Deprecated: __autoload() is deprecated, use spl_autoload_register() instead in /home/net25304/al-alawy.net/req_files/model/htmlpurifier-4.4.0/HTMLPurifier.autoload.php on line 17
مقاطع مختارة » العقائد
العصمة بنظرة جديدة مجلة الکوثر الرابع والثلاثون - شهر رجب المرجب 1437هـ -2016م صحيفة صوت الكاظمين الشهرية العدد 207/206 النور الباهر بين الخطباء والمنابر قناة الکاظمين مصباح الهداية ونبراس الأخلاق بإدارة السید محمد علي العلوي الخصائص الفاطميّة على ضوء الثقلين الشباب عماد البلاد إجمال الكلام في النّوم والمنام المؤسسة الإسلامية العالمية التبليغ والإرشاد برعایة السید عادل العلوي صحیفة صوت الکاظمین 205-204 شهر رجب وشعبان 1437هـ الانسان على ضوء القرآن أخلاق الأنبياء في القرآن الكريم العلم الإلهامي بنظرة جديدة في رواق الاُسوة والقدوة الله الصمد في فقد الولد في رحاب اولى الألباب المأتم الحسیني الأسبوعي بإشراف السید عادل العلوي في دارالمحققین ومکتبة الإمام الصادق علیه السلام- إحیاء للعلم والعل نظرات في الإنسان الكامل والمتكامل مجلة الکوثر الثالث والثلاثون - شهر محرم الحرام 1437هـ -2015م نور العلم والعلم نور مقالات في رحاب الامام الحسين(ع)
اللغة
تابعونا...
تصنیف المقالات احدث المقالات المقالات العشوائية المقالات الاکثرُ مشاهدة

المقالات الاکثرُ مشاهدة

مقتطف من کتاب الوهابية بين المطرقة والسندانه

من ينظر في كتاب الله ويتأمّل ويتدبّر، فانه يراه من الكتاب الدستوري الأُصولي الّذي يذكر فيه الكليات ، فمن ينتظر منه أن يذكر المصاديق والجزئيات من جهة الأسماء والأعداد والأوصاف ، فهذا من الوهم المزيّف والباطل ، ومن قول الزّور الّذي لا أصل له في العقل والفطرة والوجدان والعرفان والقرآن .
فإن القرآن الكريم كتاب دستور لبيان الأحكام العامّة والأُصول الكليّة ، كبيان أصل الصلاة وإقامتها وكذلک الزكاة والحجّ وغيرها، وأمّا التّفاصيل وبيان الجزئيات فهذا ما جاء به النبي الأعظم 6 في سننه وسيرته وأقواله وأفعاله .
ولا يخفى أن هذا لا يعني أن القرآن لم يذكر الجزئيات مطلقآ، بل فيما تقتضى الحكمة الإلهية والمصلحة العامّة يذكر بعض الجزئيات كما في آية الدَّين وكتابته وإقامة الشهود عليه فانه ذكر ذلک في أطول آية في القرآن الكريم في سورة البقرة ، فتدبّر.
ثم هذا السؤال (لماذا لم يذكر إسم الأئمّة في القرآن) لم يكن وليد الساعة والساحة ، بل له تاريخ يرجع إلى عصر الأئمّة الأطهار : وقد أجابوا عنهم في جملة من إحتجاجاتهم ، اكتفي بذكر نموذج كمثال ، والله الموفّق للصواب والسداد، والهادي إلى الصراط المستقيم ، والحمد لله الّذي جعلنا من المتمسكين بولاية أميرالمؤمنين علي 7 والأئمّة من ولده الهادين الطاهرين :.
... اقرأ المزيد

مقتطف من کتاب جلوة من ولاية أهل البيت بقلم السید عادل العلوي

اشتهرت عند الفلاسفة والحكماء قاعدة عقلية تسمّى بقاعدة (الأشرف )، وهي تعني أنّ الأشرف لا يصدر منه الخسيس والوضيع والرذيل مباشرة ، بل يصدر منه الشريف ، وحينئذٍ واجب الوجود لذاته ، وعلّة العلل ونور الأنوار يستحيل أن يصدر منه العالم المادي الهيولاني الظلماني مباشرة ، بل لا بدّ من وسائط ومراتب نورية ذات سير نزولي وصعودي ، فمن اللّه سبحانه وإليه عزّ وجلّ .
ولمثل هذا قالوا بالعقول العشرة ، كما عند المشّائين من الفلاسفة ، أو أرباب العقول والمثل الافلاطونية كما عند الاشراقيين ، فلا بدّ عندهم من واسطة بين النور الأتمّ والفيض الأكمل وبين العالم المادي الهيولاني ، وتكون هذه الواسطة ذات جنبتين : جانب ملكوتي نوري روحاني مجرّد، وجانب ناسوتي مادي جسماني ، نظيره وجود الإنسان نفسه ، فإنّه مركّب من روح مجرّدة وجسد جسماني .
فالفلاسفة باعتبار قاعدة الأشرف ، وباعتبار قاعدة (الواحد لا يصدر إلّا من واحد، كما لا يصدر منه إلّا واحد) ـلاستحالة توارد علّتين على معلول واحد، وصدور معلولين من علّة واحدة ـ قالوا: بأنّ اللّه خلق العقل الأوّل ، ومن ثمّ صدرت العقول والأفلاک ، باعتبار الجانب الوجودي والماهوي في مراتب ، وهذا العالم الطبيعي المادي الذي نعيش فيه إنّما هو صادر من العقل العاشر المسمّى بالعقل الفعّال .
هذا إجمال ما عند الفلاسفة ، ويقيمون البراهين العقلية عليه . وأمّا في لسان الروايات النبوية والولوية ، وعند المتشرّعة والفلاسفة الإسلاميين ، فقد جاء في كثيرٍ من الأخبار أنّ أوّل ما خلق اللّه هو العقل ، وأنّ أوّل ما خلق اللّه نور محمد 9.
ولا منافاة بينهما؛ فإنّ العقل نور من نور اللّه سبحانه ، فتجلّى نور محمد 9 من نور ربّ العالمين ، ثمّ تجلّى من نور محمد أنوار الأئمة الطاهرين :، فكلّهم نور واحد ـكما جاء في زيارة الجامعة الكبيرة : «أنتم نور الأخيار»ـ ولا يعرف حقيقة هذاالنور إلّا اللّه المحيط به والخالق له ، وأمّا الخلق فإنّه يعجز عن إدراک عظمة وكنه هذا النور، كما ورد في الخبر عن رسول اللّه 9 ـمخاطبآ أمير المؤمنين علي 7ـ : «ما عرفک إلّا اللّه وأنا، وما عرفني إلّا اللّه وأنت ، وما عرف اللّه إلّا أنا وأنت »، فقولوا أيّها الخلائق من المدائح والفضائل والعظمة في النبيّ المصطفى وعليّ المرتضى وأهل بيته الطاهرين ، ولن تبلغوا....


http://www.alawy.net/arabic/book/7754/ ... اقرأ المزيد

مقتطف من کتاب رسالة علي المرتضى (علیه السلام) نقطة باء البسملة

لا يذهب عليک أنّ فهم هذا الحديث «وأنا النقطة تحت الباء»، لا بدّ من توضيح وبيان ، وكذا قول أهل المعرفة : بالباء ظهر الوجود، وبالنقطة تمّ تميّزالعابد عن المعبود، وذلک إشارة إلى تنزّل الحقّ وظهوره بصورة الخلق كتنزّل الألف وظهوره بصورة الحروف ، لأنّ تعيّن الحقّ المطلق الذي هو المعبود بصورة الخلق المقيّد الذي هو العابد، ليس إلّا بسبب النقطة التعيّنية الوجودية الإضافية المسمّاة بالإمكان والحدوث ، التي تحت الوجود البائن الأوّلي الإمكاني المسمّى بالعقل الأوّل تارة وبالروح الأعظم اُخرى ، المتميّز بها العابد الذي هو العبد عن المعبود الذي هو الربّ ، وكذلک الحروف لأنّ تعيّن الألف المجرّد الذي هو بمثابة الذات بصورة الباء المقيّد، ليس إلّا بسبب النقطة التعينية البائية تحت الباء، المتميّز بها الباء عن الألف ، لأنّ الألف إذا نزل من حضرة إطلاقه إلى حضرة تقيّده في صورة البائية ، التي هي أوّل مراتبه في عالم الكثرة ، لم يكن تميّزه عنه إلّابالنقطة البائية المتميّز بها عن غيره من الحروف ، وكذلک الحقّ تعالى ، فإنّه إذانزل من حضرة ذاته ومقام إطلاقه وصورة أحديّته إلى صورة تقيّده وتعيّنه المعبّر عنه بصورة الإمكان في حضرة واحديّته ، لا يكون تميّز تلک الصورة المقيّدة عنه إلّا بالنقطة القيدية الإمكانية الواقعة تحت تعيّنه ، المتميّز بها عن غيره من الموجودات ، وأوّل تلک الصورة المقيّدة تارة تسمّى بالعقل ، وتارة بالروح ، وتارة بالنور، إلى آخر الموجودات ، كما يسمّى أوّل الصورة المقيدة الحروفية تارة بالباء وتارة بالجيم وتارة بالدال إلى آخر الحروف ، ولعظمة الصورة المقيدة الاُولى التي هي بإزاء الباء من الحروف ، ورد عن النبي 9: «ظهر الموجودات من باء بسم اللّه الرحمن الرحيم »، وبسبب أنّ تقييدها وتمييزها كان بالنقطة البائية التميّزية ، أعني الإمكانية الحدوثية ، ورد عن علي 7: «أنا النقطة تحت الباء»، ورد عن الكملّ : «بالباء ظهر الوجود، وبالنقطة تميّز العابد عن المعبود»، فلا سرّ أعظم من الباء، والنقطة بعد الألف أعني العقل الأوّل ، وحقيقة الإنسان المعبّر عنهما بالباء، والنقطة بعد الذات الأحدية المعبّر عنها بالألف ، ومن هنا قال علي 7: «العلم نقطة كثّرها الجاهلون »، وكيفية الاطلاع من وجهين :إمّا أن يكون من الوحدة إلى الكثرة ، ومن المبدأ إلى المنتهى ، الذي هوطريق النزول والظهور. وإمّا أن يكون من الكثرة إلى الوحدة ، ومن المنتهى إلى المبدأ، الذي هو طريق الصعود والبطون ، فإن كان الأوّل فهو أعظم فيجتهد في الاطلاع على النقطة أوّلا، ثمّ على ما صدر منها من النفس والهيولى والطبيعة والجسم الكلّي والأفلاک والعناصر والمواليد. وإن كان الثاني ، وهو أظهر وأمتن ، فيجتهد في الاطلاع على هذه الموجودات بعكس ذلک ، وذلک لأنّ كلّ من اطّلع على النقطة الوجودية والذي تحتها، كمن اطّلع على الوجود كلّه ، وعلى ما في ضمنه من الأسرار والحقائق ، ولاطّلاع نبيّنا على الكتب السماوية وما في ضمنها من الأسرار والحقائق ، ولاطّلاع نبيّنا 9 على النقطة الوجودية ليلة المعراج ، قال : «علمت علوم الأوّلين والآخرين »، وقال : «اللّهم أرنا الأشياء كما هي »، ولاطّلاع علي 7 عليها قال : «أنا النقطة تحت الباء»، وقال : «سلوني عمّا تحت العرش »، وهذه النقطة هي الموسومة عند القوم بعبادان ، في قولهم : ليس وراء عبادان قرية »، وهي التي عليها مدار الوجود، كالنقطة المركزية التي إليها ينتهي خطوط الدائرة المحيطة بها، وذلک لأنّ الوجود بالاتفاق دوريّ لتقابل النقطتين المتقابلتين ، اللتين هما نقطة المبدئية والنقطة المنتهائية (كَما بَدَأكُمْ تَعُودُونَ )، والأوّل والآخر والظاهر والباطن ، أسمائه بهذين الاعتبارين ، والأزل والأبد إشارة إليهما، (قابَ قَوْسَيْنِ أوْ أدْنى ) كذلک ، لأنّ القوس إشارة إلى قطع الدائرة الوجودية بالخطّ الوهميّ بينهما، الفاصل بين المطلق والمقيّد والإمكان والوجوب في صورة الدائرة ، والخطّ الوهمي باصطلاحهم ، هو مقام القرب الأسمائي ، باعتبار التقابل بين الأسماء في الأمر الإلهي ، المسمّى بدائرة الوجودية ، كالإبداء والإعادة ، والنزول والعروج ، والفاعلية والقابلية .
وهذه النقطة قد يعبّر عنها بنقطة النبوّة ونقطة الولاية اللتين هما مخصوصتان من حيث الاطلاق بالنبيّ 9 وعلي 7، لأنّ النبوّة المطلقة والولاية المطلقة مخصوصتان بهما، لقول النبي 9: «كنت نبيّآ وآدم بين الماء والطين »، وقول علي 7: «كنت وليآ وآدم بين الماء والطين.
... اقرأ المزيد

مقتطف من کتاب سيماء الرسول الأعظم محمّد (ص) في القرآن الكريم

إعلم أنّ الخلق كلّهم في ضيافة الله وعلى مائدة الرحمن جلّ جلاله ، فانّه ما من شيء إلّا ويسبّح بحمد ربّه ، وأتى الرحمن عبداً، ثمّ المسلمون المكلّفون في ضيافة ربهم في شهر رمضان المبارک ، ثمّ من كتب له صک الحج في ليلة القدر يستضيفه الله في مكّة المكرّمة أيّام الحج ، ولله ضيافة بالمعنى الأخصّ: وهي زيارة الانسان الكامل المتمثّل بالحقيقة المحمّديّة السارية في الأنبياء ثمّ الأوصياء ثمّ الأولياء والمؤمنين والمؤمنات الأمثل فالأمثل ، فمن زارهم كأنّما زار الله في عرشه ، كما ورد في الأحاديث الشريفة .
ومن هذا المنطلق القيّم والمبدء السامي يكون المؤمن والمؤمنة ضيفاً على رسول الله 6 في كلّ يوم سبت ، وفي يوم الأحد على أميرالمؤمنين 7، وفاطمة الزهراء، وفي يوم الاثنين على الامامين الحسن والحسين ، وفي الثلاثاء على الأئمّة الأطهار زين العابدين ومحمّد الباقر وجعفر الصادق ، وفي يوم الأربعاء على الأئمّة المعصومين موسى بن جعفر وعلي بن موسى الرضا ومحمّد الجواد وعلي الهادي ، وفي يوم الخميس على الإمام الحسن العسكري ، وفي يوم الجمعة على صاحب الزمان الحجة المنتظر الإمام الثاني عشر المهدي الموعود :.
وجاءت الزيارات في كتب الأدعية والزيارة كمفاتيح الجنان لشيخنا القمّي 1، ففي يوم السبت يزار رسول الله 6 بهذه الزيارة المباركة والتي تنبئ عن معرفة الزائر بمقام نبيه 6 وانّه في كلّ سبت من الأسبوع يعيش ويتفاعل مع مأساة أعظم مصيبة ، وهي مصيبة فقد رسول الله 6.
«اَشْهَدُ اَنْ لا اِلهَ اِلا اللّهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ وَاَشْهَدُ اَنَّكَ رَسُولُهُ وَاَنَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ وَاَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالاتِ رَبِّكَ وَنَصَحْتَ لاُِمَّتِكَ وَجاهَدْتَ فى سَبيلِ اللّهِ بِالْحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَاَدَّيْتَ الَّذى عَلَيْكَ مِنَ الْحَقِّ وَاَنَّكَ قَدْ رَوُفْتَ بِالْمُوْمِنينَ وَغَلَظْتَ عَلَى الْكافِرينَ وَعَبَدْتَ اللّهَ مُخْلِصاً حَتّى اَتيكَ اليَقينُ فَبَلَغَ اللّهُ بِكَ اشَرَفَ مَحَلِّ الْمُكَرَّمينَ اَلْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِى اسْتَنْقَذَنا بِكَ مِنَ الشِّرْكِ وَالضَّلالِ اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاجْعَلْ صَلَواتِكَ وَصَلَواتِ مَلاَّئِكَتِكَ وَاَنْبِي اَّئِكَ الْمُرْسَلينَ وَعِب- ادِكَ الصّ الِحينَ وَاَهْلِ السَّمواتِ وَ الاْرَضينَ وَمَنْ سَبَّحَ لَكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ مِنَالاْوَّلينَ وَالاْخِرينَ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ وَاَمينِكَ وَنَجِيبِكَ وَحَبيبِكَ وَصَفِيِّكَ وَ صِفْوَتِكَ وَخ‌آصَّتِكَ وَخالِصَتِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَاَعْطِهِ الْفَضْلَ وَ الْفَضيلَةَ وَالْوَسيلَةَ وَالدَّرَجَةَ الرَّفيعَةَ وَابْعَثْهُ مَقاماً مَحَمْوُداً يَغْبِطُهُ بِهِ الاْوَّلُونَ وَالاْخِرُونَ اَللّهُمَّ اِنَّكَ قُلْتَ وَلَوْ اَنَّهُمْ اِذْ ظَلَمُوا اَنْفُسَهُمْ جآوُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّهَ تَوّاباً رَحيماً اِلهى فَقَدْ اَتَيْتُ نَبِيَّكَ مُسْتَغْفِراً تآئِباً مِنْ ذُنُوبى فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَ اْغِفْرها لي يا سَيِّدَنا اَتَوَجَّهُ بِكَ وَبِاَهْلِ بَيْتِكَ اِلَى اللّهِ تَعالى رَبِّكَ وَرَبّى لِيَغْفِرَ لى عند ذلک قول ثلاثا اِنّا لِلّهِ وَاِنّا اِلَيْهِ راجِعُونَ پس بگو اُصِبْنا بِكَ يا حَبيبَ قُلُوبِنا فَما اَعْظَمَ الْمُصيبَةَ بِكَ حيَْثُ انْقَطَعَ عَنّا الْوَحْىُ وَحَيْثُ فَقَدْناكَ فَاِنّا لِلّهِ وَاِنّا اِلَيْهِ راجِعُونَ يا سَيِّدَنا يا رَسُولَ اللّهِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيْكَ وَعَلى آلِ بَيْتِكَ الطّاهِرينَ هذا يَوْمُ السَّبْتِ وَهُوَ يَوْمُكَ وَاَنَا فيهِ ضَيْفُكَ وَجارُكَ فَاَضِفْنى وَاَجِرْنى فَاِنَّكَ كَريمٌ تُحِبُّ الضِّيافَةَ وَمَاءْمُورٌ بِالاِْجارَةِ فَاَضِفْنى وَاَحْسِنْ ضِيافَتى وَاَجِرْنا وَاَحْسِنْ اِجارَتَنا بِمَنْزِلَةِ اللّهِ عِنْدَكَ وَعِنْدَ آلِ بَيْتِكَ وَبِمَنْزِلَتِهِمْ عِنْدَهُ وَبِما اسْتَوْدَعَكُمْ مِنْ عِلْمِهِ فَاِنَّهُ اَكْرَمُ الاْكْرَمينَ » ... اقرأ المزيد

مقتطف من کتاب عصمة الحوراء زينب 3

سؤال :
لو سئل من أين لنا أن نعلم بعصمة زينب 3 ونحكم بأنّها معصومة بالعصمة الأفعالية ؟
الجواب :
نعرف ذلک من خلال سيرتها وما ورد في حقّها كما في غيرها، وأذكر لكم شاهدآ على ذلک ، ما ورد في حقّ فاطمة بنت الإمام موسى بن جعفر 3 أنّها كانت في سنّ أربع أو خمس سنين عندما جاء بعض الشيعة إلى دار الإمام 7 ليسألوا عن بعض المسائل إلّا أنّهم لم يجدوا الإمام 7، فبعد طرق الباب خرجت لهم زوجة الإمام 7 وأخبرتهم بعدم وجود الإمام 7، فقالوا لها: إنّنا جئنا من مكان بعيد ولا بدّ لنا من أجوبة هذه المسائل ، فكيف بنا ومن نسأل ؟ فقالت لهم زوجة الإمام 7: هنا في البيت فاطمة بنت الإمام 7، قالوا: إذن نسأل فاطمة ، ولمّا دخلوا عليها وسألوها أجابتهم بكلّ الأجوبة وبتمامها، فأخذوا أجوبتهم وذهبوا، ولمّا جاء الإمام حدّثته زوجته بكلّ ما جرى وقالت : إنّ فاطمة أجابت بكذا وكذا، فقال عند ذلک : إنّ فاطمة حكمت بحكم الله سبحانه وتعالى ، وهكذا زينب 3 كان عمرها سنتين كما ورد في الرواية وهي جالسة في حجر أبيها أمير المؤمنين 7 ف ... اقرأ المزيد

مقتطف من کتاب عصمة الحوراء زینب سلام الله علیها

إنّ الحديث ليحلو عن مقام الحوراء زينب 3، سيّما ونحن في رحابها الواسع وفي أيام ولادتها المباركة ، وإنّما اخترت هذا الموضع لما للمكان من أثر، حيث إنّي حللتُ ضيفآ عليها، فوحيآ من مكانها تاقت النفس للحديث عنها، ولما لزيارتها من إشعاع روحي ينعكس على كلّ من دخل إليها مستعدّآ بقلبه وعقله لتلقّي هذا الإشعاع ، وكلامي عنها مبيّنآ عظمتها، لأنّها سلام الله عليها باب أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، وأمير المؤمنين 7 باب رسول الله 9 كما ورد في الحديث الشريف عن النبيّ 9: «أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها»[1] ، كما أنّه 7 باب الله الذي منه يؤتى ، كذلک الرسول الأكرم 9 باب الله تعالى كما ورد في الزيارة الشريفة : «أنتم باب الله الذي منه يؤتى »[2] ، فتكون زينب الكبرى 3 باب الله تعالى لو حذفنا الوسائط[3] ، فإذن من له حاجة عند أمير المؤمنين 7 لا بدّ أن يدخل إليه من الباب المقصود، ألا وهو زينب 3، وهذا المعنى ـكون زينب باب أمير المؤمنين 8ـ حدّثني به سيّدنا الاُستاذ آية الله العظمى النجفي المرعشي 1، كما هو عند أهل السير والسلوک إلى الله تعالى . فنحن إذن على باب من أبواب الله تعالى وفي رحاب السيّدة الحوراء زينب الكبرى 3، وسنتطرّق إلى الحديث عن عظمة هذه السيّدة الكبرى لنبيّن مضمون العبارة الرائعة التي قرأتها على سيّارة بعض المؤمنين التي تقول : (السيّدة زينب روضة العلم والنور)، وحيث إنّها سلام الله عليها كذلک فلنستمدّ سويّة من علمها ومن نورها ممّا يجعلنا نعيش في هذه الروضة ونهتدي بنورها إن شاء الله تعالى .

لقد كتب لنا التأريخ عن العشّاق ، وأجمل ما كتب عن قيس العامري العاشق ، مجنون ليلى ، فإنّه كان يمرّ على جدران ديار ليلى بعد أن فارقته ، وكان يقبّل هذه الجدران بلهفة المشتاق وعطش العاشق ، فلامه الناس على ذلک ووصفوا هذا الفعل بالجنون ، فردّ عليهم بقوله الرائع الذي صاغه ببيت من الشعر، فقال :

وما حبّ الديار شغفن قلبي ولكن حبّ من سكن الديارا

فالحبّ يعلّم الإنسان ماذا يفعل مع الحبيب في حضرته ، وكيف يتعامل مع ديار الحبيب وآثاره ، هكذا نحن عندما ندخل على حبيبة الله وحبيبة أمير المؤمنين 7 وحبيبة الإمام الحسين 7، حبيبة أهل البيت :، فنقبّل الأبواب والضريح ونقول لمن يعترض على ذلک كما قال قيس العامري[4] ، فإذا وقف الإنسان على جمال حبيبه ، فإنّه يعشقه لأنّ الإنسان يعشق الجمال ، وإذا عشق الحبيب لجماله ، سيقبّل جداره وكلّ آثاره لو لم يتمكّن من تقبيله ، فلا يُشكل علينا أنّ هذا الفعل شرک[5] والذين توهّموا الشرک في هذه الأفعال إنّما ينشأ توهّمهم هذا من عدم معرفة مقام أهل البيت : معرفة جمالية ، ولو أنّهم عرفوا مقامهم سلام الله عليهم لفعلوا كما فعل قيس العامري إلّا أنّ معرفتهم الأئمة المسلمين حقّآ معرفة جلالية مع أنّ لهم رتبة اُخرى لا يعرفهم فيها إلّا الله سبحانه ، وهذه المعرفة هي الرتبة العليا في المعرفة وتسمّى المعرفة الكمالية[6] ، وبناءً على هذا فإذا أردنا معرفة السيّدة الجليلة الجميلة الكاملة زينب الكبرى 3 لا بدّ لنا أن نعرفها بهذه الرتب الثلاثة من المعرفة التي ستكسبنا أدبآ وخضوعآ وحبّآ وعشقآ زينبيّآ، لأنّها باب الله تعالى الذي منه يؤتى ، ووسيلته التي إليه ترجى ، فحديثي سيكون عن عظمة هذه السيّدة التي لو رأينا جمالها لوصلنا إلى مقام الفناء[7] في وصفها وتمام الانبهار بجمالها، فالعبارة التي قرأتها على تلک السيّارة (السيّدة زينب روضة العلم والنور) سواء قصد كاتبها ما فهمت أو لم يقصد فإنّ زينب الكبرى هكذا حقّآ، ولكن لا بدّ من معرفة عمق هذه العبارة وكيف تكون روضة العلم والنور؟ ولماذا لا نحسّ هذا النور سيّما ونحن بجوارها وحول ضريحها؟ لماذا لا يُذهب نورها ظلمتنا؟ لماذا لا يرفع علمها جهلنا؟ لماذا لا يطيّب عطرها أرواحنا ... اقرأ المزيد

مقتطف من کتاب عيد الغدير بين الثبوت والإثبات

انطلاقآ من عقيدتنا الإسلاميّة الحقّة ، لا بدّ لنا ولكلّ مسلم ومسلمة أن يحتفل بهذا اليوم العظيم بالعبادة والتقرّب إلى الله سبحانه وبالصلاة والصوم والشكر لله، والصلاة على النبيّ وآله ، ولعن أعدائهم ومنكري فضائلهم ، كما نحتفل فيه بالسرور والأفراح وإقامة الحفلات والإطعام والسخاء والعطاء على الأهل والعيال والأصدقاء والأحبّاء، ونشاطر البهجة السماوية ونشارک الفرحة القدسيّة مع ملائكة السماء، واجتماعهم في القصر الفردوس الذي وصفه لنا مولانا وإمامنا الرضا 7، ونتعايد بعضنا مع بعض بالمعانقة والمصافحة الولائية ، فرحين مستبشرين بما آتانا الله من إكمال الدين وإتمام النعمة التي لا يحصى فضائلها، ونقول : الحمد لله الذي جعلنا من المتمسّكين بولاية أمير المؤمنين وأهل بيته الطاهرين .
ومن الطريف أن نذكر أنّ كثيرآ من الحوادث والوقائع الإسلامية ـكولادة النبيّ 9ـ يوجد اختلاف بين المسلمين في تحديده ووقوعه ، بل نجد الاختلاف في الأحكام والفروع الفقهيّة ، وحتّى الاختلاف في العقائد وحدودها، إلّا أنّه نجد الاتّفاق بين كلّ المذاهب الإسلاميّة على هذه الأيام الأربعة (أعياد المسلمين ) الفطر والأضحى والغدير والجمعة ، فإنّ الجمعة نهاية الاُسبوع يجتمع فيه المسلمونويحتفلون بها بصلاة الجمعة ، كما يحتفلون بيوم الفطر الأوّل من شوّال ، ويوم الأضحى العاشر من ذي الحجّة ، ويوم الغدير الثامن عشر من ذي الحجّة ، ولم يقع الخلاف بأنّ واقعة الغدير كانت في غير اليوم الثامن عشر، فتدبّر.
كما أنّ القاسم المشترک في هذه الأعياد هو مسألة الإمامة والالتفاف حول الإمام ، ففي كلّ اُسبوع يجتمع المسلمون في صلاة الجمعة حول أئمّتهم (أئمة الجماعة والجمعة ) ليسمعوا الخطب والمواعظ والبلاغ ، كما أنّ أصل البلاغ وتمامه كان في يوم الغدير، فلو لم يفعل النبيّ نصب الولي والوصي فما بلّغ رسالته ، فاجتمع الناس حول إمامهم في الغدير كما يحتفل به في كلّ عام إحياءً لتلک الواقعة العظمى ، وكذلک الناس يجتمعون حول أئمّتهم في عيد الفطر والأضحى ، فتدبّر.
واعلم أنّ ثقافة مذهب أتباع أهل البيت : تبتني على أركان وأساطين أربع :
1 ـ التوحيد الكامل .
2 ـ النبوّة الصادقة .
3 ـ والغدير الأغرّ.
4 ـ وعاشوراء الخالدة .
والثالث يتجلّى فيه الولاء والإمامة الحقّة ، كما أنّ الرابع يتبلور فيه البراءة من الأعداء والشهادة ، فالثالث يعني الولاية ، كما أنّ الرابع ينتهي إلى الشهادة .
ولمثل هذا نقول : (إنّما الحياة عقيدة وجهاد) شعار وشعور وفداء.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين .
... اقرأ المزيد

مقتطف من کتاب في ظلال زيارة الجامعة

في عصر الإمام الهادي عليّ بن محمّد علیهم السلام كان للغلاة دورآ فعّالا، ربما كان من جرّاء حبس الإمام علیه السلام من قبل المتوكّل العباسي في معسكر جيشه في سامراء فاستغلّ هؤلاء عدم حضور الإمام علیه السلام في الساحة للإقامة الجبريّة عليه في مدينة سامراء آنذاک .
ومن رؤوس هؤلاء الغلاة المعاصرين للإمام الهادي علیه السلام علي بن حسكة القمّي ـوكانت قم آنذاک مهد التشيّع ـ والقاسم بن يقطين ، والحسن بن محمّد بن باب القمّي ، وفارس بن حاتم بن ماهويه القزويني ، ومحمّد بن نصير الفهري النميري ، وغيرهم .
لقد اختلق هؤلاء الأحاديث على لسان الأئمة : التي تشمئزّ منها النفوس ، ومن بدعهم وأضاليلهم التي حاولوا فيها الكيد للإسلام والطعن به وتشويه واقع الأئمة الأطهار من أهل البيت : ادّعاؤهم أنّ الصلاة والزكاة والصيام وسائر الفرائض جميعها رجل ، فاستهتروا بسائر الفرائض والسنن الإلهيّة ، وأسقطوا عمّن دان بمذهبهم ، بل وأباحوا النكاح من المحارم واللواط ، وقالوا بالتناسخ ، وما إلى ذلک من المحرّمات والأباطيل .
والأنكى من جميع ذلک أنّهم ادّعوا الربوبيّة للإمام الهادي علیه السلام بأنّه هو الربّ الخالق والمدبّر للكون ، وأنّه بعث ابن حسكة ومحمّد بن نصير الفهري وابن بابا وغيرهم أنبياء يدعون الناس إليهم ويهدونهم ، وكان هدفهم الأساس هو الاستحواذ على أموال الناس والحقوق والوجوه الشرعيّة التي تُحمل إلى الإمام علیه السلام كما هو ظاهر كثير من الروايات .
وعلى الرغم من الإقامة الجبرية على الإمام علیه السلام في هيمنة خلفاء بني العباس الجائرين ، وملاحقة مواليه وشيعته ومحبّيه ، فإنّه علیه السلام وأصحابه رضوان الله عليهم لم يألوا جهدآ في سبيل تصحيح المسار، والتصدّي لهذه الحركة المشبوهة والمنحرفة ضمن المسؤولية الشرعيّة والمرجعيّة الدينية والعلمية والتبليغيّة المناط به علیه السلام ، للحفاظ على الإسلام والمسلمين بكلّ ما حوى من علوم ومعارف واتّجاهات ، فقد لعنهم الإمام علیه السلام وأعلن البراءة منهم ، ودعا عليهم ، وحذّر أصحابه وسائر المسلمين من الاتّصال بهم أو الانخداع بمفترياتهم ودسائسهم ، بل وأمر بقتل زعيم الغلاة في وقته فارس بن حاتم ، وضمن لقاتله الجنّة ، كما ورد في الروايات والتاريخ .
ثمّ الإمام علي الهادي علیه السلام كي يبيّن حقيقة الإمامة بأبعادها ومراتبها ومقاماتها لظروفه الخاصّة ، أبانها من خلال زيارة الجامعة التي وردت لمن أراد أن يزور الأئمة الأطهار علیهم السلام دون غيرهم حتّى فاطمة الزهراء سلام الله علیها ، فإنّها لا تزار بهذه الزيارة ، فهي مختصّة بهم لما فيها من بيان مقامات الإمامة والإمام.
... اقرأ المزيد

مقتطف من کتاب هذه هي الولاية

الناس في ولائهم وتبرّيهم على طوائف : فمنهم من يوالي ولا يتبرّأ، ومنهم من يتبرّأ ولا يوالي ، ومنهم من جمع بين الولاء والتبرّي إلّا أنّه لم يعمل بمقتضاهما ولوازمهما ـمع أنّه من التزم بشيء التزم بلوازمه ـ فإنّه في سلوكه العملي من ناحية محتواه ومضمونه فارغ تمامآ من عقيدته هذه ـالتولّي والتبرّي ـ أي ما يعتقده شيء وما يعمله شيء آخر، كما حدث لاُولئک الذين حاربوا سيّد الشهداء الإمام الحسين 7، فإنّ قلوبهم كانت مع الحسين 7 وسيوفهم عليه ، كانوا يعتقدون بأنّه 7 إمام مفترض الطاعة ابن رسول الله 9، ولكنّهم في ميدان العمل كلّهم تكالبوا على قتله ـمعه سبعون نفر من أهل بيته وأصحابه :، وأعداءه وكلّهم يدّعون الإسلام ويصلّون نحو القبلة ، وهم ثلاثون ألف نفر، فإنّهم تركوا ولاية الله ورسوله والمؤمنين ، وباعوا آخرتهم بدنيا غيرهم ، فحاربوا سيّد الشهداء وقتلوه وأهل بيته وأصحابه ، حتّى زادت شقوتهم بسبي عياله عيال الله، بل تسابقوا على سرقتهم وسرقة سيّد الشهداء، حتّى أنّ أحدهم قطع اصبعه الشريف من أجل خاتم كان في يده الكريمة ، فما أبشع الجريمة وما أعظم المصيبة !!ـ.
إنّ التولّي والتبرّي لا بدّ أن يكون واحدآ في الإيمان النظري والإيمان العملي ،
فإنّه لا توجد اثنينية وتغاير بين العقيدة والعمل ، فإنّ العمل إنّما هو انعكاس وأثر لما يعتقده الإنسان ، والعقيدة عبارة عن العلم الذي يعقد بالقلب ، والعلم عبارة عن عقد المحمول بالموضوع فلو علم الإنسان أنّ (الله موجود) وعقد هذا بقلبه فإنّه يسمّى بالعقيدة ، فالعقيدة لا بدّ أن تكون صحيحة ، وصحّتها لو كان العلم صحيحآ، أي المعلومات لا بدّ أن تكون صحيحة ، وإنّ الحياة شعور وشعار، وعقيدة وجهاد من أجل تلک العقيدة الصحيحة . ... اقرأ المزيد

من أسرار زيارتها السيدة المعصومة سلام الله عليها

ورد في زيارتها س (يا فاطمة اشعفي لي في الجنة فإن لک عندالله شأناً من الشأن )[1] .


1 ـ إن قول الزائر: (يا فاطمة ) إشارة إلى شخصها الحقيقي ، وهذا يشير إلى عظمتها عندالله تعالى ، لذلک أفرادها بالخطاب والنداء.
2 ـ أما قوله : «إنّ لک عندالله شأناً» فإشارة إلى شخصيتها الحقوقية ، فإن من شأنها العظيم علمها الفذّ، فهي كعمّتها زينب الكبرى س إذا قال في حقها الإمام زين العابدين ع «أنت بحمد الله عالمة غير معلمة »[2] ، وإن مما يشهد
على العلم الجمّ لفاطمة المعصومة س ما ورد في قصة جوابها عن أسئلة الواقدين إلى أبيها الكاظم ع وهي دون سن البلوغ ، وقول أبيها في حقها (فداها أبوها) ثلاث مرات .
3 ـ إن لفظة (شأناً) الواردة في الرواية جاءت بصيغة النكرة ، وذلک يفيد التعظيم ، وهذا يشير فيما يشير إلى عصمتها 3، لأن ثمرة العلم العصمة ، وهنا


العصمة أفعالية وليست ذاتية ، كما هو الحال في الأنبياء والأئمة المعصومين والصديقة الزهراء :.
ومما يدل على عصمتها شفاعتها المطلقة ، وأنها من تجليات عصمة أمها الزهراء س، لذا فقد جاء في زيارتها :
«اللّهم ورضاک والدار الآخرة ، يا فاطمة اشفعي لي في الجنة »، وهنا نلاحظ تقديم الرضا الإلهي ، وكأنّ هذا المقطع من الزيارة يأخذ بک إلى الربط بين المعصومة وأمها الزهراء س، فقد ورد عن رسول الله ص في شأن إبنته الزهراء س من أن (رضاک الله في رضاها)، فهذه من تلک .
4 ـ أنها س تدخل من المعصومين بصورة الجمع ، كما في ذيل الزيارة ، وهي في ذلک كدخول السيدة زينب س ضمنهم : حينما خاطبت يزيد الطاغية (فوالله لا تمحو ذكرنا)، لتدخل بذلک في زمرة المعصومين : ومع أخيها الحسين ع في خلود الذكر وعلو المقام وشموخه .
5 ـ ذكرت الزيارة إنتسابها سلام الله عليها إلى رسول الله ص «السّلام عليک يا بنت رسول الله»، ثم انتسابها إلى فاطمة وخديجة س «السّلام عليک يا بنت فاطمة وخديجة »، بعدها يقول الزائر «السّلام عليک يا بنت أميرالمؤمنين » ليشير في كل ذلک إلى ارتباطها المقاميّ ـ قبل النسبيّ ـ بفاطمة الزهراء وأميرالمؤمنين ع.
ويتابع الزائر ليقول ـ بحسب ما ورد في زيارتها المنصوصة ـ «السّلام عليک يا بنت الحسن والحسين » للإشارة إلى الانتساب المقاميّ والنسبيّ كذلک .

وانتساب السيدة المعصومة للإمام الحسن ع من جهة أن جدها زين العابدين ع كان متزوجاً من السيدة الجليلة فاطمة بنت الحسن السبط الأكبر لرسول الله ص.
6 ـ في مقدمة زيارتها يزار النبي آدم ع لا بصورة الخطاب ، بل بصورة الغائب «السلام على آدم صفوة الله»، ثم يزار الأنبياء الأربعة : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى : بنفس الأسلوب ، لكن حين يأتي الدور لزيارة خاتمهم وسيدهم وخامس أولي العزم ، وكذلک زيارة السيدة الزهراء وأميرالمؤمنين وأولادهما الأحد عشر : يتحول السلام من صورة الغيبة إلى صورة الخطاب «السلام عليک يا رسول الله..» وهكذا بقية المعصومين :.
وفي هذا الأسلوب لزيارة المعصومين الأربعة عشر : نكتة رانعة للتدليل على حضورهم في حرمهم ، إذ ورد أن قم حرم أهل البيت :.
والأسرار في هذا المجال خفية لا يعلمها إلّا الله والراسخون في العلم ومن يحذو حذوهم .
7 ـ إن من زارها عارفاً بحقها وجبت له الجنة ـ كما ورد في الرواية ـ ومعنى ذلک أن الجنة تكون ثابتة ومضمونة لهذا الزائر على نحو الاقتضاء، بحيث لو ارتفعت الموانع ـ كالذنوب ـ فإن مآله ومصيره الجنة استحقاقاً أو تفضلاً.
وهنا ينبغي الالتفات إلى أن معرفة حقها غير معرفة نفسها، كما تقول في زيارة المعصومين : (وأدخلني في زمرة العارفين بهم وبحقهم )، وقد سئل الإمام الرضا ع عن زيارة الإمام عارفاً بحقه ما معناه ؟ فقال : عارفاً بأنه إمام مفترض الطاعة .

وهكذا ينبغي أن تكون معرفتنا بحق السيدة المعصومة س، فإنها وإن لم تكن إماماً، إلّا أنها من بيت النبوة والإمامة والولاية ، فهي بنت ولي الله وأخت ولي الله وعمة ولي الله، كما جاء في زيارتها المأثورة .
وهذا غيض من فيض ...
... اقرأ المزيد

ارسال الأسئلة