلام) نقطة باء البسملة
  132. الدرّ الثمين في عظمة أمير المؤمنين - علیه السلام
  133. وميض من قبسات الحقّ
  134. البارقة الحيدريّة في الأسرار العلويّة
  135. رسالة جلوة من ولاية أهل البيت
  136. هذه هي الولاية
  137. رسالتنا
  138. دور الأخلاق المحمّدية في تحكيم مباني الوحدة الإسلاميّة
  139. أخلاق الطبيب في الإسلام
  140. خصائص القائد الإسلامي في القرآن الكريم
  141. طالب العلم والسيرة الأخلاقية
  142. في رحاب وليد الكعبة
  143. التقيّة في رحاب العَلَمَين الشيخ الأعظم الأنصاري والسيّد الإمام الخميني
  144. زبدة الأفكار في طهارة أو نجاسة الكفّار
  145. طالب العلم و السیرة الأخلاقیّة
  146. فاطمة الزهراء سلام الله علیها سرّ الوجود

الصبر على فقد الولد في الأحاديث الشريفة 10


الصبر على فقد الولد في الأحاديث الشريفة

 

وأمّا الروايات الشريفة عن رسول الله وأهل بيته الأطهار : في خصوص فقد الولد فانّها كثيرة نشير إلى بعضها تسليةً للفؤاد، وتحكيماً للصبر في النفوس ، ولزيادة الايمان في القلوب وشرح الصدور:

1 ـ قال النبي محمّد 6 لعثمان بن مظعون وقد مات ولده واشتدّ حزنه عليه  : «يابن مظعون إنّ للجنّة ثمانية أبواب وللنار سبعة أبواب ، أما يسّرک أن لا تتأتى باباً منها، إلّا وجدت إبنک إلى جنبه آخذاً بحجزتک يستشفع لک إلى ربّک ، حتّى يشفعه الله تعالى »[7] .

 

ما أروع هذا الحديث الشريف ، فان يوم القيامة لهول المطّلع وعقبات الآخرة المخوفة يتمنّى المرء أن يفدى نفسه بكلّ بنيه ، وبعشيرته التي كانت تؤويه في الدنيا، وبكلّ عياله حتّى يخلص من عذاب الله، ومن نار جهنّم ، وإذا به ولده الذي فقده في دنياه وصبر على فقده ، يشفع له ويدخله الجنّات من أي باب كان ، فهل يجزع المؤمن أو تجزع المؤمنة على فقد ولدها بعد هذه البشارة والكرامة يوم القيامة ؟! وماالدنيا إلّا أيّام معدودات .


والحجزة (أخذاً بحجزتک ) موضع شدّ الإزار.

2 ـ روى الصدوق عن الامام الصادق  7: «ولد واحد يقدّمه الرجل أفضل من سبعين ولداً يبقون بعده يدركون القائم  7»[8] .

 

وهل من سعادة أعظم أن يقدّم المؤمن سبعين من ولده يدركون الامام القائم مهدي آل محمّد : ليكونوا من أنصاره وأعوانه ، وإذا بفقد ولد والصبر على فقده أفضل من ذلک ، فأيّ عاقل لا يرضى بقضاء الله حينئذٍ.

وفي الحديث القدسي : «من لم يرض بقضائي ولم يصبر على بلائي فليعبد ربّاً سواى »[9] .

 

وقال موسى لربّه : «دلّني على أمر فيه رضاک ، فقال سبحانه : إنّ رضاي في رضاک بقضائي ».

وقال سبحانه في كتابه الكريم : (رَضِيَ آللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ )[10] .

 

فالمؤمن من يسلم أمره إلى خالقه ويرضى بفعل وقضاء ربّه ، وإلّا فكما قال سبحانه فيما أوحى إلى داود: «يا داود تريد واُريد، وإنّما يكون ما اُريد فان سلّمت لما اُريد كفيتک ما تريد، وإن لم تسلّم ما اُريد أتعبتک فيما تريد، ثمّ لا يكون إلّا ما اُريد».

فمن كبرياء الله أنّه لا يكون إلّا ما يُريد، فلماذا يجزع الانسان عند المصيبة وعند فقد ولده ، وقد أراده الله له ذلک إمّا كفارة لذنوبه ، أو ترفيعاً لدرجاته يوم
القيامة ، أو لأيّ لطف خفيّ أو جليّ آخر؟! ومن أحبّ الله فإنّه يرضى بفعله ، فمن أجلّ الكمالات وأكمل السعادات وأعلى مراتب العرفاء: مقام الرضا بقضاء الله والتسليم إليه .

ثمّ أشدّ الناس بلاءً الأنبياء، ثمّ الأولياء، ثمّ الأمثل فالأمثل ، والدنيا سجن المؤمن‌وجنّة الكافر.

طبعت على كدرٍ وأنت تريدها         صفواً من الأقذار والأكدار

وفي الحديث النبوي الشريف : «إنّ المؤمن لو يعلم ما أعدّ الله له على البلاء، لتمنّى انّه في دار الدنيا قُرض بالمقاريض »[11] . المقراض المقص .

 

وهذا يدلّ على عظمة الثواب والأجر، وما أعدّه الله لمن صبر على البلايا حتّى يتمنّى الانسان أن يقطع بالسكاكين والمقاريض .

3 ـ قال رسول الله 6: «أيّما رجل قدّم ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنث ـ أي الذنب كناية عن انّهم لم يبلغوا سنّ التكليف ـ أو امرأة قدّمت ثلاثة أولاد، فهم حجاب يسترونه عن النار»[12] .

 

وأمّا من زحزح عن النار بمثل هذا الحجاب ، وأدخل الجنّة فقد فاز فوزاً عظيماً، فمن أسباب الفوز يوم القيامة موت الولد والصبر عليه .

4 ـ وعن الامام الصادق  7: «ولد واحد يُقدّمه الرجل أفضل من سبعين يخلّفونه من بعده ، كلّهم قد ركب الخيل وقاتل في سبيل الله»[13] .

 



أي كان من المجاهدين وقد فضل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً، ولكن مع ذلک موت الولد أفضل من سبعين مجاهد.

5 ـ وعنه  7: «ثواب المؤمن إذا مات من ولده الجنّة صبر أو لم يصبر»[14] .

 

وهذا إن دلّ على شيء يدلّ على عظمة الأجر على من صبر في فقد ولده ، فانّه يعطي له الجنّة إن لم يصبر، فما بال لمن صبر فانّه يعطي له درجات عاليات من الجنّة ، والسعيد من دخل الجنّة كما في قوله تعالى : (وَأَمَّا آلَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي آلْجَنَّةِ )[15] .

 

6 ـ روى الترمذي باسناده الى النبي  6 قال : «ما نزل البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله ، حتّى يلقى الله عزّوجلّ وما عليه خطيئة »[16] .

 

فانّ الله بفقد ولده يغفر له الذنوب جميعاً، إلّا الشرک ، فموت الولد والصبر عليه له قوّة هائلة في محو الذنوب كلّها، الصغائر والكبائر، ويلقى الله طاهراً مطهّراً ما عليه من خطيئة .

7 ـ قال رسول الله 6: «إنّ العبد إذا سبقت له من الله تعالى منزلة ولم يبلغها بعمل وابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده ثمّ صبّره على ذلک ، حتّى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله عزّوجلّ .

في مثل هذه الأخبار يقف الانسان أمامها متحيّراً، فانّ الله سبحانه يتلطّف على بعض عباده بأن يُعطيهم منزلة خاصّة ، ويكتب ذلک لهم قبل ولادتهم وقبل


حياتهم الدنيويّة ، إمّا في عالم الذرّ والميثاق ، أو الأشباح والأرواح ، أو في العالم النوراني في العوالم الملكوتيّة قبل العالم الناسوتي ، وعلى المؤمن أن يصل إلى هذا المقام واللطف الخاص بعمله وعبادته ، إلّا انّه يُقصّر في ذلک ، فإنّ الله سبحانه يتولّى أمره ويبتليه بالبلاء الحسن ، بنقصٍ في جسده أو ماله أو ولده ، ليصل وليبلغ هذا المقام الذي كتبه له من قبل ، فمثل هذا البلاء يشكر عليه بعد أن يصبر، وإن الله سبحانه يُصبّره عليه أيضاً، وهذا لطف آخر. فالمصيبة والصبر عليها كلاهما من الله سبحانه فما أجمل ذلک . ومن ثمّ لايرى العارف من ربّه إلّا جميلاً كزينب الكبرى  3 إذ قالت ، لمّا أرادان يشمت بها ابن زياد اللعين : كيف رأيت صنع الله بأخيک الحسين ؟ فقالت : ما رأيت إلّا جميلاً....

8 ـ عن رسول الله 6 قال : «إنّي رأيت البارحة عجباً ـ فذكر حديثاً طويلاً، وفيه ـ رأيت رجلاً من اُمّتي قد خفّ ميزانه فجاء أفراطه فثقّلوا ميزانه »[17] .

 

انّ رؤيا النبي من الرؤى الصادقة وفيما رآه النبي في منامه أحوال يوم القيامة وانّه رجل من الرجال ويجري الحكم على النساء أيضاً للمشاركة في التكاليف والتي منها الصبر على المصائب ، انّه خفّ ميزانه ، وأمّا من خفّت موازينه فاُمُّه هاوية أي انّه من أهل النار، وأمّا من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية في الجنان العالية . فهذا الرجل كان خفيف الميزان وإذا به جاءه أفراطه والفرط بفتح الفاء والراء، هو الذي لم يصل إلى سنّ البلوغ من الأولاد الذكور والاناث فيموت قبل بلوغه ، فيكون فرطاً لوالديه يوم القيامه فيثقل ميزانهما فيكونا من أهل الجنّة ، فهل بعد هذا يجزع الوالدان على فقد ولدهما الصغير؟!


9 ـ قال رسول الله 6: «تزّوجوا فإنّي مكاثر بكم الاُمم يوم القيامة حتّى أنّ السقط ليظلّ محبنطئاً على باب الجنّة فيقال له : أُدخل يقول : لا أدخل حتّى يدخل أبواي »[18] .

 

إنّ الرسول الأعظم ليتباهى بكثرة أُمّته يوم القيامة على سائر اُمم الأنبياء، حتّى يتباهى بالسقط وهو الذي يسقط من بطن اُمّه قبل تمام خلقته . وهذا السقط يأتي يوم القيامة محبنطئاً أي متغضباً ومستبطئاً للشيء، فيقال له أدخل الجنّة ، فيقول لا أدخلها حتّى يدخل أبواي ، حتّى لو كانا من أهل النار، فانّه كرامة لهذا السقط يدخلان معه الجنّة ، فيكون أكبر رصيد لدخول الجنّة للوالدين ، فهل بعد هذا يحزن الانسان على أن يقدّم رصيد مظمون مأة بالمأة لدخول الجنّة ، وماذا يريد الانسان من أولاده وأمواله في الدنيا، أليس دنياه مزرعة آخرته ؟ فالمؤمن والمؤمنة ما حياتهما إلّا مقدّمة لآخرتهما بأعمالهما الصالحة ، فالهدف السعادة الدنيويّة والاُخرويّة ، وسعادته الآخرة بدخول الجنّة ، ومن أسباب دخول الجنّة موت السقط والطفل والصبر على فقدهما احتساباً لله سبحانه ، فمثل هذا الشفيع الصغير يفتح لوالديه أبواب الجنان .

ثمّ ورد في الحديث  : «إذا مات المرء إنقطع إلّا من ثلاثة : ولد صالح يستغفر له ، وصدقة جارية ، وورثة علم ينتفع به الناس » فالناس تريد أولاد الصالحين يستغفرون لهم ، حتّى لاتنقطع أعمالهم من دنياهم هذا لمن كان من أهل الآخرة ، فهكذا أيفكّر وهكذا يأمّل من أولاده بعد تربيتهم الدينيّة والطيبة ويكونوا من
الصالحين ، ولكن هذا غير مضمون مأة بالمأة ، بل من المرجو والظنون ، وربّما من المشكوک فيه ، أي خمسين ، بخمسين ، فربّما يكون صالحاً ويذكّر أباه بخير واستغفار، ويعمل له الخيرات ، أو يعيش بين الناس بنحو تترحّم الناس على والديه ، وربّما يكون عكس ذلک ، ويكون سبباً في لعنة والديه ، أو ينساهما بعد موتهما، وحتّى لايزور قبرهما ولو في السنّة مرّة ، فما نفع هؤلاء الأولاد بعد رحلة الأبوين ؟!وهذا بخلاف السقط الجنين ، فإنّه لايدخل الجنّة إلّاوأبواه معه ، فما أسعد الوالدين بفقد هذا السقط الشفيع ، والموعود بشفاعة والديه يوم القيامة . فهل من جزع وفزع بعد فقد الولد الصغير؟!

10 ـ قال رسول الله 6: «لئن اُقدّم سقطاً أحبّ إليّ من أن اُخلّف مأة فارس كلّهم يقاتل في سبيل الله»[19] .

 

هذا لمن مات له السقط فكيف من مات له الولد الذي عاش معه أيّاماً حلوة في صغره ، فانّه يتعلّق به أكثر فأكثر، ومع هذا لو فقده وصبر عليه ، فانّه يضاعف له الأجر والثواب ، وانّه أحبّ إلى المؤمن من أن يخلّف مأة أولاد أصبحوا رجالاً من المجاهدين في سبيل الله.

11 ـ قال رسول الله 6: «إذا كان يوم القيامة ، نودي في أطفال المؤمنين والمسلمين : أن أخرجوا من قبوركم ، فيخرجون من قبورهم ثمّ ينادي فيهم : أن أمضوا إلى الجنّة زُمراً، فيقولون : ربّنا ووالدينا معنا، ثمّ ينادي فيهم ثانية : أن أمضوا إلى الجنّة زُمراً، فيقولون : ربّنا ووالدينا معنا، ثمّ ينادي فيهم ثالثة : أن
أمضوا إلى الجنّة زُمراً، فيقولون : ربّنا ووالدينا، فيقول في الرابعة : ووالديكم معكم ، فيثبت كلّ طفل إلى أبويه فيأخذون بأيديهم فيدخلون لهم الجنّة ، فهم أعرف بآبائهم واُمّهاتهم ـ يومئذٍ ـ من أولادكم الذين في بيوتكم »
[20] .

 

في سورة زمر: (آلَّذِينَ آتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى آلْجَنَّةِ زُمَراً)[21]  وانّ الله سبحانه

ليخاطب أطفال المؤمنين والمسلمين أن أدخلوا الجنّة زُمراً، وهذا يدلّ على انّهم بحكم المتّقين ، فلا يدخلونها ولثلاث مرّات يأتيهم الخطاب حتّى يدخلونها مع آبائهم واُمّهاتهم ، حتّى لو كان الوالدان من أهل النار ومن العصاة والجناة ، فانّ الله يغفر لهما لشفاعة ولدهما فيهما، فهل يجزع ويحزن الوالدان بعد هذا على فقد ولدهما الصغير وقد أخذه الله ليكون شفيعاً لوالديه يوم لا ينفع مال ولا بنون ، إلّا من أتى الله بقلبٍ سليم ، وكان هذا الولد الميت قبل بلوغه من القلب السليم لوالديه ، وانّه لا يعدّ من الأولاد الذين يفرّون من آبائهم يوم القيامة (يَوْمَ يَفِرُّ آلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ )[22] .

 

12 ـ عن أنس بن مالک : إنّ رجلاً كان يجي بصبي معه إلى رسول الله 6 وانّه مات الصبي فاحتبس والده عن رسول الله، فسأل عنه فقالوا: مات صبيّه الذي رأيته معه ، فقال  6: (هلّا آذنتموني ـ أخبرتموني ـ فقوموا إلى أخينا نُعزّيه ، فلمّا دخل عليه إذا الرجل حزين وبه كآبة فعزّاه فقال : يا رسول الله كنت أرجوه لكبر سنّي وضعفي ، فقال رسول الله 6: أما يسّرک أن يكون معک يوم
القيامة بأزائک ؟ فيقال له : أدخل الجنّة فيقول : يا ربّ وأبواي ، فلا يزال يشفع حتّى يشفعه الله عزّوجلّ فيكم ويدخلكم الجنّة جميعاً)
[23] .

 

أقول من طبع الناس الأنانيّة حتّى في الأولاد، فانّ الرجل يريده ليوم ضعفه وكبر سنّه ، ليكون له عوناً ومساعداً في حياته فيحزن على موته ، كما حزن هذا الرجل على موت صبيّه ، إلّا انّه لو علم انّه يوم القيامة سيكون له شفيعاً بدخوله الجنّة التي من دخلها أمن ، وكان فيها خالداً أبد الآبدين ، فينال السعادة الأبديّة بعد ما كان يريد من ولده لو كان صالحاً ومتفرغاً لخدمة والده السعادة الدنيويّة لمدّة أيّام وسنين ، ربما لا تُعدّ بالأصابع ، فأين الثرى من الثريا؟ وأين الأيّام القلائل من الخلود في الجنّة ؟! ولمثل هذا يقول رسول الله 6: أما يسرّک ويفرحک ويزيل همومک وغمومک وأحزانک في فقد الولد في الدنيا، أنّه في الآخرة لا يدخل الجنّة إلّا ومعه والديه ، وهل بعد هذه البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة من حزن وكآبة وآلام على فقد ولد صغير، مهمّا كان جميلاً ومونساً في الحياة الدنيويّة وفي أيّامه الاُولى ، إذ أنّه كلّما كبر كبرت معه مشاكله ومتاعبه ، ولاسيّما لو كان غير صالح ـ والعياذ بالله ـ فانّه يكون من أكبر الهموم والأحزان التي لاتعادل بعشرات من حزن فقده في صغره ، فلا ندري ماذا ضمّ لنا الدهر الخوّان . كما قال أميرالمؤمنين لولده الحسن المجتبى  8: «بنيّ حسن لا تدري ماذا ضمّ لک الدهر الخوّان ؟!».

فالمؤمن يرضى بقسمة الباري عزّوجلّ ، ويسلّم أمره إليه ، ويخضع لحكمه
وقضائه في فقد ولده الصغير، بل لو تيقّن بما أعدّه الله من الأجر العظيم لفرح وأصابه السرور العظيم في داخل وجوده وفي أعماق قلبه ، وإن كانت العيون تدمع لفقد الولد العزيز، فانّ ذلک يثاب عليه أيضاً، ولكن بشرط أن يكون مع الصبر الجميل ، والرضا بقضاء الله سبحانه من دون جزع وفزع ، وإرتكاب المحرّمات من خمش الوجوه وشقّ الجيوب
[24]  والكلمات التي لا ترضى الله سبحانه ؛ أو تخبر عن   

عدم رضاهم بالقدر والقضاء ـ والعياذ بالله ـ.

13 ـ وزبدة المخاض : أي الأمران أحبّ للوالدين أن يتمتّعا بولدهما في عمرهما التي لا يتجاوز الستّين والسبعين في آخر الزمان ، أو كما قال رسول الله 6: «لا تأتي غداً باباً من أبواب الجنّة إلّا وجدته قد سبقک إليه بفتحه لک »؟ وهذا لكلّ من مات له طفل من المسلمين[25] .

 

14 ـ عن رسول الله 6 قال : إذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته  : أقبضتم ولد عبدي ؟ فيقولون : نعم ، فيقول : قبضتم ثمرة فؤاده ؟ فيقولون : نعم ، فيقول : ماذا قال عبدي ؟ فيقولون : حمدک واسترجع ـ أي قال عند المصيبة إنّا لله وإنّا إليه راجعون ـ فيقول الله‌تعالى: إبنوا لعبدي بيتاً في الجنّة وسمّوه بيت الحمد[26] .

 


قالوا في تعريف الحمد: انّه الثناء بالكلام أو اللسان على المحمود بجميل صفاته ، سواء أكانت من باب الاحسان أو من باب الكمال المختصّ بالمحمود كعلمه وقدرته ، فالحمد يكون للجميل ، وانّ الله جميل ويحب الجمال وفعله الجميل ، فهو الذي يستحقّ الحمد كلّه ، وبيت الحمد بيت الجمال الإلهي ، وان المصاب بفقد ولده يحمد الله ويسترجع يبني له بيتاً في الجنّة يسمّى بيت الحمد ليلاقي الله في جمال أسمائه الحسنى (إِنَّکَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّکَ كَدْحاً فَمُلاَقِيهِ )[27]  فمنه من

يلقاه في شديد عقوبته لعصيانه وذنوبه ، ومنهم من يلقاه في رحمته وغفرانه لطاعته وقربه ، وفاقد الولد يغنيه الصمد جلّ جلاله في بيت الحمد، ليرى من آيات الله الكبرى ، ما لم يخطر على قلب بشر، فهنيئاً لمن فقد الولد فصبر، وحمد الله وإستغفر، ففاز بالحظّ الأوفر.

15 ـ وروي : إنّ امرأة أتت النبي  6 ومعها ابن لها مريض ، فقالت : يا رسول الله اُدع الله تعالى أن يشفي لي إبني هذا، فقال لها رسول الله 6: هل لک فرط ؟ قالت : نعم يا رسول الله، قال : في الجاهليّة أم في الاسلام ؟ قالت : بل في الاسلام ، فقال رسول الله 6: جُنّة حصينة جُنّة حصينة[28] .

 

التكرار من عطف البيان للتأكيد، والجنّة بضم الجيم : الوقاية والحفاظ كالمغفرة والقلعة ، فوقاية لک من النار أو من جميع الأهوال ، وحصينة مؤنت حصين وهو على وزن (فعيل): صفة مشبهة بمعنى الفاعل أي محصنة لصاحبها
وساترة له من أن يصل إليه شرّ، فالفرط الولد الصغير إذا مات للمسلم والمسلمة ، فانّة جنّة ووقاية تحصنه وتحفظه من النار، ومن أهوال يوم القيامة .

16 ـ عن جابر بن سمرة قال : قال رسول الله 6: «من دفن ثلاثة أولاد وصبر عليهم وإحتسب وجبت له الجنّة »، فقالت اُمّ أيمن : وإثنين ؟ فقال : «من دفن إثنين وصبر عليهما وإحتسبهما وجبت له الجنّة »، فقالت اُمّ أيمن : وواحد، فسكت وأمسک ، فقال : «يا اُمّ أيمن من دفن واحداً وصبر عليه وإحتسبه وجبت له الجنّة »[29] .

 

أقول : إنّ الوجوب هنا على نحو الاقتضائيّة ، وانّه بمنزلة ضمان من رسول الله لمن يموت له وله واحد ويصبر على فقده ، فلا يجزع ولا يقول ويفعل ما يغضب الله سبحانه وما يخالف شريعته المقدّسة ، بل يحتسب ذلک لله أي يجعله في حساب الله، فيجازيه الله بغير حساب ، ويوجب له الجنّة التي عرضها السموات والأرض ، ذلک لمن صبر وإحتسب . أي جعله في حساب الله، كما يودع المال في حساب البنک .

17 ـ عن عبدالله بن مسعود قال : قال رسول الله 6: «من قدّم ثلاثة لم يبلغوا الحنث ـ أي الذنب كناية عن عدم بلوغ سن التكليف ـ كانوا له حصناً حصيناً»، فقال أبوذر قدّمت إثنين ، فقال  6: وإثنين ، ثمّ قال اُبي بن كعب  : قدّمت واحداً، فقال  6: وواحداً ولكن إنّما ذاک عند الصدمة الاُولى[30] .

 


الحصن الحصين لمن فقد ولداً فصبر، وإحتسبه لله سبحانه فانّه يأمن من نار الله الموقدة التي تطّلع على الأفئدة .

18 ـ عن أبي النظر السلمي : إنّ رسول الله 6 قال : لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد فيحتسبهم ، إلّا كانوا له حصناً من النار، فقالت امرأة  : وإثنان ، فقال : وإثنان[31] .

 

19 ـ وعنه  6: «من قدّم من ولده ثلاثاً صابراً محتسباً كان محجوباً من النار باذن الله عزّوجلّ ». وفي لفظ آخر: من قدّم شيئاً من ولده صابراً محتسباً حجبوه بإذن الله من النار[32] .

 

20 ـ عن أبي سعيد الخدري : إنّ النساء قلن للنبي  6: إجعل لنا يوماً تعظنا فيه ، فوعظهنّ وقال : أيّما امرأة مات لها ثلاثة من الولد، كانوا لها حجاباً من النار، قالت امرأة : وإثنان ، قال : وإثنان[33] .

 

21 ـ وعن بريدة قال : كان رسول الله 6 يتعاهد الأنصار ويعودهم ويسأل عنهم ، فبلغه إن امرأة مات إبن لها، فجزعت عليه ، فأتاها فأمرها بتقوى الله عزّوجلّ والصبر، فقالت : يا رسول الله إنّي امرأة رقوب لا ألد، ولم يكن لي ولد غيره ، فقال رسول الله 6: الرقوب التي يبقى لها ولدها، ثمّ قال : ما من إمرء مسلم أو إمرأة مسلمة يموت لهما ثلاثة من الولد إلّا أدخلهما الله الجنّة ، فقيل له  : وإثنان : فقال : وإثنان[34] .

 



22 ـ وفي حديث آخر: انّه  6 قال لها: اما تحبين أن ترينه على باب الجنّة وهو يدعوک إلينا؟ قالت : بلى ، قال : فانّه كذلک .

ما أروع مثل هذه الأحاديث الشريفة التي تُنبّأ عمّا وراء الطبيعة من عوالم الغيب ، ليكون شهوداً بالإيمان القلبي والاعتقاد اليقيني ، فطفل مسلم يموت فيكون مع رسول الله يوم القيامة في الجنّة فينادي اُمّه الصابرة المحتسبة لتكون مع محمّد وآل محمّد : في مقعد صدق عند مليک مقتدر، في جنّة عرضها السموات والأرض اُعدّت للصابرين والصابرات . أو تدري ما لهذه العندية ـ عند الله ـ من مقام عظيم و آثار معنوية في الدنيا والآخرة ؟

انّه الحيّ الصمد الذي لم يلد ولم يولد، تتجلّى صمديّته وغناه بالذات ، وقد ظهرت سيادته على الإطلاق في العطاء والأخذ، فيعطي الولد ليفرح به الأبوان ، ثمّ يأخذه منهما فيحزنان ويصبران على قضاء الله وقدره ، ويحشرهما مع الأبرار والأخيار، فأيّ سرّ دفين في رحاب هذا الكون الوسيع ، وما هي الحكمة في عطائه رزقاً، وأخذه إختباراً أو بلاءً أو مصلحة أو تكريماً؟!

23 ـ عن اُمّ مبشر الأنصاريّة عن رسول الله 6 انّه دخل عليها وهي تطبح حبّاً، فقال : من مات له ثلاثة لم يبلغوا الحنث كانوا له حجاباً من النار، فقالت : يا رسول الله، وإثنان ، فقال لها: وإثنان يا اُم مبشر.

24 ـ وعن قبيصة بن برمة قال : كنت عند رسول الله 6 جالساً إذا أتته إمرأة فقالت : يا رسول الله أُدع الله لي فانّه ليس يعيش لي ولد، قال : كم مات لکِ ؟ قالت  : ثلاثة ، قال : لقد إحتضرت من النار بحظار شديد[35] .

 



الحضار بكسر الحاء المهملة والطاء المشالة : الحظيرة تعمل بلابل من شجر ليقيها البرد والريح ومنه المحظور للمحرم ، أي : الممنوع من الدخول فيه ، كان عليه حظيرة تمنع من دخوله ، فمن يموت له ثلاثة من الأولاد يكون في حضيرة من نار جهنّم ، أي لا يدخلها وتمنع عنه ، فيكون في جنّة حصينة من النار وعذابها، بل ويدخل الجنّة ، ومن زحزح عن النار وادخل الجنّة ، فقد فاز فوزاً عظيماً، فقد الولد والصبر عليه من الفوز العظيم ، لا يلقاها إلّا ذو حظّ عظيم .

25 ـ عن رسول الله 6: «ما من مسلمين يقدمان ثلاثة لم يبلغوا الحنث إلّا أدخلهما الله الجنّة بفضل رحمته »، قالوا: يا رسول الله وذو الاثنين ؟ قال : «ذو الإثنين إنّ من اُمّتي من يدخل الجنّة بشفاعته أكثر من مضر، وإن من اُمّتي من يستطعم النار حتّى يكون أحد زواياها»[36] .

 

رواه جماعة من أهل الحديث وصحّحوه .

فليس كلّ من كان من الاُمّة الاسلاميّة وينسب إليها يدخل الجنّة ، بل منهم من يدخل النار بلا ريب ولا شکّ كمن شارک في قتل سيّد الشهداء الامام الحسين  7 وأهل بيته وبلغ عددهم في بعض النقل إلى ثلاثين ألف مقاتل ومشارک بالحرب وراضى بالقتل .

ومن الأعمال الصالحة والعناية الربّانيّة على هذه الاُمّة ، انّه من يموت له ثلاثة من الأولاد قبل بلوغهم سنّ التكليف ، وكتابة الذنب والحنث عليهم ، فانّه يدخل
الجنّة ، وبشفاعته يدخلون الجنّة أكثر من قبيلة مضرّ التي تعدّ من أكبر قبائل العرب آنذاک .

26 ـ قال رسول الله 6: «قال الله تعالى : حقّت محبّتي للذين يتصادقون من أجلي ، وحقّت محبّتي للذين يتناصرون من أجلي » ثمّ قال : «ما من مؤمن ولا مؤمنة يقدّم الله تعالى له ثلاثة أولاد من صلبه لم يبلغوا الحنث ، إلّا أدخله الله الجنّة بفضل رحمته ايّاهم ».

27 ـ وعنه  6: من دفن ثلاثة من الولد حرّم الله عليه النار.

28 ـ عن أنس بن مالک قال : وقف رسول الله 6 على مجلس من بني سلمة فقال : يا بني سلمة ما الرقوب فيكم ؟ قالوا: الذي لا يولد له ، قال : بل هو الذي لا فرط له .

29 ـ عن ابن مسعود قال : دخل رسول الله 6 على إمرأة يعزّيها بإبنها فقال : بلغني أنّک جزعت جزعاً شديداً، قالت : وما يمنعني يا رسول الله، وقد تركني عجوزاً رقوباً؟ فقال لها رسول الله: لست بالرقوب إنّما الرقوب التي تتوفّى وليس لها فرط ، ولا يستطيع الناس أن يعودوا عليها من أفراطهم فتلک الرقوب .

قال الشهيد الثاني  1 في نهاية الفصل : وهذه الأحاديث كلّها مستخرجة من اُصول مسندة تركنا إسنادها واُصولها اختصاراً، ولأنّ الله سبحانه بفضله ورحمته قد وعد الثواب لمن عمل بما بلغه ـ في أحاديث مشهورة ومعروفة بأحاديث من بلغ وتزيد على العشرين حديثاً فانّه يثاب على ما ورد تفضّلاً ـ وإن لم يكن الأمر
كما بلغه . ورد ذلک أيضاً في عدّة أحاديث من طرقنا وطرق العامّة
[37] .

 

وفي فصل آخر يذكر فيها يتعلّق بهذا الباب من فقد الولد والصبر عليه إحتساباً ورضاً بقضاء الله وقدره .

30 ـ عن زيد بن أسلم قال : مات لداود 7 ولد، فحزن عليه حزناً كثيراً فأوحى الله: يا داود ما كان يعدل هذا الولد عندک ؟ قال : يا رب كان يعدل هذا عندي مل الأرض ذهباً ـ كناية عن حبّه الشديد، قال الله تعالى : فلک عنه يوم القيامة مل الأرض ثواباً[38] .

 

أقول : الذهب ليس كالثواب ، فانّ الأوّل يزول والثاني من الأبدي الّذي لايفنى ، كما انّ الأوّل من معادن الأرض ، والثاني من معادن رحمة الله، كما إنّ الثاني قد ضمنه الله سبحانه (فلک عندي ).

31 ـ عن داود بن أبي هند قال : رأيت في المنام كأنّ القيامة قد قامت ، وكأنّ الناس يدعون إلى الحساب قال : فقربت إلى الميزان ووضعت حسناتي في كفّة وسيّئاتي في كفّة ، فرجحت السيّئات على الحسنات ، فبينما أنا مغموم اذ اُتيت بمنديل أبيض ـ وخرقة بيضاء ـ فوضعت مع حسناتي فرجّحت ، فقيل لي : أتدري ما هذا؟ قلت : لا، قيل هذا سقط كان لک ، قلت : فانّه كانت لي إبنة ، فقيل : بنتک ليست كذلک لأنّک كنت تتمنّى موتها.

فانّه في الجاهليّة الاُولى كانت البنت تدفن حيّاً (وَإِذَا آلْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ
ذَنبٍ قُتِلَتْ
)[39]  فكان إذا أخبر أحدهم بالانثى إسودّ وجهه وهو كظيم ، لا يدري

كيف يواريها خجلاً، فكان الناس آنذاک يتمنّون موت البنت ، وأمّا السقط فانّه ورد في الحديث النبوي الشريف قال  6: «تناكحو تناسلوا فانّي اُباهي بكم الاُمم ولو بالسقط » فالسقط حرمة يوم القيامة كحرمة الرجل الكامل فيثقل ميزان الحسنات لأبويه ، ويزيل عنها همّ الآخرة وغمّها، وهل من نعمة كهذه النعمة العظيمة ؟!

32 ـ عن أبي شوذب : إنّ رجلاً كان له ابن لم يبلغ الحلم ، فأرسل إلى قومه فقال : لي إليكم حاجة ، قالوا: ما هي ؟ قال : إنّي اُريد أن أدعو على ابني هذا أن يقبضه الله تعالى وتؤمّنون على دعائي قال : فسألوه عن سبب ذلک ، فأخبرهم انّه رأى في نومه (منامه ) كأنّ الناس قد جمعوا ليوم القيامة ، وأصابهم عطش شديد، فاذا الولدان قد خرجوا من الجنّة معهم الأباريق ، وفيهم ابن أخ لي ، فالتمس منه أن يسقيه فأبى ، وقال : يا عمّ إنا لا نسقى إلّا الآباء، فأحببت أن يجعل الله ولدي هذا فرطاً لي .

المنام وإن لم يكن حجّة شرعيّة ، إلّا انّه ذلک في الأحكام الشرعيّة ثبوتها ونفيها، وإلّا فان الأحلام الصادقة من المبشرات ـ كما في الخبر المروي عن رسول الله 6، وانّه من مصاديق الحياة الطيبة في قوله تعالى : (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً)[40] .

 


كما ورد عن المعصومين  : فانّه الرؤيا الصادقة والصالحة التي يراه المؤمن أو المؤمنة أو يُرى لهما.

فالرؤيا الصادقة للأنبياء من الوحي كرؤية إبراهيم الخليل  7 انّه يذبح ولده اسماعيل (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ آلسَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي آلْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُکَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ آفْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ آللهُ مِنَ آلصَّابِرِينَ )[41] .

 

ولغيرهم إنّما هي جزء من أجزاء النبوّة ، وانّها بمنزلة العلم الالهامي المبشّر أو المنذر أو المخبر عمّا سيقع في المستقبل العاجل أو الآجل ، كما انّ الله جعل المنام والرؤيا والأحلام دليلاً، لمن أنكر المعاد كما كان في الاُمم السابقة .

فمثل هذه الرؤى الصادقة ، وإن لم يثبت بها الحكم الشرعي من الأوامر والنواهي ؛ إلّا انّه حجّة لمن إطمئن بها أو قطع ، فان القطع حجّة بأي سبب كان ، وإنّ حجيّته ذاتيّة ليست بجعل جاعل لا نفياً ولا اثباتاً ـ كما هو محقّق في علم اُصول الفقه‌ـ.

وما يسند الرؤيا الاُولى الرؤى الثانية فانّها تصب في نفس المصب .

33 ـ من محمّد بن خلف قال : كان لإبراهيم الحربي ابن ، له أحدى عشرة سنة ، قد حفظ القرآن ، ولقّنه أبوه من الفقه والحديث شيئاً كثيراً، فمات فأتيته لأعزّيه ، فقال : كنت أشتهي موته ، فقلت له يا أبا اسحاق ، أنت عالم الدنيا، تقول مثل هذا في صبي قد أنجب ـ أي كان نجيباً صالحاً ـ وحفظ القرآن ولقّنته الحديث والفقه ؟! قال : نعم ، رأيت في النوم كأنّ القيامة قد قامت ، وكأنّ صبياناً بأيديهم
القلال ـ الجرّة العظيمة ـ فيها ماء يستقبلون الناس يسقونهم ، وكان اليوم يوماً حارّاً شديد الحرّ، فقلت لأحدهم : إسقني من هذا الماء فنظر إليّ وقال : لست أنت أبي ، قلت : فأي شيء أنتم ؟ قالوا: نحن الصبيان الذين متنا في دار الدنيا وخلّفنا آباءنا، فنستقبلهم ونسقيهم ، فلهذا تمنّيت موته .

أقول : أشكر الله وأحمده حمداً لا يوصف كما هو أهله ومستحقه ، فانّه كان لي توأم ولد أحدهما وسمّيته علي محمّد، والأكبر منه مسمّى بمحمّد علي حفظهما الله تعالى ، فخرج توأم على محمد ميّتاً لعدم علم الأطبّاء به ، وسمّيته محمّد محسن ، أسأل الله أن يجعله من الفرط الصالح ، فانّه من ذريّة رسول الله6 ينتسب إليه من اُمّه إلى سبط رسول الله الأكبر الإمام الحسن المجتبى 7 ومن أبيه إلى سبطه الثاني الإمام الحسين سيّد الشهداء 7، فهو حسيني حسني يسقى والديه من حوض جدّه أميرالمؤمنين علي  7 بيده ريّاً رويّاً هنيئاً سائغاً لا ظمأ بعده ، آمين يا ربّ العالمين .

34 ـ روى الغزالي في (إحياء العلوم ) إنّ بعض الصالحين كان يعرض عليه التزويج برهة من دهره فيأبى ، قال : فانتبه من نومه ذات يوم وقال : زوّجوني ، فزوّجوه فسئل عن ذلک فقال : لعلّ الله أن يرزقني ولداً ويقبضه ، فيكون لي مقدّمة في الآخرة ، ثمّ قال : رأيت في المنام كأنّ القيامة قد قامت ، وكأنّي في جملة الخلائق في الموقف ، وبي من العطش ما كاد أن يقطع قلبي ، وكذا الخلائق من شدّة العطش والكرب ، فبينما نحن كذلک ، وإذا ولدان يتخلّلون الجمع ، عليهم قناديل من نور، وبأيديهم أباريق من فضّة وأكواب من ذهب ، يسقون الواحد بعد الواحد،
يتخلّلون الجمع ويتجاوزون أكثر الناس ، فمددت يدي إلى أحدهم فقلت : إسقني فقد أجهدني العطش ، فقال : مالک فينا ولد، إنّما نسقي آباءنا، فقلت لهم ومن أنتم ؟ قالوا: نحن من مات من أطفال المسلمين
[42] .

 

35 ـ وحكى الشيخ أبو عبدالله بن النعمان في كتاب (مصباح الظلام ) عن بعض الثقات : أنّ رجلاً أوصى بعض أصحابه ـ ممّن أراد أن يحج ـ أن يقرء سلامه رسول الله 6 ويدفن رقعة مختومة أعطاه الله عند رأسه الشريف ، ففعل ذلک ، فلمّا رجع من حجّه أكرمه الرجل وقال له : جزاک الله خيراً، لقد بلغت الرسالة ، فتعجب المبلّغ من ذلک! وقال : من أين علمت تبليغها قبل أن اُحدثّک ، فأنشأ يحدّثه ، قال : كان لي أخ مات وترک إبنا صغيرآ، فربّيته وأحسنت تربيته ، ثمّ مات قبل أن يبلغ الحلم ، فلمّا كان ذات ليلة رأيت في المنام كأنّ القيامة قد قامت ، والحشر قد وقع ، والناس قد اشتدّ بهم العطش من شدّة الجُهد، وبيد إبن أخي ماء، فالتمست أن يسقيني فأبى ، وقال : أبي أحقّ به منک ، فعظم عليّ ذلک ، فانتبهت فزعاً، فلمّا أصبحت تصدّقت بجملة دنانير، وسألت الله أن يرزقني ولداً ذكراً، فرزقنيه واتّفق سفرک فكتبت لک تلک الرقعة ، ومضمونها التوسّل بالنبي  6 إلى الله عزّوجلّ في قبوله منّي ، رجاء أن أجده يوم الفزع الأكبر، فلم يلبث أن حمّ ومات ـ أصابته الحمّى فمات ـ وكان ذلک يوم وصولک ، فعلمت أنّک بلغت الرسالة .

36 ـ وفي كتاب (النوم والرؤيا) لأبي الصقر الموصلي ، حدّثني علي بن الحسين بن جعفر، حدّثني أبي حدّثني بعض أصحابنا فمن أثق بدينه وفهمه ،
قالت : أتيت المدينة ليلاً فنمت في بقيع الغرقد ـ مقبرة أهل المدينة ـ بين أربعة قبور عندها قبر محفور، فرأيت في منامي أربعة أطفال ، قد خرجوا من تلک القبور وهم يقولون :

أنعم الله بالحبيبة عينا         وبمسراک يا اُميم إلينا

عجباً ما عجبت من ضغطة         القبر ومعذاک يا اُميم إلينا

فقلت : إنّ لهذه الأبيات لشأناً، وأقمت حتّى طلعت الشمس ، وإذا جنازة قد أقبلت ، فقلت : من هذه ؟ فقالوا: امرأة من أهل المدينة ، فقلت : إسمها اُميّة ؟ قالوا : نعم ، قلت : قدّمت فرطاً؟ قالوا: أربعة أولاد، فأخبرتهم بالخبر، فأخذوا يتعجّبون من هذا[43] .

 

فهذا من النوم الصادق كما يدلّ عليه الإمارات والعلامات المفيدة للقطع والاطمئنان .

37 ـ ما أحسن ما أنشد بعض الأفاضل يقول شعراً:

عطيّته إذا أعطى سروراً         وإن سلب الذي أعطى أثابا

فأيّ النعمتين اُعدّ فضلاً         وأحمد عند عقباها إيابا

أنعمته التي كانت سروراً         أم الاُخرى التي جلبت ثوابا؟



[1] ()  البقرة : 155 ـ 157.

[2] ()  الزمر: 10.

[3] ()  البقرة : 45.

[4] ()  فاطر: 28.

[5] ()  الملک : 2.

[6] ()  الكهف : 30.

[7] ()  أمالى الصدوق : 1/63.

[8] ()  ثواب الأعمال : :4 233.

[9] ()  جامع الأخبار: 133.

[10] ()  المائدة : 119.

[11] ()  الكافي : :2 198.

[12] ()  ثواب الأعمال : 233/2.

[13] ()  الكافي : :3 218.

[14] ()  الكافي : :3 219.

[15] ()  هود: 108.

[16] ()  سنن الترمذي : :4 28.

[17] ()  البحار: :82 117.

[18] ()  البحار: :82 117.

[19] ()  المحجّة البيضاء: :8 287.

[20] ()  البحار: :82 118.

[21] ()  الزمر: 73.

[22] ()  عبس : 34 ـ 36.

[23] ()  البحار: :82 118.

[24] ()  يكره كل ذلک إلّا للإمام الحسين فانه يستحب البكاء عليه والجزع والفزع ولبس السوادوغير ذلک فانها تعد من تعظيم شعائر الله ومن راد المزيد فعليه بكتاب (اضواء على زيارةعاشوراء) للمؤلف .

[25] ()  السنن الكبرى للبيهقي : :4 59، فراجع والكافي : :3 218 والبحار: :82 119 عنمسكّن الفؤاد.

[26] ()  الكافي : :3 218 والفقيه : :1 112 ومسند أحمد: :4 415 والجامع الصغير: :1  131والبحار: :82 119.

[27] ()  البروح : 6.

[28] ()  البحار: :82 119 عن مسكّن الفؤاد.

[29] ()  الدر المنثور: :1 159 والجامع الكبير: :1 777 والبحار: :82 119.

[30] ()  مسند أحمد: :1 429 وسنن الترمذي : :2 262 وسنن ابن ماجة : :1 512 والدر المنثور ::1 158 ومسكّن الفؤاد ص37.

[31] ()  تنبيه الخواطر: :1 287 والموطأ: :1 235 والدر المنثور: :1 158.

[32] ()  الجامع الكبير: :10 817.

[33] ()  مسند أحمد: :3 34 وصحيح البخاري : :1 39 و:2 93 و:9 124 ومسلم : :4  2028والترغيب والترهيب : :3 76.

[34] () مستدرک‌الصحيحين384:1: والدر المنثور: 159:1 والبحار: 120:82 ومسكّن الفؤاد38:.

[35] ()  الجامع الكبير: :1 817 ومسكّن الفؤاد: 39.

[36] ()  مسكّن الفؤاد: 39 ومستدرک الصحيحين :1 71 والترغيب والترهيب :3 78 ومسندأحمد: :4 212.

[37] ()  مسكّن الفؤاد: 41.

[38] ()  مسكّن الفؤاد: 42 وتنبيه الخواطر: :1 287 والدرّ المنثور :5 306.

[39] ()  التكوير: 8 ـ 9.

[40] ()  النحل : 97.

[41] ()  الصافات : 102.

[42] ()  مسكّن الفؤاد: 43 عن احياء العلوم : :2 27.

[43] ()  مسكّن الفؤاد: 44 وبحار الأنوار: :82 122.