فقه (1)

23 محرم

1442 هـ

فصل في الركوع

يجب في كل ركعة من الفرائض والنوافل ركوع واحد، إلّا في صلاة الآيات، ففي كل ركعة من ركعتيها خمس ركوعات، كما سيأتي وهو ركن تبطل الصلاة بتركه عمداً كان أو سهواً، وكذا بزيادته في الفريضة، إلّا في صلاة الجماعة فلا تضر بقصد المتابعة وواجباته أمور:

أقول بعد بيان مقدمات الصلاة وجملة من واجباتها وبعد بيان أحكام تكبيرة الإحرام والقيام والقراءة يقع الكلام في الركوع وبيان أحكامه وذلك في مقامات:

الأوّل: في حكمه التكليفي وبيان محلّه، فإنّه يجب في كل ركعة من الفرائض والنوافل ركوع واحد، فهو واجب في الصلاة مرّة واحدة في كل ركعة إلّا ما خرج بالدليل كما في صلاة الآيات والكسوف كما سيأتي، ودليل وجوبه: أوّلاً: بالضرورة من الدّين كما في الجواهر كما إعترف به بعض الأساطين.

وثانياً: بالكتاب المبين ﴿وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾ وثالثاً: بالسّنة النبويّة المطهرة وأحاديث أهل البيت عليهم السلام المتواترة المفيدة للعلم والقطع، ومنها ما رواه المشايخ والمحامد الثلاثة الأوّل: في الكافي والفقيه والتهذيب:

1 ـ الوسائل عن الكافي في حسنة علي بن إبراهيم أو مصّححته: محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن إبن أبي عمير عن حمّاد وعن الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الصلاة ثلاثة أثلاث: ثلث طهور، ثلث ركوع، وثلث سجود^([i]).

2 ـ وعن محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن حمّاد بن عيسى عن ربعي بن عبد الله عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليه السلام قال: إنّ الله فرض الرّكوع والسجود، الحديث، ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن يعقوب، وكذا الذي قبله.

3 ـ محمد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد عن النضر عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إنّ الله فرض من الصلاة الركوع والسجود. الحديث.

5 ـ وبإسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى عن محمد بن عيسى عن يوسف بن عقيل عن محمد بن قيس عن أبي جعفر عليه السلام في حديث: أنّ أمير المؤمنين عليه السلام كان يقول: إنّ أوّل صلاة أحدكم الرّكوع.

6 ـ وقد تقدم في حديث سماعة قال: سألته عن الركوع والسجود هل نزل في القرآن؟ قال: نعم قول الله عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا﴾، وغيرها من الأحاديث الشريفة في هذا الباب كما في الحدائق(8: 234 ـ 235) فراجع.

الثاني: كمّه: فهو ركوع واحد في كل صلاة سواء الفرائض أو النوافل إلّا ما خرج بالدليل كصلاة الكسوف والآيات، فإنّها عشر ركوعات في ركعتين، ويدل عليه:

أوّلاً: تسالم وإجماع أصل القبلة وكلّ المذاهب والطوائف الإسلامية سنةً وشيعةً.

وثانياً: لحصول الإمتثال والتكليف الشرعي في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا﴾، فإنه يحصل بالمرّة الواحدة.

وثالثاً: جملة من الرّوايات الشريفة كما في لوسائل باب 24 من أبواب الركوع وفي الباب أربع روايات باب أنه.

1 ـ محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن الفضل بن شاذان عن الرضا عليه السلام قال في كيفية صلاة يجب في كلّ ركعة ركوع واحد وسجدتان إلّا الكسوف.

ورابعاً: إنّما سُميّت الركعة ركعة بإعتبار الرّكوع كما أشار إليه العلمان المعاصر فإن سيدنا الحكيم قدس سره في مستمسكه (6: 292) وسيدنا الخوئي قدس سره في التقريرات: 15: 1)، وإنّما يتحقق بالمرّة الواحدة، فتأمل.

الثالث: إنّما الركوع من أركان الصلاة، ومعنى الركن الصلاتي في المصطلح الفقهي دون الأجزاء الأخرى، أنّه تبطل الصلاة بالإخلال به بزيادة ونقصد عمداً أو سهواً إلّا ما خرج بالدليل. كما في صلاة الجماعة، فإنّه يريد في الفريضة في صلاة الجماعة بقصد المتابعة للإمام فيما إذا رفع رأسه والإمام لا زال في الركوع كما سيأتي إن شاء الله.

ولا ينبغي في الاشكال في أنه ركن كما يدل عليه:

أوّلاً: التسالم وإلّا جماعات المحصلة والمنقولة.

وثانياً: مما تتقوّم به حقيقة الصلاة وماهيّتها، فإنّها تعرف بركوعها وسجودها.

وثالثاً: وهو العمدة طائفة من الروايات المعتبرة في هذا الباب.

في الوسائل: باب 10 من أبواب الركوع باب بطلان الصلاة بترك الركوع عمداً كان أو سهواً حتى يسجد، ووجوب الإعادة  وفي الباب خمس روايات منها:

 

3 ـ عن محمد بن الحسن عن صفوان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا أيقن الرّجل أنه ترك ركعة من الصلاة وقد سجد سجدتين وترك الركوع إستأنف الصلاة، وعنه عن صفوان عن منصور عن أبي بصير مثله^([ii]).

4ـ وبإسناده عن زرارة من أبي جعفر عليه السلام أنه قال: لا تعاد الصلاة إلّا من خمسة الطهور والوقت والقبلة والركوع والسجود. الحديث محمد بن علي بن الحسين بإسناده عن زرارة مثله.

قال الحرّ العاملي قدس سره: أقول: وتقدم ما يدلّ على ذلك ويأتي ما يدل عليه، ويأتي ما ظاهره المنافاة، وأنه محمول على النافلة.

وكذلك الباب 14 باب بطلان الصلاة بزيادة ركوع ولو سهواً وعدم بطلانها بزيادة سجدة واحدة سهواً، وفي الباب ثلاث روايات.

1 ـ محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم من أبيه عن ابن أبي عمير من عمر إبن أذنيه عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: إذا إستيقن أنه قد زاد في الصلاة المكتوبة ركعة لم يعتد بها واستقبل الصلاة إستقبالاً إذا كان قد إستيقن يقيناً.

وللحديث صلة إن شاء الله تعالى.