السؤال:

السلام عليكم وردتني هذا الرساله وارجوا من حضرتكم بجواب شافي ..

هذا الشخص يكول اريد اجرب الأديان ومن ضمنها بوذا وسوأله هذا ارجوا قرأت رسالته  وشكراً بجهودكم المبذولة والقيمه .. 

شنو فضلي عن غيري اذا انه كعدت وجدت اهلي مسلمين صرت مسلم وجدتهم يزورون كربلاء صرت شيعي وبنفس لحضة ولادتي

ولدوا الاف الاشخاص بمختلف بقاع الارض

كلهم تمسكو بديانة اهلهم فمن وجد اهله هندوس اصبح هندوسي ومن وجدهم مسيح اصبح مسيحي وكلهم حسب موقعهم الجغرافي اكيد ما شفت بوذي بالبصرة والى اخره وكل حزبا بما لديهم فرحون الكل يكول ديني الحق وهكذا ..

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

1 ـ إنّ العقائد ليس من الأمور التي تقع في دائرة التجارب فإنّ التجارب في مثل المحسوسات كما في الكيمياء وتجارب العقاقير وأمّا دين الله فليس فيه التجربة فكان أولاً دين آدم فمن كان في عصره من أولاده، فإنّه على دينه ثم هكذا إلى أن وصل إلى خاتم النبيين وسيد المرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم فدينه دين الإسلام ومن يتبع غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه فلا مجال أن يجرب الأديان الأخرى بل يحقق في دين الإسلام وبعد ثبوته له يتمسك به فهو دين الحق الناسخ لكل الأديان والرسالات السماوية الأخرى، فالدين المسيحي إنّما هو لمن كان في عصر المسيح عليه السلام وإلى أن بعث النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وبعد ذلك فالدين قد نسخ ولا يصلح أن يؤخذ به أو يجرّب.

2 ـ فضلك على غيرك تارة تكويناً وتسخيراً أي باطنية إلى الجمادات والنباتات والحيوانات، فأنت الأفضل لأن الإنسان أشرف المخلوقات لعقله ولأن روحه من روح الله وهو ملك أعظم من جبرئيل فكان سمائياً وملكوتياً وبهذا تفضل على خلق الله كما كلفه الله بالعبادات وبتشريعات سماوية اضافة على العبادة التكوينية التي يشترك مع المخلوقات الأخرى فما من شيء إلّا يسبح بحمدك ولكنك الأفضل لأنه تسبحه أيضاً بتسبيح تشريعي فزدت على المخلوقات الأخرى بهذا التسبيح وهذه الزيادة جعلت لك الفضيلة على سائر المخلوقات.

وأمّا إنك أفضل من باقي الناس إلى قياساً بالناس لا قياساً بالمخلوقات الأخرى فإنّما تكون أفضل لو كنت مؤمناً أولاً لقوله (يرفع الله الذين آمنوا) وكنت عالماً .

ثانياً (والذين أوتوا العلم درجات) (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) كما لا يستوي الفاسق مع المؤمن ولا المسلم مع المجرم وثالثاً تكون أفضل من غيرك لو كنت مجاهداً لقوله تعالى (فضل الله المجاهدين على القاعدين) ورابعاً لو كنت متقياً لقوله تعالى (إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم) فعليه إنما تكون أفضل من غيرك بالإيمان والعلم والجهاد والتقوى.

وأمّا البيئة والمحيط فهما عاملان من عوامل التربية فإذا كنت في بيئة شيعيّة وصرت شيعياً فهذا يدل على إنك عليك أن تجتهد في اعتقاداتك ولهذا عند بلوغك سن العبادة أي اكمال خمسة عشر سنة لا يجوز لك التقليد في العقائد والأصول بل لابد من أن يكون ذلك بالنظر والإجتهاد والإستدلال كل واحد بحسب عقليته وخلفيته الثقافية التي يحصل عليها  من أسرته ومن مدرسته.

وأمّا المسيحي واليهودي والهندوسي فهو كذلك يتأثر ببيئته وأسرته كما ورد في الحديث (كل مولود يولد على الفطرة حتى أبويه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) فتربية الوالدين لها أثر ولكن بما أنّه عنده الفطرة الموحدة التي تقول بوحدانية الله وإنّ الله واحد لا شريك فعليه بهذه الفطرة لابدّ أن يقول بالتوحيد والله يطالبه بهذا ولا يرضى منه أن يقول وجدت أبي مسيحي ويقول بالأقانيم الثلاث (الأب والإبن وروح القدس (أنا قلت كذلك) كما لا يرض من اليهودي أن يقول (عزير إبن الله) لأنّ أسرته قالوا ذلك لما لا يرضى بالتنوية  (إله الخير وإله الشر) كما عند المجوس لأنّ الوالدين قالوا ذلك، ولهذا الله سبحانه يطالب الناس كلهم بفطرتهم التوحيدية ولما كان الإسلام دين الله دين الفطرة والتوحيد لهذا رضى بالإسلام (و رضيت لكم الإسلام ديناً)، إلّا أنه يشترط في هذا الإسلام وهذا التوحيد (لا إله إلّا الله) شرائط ومن اهمها الولاية لأهل البيت كما قال الإمام الرضا شرطها وشروطها وأنا من شروطها أي الإمامة من شروط التوحيد وحينئذٍ الله يطالب السّني أيضاً أنه لماذا لم يحقق في شرائط التوحيد ولم يعرف إمام زمانه فإنّه مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة الجاهلية، وعليه كل من قال (ديني حق) نطالبه بالدليل وأنت كشيعي إذا قال لك اليهودي أو المسيحي والهندوسي أو السّني بأي دليل أنت على حق؟

فعندئذٍ عليك أن تعرف الأدلة من العقل والقرآن والسنة والأحاديث، فلابدّ أن تعرف كيف تثبت بطلان اليهودية وتثبت صحة عقيدتك الإسلامية كما تعرف بطلان المذاهب السنية وتثبت صحة مذهبك الشيعي فعلى كل شيء المطالعة الكثيرة حتى يعرف الجواب والله المستعان.

http://www.alawy.net/arabic/qa/12693/