الثالث تعدّد الثياب، بل يكره في الثوب الواحد للمرأة كما مرّ.

في الوسائل الباب 63 من ابواب لباس المصلي باب إستحباب الأكثار من الثياب في الصلاة، روى الشيخ الصدوق في العلل بسنده عن جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام قال: إنّ لكلّ شيء عليك تصلّي فيه يسبح معك، قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أقيمت الصلاة لبس نعليه وصلى فيهما.

وعن جعفر بن محمد عن أبيه عن عاب عليهم السلام قال: إنّ الإنسان إذا كان في الصلاة فإن جسده وثيابه وكل شيء حوله يسبّح.

فيتطهر من ذلك إستحباب تعدّد  الثياب للرجل والمرأة، بل في المرأة يكره أن تصلّي في ثوب واحد كما مرّ، ثم وإن كان كل شيء يسبّح بحمد الله كما في جملة من آيات القرآن الكريم، فالثياب تسبح على كل حال سواء لبست أم لم تلبس، ولكن ربّما مع الصلاة تزداد تسبيحاً بكم وكيف يتناسب مع الصلاة التي هي معراج المؤمن إلى ربه وقربان كل تقي إلى الله سبحانه فتدبّر.

الرابع: لبس السراويل.

ويدل عليه فتوى المشهود وما قاله الشهيد في الذكرى: روي ركعة بسراويل تعدل أربعاً بغيره^([1]). ومن باب التسامح في أدلة السنن نقول بإستحبابه تمسكاً بما قاله الشهيد وما ذهب إليه المشهور. بل يستحب لبس السراويل مطلقاً في الصلاة وغيره، وأول من لبسها سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام على ما يرويه الشيخ الحرّ العاملي قدس سره في وسائله باب 11 من أبواب أحكام الملابس عن الصدوق في العلل بسنده عن محمد الواسطي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أوحى الله إلى إبراهيم أن الأرض قد شكت غلى الحياء من رؤيّة من رؤية عورتك فاجعل بيتك وبينها حجاباً، فجعل شيئاً هو أكبر من الثياب من دون السراويل فلبسه فكان إلى ركبتيه^([2]).

الخامس: أن يكون اللباس من القطن أو الكتان في الوسائل باب 15 من أبواب أحكام الملابس وفي الباب رواية واحدة باب إستحباب لبس القطن.

الكليني بسنده عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: إلبسوا ثياب القطن فإنّه لباس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو لباستا وهذا يدل على إستحبابه مطلقاً في الصلاة وغيره وعمومه يشمل الصلاة فيستحب ذلك كما هو المختار. ولبس الكتان في الباب 16 قال أبو عبد الله عليه السلام: الكتان من لباس الأنبياء وهو ينبت اللّحم.

السادس: أن يكون أبيض

في الوسائل باب 14 من أبواب أحكام الملابس وفي الباب ست روايات باب إستحباب لبس البياض وكراهة ملابس العجم وأطعمتهم والسّواد إلّأ ما إستثنى، وعدم جواز لبس ملابس أعداء الله وسلوك مسالكم موثقة الكليني بسنده عن إبن القدّام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ألبسوا البياض فإنه أطيب وأظهر، وكفّنوا فيه موتاكم.

وفي حديث آخر: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ليس من لباسكم شيء أحسن من البياض فألبسوه، وكفُنوا فيه موتاكم.

وعن أبي عبد الله عن آبائه عليهم السلام أن أمير المؤمنين عليه السلام كان لا ينخل له الدقيق وكان يقول لا تزال هذه الأمة بخير ما لم يلبسوا لباس العجم ويطعموا أطعمة العجم، فإذا فعلوا ذلك ضربهم الله بالذّل.

السابع : لبس الخاتم من العقيق

الظاهر من الأخبار أولاً إستحباب التختم إستحباباً نفسياً (الوسائل باب 45 من أبواب أحكام الملابس الحديث الأول عن الكليني بسنده عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من السّنة لبس الخاتم. نحوه كثير من الأحاديث فاستفاضت في دلالتها على إستحباب التختم. وثانياً: يستحب التختم باليمنى فإنّه من علامات المؤمن كما في خبر الإمام العسكري عليه السلام المشهور للمؤمن علامات خمس ومنها: التختم باليمنى (الوسائل باب 49 باب إستحباب التختم باليمنى وفي الباب عشر روايات) وإن كان يجوز باليسار أيضاً (الوسائل باب 48 باب جواز التختم في اليمين في أماليه بسنده عن بشير الدّهال.

قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: أي الفصوص أركّب على خاتمي ؟ فقال: يا بشير أين أنت عن العقيق الأحمر والعقيق الأصفر والعقيق الأبيض فإنها ثلاثة جبال في الجنة ـ إلى أن قال: ـ فمن تختم بشيء منها من شيعة آل محمد لم ير إلّا الخير والحسنى والسعة في الرزق والسلامة من جميع أنواع البلاء وهو أمان من السلطان الجائر، ومن كل ما يخاف الإنسان ويحذره وفي خبر آخر عن مولاتنا فاطمة عليها السلام قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من تختم بالعقيق لم يزل يرى خيراً. ورابعاً: إستحباب إستصحاب العقيق في السفر والخوف وفي الصلاة وفي الدعاء باب 53 من أبواب أحكام الملابس وفي الباب 12 رواية الحديث 10: وعنه عليه السلام قال: صلاة ركعتين بفصّ عقيق تعدل ألف ركعة بغيره.

الثامن: لبس النعل العربية

كما ورد في روايات مستفيضة منها ما رواه الشيخ بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: إذا صليت فصلّ في نعليك إذا كانت طاهرة فإنّ ذلك من السنّة.

ومنها: عن الصدوق في عيون الأخبار بسنده عن الحسن بن علي بن فضّال قال: رأيت أبا الحسن عليه السلام عند رأس النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلّى ست ركعات وثمان ركعات في نعليه. وفعل الإمام المعصوم عليه السلام حجّة كقوله وتقريره.

ومنها: عن معاوية بن عمّار قال: رأيت أبا عبد الله عليه السلام يصلّي في نعليه غير مرة ولم أره ينزعهما قطّ.

وهذا وغيره يستظهر منه جواز ذلك أولاً ثم إستحبابه بصميمة (ذلك من السّنة) فراجع^([3]).

التاسع: ستر القدمين للمرأة