بسم الله الرحمن الرحیم 

يقال كلّ واحد عنده أساس الحسد والمحرّم منه ابرازه وتفعلية والحسد هو تمنى ‏زوال النعمة من الغير ويعمل من أجل زوال تلك النعمة مثلاً إذا كان يحسد زيد في سيارته الجديدة، فإنّه يتمنى ‏زوالها ويحاول ان   يعطلها(يعيها) كأن يحرقها أو يكسّرها فهذا من الحسد المذموم كما حسد أخوة يوسف أخاهم فألقوه في ‏البئر(ليبعدوه عن  وجه أبيهم ويبعدوا يوسف عنه)، وكذلك قتل قابيل لأخيه هابيل حسداً، وحسد ابليس لآدم في تعلّمه‏الأسماء كلّها وهو أساس الحسد في الناس، فمثل هذا الحسود لا يسود والخلاص من الحسد ان يجاهد نفسه ليل و ‏نهار واللَّه يهديه السبيل (والّذي جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) فيتخلص من الحسد بالمجاهدة أوّلاً وبالتفكر والتأمل ‏أنه لماذا يحسد فلان وان اللَّه أنعم عليه وهو قادر على ان ينعم عليه أيضاً  (بدلاّ)  من ان يحسده ويطلب من ربه ان ينعم ‏عليه كذلك وهذا هو الغبطة الممدوحة فان المؤمن يغيط ولا يحسد، كما عليه بالدعاء والتوسلات (قل ما يعبأ بكم ‏ربي لولا دعائكم) فالدعاء مفتاح كلّ صلاح وفلاح وهو سلاح الأنبياء فيتسلّح بهذا السلاح ليتخلص من مرض ‏الحسد وعداوته وخطورته واللَّه المستعان و ان يقرء يومياً سورة الفلق أحد عشر مرة بعد صلاة الصبح بنيةالتخلّص من الحسد، واني لكم من الداعين أن يخلصنا جميعاً من الحسد ومن ضر الحاسدين آمين يا رب‏العالمين.