23 ـ الاقتصاد :

الاقتصاد هو: الحدّ الوسط في المعيشة من دون تقتير ولا إسراف ، فإنّ ذلک
من علامات العاقل المؤمن ، والإمام العسكري  7 يقول : عليک بالاقتصاد،

وإيّاک والإسراف ، فإنّه من فعل الشيطنة[1] .

 

قال الإمام الصادق  7: ويركبوا قصدآ، أترى الله ائتمن رجلا على مال خوّل له أن يشتري فرسآ بعشرة آلاف درهم ، ويجزيه فرس بعشرين درهمآ، وقال : (وَلا تُسْرِفُوا إنَّهُ لا يُحِبُّ المُسْرِفِينَ )[2] .

 

وقال  7: المال مال الله جعله الله ودائع عند خلقه ، وأمرهم أن يأكلوا منه قصدآ ويركبوا قصدآ، فمن تعدّى ذلک كلّه أكله حرام وما ركبه منه حرام[3] .

 

قال أبو طيفور المتطبّب : سألني أبو الحسن الإمام الهادي  7: أي شيء تركب ؟ قلت : حمارآ، قال : بكم ابتعته ؟ قلت : بثلاثة عشر دينارآ، قال : إنّ هذا لهو السرف ، أن تشتري حمارآ بثلاثة عشر دينارآ وتدع برذونآ[4] .

 

عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : ذكر رسول الله الفرش ، فقال : فراش للرجل وفراش للمرأة وفراش للضيف والرابع للشيطان[5] .

 

وقال  9: من أكل ما يشتهي ولبس ما يشتهي وركب ما يشتهي ، لم ينظر الله إليه حتّى ينزع أو يترک[6] .

 

وقال الأمير: عليكم بالقصد في المطاعم ، فإنّه أبعد من السرف وأصحّ للبدن

وأعون على العبادة[7] .

 

عن الإمام الرضا لمّـا سأله السائل في النفقة على العيال فقال  7: بين المكروهين ، فقلت : جعلت فداک ، لا والله ماأعرف المكروهين ، قال : فقال له  : يرحمک الله أما تعرف أنّ الله عزّ وجلّ كره الإسراف وكره الاقتار فقال  :

(وَالَّذِينَ إذَا أنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَـقْتُرُوا وَكَانَ بَـيْنَ ذَلِکَ قَوَامآ)[8] .

 

وقال النبيّ: إيّاكم والسرف في المال والنفقة ، وعليكم بالاقتصاد، فما افتقر قوم اقتصدوا[9] .

 

والأمير فيما وصف المتّقين ، قال : وملبسهم الاقتصاد.

قال النبيّ: من بنى بنيانآ رياءً وسمعة حمله يوم القيامة إلى سبع أرضين ، ثمّ يطوّقه نارآ توقد في عنقه ، ثمّ يرمى به في النار، فقلنا: يا رسول الله، كيف يبنى رياء وسمعة ؟ قال : يبنى فضلا على ما يكفيه ، أو يبنى مباهاة[10] .

 

قال الأمير  7: ألا وإنّ إعطاء المال في غير حقّه تبذير وإسراف .

(وَكُلُوا وَآشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إنَّهُ لا يُحِبُّ المُسْرِفِينَ )[11] .

 

(وَآتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ وَالمِسْكِينَ وَآبْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيرآ)[12] .

 

يقول أمير المؤمنين  7: كلّ ما زاد على الاقتصاد إسراف[13] .

 

قال الإمام الصادق  7: إنّ القصد أمر يحبّه الله عزّ وجلّ ، وإنّ السرف أمر يبغضه الله عزّ وجلّ ، حتّى طرحک النواة فإنّها تصلح لشيء، وحتّى صبّک فضل شرابک[14] .

 

قال الإمام الكاظم  7: من اقتصد وقنع بقيت عليه النعمة ، ومن بذّر وأسرف زالت عنه النعمة[15] .

 

(وَأهْلَكْنَا المُسْرِفِينَ )[16] .

 

(إنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ )[17] .

 

(وَأنَّ المُسْرِفِينَ هُمْ أصْحَابُ النَّارِ)[18] .

 

قال الإمام الصادق  7: أربعة لا يستجاب لهم : دعوة ...، ورجل كان له مال فأفسده ، فيقول : يا ربّ ارزقني ، فيقول : ألم آمرک بالاقتصاد[19] .

 

قال النبيّ: من اقتصد في معيشته رزقه الله، ومن بذّر حرمه الله.

وقال الإمام الصادق  7: لو أنّ الرجل أنفق ما في يديه في سبيل من سبيل
الله ما كان أحسن ولا وفّق ، أليس يقول الله تعالى : (وَلا تُلْقُوا بِأيْدِيكُمْ إلَى

التَّهْلُكَةِ وَأحْسِنُوا إنَّ اللهَ يُحِبُّ الُمحْسِنِينَ )[20] ، يعني المقتصدين[21] .

 

 

قال الإمام الرضا  7: وليكن نفقتک على نفسک وعيالک قصدآ، فإنّ الله تعالى يقول : (وَيَسْألُونَکَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ العَفْوَ)[22] ، العفو الوسط ، وقال الله :

(وَالَّذِينَ إذَا أنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَـقْتُرُوا)[23] .