Deprecated: __autoload() is deprecated, use spl_autoload_register() instead in /home/net25304/al-alawy.net/req_files/model/htmlpurifier-4.4.0/HTMLPurifier.autoload.php on line 17
المحور الرابع : أُميّة الرسول 6 والاشكالات المعرفيّة - الشخصية النبوية على ضوء القرآن
العصمة بنظرة جديدة مجلة الکوثر الرابع والثلاثون - شهر رجب المرجب 1437هـ -2016م صحيفة صوت الكاظمين الشهرية العدد 207/206 النور الباهر بين الخطباء والمنابر قناة الکاظمين مصباح الهداية ونبراس الأخلاق بإدارة السید محمد علي العلوي الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين الشباب عماد البلاد إجمال الكلام في النّوم والمنام المؤسسة الإسلامية العالمية التبليغ والإرشاد برعایة السید عادل العلوي صحیفة صوت الکاظمین 205-204 شهر رجب وشعبان 1437هـ الانسان على ضوء القرآن أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم العلم الإلهامي بنظرة جديدة في رواق الاُسوة والقدوة الله الصمد في فقد الولد في رحاب اولى الألباب المأتم الحسیني الأسبوعي بإشراف السید عادل العلوي في دارالمحققین ومکتبة الإمام الصادق علیه السلام- إحیاء للعلم والعل نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل مجلة الکوثر الثالث والثلاثون - شهر محرم الحرام 1437هـ -2015م نور العلم والعلم نور مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
اللغة
تابعونا...
فهرست کتاب‌‌ لیست کتاب‌ها
■ المقدمة
■ المحور الأوّل : من أهم المناصب القرآنية للأنبياء :...
■ س :١ من أهم المناصب القرآنية للأنبياء :...
■ س :٢ وهذا على ضوء مذهب أهل البيت :...
■ س :٣ وردت تسميات قرآنية رفيعة لمجموعة من الأنبياء :...
■ س :٤ لا ريب في إغلاق باب النبوات كوظيفة إلهية مقدسة ...
■ المحور الثاني : التهديدات المباشرة للأنبياء :...
■ س :١ لا يخفى موارد التهديدات والتنبيهات القرآنية ...
■ س :٢ هل يمكن القول بأن جملة من تلک التهديدات والتنبيهات ...
■ س :٣ هل يمكن القول بأنّ هذه التبيهات تجعلهم ...
■ المحور الثالث : المديح القرآني للأنبياء :
■ س :١ وردت مجموعة غير قليلة من الآيات القرآنية ...
■ س :٢ هل يدخل المديح القرآني طرفآ حقيقيآ في صياغة ...
■ س :٣ هل يمكن القول بأنه ذلک المديح القرآني ...
■ س :٤ وأخيراً هل الشخصية النبوية هي السقف الأعلى ...
■ هل كان رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم اُميّاً؟
■ كتّاب النبي ٦ في عصر نبوّته
■ من الذي أثار الجدل
■ الاستدلال بآية التلاوة
■ مناقشة الدكتور الهندي في أدلّته الأُخرى
■ المحور الأوّل :مفهوم الاُميّة ومراتبه في السلم الزماني
■ المحور الثاني : النظريّات المطروحة في أُميّة الرسول ٦
■ المحور الثالث : أُميّة الرسول ٦... العرض القرآني
■ المحور الرابع : أُميّة الرسول ٦ والاشكالات المعرفيّة
  1. النوران الزهراء والحوراء
  2. الأقوال المختارة في احکام الصلاة سنة 1436هـ
  3. الکافي في اصول الفقه سنة 1436هـ
  4. في رحاب الخير
  5. الغضب والحلم
  6. إیقاظ النائم في رؤیة الامام القائم
  7. الضيافة الإلهيّة وعلم الامام
  8. البداء بين الحقيقة والافتراء
  9. سيماء الرسول الأعظم محمّد (ص) في القرآن الكريم
  10. لمعة من النورین الامام الرضا (ع) والسیدة المعصومة(س)
  11. الدوّحة العلوية في المسائل الافريقيّة
  12. نور الآفاق في معرفة الأرزاق
  13. الوهابية بين المطرقة والسندانه
  14. حلاوة الشهد وأوراق المجدفي فضيلة ليالي القدر
  15. الوليتان التكوينية والتشريعية ماذا تعرف عنها؟
  16. الصّارم البتّار في معرفة النور و النار
  17. بريق السعادة في معرفة الغيب والشهادة
  18. الشخصية النبوية على ضوء القرآن
  19. الزهراء(س) زينة العرش الإلهي
  20. مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
  21. نور العلم والعلم نور
  22. نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل
  23. دروس الیقین فی معرفة أصول الدین
  24. في رحاب اولى الألباب
  25. الله الصمد في فقد الولد
  26. في رواق الاُسوة والقدوة
  27. العلم الإلهامي بنظرة جديدة
  28. أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم
  29. الانسان على ضوء القرآن
  30. إجمال الكلام في النّوم والمنام
  31. العصمة بنظرة جديدة
  32. الشباب عماد البلاد
  33. الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين
  34. النور الباهر بين الخطباء والمنابر
  35. التوبة والتائبون علی ضوء القرآن والسنّة
  36. القصاص علی ضوء القرآن والسّنة الجزء الثاني
  37. القصاص على ضوء القرآن والسنّة الجزء الثالث
  38. القول الرشید فی الإجتهاد و التقلید 2
  39. القول الرشيد في الاجتهاد والتقليد 1
  40. القصاص على ضوء القرآن والسنّة الجزء الاول
  41. الأقوال المختارة في أحكام الطهارة الجزء الأوّل
  42. أحكام السرقة على ضوء القرآن والسنّة
  43. الهدى والضلال على ضوء الثقلين
  44. في رحاب حديث الثقلين
  45. المأمول في تكريم ذرية الرسول 9
  46. عصمة الحوراء زينب 3
  47. عقائد المؤمنين
  48. النفحات القدسيّة في تراجم أعلام الكاظميّة المقدّسة
  49. قبس من أدب الأولاد على ضوء المذهب الإمامي
  50. حقيقة الأدب على ضوء المذهب
  51. تربية الاُسرة على ضوء القرآن والعترة
  52. اليقظة الإنسانية في المفاهيم الإسلامية
  53. هذه هی البرائة
  54. من لطائف الحجّ والزيارة
  55. مختصر دليل الحاجّ
  56. حول دائرة المعارف والموسوعة الفقهية
  57. رفض المساومة في نشيد المقاومة
  58. لمحات قراءة في الشعر والشعراء على ضوء القرآن والعترة :
  59. لماذا الشهور القمرية ؟
  60. فنّ الخطابة في سطور
  61. ماذا تعرف عن العلوم الغريبة
  62. منهل الفوائد في تتمّة الرافد
  63. سهام في نحر الوهّابية
  64. السيف الموعود في نحراليهود
  65. لمعة من الأفكار في الجبر والاختيار
  66. ماذا تعرف عن الغلوّ والغلاة ؟
  67. الروضة البهيّة في شؤون حوزة قم العلميّة
  68. النجوم المتناثرة
  69. شهد الأرواح
  70. المفاهيم الإسلامية في اُصول الدين والأخلاق
  71. مختصر دليل الحاجّ
  72. الشهيد عقل التاريخ المفكّر
  73. الأثر الخالد في الولد والوالد
  74. الجنسان الرجل والمرأة في الميزان
  75. الشاهد والمشهود
  76. محاضرات في علم الأخلاق القسم الثاني
  77. مقتل الإمام الحسين 7
  78. من ملكوت النهضة الحسينيّة
  79. في ظلال زيارة الجامعة
  80. محاضرات في علم الأخلاق
  81. دروس في علم الأخلاق
  82. كلمة التقوى في القرآن الكريم
  83. بيوتات الكاظميّة المقدّسة
  84. على أبواب شهر رمضان المبارک
  85. من وحي التربية والتعليم
  86. حبّ الله نماذج وصور
  87. الذكر الإلهي في المفهوم الإسلامي
  88. السؤال والذكر في رحاب القرآن والعترة
  89. شهر رمضان ربيع القرآن
  90. فاطمة الزهراء مشكاة الأنوار
  91. منية الأشراف في كتاب الإنصاف
  92. العين الساهرة في الآيات الباهرة
  93. عيد الغدير بين الثبوت والإثبات
  94. بهجة الخواصّ من هدى سورة الإخلاص
  95. من نسيم المبعث النبويّ
  96. ويسألونک عن الأسماء الحسنى
  97. النبوغ وسرّ النجاح في الحياة
  98. السؤال والذكر في رحاب القرآن والعترة
  99. نسيم الأسحار في ترجمة سليل الأطهار
  100. لمحة من حياة الإمام القائد لمحة من حياة السيّد روح الله الخميني ومقتطفات من أفكاره وثورته الإسلاميّة
  101. قبسات من حياة سيّدنا الاُستاذ آية الله العظمى السيّد شهاب الدين المرعشي النجفي «قدّس سرّه الشريف »
  102. طلوع البدرين في ترجمة العلمين الشيخ الأعظم الأنصاري والسيّد الأمام الخميني 0
  103. رسالة من حياتي
  104. الكوكب السماوي مقدّمة ترجمة الشيخ العوّامي
  105. الكوكب الدرّي في حياة السيّد العلوي 1
  106. الشاكري كما عرفته
  107. كيف أكون موفّقآ في الحياة ؟
  108. معالم الصديق والصداقة في رحاب أحاديث أهل البيت
  109. رياض العارفين في زيارة الأربعين
  110. أسرار الحج والزيارة
  111. القرآن الكريم في ميزان الثقلين
  112. الشيطان على ضوء القرآن
  113. الاُنس بالله
  114. الإخلاص في الحجّ
  115. المؤمن مرآة المؤمن
  116. الياقوت الثمين في بيعة العاشقين
  117. حقيقة القلوب في القرآن الكريم
  118. فضيلة العلم والعلماء
  119. سرّ الخليقة وفلسفة الحياة
  120. السرّ في آية الاعتصام
  121. الأنفاس القدسيّة في أسرار الزيارة الرضويّة
  122. الإمام المهدي عجل الله تعالی فرجه الشریف وطول العمر في نظرة جديدة
  123. أثار الصلوات في رحاب الروايات
  124. رسالة أهل البيت علیهم السلام سفينة النجاة
  125. الأنوار القدسيّة نبذة من سيرة المعصومين
  126. السيرة النبوية في السطور العلوية
  127. إشراقات نبويّة قراءة موجزة عن أدب الرسول الأعظم محمّد ص
  128. زينب الكبرى (سلام الله علیها) زينة اللوح المحفوظ
  129. الإمام الحسين (علیه السلام) في عرش الله
  130. رسالة فاطمة الزهراء ليلة القدر
  131. رسالة علي المرتضى (علیه السلام) نقطة باء البسملة
  132. الدرّ الثمين في عظمة أمير المؤمنين - علیه السلام
  133. وميض من قبسات الحقّ
  134. البارقة الحيدريّة في الأسرار العلويّة
  135. رسالة جلوة من ولاية أهل البيت
  136. هذه هي الولاية
  137. رسالتنا
  138. دور الأخلاق المحمّدية في تحكيم مباني الوحدة الإسلاميّة
  139. أخلاق الطبيب في الإسلام
  140. خصائص القائد الإسلامي في القرآن الكريم
  141. طالب العلم والسيرة الأخلاقية
  142. في رحاب وليد الكعبة
  143. التقيّة في رحاب العَلَمَين الشيخ الأعظم الأنصاري والسيّد الإمام الخميني
  144. زبدة الأفكار في طهارة أو نجاسة الكفّار
  145. طالب العلم و السیرة الأخلاقیّة
  146. فاطمة الزهراء سلام الله علیها سرّ الوجود

المحور الرابع : أُميّة الرسول 6 والاشكالات المعرفيّة

المحور الرابع

أُميّة الرسول  6 والاشكالات المعرفيّة

 

1 ـ في صورة القبول بالوجوه الظاهريّة للنصوص القرآنيّة والفهم العرفي لها إلّا يرد إشكال معرفي يتعلّق بتبليغ النصوص والقدح بشخصيته العلميّة والعياذ بالله؟

أقول : من مجموع ما تقدّم يظهر الجواب عمّا يثار مثل هذه الشبهة ، الا أنّه تزيد في التوضيح بما يلي :

انّه ورد عن الرسول الأعظم وأهل بيته  : كما في نهج البلاغة عن أميرالمؤمنين علي  7 انّه لا يقاس بهم أحد في مقاماتهم وكمالاتهم ومنازلهم عند الله سبحانه ، وفي عالم الامكان فيما سوى الله عزّوجلّ .

فلو كان رسول الله 6 كأي شخص عادي ، وان كمالاته اكتسابيّة وتعلّمه كان من الآخرين ، فانّه لا شک يكون عدم معرفته بالقراءة والكتابة قدحاً في شخصيّته العلميّة كأي عالم آخر، فانّه مهما بلغ في العلم والفلسفة ، ولو كان علامة دهره في ذكائه وحافظته وذاكرته ، فانه يبقى عدم معرفته بالقراءة والكتابة
نقص له ، لأنّ القراءة والكتابة بالنسبة إليه أيضاً من العلم والمعرفة ، فان كان جاهلاً بهما فيكون بميزانهما حاملاً للجهل والنقص ، وهذا ما يقدح بشخصيّته العلميّة .

ولكن الرسول الأعظم أشرف خلق الله، وانّه الحقيقة المحمّديّة والرحمة الوسيعة السارية في العالمين ، فانّه أوّل ما خلق الله نوره وروحه ، ولولاه لما خلق الله الأفلاک ، فلا يقاس به أحد، حتّى مثل أميرالمؤمنين  7 الذي نفس رسول الله بنصّ آية المباهلة (أنفسنا وأنفسكم ) يقول : أنا عبد من عبيد محمّد 6، فهو مولى الموالي وسيّد السادات ، وأشرف المخلوقات ، فلا يضارعه أحد في خلق الله في كلّ الكمالات والجلال والجمال ، فمثله لا تكون الاميّة له بمعنى عدم القراءة والكتابة نقص وعيب ، بل يعد من كمال نبوّته ، انّه الرسول النبي الاُمّي جاء بأعظم كتاب مهيمن لا يأتيه الباطل مطلقآ، وانّه يهدي للتي هي أقوم ، فيه بيان وتبيان كلّ شيء.

سؤال 2 ـ كيف توجّه هذه الاُميّة الظاهريّة للرسول  6 مع كونه يعلم الكتاب والحكمة بنص القرآن الكريم ؟

أقول : أيضاً علم جواب هذا السؤال ممّا تقدّم ، فان علم رسول الله من علم الله (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى * إِنْ هُوَ إِلّا وَحْيٌ يُوحى * عَلَّمَهُ شَديüدُ الْقُوى )[1] .

 

ولا تنافي بين ان يكون اُميّاً لا يقرء ولا يكتب بالمعنى المتعارف أي القراءة والكتابة التي تكون من وراء التعليم البشري ، وبين أن يعلّم الناس الكتاب
والحكمة ، كما يزكّيهم ، فان التزكية ، تزكية النفوس والقلوب لا تتوقّف على معرفة القراءة والكتابة ، وكذلک تعليم القرآن والحكمة لا يتوقّف على تعلّم القراءة والكتابة ، أي لا  تلازم عقلاً وعقلائيّاً وعادةً ، بين التعليم والتربية وبين معرفة القراءة والكتابة ، فان النسبة بينهما عموم من وجه ، فمورد اجتماعهما انه يعرف القراءة والكتابة ويعلّم الكتاب والحكمة كالعلماء الأعلام ، ومورد الافتراق : انه يعرف القراءة والكتابة ، ولا يعلم الكتاب والحكمة كأكثر الناس ممن يعرفون القراءة والكتابة ، وانه يعلّم الناس الكتاب والحكمة ، ولا يعرف القراءة والكتابة على القول المشهور عند المسلمين ، أو لا يقرء ولا يكتب على ما هو المختار كالرسول الأعظم
 6.

سؤال 3 ـ هنا لک من يرى بأن المراد من الاُميّة هي اُميّته في أعراف الجاهليّة بمعنى عدم الالتزام أو التأثّر بها.

أقول : هذا المعنى ان ذكر فانه بصورة احتمال ، وفي ثبوته لابد من دليل من ظاهر يفيد الظن المعتبر أو نصّ يفيد العلم ، ومع عدم الظاهر والنص يبقى الاحتمال في بقعة الامكان ، وكما هو المعروف (كلّ شيء يقرع سمعک فذره في بقعة الامكان حتّى تجد له دليلاً) فان من يقبل الدعوى من دون دليل فهو عنين العلماء أي ليس رجلا سليماً في العلم .

ثمّ هذه المقولة في تفسير اُميّة النبي أنه لا يتأثّر باعراف الجاهليّة أو يلتزم بها غير واضحة ، فانه نجد في سيرة النبي في بعض الاعراف أنكرها بل وحار بها، وفي بعضها قبلها وحكم بها وسنّها، وفي بعضها قام بالتعديل والتقويم لها، فلم
يكن النبي
 6 مع اعراف الجاهليّة على وتيرة واحدة ، كعدم الالتزام بها أو عدم التأثّر بها.

سؤال 4 ـ إلّا يمكن أن يراد من الاُميّة هنا هي الخلوص من‌التعلّقات الماديّة؟

أقول : كامكان أولي وإمكان ذاتي ، نعم يمكن أن يكون ذلک ، ولكن العمدة في الأماكن الوقوعي ان مثل هذا المعنى هل وقع في اللغة والمصطلح العرفي أو القرآني ؟

والظاهر عدم وقوع ذلک أو لا أقل عند التتبع كما مرّ لم نجد من يشير الى هذا المعنى ولو كمجرّد احتمال ، وان كان عدم الوجدان لا يدلّ على عدم الوجود، الا انه الاُميّة شيء والخلوص من التعلّقات الماديّة شيء آخر، فكل واحد من مقولة تختلف عن الاخرى من دون قدر جامع بينهما.

نعم لو كان المقصود من الخلوص من التعلّقات الماديّة ، هو الخلاص من فضولات الطبيعة والزهد فيها، فربّما يتناسب مع معنى الاُمّي الذي ذكره صاحب كتاب (التحقيق في كلمات القرآن الكريم ) السيّد حسن المصطفوي رحمه الله فانه قال : والامي من ليس له من الفضل والعلم والتربية والنظر الا بمقدار ما يؤخذ بالطبيعة عن الاُم ، فبرنامج حياته طبيعي ليس في قوله وعمله وفكره تصنع ، ولا حيلة ، ولا تكلّف ، ولا نظر خاص .

فمن لم يكن في فكره تصنع ولا حيلة ولا تكلف ولا نظر خاص فهو الخالص من التعلّقات الماديّة ، وربما بهذا التوجيه اللغوي والتحقيقي نقول بمعنى جديد لاُميّة الرسول الأكرم  6.


سؤال 5 ـ الا يمكن القول بأنّ المراد هذه الاُميّة اُميّة عُرفيّة ـ عدم القراءة والكتابة ـ وأن المقصود هو المجتمع المكي الذي كانت يندر فيه المتعلّم ، فسمّى  6 بذلک لأنه يعيش في وسطهم ؟

أقول : هذا القول من الأقوال المطروحة في تعريف اُميّة الرسول  6 كما مرّ، بأنّ المراد من الاُمّي المنسوب إلى الاُمّة لا إلى الاُمّ ، وانّ المقصود من الاُمّة  : العرب لأنّها لم تكن ـ آنذاک ـ تحسن الكتابة والقراءة ، فان من يقرء منهم ويكتب كان يعد بالأصابع ، حتّى أحصوا ذلک بسبعة عشر من الرجال وواحدة من السناء ـ كما مرّ تفصيله ومصدره فراجع ـ.

سؤال 6 ـ كلمة أخيرة نستنير بها تتعلّق باُميّة الرسول  6 القرآنيّة .

أقول : في نهاية المطاف ومسک الختام يجب علينا أن نوظّف كلّ جهودنا الفرديّة والاجتماعيّة في تحكيم السيرة النبويّة وحياته العظيمة في أقواله وأفعاله وأحواله (الشريعة والطريقة والحقيقة ) كلّها في حياتنا وسلوكنا ومعتقداتنا وأخلاقنا، فانّ حياة النبي محمّد 6 كلّها أنوار وإشراقات وإضاءات لامعة وبرّاقة على طريق الهدى ، وسبيل الخير والاحسان ومحجّة السعادة والهناء، ومنهاج العلم والايمان .

فانّ النبي الأكرم الرسول الاُمّي وإن كان لا يقرء ولا يكتب لحكمة ومصلحة ، لا يعلمها إلّا الله والراسخون في العلم ، الّا أنّه قد حثّ المسلمين قاطبة على التعليم والتربية ، كما قام بهما خير قيام (يزكّيهم ويعلّمهم الكتاب والحكمة )، وقد حثّ بكل إلحاح على طلب العلم النافع والعمل الصالح ، وصرّح بفضيلة العلم


ومقام العلماء الصلحاء الشامخ ، كما أمره الله سبحانه بذلک ، فهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون (يَرْفَعِ اللهُ الَّذيüنَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ الَّذيüنَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ )[2]  فلابدّ من مكافحة الاُميّة ومحوها من المجتمع بكلّ مراتبها الطوليّة

والعرضيّة ، من أدنى مراتبها وإلى أعلى المراتب كلّ بحسب نفسه ، فمن يعرف كلمة واحدة ويكتب حرفاً واحداً يلزمه عقلاً ونقلاً، لحسنه وترتّب الثواب عليه ، أن يعلّم من لا يعرف تلک الكلمة وذلک الحرف ، ومن يعرف كلمتين ويكتب حرفين عليه أن يعلمهما من يعرف الكلمة الواحدة ويكتب الحرف الواحد، وهكذا فان كل واحد يوظف ما في وسعه في تعليم الآخرين . فكلّكم راع وكلّكم مسؤول عن رعيّته ، فانّه في الحوزات العلميّة يعلّم المجتهد من دونه ، وهكذا حتّى الفرد الذي يدخل توّاً في الحوزة ، وكذلک في المدارس الاكاديميّة ، فان البرفيسور يعلم الدكتور، والدكتور يعلم الطالب الجامعي ، والجامعي يتكفّل بتعليم طالب الثانويّة ، والثانوي طالب المتوسّطة ، وهو يعلم من كان في الابتدائيّة ، وهكذا حتّى تقلع جذور الاُميّة من كلّ طبقات المجتمع ، بلا فرق بين الرجال والنساء، وبين الكبار والصغار، وبين الحضريين والقروييين ، وبين الأغنياء والفقراء، وهكذا كلّ طبقات المجتمع بلا استثناء، ومثل هذا المجتمع سيرتقي يوماً بعد يوم ويقضي على الاُميّة الجهلاء يكون العلم هو الحاكم في المجتمع ، وتلک والله هي الحياة الطيبة الّتي دعا الله إليها في كتابه الكريم ، كتاب
الحياة والسعادة ، كتاب العلم والفضيلة ، كتاب العقل والهداية ، يهدى للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين .

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على أشرف خلقه محمد وعلى آله الطاهرين .



[1] ()  النجم : 3 ـ 5.

[2] ()  المجادلة : 11.