تصنیف المقالات
احدث المقالات
المقالات العشوائية
المقالات الاکثرُ مشاهدة
احدث المقالات
- هدایا وتحف » أدعية وأوراد کثيرة مع بعض آثارها الدنيوية والاُخروية
- هدایا وتحف » زيادة الذاكرة بقلم سماحة السید عادل العلوی
- المقالات الأخلاقیة » كلمة الاستاذ آية الله السيد عادل العلوي لطالبات مدرسة تدبر القرآن
- الأخلاق » علو الهمة
- العرفان » اقبال النفس و ادبارها!!
- الأخلاق » طالب العلم أولى الناس برعاية الأخلاق
- العقائد » سر من أسرار السیدة المعصومة (ع)
- العرفان » من نصائح العلوي في علم النّفس
- الأخلاق » انا موظف في دائرة حكومية
- الأخلاق » كيف يمكن ان نجعل البركة والتفاهم والوئام يعمّ المنزل
- العرفان » ماهو السبيل للوصول الى حالة العارفين
- الأخلاق » الغضب و الحلم
- العقائد » لماذا خلق الشیطان
- الأذکار والأوراد » عندي طفلة رضيعة لاتهدا منذ ولادتها كثيرة البكاء
- البيانات » الأهداف الخمسة لبناء الخير
المقالات العشوائية
- المقالات العقائدیة » سرٌ من أسرار أبي الأحرار(ع)
- العرفان » مقتطف من کتاب الله الصمد في فقد الولد
- الأخلاق » المؤمن مرآة المؤمن
- العرفان » كيف يمكننا قبول واعتماد مصدر حديثي مع ان النسخة الاصلية لهذا المصدر تحملها بعض علمائنا وجادة؟
- العقائد » لتجّلي الاعظم (سرّمن أسرار رسول الله محمد)
- العقائد » لماذا یسمّون الشیعة أبنائهم بعبدعلي وعبدالزهراء
- المقالات الثقافیة » هل تعلم لماذا صار نوم الصائم في شهر رمضان عبادة؟
- المقالات العقائدیة » سر من اسرار صاحب الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) القسم الثاني
- الأخلاق » حقیقة النفوس
- الأخلاق » قبس من أدب الأولاد على ضوء المذهب الإمامي
- المقالات الحوزویة » (إقراء .فکّر .إعمل -9) إعرف عدوک الشیطان 3
- الأخلاق » مشاکل الشباب
- العقائد » سيماء الرسول الأعظم محمّد (ص) في القرآن الكريم
- الأخلاق » مقتطف من کتاب على أبواب شهر رمضان المبارك
- العقائد » الوليتان التكوينية والتشريعية ماذا تعرف عنها؟
المقالات الاکثرُ مشاهدة
- المقالات الأخلاقیة » (إقرأ. فكّر. إعمل ) صلاة الاستغفار وسعة الرزق
- هدایا وتحف » ذکر (یا بدوح) هدیة عید الغدیر 1436 - هدایا وتحف 4
- هدایا وتحف » أذكار وختومات في محبّة الزوجين
- المقالات الحوزویة » سرٌ من أسرار ليلة القدر
- المقالات الحوزویة » شرح حدیث عنوان البصري
- المقالات الأخلاقیة » (إقرأ . فكّر . إعمل - 16) أسباب زيادة الرزق وسعته
- هدایا وتحف » الذکر اليونسي لدفع الديون - هدايا وتحف 3
- هدایا وتحف » ختم مجرّب لزيادة الحافظة وسلامتها - هدایا وتحف من کتاب زبدة الأسرار في العلوم الغریبة - 2
- هدایا وتحف » ختم البسملة لكل مطلب - هدایا وتحف من کتاب زبدة الأسرار في العلوم الغریبة - 1
- المقالات العقائدیة » سر من أسرار السیدة المعصومة (ع)
- المقالات الأخلاقیة » (إقرأ . فكّر . إعمل) كثرة الإستغفار
- المقالات العقائدیة » التجّلي الاعظم (سرّمن أسرار رسول الله محمد)
- المقالات العقائدیة » سرّ من أسرار معرفة أهل البيت(ع)
- هدایا وتحف » من قصص الأنبياء عليهم السلام: قصة سليمان النبي× ومشورة الوطواط
- المقالات العقائدیة » سر من أسرار فاطمة الزهراء سلام الله علیها
العين الساهرة في الآيات الباهرة
اختار رسول الله محمّد صلى الله عليه واله وسلم بأمر من ربّه شخصآ إلهيّآ نفسه نفس النبيّ، تتمثّل فيه المرجعيّة الدينية والدنيوية بكلّ جوانبها وعوالمها ومعالمها، يصون به دعوته الإسلامية من الضياع والانحراف ، ويضمن ديموميّتها واستمراريّتها، لتكون الحاكمة والمتغلّبة على الظروف القاسية والعوائق التي تحدث في مسيرها من قبل أعدائها وخصمائها، وتملأ الفراغات والثغرات كالإبهامات الطارئة على الآيات القرآنية والحوادث المستجدّة على الرسالة الإسلاميّة وصيانة الدين من التحريف والدسّ ، وتحافظ على القلاع العقائدية والمبادئ السامية . ... اقرأ المزيدالكل تمسكو بديانة اهلهم
سلام عليكم وردتني هذا الرساله وارجوا من حضرتكم بجواب شافي ..هذا الشخص يكول اريد اجرب الأديان ومن ضمنها بوذا وسوأله هذا ارجوا قرأت رسالته وشكراً بجهودكم المبذولة والقيمه ..
شنو فضلي عن غيري اذا انه كعدت وجدت اهلي مسلمين صرت مسلم وجدتهم يزورون كربلاء صرت شيعي وبنفس لحضة ولادتي
ولدوا الاف الاشخاص بمختلف بقاع الارض
كلهم تمسكو بديانة اهلهم فمن وجد اهله هندوس اصبح هندوسي ومن وجدهم مسيح اصبح مسيحي وكلهم حسب موقعهم الجغرافي اكيد ما شفت بوذي بالبصرة والى اخره وكل حزبا بما لديهم فرحون الكل يكول ديني الحق وهكذا ..
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم ... اقرأ المزيد
المدرسة الکاظمیة
حياة الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليهالسلام وسيرته المباركة بجميع أبعادها ومجالاتها، فقد تميّزت بالصلابة في الحق، والصمود أمام الأحداث الرهيبة ـ آنذاك ـ بإسلوبها السلبي، وبالسلوك الواضح الّذي لم يؤثر فيه أي إنحراف أو التواء أو إغراء أو إرهاب أو تلوّن، بل كان متّسماً بالعدالة والتوازن، ومنسجماً مع سيرة جدّه الأكرم الرسول الأعظم محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وهديه، والتزامه بحقيقة الإسلام والصراط المستقيم يجسد القرآن بسلوكه وأخلاقه، فكان القرآن الناطق.لقد حفل عصر الإمام الكاظم عليهالسلام وعصر أبيه الصادق بأحداث كبيرة وأزمات سياسية كثيرة، لاسيّما الثورات المسلّحة والتي من أبرزها ثورة الشهيد زيد بن علي سلام الله عليه والثورة الهاشمية التي أطاحت بالحكم الأُموي الغادر، فقد إندفعت الشعوب المسلمة بحماس بليغ إلى الثورة الكاسحة ضد الحكم الأُموي البغيض، الّذي قام على إذلال الأُمّة الإسلاميّة وسلب كرامتها وإنسانيتها وحرمانها من أقلّ حقوقها الشرعية والإجتماعيّة، ومن مقوّمات حياتها الإنسانيّة، تحت شعار (الرضا من آل محمد) وقد إستجابت له الشعوب كافة من كلّ حدبٍ وصوب، وسعت للثأر لكرامتها والتخلّص من ظلم وجور الأُمويين، بإعتقادهم أنّ آل محمد عليهمالسلام هم الركيزة الأُولى لنيل الأهداف السامية التي ينشدها المجتمع الإسلامي لتطبيق العدالة الإجتماعية وتحكيم ونشر الحرية والمساواة وحقوق الإنسان.
وما كان يظنّ أحد أنّ الثورة تحمل بين طيّاتها الدعوة لبني العباس، فإن هذه الأُسرة كانت خاملة الذكر، ولم يكن لها أي رصيد شعبيّ أو عمل جدّي يخدم الإسلام والمسلمين.
ثم إنحرفت الثورة عن مسارها المخطّط الّذي رُسم لها في الأبواء حين مبايعة محمد بن عبدالله بن الحسن ذي النفس الزكية بالخلافة، وقد اتّجهت إلى حمل بني العباس إلى ... اقرأ المزيد
الهدى والضلال على ضوء الثقلين
(أشهد أنّ عليّآ وليّ الله)، هذا هو الحقّ الذي عليه تدور رحى الهداية والضلال ، فإنّه شعار يخبر عن شعور صادق وعقيدة حقّة ، وأنّه يبتني على الأركان التالية :الأوّل : العلم والحضور والشهود، باعتبار أنّ الشهادة لا تتمّ إلّا بالعلم الكامل ، وبهذا لا تقبل شهادة الشاهد ـفي الفقه الإسلامي ـ إلّا عن حسّ وعلم ، فلا يكفي الظنّ ، فإنّه لا يغني عن الحقّ شيئآ.
فالمؤمن عندما يقول : (أشهد) فإنّه يخبر الآخرين عن علمه بما يشهد عليه .
الثاني : قوله (أنّ عليّآ) يشير إلى الإمامة والولاية الحقّة المتمثّلة بأمير المؤمنين عليّ عليه السلام ، فهو الإمام والوصيّ بعد رسول الله وأنّه الوليّ في الكائنات ، أي الولاية التكوينية ، ومولى المؤمنين والمؤمنات ، أي الولاية التشريعيّة . ... اقرأ المزيد
الوليتان التكوينية والتشريعية ماذا تعرف عنها؟
يا تُرى هل للولي الولاية العامّة ؟ لتكون ولاية الله تابعة لولايته ، بمعنى إنّ إرادة الولي تغلب إرادة الله سبحانه ، أو إنّ الارادة الإلهيّة هي الغالبة القاهرة ، أو إنّ أحدهما في عرض الآخر، أو في طوله أو ولاية الولى مرآة ومظهر لولاية الله عزّوجل ؟فمن ينكر الولاية لغير الله مطلقاً، يقصد إنّ إرادة الله سابقة على إرادة الولي فيما يتصرّف الولي ، فتأتي إرادة مطابقة لإرادة الله، فتكون ولايته شكلاً من أشكال الإظهار والتجسيد لولاية الله الفعليّة .
ومن أثبت الولاية الفعليّة لولي الله ـ كما هو المختار ـ يرى إنّ إرادة الولي إنّما هي عن مبادئ تحقّق الإرادة الإلهيّة ، ومن أسباب وجودها الفعلي ، فلولا إرادة الولي لم توجد الارادة الالهيّة المتعلّقة بالتكوين أو التشريع ، فلا مغالبة بين الارادتين : إرادة الله وإرادة الولي .. فان المغالبة تتحقّق في حال سبق إرادة له أو وجودها معاً مع إرادة الولي ، بل إرادة الولي تكون مبدءً لإرادة الله، كما يكون العلم بالشيء مبدءً لإرادة الانسان ، فان مقدّمات إرادته (العلم بالشي) ثم التصديق بفائدته ، ثم الشوق ، ثم الشوق المؤكّد، كما هو ثابت في محلّه . ... اقرأ المزيد
الوهابية بين المطرقة والسندانه
سؤال : ما هو النقد العام الوارد على الفرقة الوهابيّة .الجواب : لا شک إنّ الفرقة الوهابيّة المعاصرة ترجع في بداية أمرها وتكوينها وتأسيسها إلى الشيخ محمد بن عبدالوهاب (المتولد: سنة 1115 ه في بلدة عُيينه والمتوفي : 1206 ه ) في نجد الحجاز، وعرف أتباعه بالوهابيّة إنطلاقآ من إسم والده (عبدالوهاب).
وقد أسّس ونظّر لعقائده إعتمادآ على تراث الشيخ أحمد بن عبدالحليم المعروف بإبن تيميّة من القرن السابع الهجري : (المولود بحرّان سنة 661 ه ، والمتوفي بدمشق سنة 728 ه ). وعلى تراث تلميذه ابن القيم الجوزية (وهما من مشايخ الحنابلة المتطرفين سواء في الفقه أو العقائد، وإنّهما وإتباعهما يختلفون مع سائر المسلمين أعمّ من السنة والجماعة أو الشيعة أو المتصوّفة مطلقآ سواء السّني أو الشيعي أو حتّى الحنابلة لاسيّما القدماء منهم . ... اقرأ المزيد
امور رزقي معطلة فما الحلّ؟
السؤال: سمعتك في احدى مقاطع الفيديو تنصح بصلاة الرزق. و انا ملتزمه بها منذ سنوات و مع ذلك لاشيء من امر زرقي يتغير. كما انني التزمت بالكثير الكثير من الاعمال كزيارة عاشوراء و الاستغفار و القران و الصلوات كصلاة كن فيكون و صلاة جعفر و صلاة الاستغاثه بالحجه كل ليلة خميس و جمعه تحت السماء حتى رقعة الاستغاثه بالحجه عملتها و رميتها في البحر و من وصل لزيارة المشاهد المقدسه اوصيتهم بالدعاء لي و وضع اسمي مع حاجتي في الضريح و الحال كما هو لا شيء يتغير و انا بذاتي قصدت النبي المصطفى و فاطمة الزهراء و ائمة البقيع و ام البنين قبل سبعة اشهر من الان و ذهبت للعمرة الرجبية و لم اقصر في الدعاء ...كذلك قمت بالدعاء لتغيير حالي ليلة القدر و يوم عرفه لكن الحال كما هو .ساعدني وانصحني سيدنا او اعطيني عمل عبادي اسويه يفك هذه المحنه و يفتح باب رزقي ..الجواب:
بسم الله الرحمن الرحیم
أختي الفاضلة سلام عليكم ورحمته أهل البيت وبركاته في الحديث القدسي عن الله سبحانه العليم الحكيم اللطيف الحنان الرحيم أنه قال من المؤمنين والمؤمنات من يصلحه الغنى فاجعله غنياً ولو افتقر لكفر ومنهم من يصلحه الفقر، فاجعله حبّاً به فقيراً ولو استغنى لطغى وكفر هذا أولاً وثانياً في الحديث أيضاً إنّ الله يؤخر استجابة الدعاء حتى يسمع الدعاء أكثر وأكثر فإن يسمع صوت عبده لا أنه العبد يتصور أن الله لا يحب أن يسمع صوته بل لابدّ أن يفرح عندما تذكرني كثرة هذه الأعمال الصالحة بالله عليك لو كنت غنية وصاحبة أموال كثيرة هل تصلين صلاة الرزق ولسنين وكثير كثير من الأعمال الصالحة كزيارة عاشوراء والاستغفار والقرآن والصلوات كما ذكرت فهذا يدل على أنّ الله يحبّك ويقربّك بهذا الضيق أليس من صفات المؤمنين والمؤمنات (وتواصوا بالصبر) لماذا اوصيك بالصبر لأنّ الصبر نصف الإيمان والشكر النصف الآخر تكوني شاكرة وصابرة وافرحي بهذا الحال لا أن تشتكين منه فإنّه أكثركم ولاءً وقرباً من الله أكثركم بلاءً ومن أعظم البلاء الفقر والضيق الهم والغّم إنما وصل كثير من أولياء إلى مقام القرب من الله بالفقر لا بالغنا وأنّ أكثر الأنبياء والأولياء والصلحاء عاشوا فقراء إقرئي حياة العلماء والعرفاء لتعرفي كيف كان يعيشون الفقر سيدنا الأستاذ آية الله العظمى النجفي المرعشي قدس سره قال لي يوماً كنت أصوم بالاستيجار وعندي زوجة وولد ولم يكن عنده المال فكنت أشتري الخبز واللبن لعيالي وأقول أنا ضيف ولم أحضر الافكار وافطر على الماء وأقصد إني ضيف عند السيدة المعصومة عليها السلام، وقال غيّرت بيت الاستيجار لخمس وثلاثين بيتاً كنت طيلة حياتي مستأجراً مع أنه كان مرجعاً للتقليد وعلينا أن نقتدى بهؤلاء الصالحين فيا ترى بعد هذا هل تشتكين الفقر والضيق في المعيشة وتقولين الحمد لله رب العالمين كما هو أهله ومستحقه على كل حال وفي جميع الأحوال وترضين بالرزق المقسوم ولكن مع ذلك عليكِ بالرزق الموعود وأسألوا الله من فضله وعليكِ بمراجعة ما كتبته في هذا الباب في كتاب (نور الآفاق في معرفة الأرزاق) مطبوع وعلى الموقع علوي نت والله المستعان ودمتم بخير. ... اقرأ المزيد
بهجة الخواصّ من هدى سورة الإخلاص
دلالة الآية على المعاني المتبادرة تارةً واضحة لا إبهام فيها، بل يتبادر المعنى الأوّل لأوّل وهلة من دون غموض وإبهام كنصائح لقمان لولده : (لا تُشْرِکْ بِاللهِ إنَّ الشِّرْکَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ )، فهذا من المحكمات وإنّها من اُمّ الكتاب ،واُخر يتبادر منها معاني متعدّدة اُخرى حتّى يلزمها تشابه الأمر الواقعي بغيره ، فلا بدّ للمفسّر الحاذق من رفع الملابسات والإبهامات والظنون والشكوک برجوع المتشابهات إلى المحكمات ، وهذا من التأويل لا يعلمه إلّا الراسخون في العلم ، وأمّا من كان في قلبه مرض فإنّه يأخذ المتشابهات لإلقاء الفتن والشكوک وتحريف المسار. ... اقرأ المزيدحبّ الحسين عليه السلام أجنّني
إنّ العارف المؤمن لينظر بنور الله سبحانه وتعالى، وقد جعل الله له نوراً يمشي به، ويسعى بين يديه وعن أيمانه، وفي رحلته إلى ربّه وفي سيره وسلوكه لابدّ له من زاد وراحلةٍ، وبأقدام ثابتة، ووسيلة تنقله في منازل السّائرين عبر المقامات الملكوتية، والحالات الشهوديّة، في طيّه مراحل ومراتب ودرجات السير والسلوك ليصل إلى الكمال المُودع في فطرته الموحّدة والعاشقة للكمال المطلق وجمال الله وجلاله، وذلك بقدم المعرفة الحقيقية إلى حريم غيب الغيوب الذي ظهر نوره في وادي الطفوف في يوم عاشوراء يوم الحتوف، حيث تجلّى الحبّ الإلهي المتجلّي في عوالم المُلك والملكوت في قوسي النّزول والصعود، وقد إختلفت آراء وأقوال العارفين والواصلين في الوسيلة والزاد والراحلة التي يطوي بها جميع منازل أهل المعرفة والسير والسّلوك، فمنهم من قال بالحكمة، ومنهم من قال بالعبادة كالصلاة والصوم، وقيل: بالأذكار والتقوى وآخرون بالتفكر بعظمة الخالق والخلق، والسير من الخلق إلى الحقّ بالحقّ، ومن الحقّ غلى الخلق بالحق، وقيل وقيل، وتاهت العقول في الدّهشة والتحيّر، وإنصدعت القلوب التي في الصدور في الوقوف والوقوع على المنهج القويم والصراط المستقيم والسبيل الحقيقي الموصول إلى حقيقة الحقائق وغيب الغيوب.ولكنّ نور قلب المؤمن الذي هو من نور الله المنبسط فيه يرشده إلى أنّ جميع الطرق غلى الله سبحانه وسير منازل السائرين والسالكين إلى الله عزوجل وكلّ ما يذكر من الزّاد والرّاحلة مما يوصل العبد المحبّ للقاء مولاه وحبيبه فهومن الطرق إلى الله وأنها بعدد أنفاس الخلائق إلّا أنّ أقرب الطرق إلى الله وخير الزاد والوسيلة، والفضل الأول والأخير، والنّور الأتم والنهج الأقوم لطي الراحل والمنازل ، إنّما يتمثل في الحبّ الحسيني لسيد الشهداء الإمام علي بن الحسين عليهما السلام، فإنّ حبّه وعشقه وموّدته إنما هو عصارة وزبدة حبّ الله وحبّ رسوله (حسين منّي وأنا من الحسين) فهوأفضل عبادة، وافضل وردٍ وذكر وعمل لأجل للوصول لوجود المقتضي ورفع الموانع والحجب المانع من الوصول إلى الله سبحانه وتعالى.
فهو لمن سلك طريق الحق والحقيقة في الشريعة والطريقة عون إلهي، وبرهان عقلي، ونور قلبي، فإنّه بحبّ الحسين تمتدّ اليد الغيبية الإلهية والمدد الرّباني بعنايات فائقة، وألطافٍ خفية وجليّة، تنير السبيل والمسلك إلى رب العالمين.
فمن أراد خير الدنيا والآخرة، وسعادة الدين والدنيا، والسير والسلوك والوصول إلى الله سبحانه قاب قوسين أو أدنى في مقعد صدق عند مليك مقتدر، فليستنير بمصباح الهدى الحسين، ويركب السفينة الحسينيّة، فإنّه كُتب على عرش الله بلون أخضر، وهو لون المعرفة (الحسين مصباح هدىً وسفينة النجاة)، فليتعلق روحاً وجسداً بربّان السفينة سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام، ومن أراد أن يكون حُرّاً وسعيداً وناجياً في الدنيا والآخرة، فليتمسك بأبي الأحرار وقدوة الأبرار، وسيد الأخيار عليه السلام.
ولابدّ له أوّلاً وقبل كل شيء أن يتذّوق العشق الحسيني، فإنّ العشق هو الافراط الممدوح في الحب وشدته الذي هو ميل القلب الشديد نحو اللّذيذ والملذ، وايّ لذيذ ألّذ من الحقيقة الحسينية المتجليّة في يوم عاشوراء وفي زيارة عاشوراء، وكلما كان المُلذ أقوى واتم في اللّذاذة، كان الميل والحب أعظم وأكبر حتى يصل إلى حدّ الإفراط، فيسمى بالعشق الحقيقي إذا كان متعلقه هو الله جلّ جلاله، وما كان عليه إسم الله (اللّهم ارزقني حبّك وحبّ من يحبّك وحبّ كل عمل يوصلني إلى قربك)( ).
ومنمثل سيد الشهداء في حبّ الله، أليس القائل في ما نُسب إليه في يوم عاشوراء:
تركتُ الخلق طرّاً في هواكا
وأيتمتُ العيال لكي أراكا
فلو قطّعتني في الحبّ إرباً
لما مَال الفؤاد إلى سواكا
فالعشق والحب المفرط إذا كان متعلقه غير الله كان مذموماً ، كما قال الإمام الصادق عليه السلام في العشق المجازي (قلوب خَلَت عن حبّ الله فأذاقها الله حبّ غيره) وأمّا في العشق الحقيقي وتعلّق القلب بالله، فلا معنى للإفراط فيه، لإنّ متعلق الحبّ هو الوجود المطلق في ذاته وصفاته وافعاله، فهو الكمال والجمال المطلق، فلا نهاية لحبّه حتى يصدق فيه عنوان الإفراط.
فمن تمسك بحبل سيد الشهداء عليه السلام في سيره وسلوكه، وتذوق المحبّة والمعرفة أمكتومة ومعانيها ومصاديقها في قلبه ووجوده، وجسّدها في واقعه الخارجي وفي حياته فقد سلك أقرب الطرق، وأفضل الزّاد للوصول إلى الله سبحانه وتعالى.
لأنّ الإمام الحسين في اختياره الشهادة والمصيبة العظمى والفجيعة الكُبرى في يوم عاشوراء وفي أرض كربلاء، إختار الطريق الذي رسمه الله وعيّنه له في صفحة الوجود في عالم الملك والملكوت والغيب والشهود، من خلال حبّه لله والفناء فيه والبقاء به، فهو التام في لمحبة، كما ورد في زيارة الجامعة الكبيرة (والتّاميّن في محبّة اله) إذ أنّ المحبّة من الكلّي المشكّك ذات المراتب الطولية والعرضية.
بما لا يُعدّ ولا يُحصى، في الأولوية والشدة والضّعف والتقدّم والتأخر، إلّا أنّ سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام جسّد المعنى الحقيقي للحبّ الإلهي في واقعة الطف الأليمة في اليوم العاشر من محرم الحرام سنة (61) من الهجرة النبويّة، حيث ظهرت أسرار الحقيقة وحقيقة الحقائق وحقيقة الأسرار في عاشوراء وفي كربلاء...
وهذا من معاني ما ورد في الحديث النبوي الشريف: (إنّ لقتل الحسين في قلوب المؤمنين حرارة لن تُبرد أبداً) وكذلك (إنّ للحسين في بواطن المؤمنين معرفة مكتومة) ( ).
فطوبى لمن كان من عرفني عشقني ومن عشقني عشقته، والعاشق يتوحّد في معشوقه وفي رؤية جماله ببصيرة قلبه، فيرى الحبيب والمعشوق حاضراً عنده في قلبه وسريرته، والقلب أشدّ إدراكاً وبصيرةً من العين والقوى الظاهرية، ومن ثمَّ طافت المعاني التي يدركها القلب كأسرار عاشوراء وتسليط الأضواء على زيارتها بالقلب أعظم من جمال كلّ الصور الظاهرة والمحسوسة، وألذ من كل اللذائذ الغيبية والشهودية، وهذا من المعرفة المكتومة المتمثلة في الحبّ والعشق الحسيني.
فبالعشق الحسيني تصل إلى حبّ الله، وتراه بقلبك بحقائق الإيمان، ويناجيك في سرّك وذات عقلك، وتعلم وتفهم أنّ أجلّ وأعلى اللّذات والمقامات، ونهاية المنازل والسير والسلوك في معرفة الله هو حبّه وحبّ لقائمه والنظر إلى سبحات وجهه الكريم، فمن شاهد جلالته وعظمته وجماله وبهائه في تجلياته في كتابه وفي خلقه، وجلال جبروته وملكوته في القاصدين إليه، والعارفين به، وأدركها في أعماق وجوده وبقلبه وعقله، وشاهدهما بأنوار ضياء بصائر القلب والفطرة، حينئذٍ سيترك اللّذائذ المانعة من الوصول (واستتغفرك من كل لذة ليس فيه إسمك)( ). ولا يكاد يؤثر على هذه اللّذة النورانية لذائذ أخرى، إلّا إذا حرم منها بالحب الظلمانية أو النورية كالحجاب الأكبر وهو العلم الذي لا يقترن بالعمل، فكان من لمحرومين من لذّة حبّ الله وحبّ من يحبه محمّد وآل محمد عليهم السلام وحبّ سيد الشهداء عليه السلام.
فمحبّة الله هي الغاية القُصوى والنهاية الكُبرى للعارفين والمقربين، والذّروة العليا للسالكين والسائرين غلى الهل سبحانه، وما يذكر من مقامات بعد حبّ الله إنما هو ثمرة من ثمراته كالشوق والأنس، وما يذكر قبله إنّما هو مقدمة من مقدماته كالزّهد والصبر، وبالحب ظهر الوجود وبرز الموجود، وبالحبّ تميّز العابد من المعبود، وإنّه أساس كلّ شيء وأركانه، وحقيقته كما ورد في الحديث القدسي عن الله سبحانه المشهور في قوله: (كنت كنزاً مخفيّاً فأحببتُ أن أُعرف فخلقت الخلق لكي أُعرف).
فالقلوب والنفوس بفطرتها السليمة، يتجذّر فيها حبّ الخير والجمال والكمال المطلق، وكل قلب جُبل على حبّ منعمه، وخير ما يوصلنا إلى حبّ الله المنعم هو حبّ الحسين وحبّ الحسين أجنّني... ظاهره الجنون وباطنه العقل المطلق... والحمد لله ربّ العالمين. ... اقرأ المزيد