العصمة بنظرة جديدة مجلة الکوثر الرابع والثلاثون - شهر رجب المرجب 1437هـ -2016م صحيفة صوت الكاظمين الشهرية العدد 207/206 النور الباهر بين الخطباء والمنابر قناة الکاظمين مصباح الهداية ونبراس الأخلاق بإدارة السید محمد علي العلوي الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين الشباب عماد البلاد إجمال الكلام في النّوم والمنام المؤسسة الإسلامية العالمية التبليغ والإرشاد برعایة السید عادل العلوي صحیفة صوت الکاظمین 205-204 شهر رجب وشعبان 1437هـ الانسان على ضوء القرآن أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم العلم الإلهامي بنظرة جديدة في رواق الاُسوة والقدوة الله الصمد في فقد الولد في رحاب اولى الألباب المأتم الحسیني الأسبوعي بإشراف السید عادل العلوي في دارالمحققین ومکتبة الإمام الصادق علیه السلام- إحیاء للعلم والعل نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل مجلة الکوثر الثالث والثلاثون - شهر محرم الحرام 1437هـ -2015م نور العلم والعلم نور مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
اللغة
تابعونا...
تصنیف المقالات احدث المقالات المقالات العشوائية المقالات الاکثرُ مشاهدة

المقالات الاکثرُ مشاهدة

مقتطف من کتاب الدوّحة العلوية في المسائل الافريقيّة

السؤال: كيف ترون الطرق الصوفية التي عندنا كالتيجانية والقادرية؟
الجواب :
أوّلاً: لا يخفى على ذوي النهي انه كان من منهجيّة الأئمّة الأطهار : في أحاديثهم الشريفة أن يعطوا لشيعتهم أمارات وعلائم في الطريق إلى الله سبحانه حتّى لا يخطأوا وينحرفوا ويضيعوا فكانوا : يلقون الأُصول وكان التفريع والتطبيق على شيعتهم الكرام ، كما كانوا يبيّنون الخطوط العامّة والقضايا الكليّة ، ويكون التطبيق ومعرفة الجزئيات من خلال الكليات والثوابت الملقاة عليهم بيد الشيعة ، ومن هذا المنطلق نجد لمثل هذه القضايا يرجعونا إلى القرآن الكريم ، وإنّه ما يصدر من كلامهم إن وافق كتاب الله فخذوه ، وإلّا فهو من زخرف القول الباطل فاضربوه عرض الجدار. فكلامهم كالقرآن الكريم نور للمهتدين والمستبصرين ، فانّهم القرآن العيني الناطق ، كما ان كتاب الله القرآن التدويني الصامت .
ثانياً: كلّ علم ومعرفة وفنٍ لم يخرج منهم فهو مردود أو يرجع في صحته وصوابه إليهم ، فان صافي العلوم والمعارف عندهم ، إذ انّهم معدن العلم والتقوى ، وفي أبياتهم نزل الكتاب ، فهم فصل الخطاب .
ثالثاً: كما ورد عن صاحب الزمان المهدي المنتظر 7 أنّه : «طلب الهداية من غيرنا مساوغ لإنكارنا» وإنكارهم والردّ عليهم إنكار لرسول الله وردّ على الله فيكون في حدّ الشرک بالله وكان من الكافرين ، فأيّ طريقة من الطرق وأي سبيل من السبل لم ينتهِ إلى صراطهم المستقيم ، سواء الطرق الصوفية أو غيرها، فانّه إذا لم تخرج منهم وترجع إليهم فهو مردود، وانّه لا يثاب الإنسان عليه ، بل يحاسب عليه يوم القيامة (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) فطلب الهداية والدّين من غير أهل البيت 7 لا يقبل منه أعماله الصالحة ، فانّ الله سبحانه أراد أن يعبد من خلال أنبيائه وأوصيائهم ، وفي آخر الزمان من خلال خاتم الأنبياء والمرسلين محمّد وحبيب الله 6: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ) ومن بعده قد خلّف في أُمّته إلى يوم القيامة : كتاب الله وعترته من أهل بيته الأئمة الأثني عشر كلّهم من قريش ، وعيّن أسمائهم أوّلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب 7 وآخرهم المهدي القائم المنتظر 7، ما إن تمسكت الأُمّة بكتاب الله والعترة الطاهرة لن تضلّ أبداً، وأمّا من تمسک بكتاب الله ولم يعتقد بإمامة الأئمّة الأطهار : فقد ضلّ ضلالاً أبداً، وقال رسول الله6 كما هو ثابت عند الشيعة والسنّة : «من لم يعرف إمام زمانه مات ميتة الجاهلية ميتة كفر وضلال »
فأراد الله سبحانه أن يعرف ويعبد من خلال الرسول الأعظم والعترة الطاهرة ، وغير هذا كان من عبادة الشيطان فإن الشيطان اللعين يريد من الإنسان أن يكفر بالله أولا (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلاِْنسَانِ اكْفُرْ) وأن يعبده ويسجد له كما في قصة برليس العابد، فكل عمل وقول وفعل من عبادة أو غيرها إذا لم يكن على ضوء الثقلين فهو باطل ومردود كما هو ثابت بالادلّة العقليّة والنقليّة من الكتاب والسنّة والأحاديث الشريفة . فأي طريق وطريقة في التصوف وغيره ان لم يكن على ضوء القرآن والعترة الطاهرة ، فهو من زخرف القول ومن وساوس الشياطين من الجن والإنس ، وان الشيطان ليزين أعمالهم ، فيحسبون أنهم يحسنون صنعآ، ولا يدري أنه إتخذ هواه أو الشيطان إلهآ، فلابد من العلم والمعرفة والهداية الحقّة ، ومن الله التوفيق والتسديد.
... اقرأ المزيد

مقتطف من کتاب الزهراء(س) زينة العرش الإلهي

العجب كلّ العجب إنّ هذه الأنوار الالهية القدسية ثلاثة عشر منها في التمثال الذكوري والرجولي ، بين نبي ـ خاتم الأنبياء محمد 6 ـ وأوصياء ـ الأئمة الاثنى عشر : ـ أي بين النبوة والإمامة ، وواحدة منها بتمثال أُنوثي ونسوي . وهي فاطمة الزهراء وكانت مشكاة الأنوار، وإنّها جمعت الأنوار كلّها في وجودها المقدّس ، فكانت بنت النبي وحليلة الوصي وأُمّ الأئمة النجباء :.
بنت من ؟ حليلة من ؟ أمّ من ؟ ويل لمن سنّ ظلمها وآذاها.
وفي خلق فاطمة الزهراء النوري روايات معتبرة كثيرة ، أتبرک بهذا الخبر الشريف ، وفيه ما فيه من أسرار الله ومعارفه :
روى عن حارثة بن قدامة قال : حدثني سلمان قال : حدّثني عمّار وقال : أُخبرک عجباً؟ قلت : يا عمّار حدّثني : قال : نعم ، شهدت علي بن أبي طالب 7 وقد ولج على فاطمة 3 فلمّا أبصرته به نادت : أدن لاحدثک بما كان وبما هو كائن وبما لم يكن إلى يوم القيامة حتى تقوم الساعة ، قال عمّار: فرأيت أميرالمؤمنين 7 يرجع القهقرى ، فرجعت برجوعه إذ دخل على النبي 6 فقال له : أُدنُ يا أبا الحسن ، فدنا فلمّا إطمئن به المجلس قال له : تحدّثني أم أحدّثک ؟ قال : الحديث منک أحسن يا رسول الله، فقال : كأني بک وقد دخلت على فاطمة وقالت لک : (كيت وكيت ) فرجعت ، فقال علي 7: (نور فاطمة من نورنا)؟ فقال له : أولا تعلم فسجد عليّ شكراً لله تعالى ، فقال عمّار: فخرج أميرالمؤمنين 7 وخرجت بخروجه فولج على فاطمة 3 وولجت معه فقالت : كانّک رجعت إلى أبي فأخبرته بما قلته لک ؟ قال : كان كذلک يا فاطمة ، فقالت : إعلم يا أبا الحسن إنّ ألله تعالى خلق نوري وكان يسبّح الله جل جلاله ، ثم أودعه شجرة من شجر الجنة ، أوحى الله تعالى إليه ـ الى النبي 6 عند ما عرج الى السماء ودخل الجنة ـ إلهاماً أن أقتطف الثمرة من تلک الجنة ـ وكانت تفاحة الفردوس أو الرطب ـ وأدرها في لهواتک ، ففعل ، فاودعني الله سبحانه صُلب أبي 6 ثم أودعني خديجة بنت خويلد، فوضعتني وأنا من ذلک النور. أعلم ما كان وما يكون وما لم يكن ، يا أبا الحسن ، المؤمن ينظر بنور الله تعالى.
ومن الواضح من هذا المشهد النبوي والحوار العلوي والفاطمي إيصال هذه المعلومة المعرفتية في عظمة الزهراء 3 عن طريق عمّار وسلمان المحمدي رضوان الله عليهما، حتى يعلم العالم ما هي ومن هي فاطمة الزكية 3 فسؤال أميرالمؤمنين عن نور الزهراء لا يعني إنّه يجهلها وهي كفوها الوحيد، وهو باب مدينة العلم والحكمة ، علّمه رسول الله ألف باب من العلم ، ينفتح من كل باب ألف باب ، فلا تغفل ما لمثل هذه الأحاديث الشريفة من أسباب ودواعي وأسرار، فنور الزهراء في عالم التجرد النوري لا يحجبه شيء، لكونه مجرداً، ولازمه أن تعلم بما هو كان ، وبما هو كائن ، وبما لم يكن ، ويكون الى يوم القيامة . وذلک في دائرة الممكنات،وإنّ علمها من علم الله سبحانه فهو الّذي يطلعهابإذنه على الغيب. ... اقرأ المزيد

مقتطف من کتاب الزهراء(س) زينة العرش الإلهي


العجب كلّ العجب إنّ هذه الأنوار الالهية القدسية ثلاثة عشر منها في التمثال الذكوري والرجولي ، بين نبي ـ خاتم الأنبياء محمد 6 ـ وأوصياء ـ الأئمة الاثنى عشر : ـ أي بين النبوة والإمامة ، وواحدة منها بتمثال أُنوثي ونسوي . وهي فاطمة الزهراء وكانت مشكاة الأنوار، وإنّها جمعت الأنوار كلّها في وجودها المقدّس ، فكانت بنت النبي وحليلة الوصي وأُمّ الأئمة النجباء :.
بنت من ؟ حليلة من ؟ أمّ من ؟ ويل لمن سنّ ظلمها وآذاها.
وفي خلق فاطمة الزهراء النوري روايات معتبرة كثيرة ، أتبرک بهذا الخبر الشريف ، وفيه ما فيه من أسرار الله ومعارفه :
روى عن حارثة بن قدامة قال : حدثني سلمان قال : حدّثني عمّار وقال : أُخبرک عجباً؟ قلت : يا عمّار حدّثني : قال : نعم ، شهدت علي بن أبي طالب 7 وقد ولج على فاطمة 3 فلمّا أبصرته به نادت : أدن لاحدثک بما كان وبما هو كائن وبما لم يكن إلى يوم القيامة حتى تقوم الساعة ، قال عمّار: فرأيت أميرالمؤمنين 7 يرجع القهقرى ، فرجعت برجوعه إذ دخل على النبي 6 فقال له : أُدنُ يا أبا الحسن ، فدنا فلمّا إطمئن به المجلس قال له : تحدّثني أم أحدّثک ؟ قال : الحديث منک أحسن يا رسول الله، فقال : كأني بک وقد دخلت على فاطمة وقالت لک : (كيت وكيت ) فرجعت ، فقال علي 7: (نور فاطمة من نورنا)؟ فقال له : أولا تعلم فسجد عليّ شكراً لله تعالى ، فقال عمّار: فخرج أميرالمؤمنين 7 وخرجت بخروجه فولج على فاطمة 3 وولجت معه فقالت : كانّک رجعت إلى أبي فأخبرته بما قلته لک ؟ قال : كان كذلک يا فاطمة ، فقالت : إعلم يا أبا الحسن إنّ ألله تعالى خلق نوري وكان يسبّح الله جل جلاله ، ثم أودعه شجرة من شجر الجنة ، أوحى الله تعالى إليه ـ الى النبي 6 عند ما عرج الى السماء ودخل الجنة ـ إلهاماً أن أقتطف الثمرة من تلک الجنة ـ وكانت تفاحة الفردوس أو الرطب ـ وأدرها في لهواتک ، ففعل ، فاودعني الله سبحانه صُلب أبي 6 ثم أودعني خديجة بنت خويلد، فوضعتني وأنا من ذلک النور. أعلم ما كان وما يكون وما لم يكن ، يا أبا الحسن ، المؤمن ينظر بنور الله تعالى.
ومن الواضح من هذا المشهد النبوي والحوار العلوي والفاطمي إيصال هذه المعلومة المعرفتية في عظمة الزهراء 3 عن طريق عمّار وسلمان المحمدي رضوان الله عليهما، حتى يعلم العالم ما هي ومن هي فاطمة الزكية 3 فسؤال أميرالمؤمنين عن نور الزهراء لا يعني إنّه يجهلها وهي كفوها الوحيد، وهو باب مدينة العلم والحكمة ، علّمه رسول الله ألف باب من العلم ، ينفتح من كل باب ألف باب ، فلا تغفل ما لمثل هذه الأحاديث الشريفة من أسباب ودواعي وأسرار، فنور الزهراء في عالم التجرد النوري لا يحجبه شيء، لكونه مجرداً، ولازمه أن تعلم بما هو كان ، وبما هو كائن ، وبما لم يكن ، ويكون الى يوم القيامة . وذلک في دائرة الممكنات،وإنّ علمها من علم الله سبحانه فهو الّذي يطلعهابإذنه على الغيب. ... اقرأ المزيد

مقتطف من کتاب الشباب عماد البلاد

من ينكر الإمام المهدي وظهوره في آخر الزمان فانّه وقع في زلّة كبيرة ، وكان ضالّاً ومضلّاً، ومات ميتة الجاهليّة ، واستقصاء الأخبار المأثورة في ولادته وحياته وظهور والايمان به فوق حدّ الوسع والمجال ، ولا يحصرها إلّا الأوحدي من عباقرة الحديث أو مؤسّسات ثقافيّة ضخمة تختصّ بهذا الموضوع الثقيل ، انّه ليظهر (عليه الصلاة والسلام أبد الآبدين) وليس في عنقه بيعة لأحد ولا عهد ولا ذمّة ، يطهر الأرض من الشرک ومن كلّ جور وظلم ويقتل أعداء الله، ويزيل ملک الجبابرة وسلطنة الطغاة ، ويقاتل على التأويل كما قاتل رسول الله 6 على التنزيل ، ويعلن أمر الله ويظهر دين الحقّ ، ويؤيّد بنصر الله وينصر بملائكة الله، ويبسط الإسلام على الأرض ويحييها بعد موتها، وتظهر له الكنوز ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب ، ... اقرأ المزيد

مقتطف من کتاب الشخصية النبوية على ضوء القرآن

انّ للقرآن الكريم تفسير وهو: كشف القناع عن ظاهر الآية ، والظواهر لا شکّ تكون حجّة ، أي ما يصحّ أن يحتجّ به ، ويحتجّ المولى على عبده بظاهر الآية ، كما أنّ العبد يحتجّ لنفسه على مولاه بظاهر الآية ، وحجيّة الظواهر كما ذكرتم ممّا اتّفق عليه الفريقان ـ السنّة والشيعة ـ ويدلّ على حجيته بناء العقلاء أوّلاً، والأدلّة الأربعة من الكتاب والسنّة والاجماع والعقل ثانياً، كما هو ثابت في علم اُصول الفقه .
كما للقرآن تأويل ، وهو كشف القناع عن باطن القرآن ، إذ للقرآن بطون وبطون لا يعلمها إلّا الله والراسخون في العلم محمّد وآل محمّد : ومن يحذو حذوهم ، فان لكلّ ظاهر باطن كما لكلّ باطن ظاهر للتضايف بينهما، والقرآن حبل ممدود طرف بيد الله، والآخر بيد الناس ، فمعاني القرآن وبواطنه السامية والمتعاليّة التي لا يمسّها إلّا المطهّرون ، تنتهي إلى علم الله سبحانه السرمدي أي الازلي والأبدي ، فتكون علوم القرآن بلا نهاية ، وما من شيء إلّا في كتاب الله الكريم ، وفي الامام المبين ، الذي خوطب بالقرآن ، ونزل في بيته ، فلابدّ من اتباع الثقلين القرآن والعترة الطاهرة ، فمن تمسّک بهما اهتدى وزاده الله هدى ، ومن تخلّف عنهما غرق وهوى ، وأضلّه الله ضلالاً مبيناً.
وأمّا الآيات الكريمة الّتي تشير إلى كون النبي الأعظم ص كان أُميّآ، فانه يكفي للقاري ان يرجع إلى ما ذكرناه سابقآ في المقدّمات ، وإشارة إلى أوّل من آثار الجدل في هذه الآيات ، وهو الدكتور الهندي ، وما كان جوابه ، وبيان الأقوال عند السنة والشيعة ، وما هو المختار جمعآ بين الأخبار: ان الرسول الأعظم ص له خصائص ،ومنها: إنه لم يقرء ولم يكتب في حياته مطلقآ لا قبل البعثة ولا بعدها، وكان عارفآ بهما من دون تعليم انسان ، وإنّما لم يقرء ولم يكتب لحكمه ربانيّة ، كأن يكون معجزته الخالدة القرآن الكريم آكد في الإعجار، وهذا أمن كماله وكمال نبوّته ، بان يأتي بمثل هذا الكتاب المهيمن ، الّذي يحجز فصحاء العرب وبلغائهم أنذاک أن يأتوا بمثله ولو بسورة ، بل ولو بآية ، ولو كان بعضهم لبعض ظهيرآ. ... اقرأ المزيد

مقتطف من کتاب العين الساهرة في الآيات الباهرة

ما أكثر النصوص في سنّة النبيّ 9 تنصّ على الخليفة من بعده ، فإنّه منذ اليوم الأوّل (يوم الدار) وإلى اليوم الآخر (يوم الدار) أيضآ، كان يدعو إلى الخلافة من بعده ، ففي حديث الدار وإنذار العشيرة والأقربين أشار إلى خلافة أمير المؤمنين عليّ 7، وطيلة حياته الرسالية صرّح بذلک في أحاديثه الشريفة واحدةً تلو الاُخرى كحديث المنزلة وحديث الثقلين في مواطن عديدة والطائر المشوي والمئات من الأحاديث التي تنصّ على ذلک ، ومن أعظمها حديث الغدير وحديث الثقلين الثابت عند الفريقين ، لا سيّما حديث الدار عند مرض رسول الله 9. ... اقرأ المزيد

مقتطف من کتاب النوران الزهراء والحوراء

ورد في الحدیث الشریف: «ثمرة العلم العصمة»، فكلّما ازداد الإنسان علماً نافعاً وعملاً صالحاً ازداد عصمة وورعاً عن المعاصي والذنوب والآثام والقبائح، وهناك شواهد كثیرة أذكر منها ذلك الرجل المتواضع الذي لا یقرأ ولا یكتب أخي الحاجّ محمّد علي مشهدي فإنّه كان له شرف اللقاء بالإمام الحجّة× تكراراً ولمّا سألته عن مؤهّلاته لذلك قال: إنّه ما كذب یوماً، ولا اتّهم أحداً، ولا استغاب شخصاً، بل بمقدار ما عرف من دینه لم یرتكب ذنباً منذ بلوغه، فالمعرفة والحبّ یستوجبان العمل والقرب، حتّی یصل المرء إلی العصمة في أفعاله، والتي نسمّیها بالعصمة الأفعالیة، ولا بأس أن أذكر شاهداً آخر لتأثیر حبّ الله في الحیاة وفي أداء الواجبات، أذكر أنّي كنت راكباً في القطار مع بعض الشباب وكانوا من الجیش فلمّا وقف القطار ونزلنا لأداء الصلاة كان أحدهم لا یؤدّي الصلاة وبمجرّد أن سألته: هل تحبّ الله تعالی؟ قال: نعم، قلت له: اذهب وتكلّم مع من تحبّ، فقام فعلاً وذهب للصلاة، وغیر ذلك من الشواهد ویكفینا ما نراه من طاعة العاشق لمعشوقه في العشق المجازي، مع أنّ الحبّ بینهما شهواني، فكیف إذا كان الحبّ الإلهي؟
فلذا من عرف فإنّه لا یعصیه، ومن عرف زینب فإنّه یتأدّب في حضرتها بخشوع، فبالحبّ تكون الطاعة، وحبّ مجنون لیلی كان مجازیاً، ومن طریف ما یحكي أنّه كتب علی أرض الصحراء اسم لیلی، فلمّا سئل عن سبب ذلك؟ أجابهم: اُسلّي قلبي بذكری لیلی، وهكذا یفعل الحبّ المجازي بأهله، فكیف بالعشق الحقیقي وهو عشق الله سبحانه، ومن أنس به استوحش من الناس، ولهج لسانه بذكره:
﴿ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾
فإذن إذا علمنا وزهدنا وصبرا أطعنا حقّاً، وزادنا الله عصمةً، ومثل زینب الحوراء‘ التي وصلت إلی مقام الفناء في الله كما یشهد لها قولها في جواب ابن زیاد اللعین: كیف رأیتِ صنع الله؟ فقالت‘: «ما رأیت إلّا جمیلاً». ولا یقول هذا إلّا العارف الفاني في إرادة الله وحبّه، فتری شهادة إخوتها الكرام من الله صنعاً جمیلاً، وإن كان من بني اُمیّة ویزید الطاغیة ظلماً وعدواناً، فمثلها كیف لا تكون معصومة؟
كیف لا تكون معصومة وقد صبرت حتّی عجز الصبر من صبرها، وهل یمكن لغیرها أن ترفع جسد أخیها الإمام الحسین في عصر یوم عاشوراء وهو مقطّع بالسیوف والرماح والسهام وتقول: اللهمّ تقبّل هذا القربان من آل محمّد؟
كیف لا تكون معصومة وإمام زمانها زین العابدین× یقول في حقّها: أنتِ بحمدلله عالمة غیر معلّمة؟ فلا ریب ولا شك في أنّها معصومة، إلّا أنّ عصمتها عصمة أفعالیة تختلف عن عصمة اُمّها فاطمة الزهراء‘، تختلف عن عصمة الأنبیاء والأئمة الأطهار^.
اللهمّ نسألك بعصمة الأنبیاء والأولیاء وبعصمة زینب الحوراء اغفرلنا فیما مضی من حیاتنا واعصمنا فیما بقي من عمرنا، آمین ربّ العالمین. ... اقرأ المزيد

مقتطف من کتاب النوران الزهراء والحوراء

لو سئل من أین لنا أن نعلم بعصمة زینب‘ ونحكم بأنّه معصمة بالعصمة الأفعالیة؟
نعرف ذلك من خلال سیرتها وما ورد في حقّها كما في غیرها، وأذكر لكم شاهداً علی ذلك، ما ورد في حقّ فاطمة بنت الإمام موسی بن جعفر× أنّها كانت في سنّ أربع أو خمس سنین عندما جاء بعض الشیعة إلی دار الإمام× لیسألوا عن بعض المسائل إلّا أنّهم لم یجدوا الإمام×، فبعد طرق الباب خرجت لهم زوجة الإمام× وأخبرتهم بعدم وجود الإمام×، فقالوا لها: إنّنا جئنا من مكان بعید ولا بدّلنا من أجوبة هذه المسائل، فكیف بنا ومن نسأل؟ فقالت لهم زوجة الإمام×: هنا في البیت فاطمة بنت الإمام×، قالوا: إذن نسأل فاطمة، ولمّا دخلوا علیها وسألوها أجابتهم بكلّ الأجوبة وبتمامها، فأخذوا أجوبتهم وذهبوا، ولمّا جاء الإمام حدّثته زوجته بكلّ ما جری وقالت: إنّ فاطمة أجابت بكذا وكذا، فقال عند ذلك: إنّ فاطمة حكمت بحكم الله سبحانه وتعالی، وهكذا زینب‘ كان عمرها سنتین كما ورد في الروایة وهي جالسة في حجر أبیها أمیرالمؤمنین× فقال لها أبوها: بنیّة قولي واحد، فقالت: واحد، ثمّ قال لها: قولي اثنین: قالت: لا أقول یا أبتاه، قال: بنیّتي لِمَ لا تقولین اثنین؟ قالت: لساني جری علی الواحد ولا یجري علی الاثنین، فمن تلك القصّة الاُولی وهذه القصّة الثانیة نفهم أنّ السیّدتین الجلیلتین عالمتان غیر معلّمتین، كما أنّهما تربّیتا تربیة نبویة علویة، ومثل هذا التربیة لا تنتج إلّا عصمة أفعالیة، ثمّ عندما نطّلع علی حالة زینب‘ وهي تصلّي صلاة اللیل في لیلة الحادي عشر من المحرّم في تلك اللیلة التي تهدّ الجبال بمصیبتها نلمس من ذلك مدی علم زینب وعصمة زینب‘، وهذا لیس بعجیب فإنّ مثل هذه العصمة ثبتت لمن هو أقلّ من مقام زینب‘ التي قال في حقّها الإمام زین العابدین×: «عمّة، أنتِ بحمدالله عالِمة غیر معلَّمة، وفهمة غیر مفهَّمة» أي أنّ معلّمك هو ربّ العالمین فأنتِ لست بحاجة إلی معلّم آخر، فإنّه تعالی أدّبك فأحسن تأدیبك، فهي عالمة لأنّها في أعلی مراحل التقوی وكانت مصداقاً واضحاً للآیة الكریمة:﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمْ اللَّهُ﴾.
وهي صابرة لم یسبقها في ذلك إلّا اُمّها فاطمة‘ فلكلّ هذا هي معصومة بالعصمة الأفعالیة. ... اقرأ المزيد

مقتطف من کتاب الوليتان التكوينية والتشريعية ماذا تعرف عنها؟

ما فعله الأنبياء والأوصياء وكذلک الأولياء إنّما هو فرع من الولاية ، فما صدر من المعاجز والكرامات وخوارق العادة ، إنّما يكون من مصاديق الولاية التكوينيّة للأولياء، فلولا قربهم الخاص من ربهم ، وصدقهم في دعواهم ، لما استطاعوا من التأثير في عالم التكوين وفي الأشياء الكونية بخلق الطين طيراً، والعصا ثعباناً، وشقّ القمر نصفاً، وغير ذلک .
ثمّ أوّل دليل نقلي سمعي على الولاية العامة لرسول الله ولأولى الأمر من بعده الأئمّة المعصومين : هو آية الولاية في قوله تعالى: (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذينَ آمَنُوا الَّذينَ يُقيمُونَ الصَّلاةَ وَيُوْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ )
قوله تعالى (وليّكم ) شمل ولاية الله وولاية رسوله والذين آمنوا، فهذه الولايات الثلاث كلّها واحدة ، بدليل (أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) فولاية النبي وولاية الوصي من سنخ ولاية الله للإنضمام ، فانّ (السنخيّة علّة الانضمام).
ثمّ هذه الولاية فريدة ومنحصرة ، وحقيقة واحدة ، لمكان (إنّما) الدالّة على الحصر، فلو كانت مشتركة ومختلفة المعنى في المشتركين لكان المفروض أن يجمع ويقال : (أوليائكم ) أو تفرد الولاية لله أوّلاً، ثمّ لغيره ، كما في آية الإطاعة(أَطيعُوا اللهَ وَأَطيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الاَْمْرِ مِنْكُمْ) لأمن من اللّبس ، فإنّ الاطاعة الأولى بحكم العقل ، والثانية بحكم النقل ، فالأولى عقليّة وإرشاديّة ، والثانية شرعيّة ومولويّة .
ثم الولاية بمعنى تولّى الأمر وتفويض التدبير، إنّما هي لله سبحانه ولخليفته في الأمر وفي الخلق الكوني والانساني (نَحْنُ أَوْلِياوُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الآْخِرَةِ )
ويحكم العقل السليم والفطرة السليمة بدخول الانسان في ولاية الله وحكومته في مقام (الولاية التشريعيّة) أيضاً، إلّا أنّه لحكومة النفس الأمّارة بالسوء ومتابعة الهوى ، وأتباع خطوات الشيطان يتولّاه الشياطين والطواغيت (وَالَّذينَ كَفَرُوا أَوْلِياوُهُمُ الطّاغُوتُ)
فيكون الإنسان هو بمنزلة مركز الدائرة الوجودية ، وإنّه بين جذبتين وولايتين : إمّا رحمانيّة وإمّا شيطانيّة ، ومن يخرج عن ولاية الله، ومن أمر الله بولايته ، فإنّه سيدخل في ولاية الشيطان لا محالة ، فهو بين الحق والباطل ، والنور والظلمة ، والخير والشر، والتقوى والهوى ، والفضائل والرذائل ...
والعجب ممن ينكر الولاية التكوينيّة والولاية التشريعيّة لغير الله سبحانه فيما كانتا بإذنه عزّوجلّ ، فإنّ أمره كمن ينكر الحكم أن يكون لغير الله، فما هو إلّا كخوارج نهروان الذين مرقوا عن الدين في قبال أميرالمؤمنين علي 7، ليحذفوهعن القيادة الشرعيّة ، وينحّوه عن حكومته الالهيّة ، فقالوا (إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ)فقال أميرالمؤمنين في ردّهم : «كلمة حقّ يُراد به الباطل ».
وكأنّي بمن ينكر الولاية يقول (إن الولاية إلّا لله) كما قال نظيرها الخوارج الكفّار في الحكم .
وكذلک الأمر في (الشفاعة ) فان الله هو الشفيع أوّلاً وبالذات ، كما إنّ ذلک من أسماءه الحسنى ، إلّا إنّه أعطى الشفاعة لمن إرتضى من رسله وأوليائه من العلماء الصلحاء، والشهداء السعداء، والمؤمنين والمؤمنات ، فإنّ المؤمن ليشفع ما بين مضر وربيعة ، وما شفاعة الشافعين إلّا باذن ربّ العالمين .
وكذلک الأمر في (علم الغيب ) فانه على نحو الذات والاستقلال إنّما هو لذات الله عزّوجلّ ، إلّا إنّه يطلع على غيبه من يشاء من عباده كالأنبياء والأولياء المقرّبين .
... اقرأ المزيد

مقتطف من کتاب الوهابية بين المطرقة والسندانه

لقد ورد ذكر إسم خليفة الرسول الأعظم الثاني عشر في سنته وسيرته وأقواله ، وإنه سيظهر ليملأ الأرض قسطآ وعدلا، وإسمه إسم النبي محمد 6، وكُنيته كنيته (أبوالقاسم) وذكر أوصافه وأحواله ، وقد علم الطغاة بذلک ، فشدّوا على أبيه الإمام الحسن العسكري 7 في معسكرهم في سامراء بإقامة جبريّة وتحت النظر والمراقبة من قبل الحكومة والجلاوزة أنذاک ، حتى لا يولد له مولود يزلزل عروشهم ، وإذا ولد فليقضوا عليه سريعآ، فغاب عنهم ، فما بالک لو ذكر ذلک في القرآن الكريم ، وذكر آبائه وأجداده الأئمّة الطاهرين ، فانه كان سعي الطاغوت في عصورهم أن لا يبقى لآل محمد : باقية ، كما صرّحوا بذلک في يوم عاشوراء في قتلهم سيّد الشهداء الإمام الحسين سبط رسول الله وريحانة وسيّد شباب أهل الجنة ، وكانوا يعرفونه حق المعرفة ولكن هؤلاء المسلمون الأكثرية وفي مدرسة الخلفاء قتلوه وقتلوا أهل بيته وقالوا (اقتلوهم حتّى لا تكون لهم باقية) فإذا عاشوا عصر النبي ورؤوا كيف تعامل مع سبطيه الحسن والحسين ، وقد فعلوا بهما ما فعلوا من الظلم والعدوان والشهادة ، فما بالک لو كان يذكر الرسول الأعظم والقرآن الكريم أسماء باقى الأئمّة الأُثنى عشر : لقضوا عليهم في مهدهم ، فمن كان ينشر الدين الأصيل ويحافظ عليه من بعد جدّهم ، فان يزيد بن معاوية خليفة القوم قال وهو يضرب على ثنايا سبط رسول الله في طست أمامه بعد ان وضع رأسه الشريف فيه : (لعبت هاشم بالملک فلا خبر جاء ولا وحي نزل). فأرادوا أن يطفؤا نور الله بأفواهم وأسلحتهم وظلمهم ، ولكن أبى الله إلّا ان يتمّ نوره ولو كره المشركون والمنافقون . ... اقرأ المزيد

ارسال الأسئلة