مفهوم الشكر وجملة في مصاديقه

(12) 1 ـ وقال  7: إذا قدرت على عدوّک فاجعل العفو عنه شكراً للقدرة عليه .

(13) 2 ـ سأل أبو بصير الامام الصادق  7: هل للشكر حد اذا فعله العبد كان شاكراً؟ قال  7: نعم ، قال أبو بصير: ما هو؟ قال  7: يحمد الله على كلّ نعمة عليه في أهل ومال ، وإن كان فيما أنعم الله عليه في ماله حق ـ كالزكاة والخمس ـ أدّاه ، ومنه قول جلّ وعزّ: (سُبْحَانَ آلَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ )[1] .

 

(14) 3 ـ وقال  7 في بيان أدنى مراتب الشكر: «أدنى الشكر رؤية النعمة من الله من غير علّة يتعلّق القلب بها دون الله عزّوجلّ ، والرضا بما أعطى ، وألّا يعصيه بنعمته ، أو يخالفه بشيء من أمره ونهيه بسبب نعمته ».

(15) 4 ـ وقال أميرالمؤمنين على  7: «أشكر الناس أقنعهم وأكفرهم للنعم أجشعهم ».

(16) 5 ـ وقال زين العابدين  7: «أشكركم لله أشكركم للناس ».

(17) 6 ـ قال الامام الرضا 7: «اعلموا انّكم لا تشكرون الله بشيء بعد الايمان بالله ورسوله وبعد الاعتراف بحقوق أولياء الله من آل محمّد 6 ـ أحبّ إليكم من معاونتكم لاخوانكم المؤمنين على دنياهم .

فاشكروا الله وأشكروا الناس ومن أحسن إليكم .

(18) 7 ـ قال أميرالمؤمنين  7: شكرک للراضي عنک يزيده رضىً ووفاءً، شكرک للساخط عليک يوجب لک منه صلاحاً وتعطّفاً.

(19) 8 ـ وقال  7: «الشكر أعظم قدراً من المعروف ، لأنّ الشكر يبقى والمعروف يفنى ».

ومن اللؤم والخساسة ان لا تشكر النعمة .

(20) 9 ـ قال الامام الحسن  7: «اللؤم أن لا تشكر النعمة ».

(21) 10 ـ وقال أميرالمؤمنين علي  7: «من شكر على غير إحسان ذمّ على غير إساءة ».

(22) 11 ـ وقال  7: «الشكر أحد الجزائين » ـ فأمّا ان تجازى معروفه بمعروف ، أو تشكره على معروفه ـ.

(23) 12 ـ وقال  7: «حقّ على من أنعم عليه أن يحسن مكافأة المنعم ، فان قصّر عن ذلک وسعه ، فعليه أن يحسن الثناء، فان كلّ عن ذلک فعليه بمعرفة النعمة ومحبّة المنعم بها، فان قصر عن ذلک فليس للنعمة أهل ».

(24) 13 ـ قال الامام زين العابدين  7: «أمّا حقّ ذي المعروف عليک فان تشكره وتذكر معروفه ، وتكسبه المقالة الحسنة ، وتخلص له الدعاء فيما بينک وبين الله عزّوجلّ ، فاذا فعلت ذلک كنت قد شكرته سرّاً وعلانيةً ، ثمّ إن قدرت على مكافأته يوماً كافيته ».

(25) 14 ـ قال الامام الباقر 7: «من صنع مثل ما صنع اليه فانّما كافأه ، ومن أضعف كان شاكراً».

ثمّ من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق .

(26) 15 ـ عن الامام زين العابدين  7: «يقول الله تبارک وتعالى لعبد من عبيده يوم القيامة : أشكرت فلاناً فيقول : بل شكرتک يا ربّ ، فيقول : لم تشكرني اذ لم تشكره ».

(27) 16 ـ قال الامام الرضا 7: «من لم يشكر المنعم في المخلوقين لم يشكر الله عزّوجلّ ».

(28) 17 ـ وقال : «إنّ عزّوجلّ أمر بالشكر له وللوالدين ، فمن لم يشكر والديه لم يشكر الله».

والويل لمن قطع سبيل المعروف بكفران النعمة وعدم الشكر.

(29) 18 ـ قال الامام الصادق  7: «لعن الله قاطعي سبيل المعروف ، وهو الرجل يصنع إليه المعروف فيكفره ، فيمنع صاحبه من أن يصنع ذلک إلى غيره »[2] .

 

هذا وان الله شاكر وشكور (وَكَانَ آللهُ شَاكِراً عَلِيماً)[3]  والمؤمن مرآة ربّه في

أسمائه وصفاته ، فكيف لا يكون شاكراً وشكوراً؟!

وأمّا معنى شاكرية الله لعبده والحال جميع النعم منه ؟

قال العلامة الطباطبائي في تفسيره القيم (الميزان : :1 386).

الشاكر والعليم إسمان من أسماء الله الحسنى ، والشكر هو مقابلة من أحسن إليه إحسان المحسن باظهاره لساناً أو عملاً، كمن ينعم إليه المنعم بالمال فيجازيه بالثناء الجميل الدال على نعمته ، أو باستعمال المال فيما يرتضيه ويكشف عن إنعامه ، والله سبحانه وإن كان محسناً قديم الاحسان ، ومنه كلّ الاحسان ، لا يد لأحد عنده ، حتّى يستوجبه الشكر، الا انّه جلّ ثناؤه عدّ الأعمال الصالحة ـ التي هي في الحقية إحسانه إلى عباده ـ إحساناً من العبد إليه ، فجازاه بالشكر والاحسان وهو احسان على إحسان قال تعالى : (هَلْ جَزَاءُ آلاِْحْسَانِ إِلاَّ آلاِْحْسَانُ )[4]  وقال تعالى : (إِنَّ هذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَشْكُوراً)[5]  فاطلاق

 

الشاكر عليه تعالى حقيقة معنى الكلمة من غير مجاز.

ثمّ لا يخفى إنّ ما ذكرناه من روايات الشكر وإختلاف موضوعاته ، إنّما هو غيض من فيض ، وقطرة من بحر فان الحديث عن الشكر وأقسامه ومتعلّقاته وآدابه وشرائطه ، وأنّ حبّة رمّانة لا يمكن للانسان أن يشكرها حق الشكر، فكيف بالرمانة ؟! وكيف بشجرتها؟! وكيف بشمسها وأرضها، وكيف بزارعها وحاصدها وبائعها، وكيف وكيف ... حديثاً واسع الأطراف وسيع المساحة أوسع من السماوات والأرضين ، إذ انّه يتجاوز الطبيعة ويتعلّق بما ورائها من عالم المجرّدات من المعقول والأرواح المجردة ، ومن عرش الرحمن (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ آللهَ لاَ تُحْصُوهَا)[6]  وغاية الشكر وغاية الحديث عنه أن تظهر ما تعجز عنه ، (وَأَن

لَّيْسَ لِلاِْنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى )[7]  وكان سعيكم مشكوراً.