العصمة بنظرة جديدة مجلة الکوثر الرابع والثلاثون - شهر رجب المرجب 1437هـ -2016م صحيفة صوت الكاظمين الشهرية العدد 207/206 النور الباهر بين الخطباء والمنابر قناة الکاظمين مصباح الهداية ونبراس الأخلاق بإدارة السید محمد علي العلوي الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين الشباب عماد البلاد إجمال الكلام في النّوم والمنام المؤسسة الإسلامية العالمية التبليغ والإرشاد برعایة السید عادل العلوي صحیفة صوت الکاظمین 205-204 شهر رجب وشعبان 1437هـ الانسان على ضوء القرآن أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم العلم الإلهامي بنظرة جديدة في رواق الاُسوة والقدوة الله الصمد في فقد الولد في رحاب اولى الألباب المأتم الحسیني الأسبوعي بإشراف السید عادل العلوي في دارالمحققین ومکتبة الإمام الصادق علیه السلام- إحیاء للعلم والعل نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل مجلة الکوثر الثالث والثلاثون - شهر محرم الحرام 1437هـ -2015م نور العلم والعلم نور مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
اللغة
تابعونا...
تصنیف المقالات احدث المقالات المقالات العشوائية المقالات الاکثرُ مشاهدة

المقالات الاکثرُ مشاهدة

سرّ من أسرار معرفة أهل البيت(ع)

المعرفة التي يريدها لنا الله تعالى ورسوله وأهل بيته^ هي التي تقودنا إلى كمالنا الحقيقي، وإلى سعادتنا الدنيوية والاُخروية، فلا بدّ من التعمّق لكي نقف على الحقائق، ولا بدّ من التعمّق لكي نكون فقهاء لأنّ الحديث الشريف يقول: «لا كيون الفقيه فقيهاً حتّى يعرف معاريض كلامنا، فإنّ لكلّ منها سبعون وجه، ولكلّ وجه لنا مخرج »، فبمعرفة هذه الوجوه تكون الفقاهة. وأذكر لكم شاهداً على ذلك ما ذکره الشيخ حسن زاده الآملي فأنّه ذكر واحداً وتسعين معنى لقوله « :× من عرف نفسه فقد عرف ربّه ». كما ذكرت للحديث النبوي الشريف «المؤمن مرآة المؤمن »تسعة وتسعين معنىً، فبهذا يتّضح أنّ حديثا ندريه خير من ألف حديث نرويه، فنحن شيعة أهل البيت^ لا بدّ لنا من التعمّق بمعرفة أهل البيت^ وندع الدنيا لأهلها، فنقول إذا جاؤوا لنا بجديد في علومهم البشرية عليناأن نأتي بجديد وعميق في العلم الإلهي والنبوي والولوي، فإنّ زيادة المعرفة والعلم تعطي الإنسان الأدب والخضوع والخشوع والمودّة والإطاعة، ومن ثمّ ينال الإنسان القرب من الله، ويفوز بسعادة الدارين. إذن لا بدّ أن نتكلّم عن زينب الكبرى وأمثالها من آل النبي المصطفی^ ولا بدّ أن نتعمّق في شخصية زينب وأن نعرفها معرفة جمالية، لأنّ الأئمة^ هم الذين حثّونا على ذلك وقالوا: «نزّلونا عن الربوبية، وقولوا فينا ما شئتم ولن تبلغوا، وكلّ ما تقولوا فينا إنّما هو معشار عشر »، ... اقرأ المزيد

سر من اسرار أبي الأحرار(ع)

جاء في الخصائص الحسینیّة لآیة الله المحقّق الشیخ جعفر الستتري: وقد كتب مدحه وثنائه عن یمین العرش: (إنّ الحسین مصباح الهدی وسفینة النجاة) فأعطاه الله من أعظم مخلوقاته، یغي عرشه العظیم. ولهذا الإعطاء الرّباني والكرامة الحسنیة والتي كانت من خصائصه كیفیات متفاوتة لما في العرش من خصوصیات. فنقول: أولاً إنّه قد أعطی الله الإمام الحسین من العرش ظلّه، لجعله له مجلساً یجلس فیه یوم القیامة، ومعه زوّاره والباكون علیه فیرسل إلیهم أزواجهم من الجنّة فیأتون ویختارون مجلسه وحدیثه. وثانیاً: وقد أعطاه یمین العرش فجعله مقرّاً له في برزخه، فإنّه عن یمین العرش دائماً ینظر إلی مصرعه ومن حلّ فیه. وثالثاً: وینظر إلی زوّاره والباكین علیه، ویستغف ... اقرأ المزيد

سر من اسرار امیر المؤمنین علیه السلام

عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه‏×، قال: الصراط الذي قال إبليس(لأقعدنّ لهم الصراط المستقيم)، فهو علي×. فالشيطان منذ اليوم السادس أقسم بعزّة اللّه‏ سبحانه أ نّه يغوي ويضلّ الناس جميعاًَ إلاّ عباد اللّه‏ المخلصين، وقليل من عباد اللّه‏ المخلصين، فارتدّ الناس بعد رسول اللّه‏ عن ولاية أمير المؤمنين ويعسوب الدين أسد اللّه‏ الغالب الإمام علي بن أبي طالب× إلاّ القليل، وقد قال رسول اللّه‏| في ولايته وحقّه: «فوَعزّة ربّي وجلاله إنّه لباب اللّه‏ الذي لا يؤتى إلاّ منه، وإنّه الصراط المستقيم، وإنّه الذي يسأل اللّه‏ عن ولايته يوم القيامة». وقال|: أتاني جبرئيل× فقال: اُبشّرك يا محمّد بما تجوز على الصراط؟ قال: قلت: بلى، قال: تجوز بنور اللّه‏، ويجوز علي بنورك، ونورك من نور اللّه‏، وتجوز اُمّتك بنور علي، ونور علي من نورك «وَمَنْ لَمْ يَجْعَلْ اللّه‏ُ لَهُ نُورا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ». وقال|: إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على جهنّم لم يجز عليه إلاّ من كان معه جواز فيه ولاية علي بن أبي طالب×، وذلك قوله تعالى: «وَقِفُوهُمْ إنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ»، يعني عن ولاية علي بن أبي طالب×. وقال|: إذا جمع اللّه‏ الأوّلین والآخرين يوم القيامة ... اقرأ المزيد

سر من اسرار فاطمة الزهراء(س) - بقلم السید عادل العلوي

الحديث عن سيّدتنا ومولاتنا وشفيعة ذنوبنا وطبيبة قلوبنا فاطمة الزهراء’، وأنّها من سرّ الوجود وهي من الحججّ الإلهية، فلا بدّ أن نعرفها بمعرفة جلالية في أفعالها و أقوالها وجمالیة في صفاتها و سلوکها و کمالیة في ذاتها و سیرتها، ولا بدّ من زيادة المعرفة ؛ لأنّ الفضل لا يكون إلاّ بالمعرفة، فكلّما ازداد الإنسان معرفةً، ازداد حبّاً فإن العارف هو المحبّ و کلما إزداد حبّاً إزداد طاعةً و عملاً، وازداد قرباً من اللّه‏ تعالى: «يَـرْفَعِ اللّه‏ُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ اُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ». فرفع الدرجات في يوم القيامة لأهل العلم والمعرفة، فإذن لنعرف فاطمة الزهراء’بما يمكننا ذلك ولكن قبل هذه المعرفة أذكر بأ نّنا قد ذكرنا معنى الوجود والموجود والفرق بينهما ، فإن الوجود من البدیهیات و أنه الظاهر بنفسه و المظهر لغیره کالنور و الموجود هو الذات أی الماهیة التي ثبت لها الوجود كما ذكرنا دليل العلّة والمعلول ، وأنّ بينهما سنخية ، وبيّنا ما معنى ذلك في محلّه.....
... اقرأ المزيد

سهام في نحر الوهّابية

الوهابية لا يكفّرون بعض الصحابة ويستحلّون دماءهم كما هي الحال عند الخوارج ومهما يكن ، فإنّ الإسلام في مفهوم الوهابيّة ضيّق جدّآ، بخاصّة فيما يتعلّق بالتوحيد، فإنّهم يفسّرونه تفسيرآ ضيّقآ جدّآ، لا ينطبق إلّا عليهم وحدهم ، حيث يربطون به هدم القبور، وما بني عليها من المساجد، حتّى قبر النبيّ، وتحريم الصلاة والدعاء عندها، ويحرّمون زيارة قبر النبيّ والتبغ والتصوير الفوتوغرافي وما إلى ذلک ، أمّا وضع الستائر على الروضة الشريفة وقول المسلم سيّدنا محمّد وحقّ محمّد ويا محمّد فبدعة وضلالة . هذا هو الإسلام في مفهومهم ، أمّا عمارة الأرض وصلاح المستضعفين فيها، والنضال في مرافق الحياة للتخلّص من الضعف وآثاره والتضامن والتعاون لإيجاد وسائل العيش والهناء للجميع ، أمّا تجنّب أسباب العداء والبغضاء وشعور الإنسان تجاه أخيه الإنسان ، أمّا هذه وما إليها فأمرٌ ثانويّ وشيءٌ عرضي ... اقرأ المزيد

سيماء الرسول الأعظم محمّد (ص) في القرآن الكريم

من الوقائع التاريخيّة التي حدثت قبل وفاة النبي ولعبت دوراً هامّاً في تغير المسار وما أعدّه رسول الله 6 من بعد وفاته لاستحكام خلافة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب 7 الذي نصبه بأمر من الله في يوم الغدير لإمرة المسلمين ولخلافته من بعده بلا فصل قصّة تجهيز جيش اُسامة وفيهم ألف نفر من المخالفين لعلي 7 ونصبوا في قلوبهم له العداوة والبغضاء، فأخرجهم رسول الله مع اُسامة بن زيد إلى محل شهادة والده في طريق فلسطين ، وكان الرسول الأعظم في المدينة ، فغشي عليه فأفاق وقال : لقد طرق المدينة هذه الليلة شرّ عظيم ، قيل ما هو يا رسول الله؟ قال : إنّ الذين أمرتهم بالخروج في جيش اُسامة رجع منهم قوم مخالفين لأمري ، إنّ الله بريء منهم وأنا منهم بريء، ويحكم نفذوا جيش اُسامة ، لعن الله من تخلّف عنه ـ حتّى قالها ثلاثاً ـ وكان علي والعبّاس لا يفارقه ليلاً ولا نهاراً، وكان بلال المؤذّن يأتي وقت كلّ فريضة إلى النبي 6 ويقول الصلاة يرحمكم الله. فان قدر النبي على الخروج خرج ، ... اقرأ المزيد

عاشوراء لا تدرك ولا توصف

يوم عاشوراء المثل الأعلى لكلمة الله العُليا:
إذا أردنا أن نقف على شيء ولو قليل وضئيل من عظمة يوم عاشوراء بحسب الطاقة البشرية، فمن مصادر المعرفة والوقوف على هذه الحقائق ما ورد في خطب سيد الشهداء وأدعيته وكلماته، ولا سيما في طريقه إلى كربلاء من المدينة المنورة فإنه خطب في طريقه وجاء في خطبته الغّراء: (من كان فينا باذلاً مهجته، موطّناً على لقاء الله نفسه، فليرحل معنا، فإني راحل مصبحاً إن شاء الله تعالى).
وفي مثل يوم عاشوراء يدعو ربّه: (بحق يس والقرآن الكريم، وبحق طه والقرآن العظيم، يا من يقدر على حوائج الناس، يا من يعلم ما في الضمير، يا منّفساً عن المكروبين، يا مُفرجاً عن المغمومين، يا راحم الشيخ الكبير، ويا رازق الطفل الصغير)...
فهذا هو الحسين بن علي÷، وقد قام في يوم عاشوراء بنهضته وثورته التي لا تدرك ولا توصف، فكانت عاشوراء المثل الأعلى لكلمة الله العليا.
الشعائر الحسينية من أعظم القربات لله سبحانه:
أيها الموالون المؤمنون والمؤمنات، يا شيعة محمد وآل محمد^، يا أصحاب المآتم والعزاء والمواكب، إعلموا أنّ كل ماتفعلونه ونفعله في إقامة المأتم والعزاء والشعائر الحسينية المشروعة التي هي من شعائر الله سبحانه، والبكاء على مصائب آل الرسول^ فإنها من أعظم القربات والمثوبات، ولا معنى أن يقال أن ما يفعله الناس في العزاء الحسيني من اللطم وضرب الزنجيل على الظهور وما شابه ذلك، إنما من الغلو والإفراط(). أو أنه يتنافى مع الحضارة والتمدن، نعَمَ إنما ينتفي مع الحضارة الغربية التي من الحضارات المزيفة والمنحطة أخلاقياً، ولكن مع حضارتنا الإسلامية الإلهيّة، فإنها من قمّة الحضارة والمعرفة، وكلّ ما نفعله في الشعائر الحسينية إنّما هو من التفريط والتّقصير، وإلّا، فالذي يسكن دمه الزكيّ الخُلد، وتقشعر منها أظلّة العرش، وتبكيه الخلائق جميعاً ما يُرى وما لا يرى، فإن ضرب الزنجيل حتى الإسوداد والإدماء لا يعّد إفراطاً، بل نحن لا زلنا المقصّرين، وفي دائرة التفريط والقصور والتقصير في قضية سيد الشهداء× والتفاعل الحيّ والممّجد بشهادته وبيوم عاشوراء، وبما جرى في أرض كربلاء المعلّى، وإن قدّمنا النفس والنفيس لعزاء الحسين× ولزياراته ولا سيما زيارة الأربعين المليونية في عصرنا الحاضر، فإنّه لا يعّد شيئاً، وإنه كالقطرة في بحر ما قدّمه سيد الشهداء× لرّبه.
الحسين× زينة عرش الله:
أجل ليس العرش الإلهي يتزين بالحسين×، ويكتب عليه بلون أخضر: (الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة) وحسب، بل الكون وكلّ ما سوى الله سبحانه يتزين بالحسين× حتى الرسول الأعظم’ أول خلق الله عز وجل ورحمة للعالمين، وبه يختم الخلق، أنه يتزيّن بالحسين× في قوله الخالد في عمود الزمان: (حسين منّي وأنا من حسين).
فمالحسين وما أدراك ما الحسين×، نور الله الأنور، وسرَّه الأكبر، وأسمه الأعظم، والرحمة المحمدية السّارية في الخلائق، ورحمة للعالمين، إنه خاتم المحشر، فإنّه في يوم القيامة تنادي كلّ نفس (وانفساه) حتى الأنبياء والأولياء، إلّا رسول الإنسانية محمد المصطفى’ ينادي: (وأُمتاه) في ذلك اليوم الرهيب والعصيب تقيم فاطمة الزهراء‘ العزاء(). على ولدها سيد الشهداء الإمام الحسين×، في وسط المحشر، فإنّها تضع قميص الحسين× الملطّخ بدماءه الزكيّة على رأسها، وتطالب من أحكم الحاكمين بمظلومية ولدها الحسين×، ويأتي من مصدر الجلالة خطاباً برفع القميص وثوب الحسين×، وأن تطلب الزهراء ما تريد، فعندئذٍ تشفع لذريتها وشيعتهم ومحبيّهم ومحبّي محبيهم.
فهذا قميص الحسين×، وما بالك بالحسين نفسه، فإنّه مصباح الهدى وسفينة النجاة.
ثم من الروايات العرشية المتعلقة بسيد الشهداء× أيضاً، فإنّه إذا كان يوم ولادته في عرش الله وعند وفاته في العرش، وكتب على العرش، فإنّه بعد شهادته وحتى يوم القيامة على يمين العرش ينظر إلى مصرعه، ومن حلّ فيه، وينظر إلى معسكره، وينظر إلى زوّاره، وهو أعرف بهم وبأسمائهم وأسماء آبائهم وبدرجاتهم ومنزلتهم عند الله من أحدكم، وأنه ليرى من يبكيه فيستغفر له، ويسأل آباءه أن يستغفروا له، ويقول: أيّها الباكي لو تعلم ما أعد الله لك، لكان فرحك أكثر من جزعك.
وفي خبر آخر: (وإنّه يستغفر له من كل ذنب وخطيئة).
فطوبى لمن عرف الإمام الحسين حق معرفته وزاره وبكى عليه، وأقام مأتمه وعزاءه، وكان في خدمته قلباً وقالباً، روحاً وجسداً، بذل النفس والنفيس في سبيله، فإنّه يفوز بسعادة الدارين، وذلك هو الفوز العظيم وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين.
... اقرأ المزيد

عقائد المؤمنين

نعتقد حقّآ أنّ الدين عند الله الإسلام ؛ وفي القرآن الكريم تارةً يطلق الإسلام ويراد منه المعنى الأعمّ الذي هو دين الأنبياء من آدم إلى الخاتم :، فهذا الدين الواحد من الواحد الأحد هو التسليم لله سبحانه ، فالدين عند الله هو الإسلام ، فالمقصود في هذه الآية الشريفة (إنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإسْلامُ )هوالإسلام بالمعنى الأعمّ ، وتارة يطلق في القرآن الإسلام ويراد منه المعنى الأخصّ الذي في عرض الأديان والشرائع السماوية الاُخرى كاليهوديّة والنصرانية ، فإنّ الله ختم النبوّة ورسالة الأنبياء بدين الإسلام الحنيف ، فقد جعل لكلّ نبيّ منهجآ وشريعة ، إلّا أنّه ختم المناهج والشرائع السماوية بشريعة الإسلام السمحاء، ولم يرضَ لأحد بعد الإسلام بالمعنى الأخصّ دينآ، كما في قوله تعالى : (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِينآ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ )،(اليَوْمَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينآ)، فنسخ الإسلام بقيّة الشرائع ، ولن يقبل من أحد دينآ يدين به إلّا الإسلام ـبالمعنى الأخصّ ـ الذي جاء به سيّد الأنبياء وخاتم المرسلين محمّد بن عبد الله 9، إذ هو الشريعة الإلهية الحقّة التي ختمت شرائع الأنبياء السماوية ، فهي أكملها وأوفقها في سعادة البشر، وأجمعها لمصالحهم في معاشهم ومعادهم ، فهي صالحة للبقاء مدى الدهور، كما جاءت ... اقرأ المزيد

عيد الغدير بين الثبوت والإثبات

انطلاقآ من عقيدتنا الإسلاميّة الحقّة ، لا بدّ لنا ولكلّ مسلم ومسلمة أن يحتفل بهذا اليوم العظيم بالعبادة والتقرّب إلى الله سبحانه وبالصلاة والصوم والشكر لله، والصلاة على النبيّ وآله ، ولعن أعدائهم ومنكري فضائلهم ، كما نحتفل فيه بالسرور والأفراح وإقامة الحفلات والإطعام والسخاء والعطاء على الأهل والعيال والأصدقاء والأحبّاء، ونشاطر البهجة السماوية ونشارک الفرحة القدسيّة مع ملائكة السماء، واجتماعهم في القصر الفردوس الذي وصفه لنا مولانا وإمامنا الرضا (ع) ، ونتعايد بعضنا مع بعض بالمعانقة والمصافحة الولائية ، فرحين مستبشرين بما آتانا الله من إكمال الدين وإتمام النعمة التي لا يحصى فضائلها، ونقول : الحمد لله الذي جعلنا من المتمسّكين بولاية أمير المؤمنين وأهل بيته الطاهرين . ... اقرأ المزيد

غرفات من بحر الأخلاق الرضوية

من روائع سيرة الإمام الرضا علیه السلام مع أصحابه وشيعة جدّه أميرالمؤمنين علي علیه السلام وكيف يؤدّبهم ويحثّهم على الالتزام بالفرائض الدينية ، وعدم التهاون بحقوق الآخرين .
ففي كتاب الاحتجاج للطبرسي بسنده قال : لما جعل إلى علي بن موسى الرضا علیه السلام ولاية العهد دخل عليه آذنه ـ خادمه ـ فقال : ان قوماً بالباب يستأذنون عليک يقولون : نحن من شيعة علي علیه السلام فقال علیه السلام: أنا مشغول فاصرفهم ، فصرفهم .
فلمّا كان في اليوم الثاني جاءوا وقالوا كذلک ، فقال مثلها، فصرفهم إلى أن جاءوه هكذا يقولون ويصرفهم شهرين ، ثم أيسوا من الوصول ، وقالوا للحاجب : قل لمولانا: إنّا شيعة أبيک علي بن أبي طالب علیه السلام ، وقد شمت بنا أعداؤنا في حجابک لنا، ونحن ننصرف هذه الكرّة ، ونهرب من بلدنا خجلاً وأنفةً ممّا لحقنا، وعجزاً عن احتمال مضض ما يلحقنا بشماتة أعدائنا.
فقال علي بن موسى الرضا علیه السلام: إئذن لهم ليدخلوا، فدخلو عليه ، فقالوا : يابن رسول الله، ما هذا الجفاء العظيم والاستخفاف بعد هذا الحجاب الصعب ؟ أيّ باقية تبقى منّا بعد هذا؟
فقال الرضا علیه السلام: اقرأوا (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْديüكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثيرٍ.
ما اقتديت إلّا بربي عزوجل فيكم ، وبرسول الله صلی الله علیه وآله وبأميرالمؤمنين علیه السلامومن بعده من آبائي الطاهرين عتبوا عليكم فاقتديت بهم .
قالوا: لماذا يابن رسول الله؟!
قال لهم : لدعواكم أنكم شيعة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام ، ويحكم انما شيعته الحسن والحسين علیهما السلام وسلمان وأبوذر والمقداد وعمّار ومحمّد بن أبي بكر الذين لم يخالفوا شيئاً من أوامره . ولم يرتكبوا شيئاً من فنون زواجره ، فأمّا أنتم إذا قلتم أنكم من شيعته ، وأنتم في أكثر أعمالكم له مخالفون ، مقصّرون في كثير من الفرائض ، ومتهاونون بعظيم حقوق اخوانكم في الله، وتتقون حيث لا تجب التقية ، وتتركون التقيّة حيث لابدّ من التقية ، لو قلتم أنكم موالوه ومحبّوه ، والموالون لأوليائه ، والمعادون لأعدائه ، لم أنكره من قولكم ، ولكن هذه مرتبة شريفة ادّعيتموها، ان لم تصدّقوا قولكم بغعلكم ، إلّا ان تتدارككم رحمة من ربك .
قالوا: يابن رسول الله فانا نستغفر الله ونتوب اليه من قولنا، بل نقول ـ كما علّمتنا مولانا ـ نحن محبّوكم ومحبّوا أوليائكم ومعادو أعدائكم .
قال الرضا علیه السلام: فمرحباً بكم يا اخواني وأهل ودّي ، ارتفعوا ارتفعوا فما زال يرفعهم حتى ألصقهم بنفسه ، وتفقد أُمورهم وأُمور عيالاتهم ، فأوسعهم بنفقات ومبرّات وصلات.
أقول : في هذا الخبر الشريف دروس قيّمة ونافعة ، لو أردنا أن ندخل فيها بالتفصيل لاستوجب ذلک أن نعدّ كتاباً قطوراً وأسفاراً متعدّدة ، إلّا أنه نشير إجمالاً وبمقدار فهمنا إلى جملة منها كرؤوس أقلام ونحيل الاستحياء والتفصيل منها إلى ذكاء القارئ الكريم ونباهته وخلفيّته الثقافية والعلميّة ، فمن الدروس :
1ـ ينبغي الإستئذان في الدخول ولا فرق في ذلک لمن يزور الإمام في حياته ، أو يزوره عند قبره وضريحه ، للإطلاق ولما نعتقده في مدرسة القرآن الكريم وأهل البيت : من حياتهم البرزخيّة كحياة الشهداء عند الله سبحانه وتعالى :أحياء عند ربهم يرزقون .

2 ـ ينبغي أن يكون اللقاء مسبقاً بموعد من قبل فمن يأتي من دون موعد سابق ومن دون إذن وإخبار فربما يُلاقي الاعتذار بالانشغال وبعدم الاستقبال .
3 ـ إن المحبّ والعاشق لا ييأس من لقاء حبيبه حتى لو أصابه الصدود من محبوبه ، فيأتيه كل يوم ولشهرين متواليين ، فمن يحب إمامه فيزوره كل يوم وإن لم تقضَ حاجته .
4 ـ من الصعب أن يتحمّل الانسان شماتة الأعداء، وإنّ الموالين لأهل البيت يعادونهم المخالفون ويشمتون بهم إذا أصابتهم مصيبة ، وان الأئمة : يدركون هذا المعنى لمواليهم ويقدّرون هذه الظروف الحرجة والصعبة ، كما أذن الإمام علیه السلام بالدخول لهم حينئذٍ.
5 ـ لابد من إرجاع الناس إلى القرآن الكريم ، وتطبيق الحياة على ضوء آياته الكريمة كما استشهد بذلک الإمام علیه السلام.
6 ـ أوّل من يُقتدى به هو الله سبحانه ربّ العالمين ، فانه يُقتدى بالمربّي ، وربّما إختار الإمام هذا الاسم الشريف(ربي) اشارة إلى هذا المعنى أن المربّي في المجتمع ممّن يقتدي به . ثم القدوة الثانية رسول الله صلی الله علیه وآله (ولكم في رسول الله اسوة حسنة ) ثم أميرالمؤمنين والأئمة الأطهار من أهل بيته: فانهم الحقيقة المحمدية قدوة البشريةجميعآ، فانه حتى الإمام المعصوم علیه السلام يقتدي بهم.
7 ـ إنّ العتاب مسموح إذا كان من منطلق التربية والتعليم وإنّما التعاب ممّن كان من أهله كالتساويين وأئمة الامة ، والا فان من كثر عتابه قلّ أصدقائه .
8 ـ المفروض ان يدّعي كل واحد بمقدار ما يملک ، والا كان كاذباً في دعواه .
9 ـ التشيع وان كان بالمعنى الأعم يطلق من حيث التاريخ والفرق الاسلامية على كل من يعتقد بخلافة أميرالمؤمنين علي علیه السلام لرسول الله بلا فصل ، إلّا أنّه عند الشيعة بالمعنى العام ، وهم الفرقة الناجية التي تعتقد بالأئمة الاثني عشر : أوّلهم أميرالمؤمنين علي علیه السلام وآخرهم صاحب الزمان المهدي من آل محمد :، والشيعة بالمعنى الخاص كسلمان وأبي ذر، والشيعة بالمعنى الأخص كابراهيم الخليل والحسن والحسين : والملائكة المعصومين ، وأراد الإمام علیه السلام أن يشير الى الشيعيى الصادق في دعواه ، كالشيعة بالمعنى الخاص والأخص ، كما ضرب بذلک مثالاً باولئک الصفوة الاولى من الشيعة الأبرار، والذي وصفهم بأنّهم لم يخالفوا شيئاً من أوامر مولاهم وامامهم أميرالمؤمنين 7 ولم يرتكبوا شيئاً، أي مطلقاً من النواهي والزواجر، وهذه كالمسطرة تمتاز بها الخطوط المستقيمة من الخطوط المعوجة والمتعجردة .
10 ـ كل دعوى لابدّ من بيّنة تدل على صدقها، فمن يدّعي أنه الشيعي المخلص لمولاه ، فبيّنته أعماله وأقواله بأنها مطابقة لأوامر مولاه ونواهيه ، اما من كان فعله لا يصدق عمله ، فهذا غير صادق في دعواه أي لا تكون هذه الدعوى مطابقة للواقع ونفس الأمر، فان الخبر الصادق ما كان مطابقاً للواقع والخارج ولاعتقاد المتكلم ، كما هو مذكور في محلّه .
11 ـ يشير الإمام علیه السلام إلى بعض مساوئ الأفعال والأقوال ، ممّن يدّعي أنه شيعة أميرالمؤمنين علیه السلام بأنه في أكثر أعماله يخالف مولاه ، وانه يقصّر من حيث التعلّم والأداء الصحيح في كثير من الفرائض فتراه لا يصلّي أو يأتي بصلاة باطلة أو هزيلة ، وينقر كنقر الغراب ، ويعبث بيده وملابسه ولا يخشع قلبه ، أو يشرد خواطره إلى كل شيء، فتجده يحضر ما نسيه فهو مع كل شيء الّا الصلاة ، هذا في الفرائض كما يتهاون في حقوق إخوانه في الله من الموالين والمحبين وأتباع مذهب أهل البيت : فانّ للمؤمن على المؤمن سبعين حقاً كما في الاخبار، ثم الايمان بالتقية من عمدة المذهب إلّا ان البعض لا يعرف كيف يستعمل التقية ، وأين يستعملها، ومع من يستعمل التقية حيث لا تجب ، ويترک التقية حيث تجب ، وهذا أمثلة يمارسها الموالي كل يوم ، ومن ثم يقاس عليها الموارد الاخرى .
12 ـ ثم بعد هذه الاضائة الرضوية والافاضة العلوية ، يعلّمُ الإمام أتباعه المحبين الذين تحمّلوا عناء السفر وزراوه ووقفوا ببابه لشهرين على مضض وألم وتحمّل شماتة الأعداء، أنه لاتقولوا ما ليس فيكم ، بل قولوا ما هو الواقع بانكم من موالي أميرالمؤمنين علي علیه السلام ومحبّيه ، ثم لابد من الولاء والبراء، فمن كان محبّاً له لابدّ أن يكون معادياً لعدوه ، والا فكما قال أميرالمؤمنين علیه السلام (عجبت لمن يدعي حبي كيف يحب عدوي ) وورد في صحيح الأخبار (كذب إنه يحبّنا ولم يبغض عدونا).
13 ـ ان التشيع وشيعة أميرالمؤمنين مرتبة شريفة عند الله ورسوله والأئمة الأطهار .
14 ـ الهلاک لمن كان منافقاً ظاهره غير باطنه ، ولا يطابق قوله فعله (لِمَ تقولون ما لا تفعلون ) فلابد من تصديق القول بالفعل أي قول وعمل ، والا كان الهلاک في الدنيا والآخرة ، فان لم تصدقوا قولكم بفعلكم هلكتم .
15 ـ إنّ رحمة الله واسعة فلا ييأس المؤمن من روح الله ورحمته ، ويأمل بأن تدركه رحمة من ربه .
16 ـ الاعتراف بالخطأ فضيلة ، كما اعترف آدم وتاب الله عليه وأسكنه جنته وعاد إلى حضيرته القدسيّة مرّة أُخرى ، وإنّ الله يقبل التوبة ويغفر الذنوب لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى ، فانه يصلح له أمره .
17 ـ الموالي في قوله وفعله يتبع أوليائه ، ويأخذ بعلمهم وحجزتهم .
18 ـ من أحب محبّ الله ورسوله فقد أحبّ الله سبحانه ، وكذلک من أحبّ ما عليه اسم الله، فانه من حب الله كما ورد في مناجاة المحبين للامام زين العابدين علیه السلام: «اللّهم أرزقني حبّک وحبّ من يحبّک وحبّ كلّ عمل يوصلني إلى قربک » فمن أحب الأئمة فانه لا شک يحبّ شيعتهم وأوليائهم من الموالين والمحبّين كل يعادي أعدائهم للتلازم بين الولاء والبراءة .
19 ـ حبّ الأئمة الأطهار : وموالاتهم فضلاً عن مقام الشيعة العظيم يوجب أُخوة الأئمة ، وأن يكون من أهل ودّهم أي يحبونهم الأئمة : كذلک فيكون الحب المتبادل بين الموالي ووليّه ، وما أعظم هذه المرتبة وما أروعها وأجملها، فانها توجب الرفقة ، ثم الرفقة درجات ودرجات (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أُوتوا العلم درجات ) فما زال يرتفع العبد بحبّه لامامه ووليه المعصوم علیه السلام حتى يلصق بهم ويكون في درجتهم في مقعد صدق عند مليک مقتدر، كما ورد هذا المعنى في فضل زيارتهم ـ كما مر ـ.
20 ـ الإمام علیه السلام مظهر أسماء الله ورحمته الواسعة ، فاذا اعترف العبد بخطائه وتاب لله سبحانه ، فان الله يقبله ويتوب عليه ، ويفرح به ويقربه اليه ، ويقضي حوائجه ، فكذلک الإمام علیه السلام: فإنّه مراة أسماء الله وصفاته ، فان الإمام الرؤوف علي بن موسى الرضا من آل محمد : لما تاب أصحابه أولئک الذين وقفوا ببابه لأيام وشهور ينتظرون عطفه ورأفته والدخول في ساحة رحمته ، وتابوا إلى الله سبحانه من مقولتهم وإدّعائهم وقالوا كما قال امامهم :، فانه علیه السلام رحبّ بهم وخاطبهم وناداهم بأجمل كلمة تدل على المحبة والعظمة (يا اخواني وأهل ودّي ) ثم أمرهم بالرفعة والرفعة وقرّبهم ، ولا يزال حتى الصقهم بنفسه ، وأجلسهم بجواره ، فكان العبد مع مولاه في رتبة ومجلس واحد...؟!! ثم تفقد أمورهم وأُمور عيالهم وأغدق عليهم من المبرات والصلات وهذا درس عظيم لمن كان في مقام القيادة والرئاسة والإمامة ، بأن يتفقّد الرعية ويسأل عن أحوالهم ويمدّ لهم يد العون والمساعدة لهم ولعيالهم ويوسعهم بالنفقات والمبرّات والصلات أي تارة ينفق عليهم اذ انه بمنزلة رب العائلة ويجب عليه نفقة العيال ، وأُخرى يبر عليهم أن يوسع عليهم فان البر من البر أي الأرض الواسعة واخرى يعطيهم الصلة وهي زيادة على النفقة ، ففي كل كلمة إشارة إلى لطائف وحقائق يقف عليها من كان من أهلها، وهذا غيض من فيض وخطوة اولى لمن أراد المسير في هذا الوادي الرضوي المبارک ولألف ميل ...
مقتطف من کتاب لمعة من النورین الامام الرضا (ع) والسیدة المعصومة(س)
... اقرأ المزيد

ارسال الأسئلة