بسم الله الرحمن الرحیم

ج1 - كلاهما محتملان وفي كليهما لابدّ من الشكر والصّبر (صبر الشاكرين) والطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق وكم لقضاء الدين من أذكار وأدعيّة عن أهل البيت عليهم السلام وبأي عملت بإخلاص وطرقت الباب على الدّوام فإنه يفتح لك الباب ومن طرق الباب ولَجّ وَلَج والله خير ناصر ومعين.

ج2 - تارة تعرف الأشياء بمقدماتها وأخرى بثمارها، فإنّک عندما تذوق الحنظل وتراه مرّاً تعرف إن شجرته شجرة سوء وعندما تذوق التفاح وتراه حلواً تعرف إن شجرته شجرة الخير، فالإلهام من وراءه العلم النافع والعمل الصالح والطاعة لله ولرسوله ولأهل البيت عليهم السلام ولكن الوساوس الشيطانية فمن وراءها الشّر والرياء والعُجب والغصب والأمراض الروحية والنفسية والرذائل الأخلاقية والأعمال السيئة، وبمثل هذه العلامات تعرف الإلهام من الوسواس والله المستعان.

ج3 ـ لا ريب إذا قرأت وطالعت بإخلاص وجاهدت في سبيل الله فإن الله يهديك سواء السبيل والصراط المستقيم (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سُبلنا) فالله سبحانه هو المؤدب والمربي والمعلّم الأول كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (أدبني ربّي فأحسن تأديبي) وأنه رب العالمين وعلّم الإنسان ما لم يعلم فمن إتقى الله علّمه الله ومن عمل بما علم فتح الله عليه أبواباً من العلوم والمعارف فإتق الله حق تقاته وجاهد في سبيله وابتغ الله الوسيلة فتوسل بمحمد وآله أن يوفق للسير والسلوك وعلى الله فتوكل وإليه فتُب وأنب وكن من الصالحين.

وأمّا المراسلة معي في هذا الباب والمقام في السير والسلوك والعرفان الإسلامي الصادق فمن المؤسف لا أرى في نفسي أن أكون المرشد لك في هذا الطريق وأسأل الله أن يوفقك وتلقى من يهديك سبل الإسلام والسلام.