الصور النشاطات السيرة  
الصور النشاطات السيرة  
الصوتيات المرئيات الکتب  
الصوتيات المرئيات الکتب  
الإتصال بنا القائمة العامة الإستفتائات  
الإتصال بنا القائمة العامة الإستفتائات  
       
 
   علوی.نت . العربیة . مکتبة الکتب . رسالات الإسلامیة . المجلد الثالث و العشرون - 23 . مقتل الامام الحسین - ع . 46 .  

بعد  فهرست  قبل 
··· (67)
--------------------------------------------------------------------------------
شهادة العبّاس عليه‏السلام
ولمْ يستطعْ العبّاسُ سلامُ اللّه‏ِ عليهِ صبرا على البقاءِ بعدَ أنْ فنى صحبُهُ وأهلُ
بيتهِ ، ويرى « حجّةَ الوقتِ » مكثورا ، قدِ انقطعَ عنهُ المددُ ، وملأ مسامعَهُ عويلُ
النساءِ وصراخُ الأطفالِ منَ العطشِ ، فطلبَ منْ أخيهِ الرخصةَ ، ولمّا كانَ العبّاسُ
عليه‏السلام أنفسَ الذخائرِ عندَ السبطِ الشهيدِ عليه‏السلام لأنَّ الأعداءَ تحذرُ صولتَهُ ، وترهبُ
(68) ··· مقتل الإمام الحسين عليه‏السلام
--------------------------------------------------------------------------------
إقدامَهُ ، والحرمُ مطمئنّةٌ بوجودِهِ مهما تنظرُ اللواءَ مرفوعا ، فلمْ تسمحْ نفسُ « أبيّ
الضيمِ » القدسيّةِ بمفارقتهِ فقالَ لهُ :
يا أخيْ ، « أنْتَ صاحِبُ لِوائي » .
قالَ العبّاسُ : قدْ ضاقَ صدريْ منْ هؤلاءِ المنافقينَ ، واُريدُ أنْ آخذَ ثأري
منهمْ .
فأمرَهُ الحسينُ عليه‏السلام أنْ يطلبَ الماءَ للأطفالِ .
فذهبَ العبّاسُ إلى القومِ ووعظهُمْ وحذّرهُمْ غضبَ الجبّارِ فلمْ ينفعْ ! فنادى
بصوتٍ عالٍ : يا عمرَ بنَ سعدٍ : هذا الحسينُ ابنُ بنتِ رسولِ اللّه‏ِ قدْ قتلتُمْ أصحابَهُ
وأهلَ بيتِهِ ، وهؤلاءُ عيالُهُ وأولادُهُ عطاشى ، فاسقوهُمْ منَ الماءِ قدْ أحرقَ الظمأُ
قلوبَهمْ ، وهوَ معَ ذلكَ يقولُ : دعونيْ أذهبُ إلى الرومِ أوِ الهندِ واُخليْ لكمُ الحجازَ
والعراقَ .
فأثّرَ كلامُهُ في نفوسِ القومِ حتّى بكى بعضُهمْ ، ولكنَّ الشمرَ صاحَ بأعلى
صوتِهِ : يا ابنَ أبي تُرابٍ ، لوْ كانَ وجهُ الأرضِ كلُّهُ ماءً وهوَ تحتَ أيدينا لما
سقيناكُمْ منهُ قطرةً إلاّ أنْ تدخلوا في بيعةِ يزيدٍ .
فرَجعَ إلى أخيهِ يخبرُهُ فسمعَ الأطفالَ يتصارخونَ منَ العطشِ ، فلمْ تتطامنْ
نفسُهُ على هذا الحالِ ، وثارتْ بهِ الحميّةُ الهاشميّةُ :
ثمَّ إنّهُ رَكبَ جوادَهُ وأخذَ القربةَ فأحاطَ بهِ أربعةُ آلافٍ ورموهُ بالنِّبالِ ، فلمْ
تَرعَهُ كثرتَهُمْ ، وأخذَ يطردُ اُولئكَ الجماهيرَ وحدَهُ ، ولواءُ الحمدِ يرفُّ على رأسهِ ،
ولمْ يشعرِ القومُ أهوَ العبّاسُ يُجدّلُ الأبطالَ أمْ أنَّ الوصيَّ يزأرُ في الميدانِ ! فلمْ
تثبتْ لهُ الرجالُ ، ونزَلَ إلى الفراتِ مطمئنّا غيرَ مبالٍ بذلكَ الجمعِ .
··· (69)
--------------------------------------------------------------------------------
ولمّا اغترفَ منَ الماءِ ليشربَ تَذكّرَ عطشَ الحسينِ عليه‏السلام ومَنْ معهُ ، فرمى
الماءَ وقالَ :
يا نفسُ منْ بعدِ الحسينِ هُونيْ وبعدَهُ لا كنتِ أنْ تكوني
هذا الحسينُ واردَ المنونِ وتشربينَ باردَ المعينِ
تااللّه‏ِ ما هذا فعالُ ديني
ثمَّ ملأ القربةَ وركبَ جوادَهُ وتوجّهَ نحوَ المخيّمِ ، فقُطعَ عليهِ الطريقُ ، وجعلَ
يَضربُ حتّى أكثرَ القتلَ فيهمْ وكشفَهمْ عنِ الطريقِ وهوَ يقولُ :
لا أرهبُ الموتَ إذا الموتُ زَقا حتّى اُوارى في المصاليتِ لُقَى
نفسي لسبطِ المصطفى الطُهرِ وِقا إنّي أنا العبّاسُ أغدو بالسِّقا ولا أخافُ الشرَّ يومَ المُلتَقى
فكَمَنَ لهُ زيدُ بنُ الرّقادِ الجُهَنِيّ منْ وراءِ نخلةٍ ، وعاونَهُ حكيمُ بنُ الطفيلِ
السَّنْبِسي فضربَهُ على يمينهِ فبَراها فقالَ عليه‏السلام :
واللّه‏ِ إنْ قطعتُمُ يميني إنّي اُحامي أبدا عنْ ديني
وعنْ إمامٍ صادقِ اليقينِ نَجلِ النبيِّ الطاهرِ الأمينِ
فلمْ يعبأ بيمينهِ بعدَ أنْ كانَ همَّهُ إيصالَ الماءِ إلى أطفالِ الحسينِ عليه‏السلام وعيالِهِ ، ولكنَّ حكيمَ بنَ الطفيلِ كمنَ لهُ منْ وراءِ نخلةٍ ، فلمّا مرَّ بهِ ضربَهُ على
شمالهِ فقطعَها منَ الزِّندِ فقالَ عليه‏السلام :
يا نفسُ لا تَخشَي منَ الكفّارِ وأبشري برحمةِ الجبّارِ
مع النبيِّ المصطفى المختارِ قدْ قطعوا بسيفهمْ يساري
فأصْلِهِمْ يا ربِّ حرَّ النارِ
(70) ··· مقتل الإمام الحسين عليه‏السلام
--------------------------------------------------------------------------------
وتكاثروا عليهِ ! وأتتْهُ السهامُ كالمطرِ فأصابَ القربةَ سهمٌ واُريقَ ماؤُها ،
وسهمٌ أصابَ صدرَهُ ، وضَرَبَهُ رجلٌ بالعمودِ على رأسهِ ففلقَ هامَتَهُ !
وهوى بجنبِ العلقميِّ فليتَهُ للشاربينَ بهِ يُدافُ العَلقمُ
وسقطَ على الأرضِ ينادي : عليكَ منّي السلامُ أبا عبدِ اللّه‏ِ فأتاهُ الحسينُ
عليه‏السلام ، وليتني علمتُ بماذا أتاهُ ؟ أبحياةٍ مستطارةٍ منهُ بهذا الفادحِ الجلَلِ ، أمْ بجاذبٍ
منَ الاُخوّةِ إلى مصرعِ صنوِهِ المحبوبِ ! ؟
نعمْ ، حصلَ الحسينُ عليه‏السلام عندَهُ وهوَ يُبصرُ قربانَ القَداسةِ فوقَ الصعيدِ قدْ
غشيتْهُ الدماءُ وجَلّلتْهُ النِّبالُ ، فلا يمينٌ تبطشُ ، ولا منطقٌ يرتجزُ ، ولا صولةٌ
ترهبُ ، ولا عينٌ تبصرُ ، ومرتكزُ الدماغِ على الأرضِ مبدّدٌ ! !
أصحيحٌ أنَّ الحسينَ عليه‏السلام ينظرُ إلى هذهِ الفجائعَ ومعَهُ حياةٌ ينهضُ بها ؟ لمْ
يبقَ الحسينُ بعدَ أبي الفضلِ إلاّ هيكلاً شاخصا معرَّىً عنْ لوازمِ الحياةِ ، وقدْ أعربَ
سلامُ اللّه‏ِ عليهِ عنْ هذا الحالِ بقولهِ :
الآنَ انْكَسَرَ ظَهْري وَقَلَّتْ حِيلَتِي .
وبانَ الانكسارُ في جبينهِ فاندكّتِ الجبالُ منْ حنينهِ
وكيفَ لا وهوَ جمالُ بهجتهِ وفي محيّاهُ سرورُ مهجتهِ
كافلُ أهلِهِ وساقي صبيتهِ وحاملُ اللوا بعالي همّتِهِ
وتركَهُ في مكانِهِ لسرٍّ مكنونٍ أظهرتْهُ الأيّامُ ، وهوَ أنْ يُدفنَ في موضعِهِ ،
مُنحازا عنِ الشهداءَ ليكونَ لهُ مشهدٌ يُقصدُ بالحوائجِ والزياراتِ ، وبقعةٌ يزدلفُ إليها
الناسُ . وتتزلّفُ إلى المولى سبحانهُ تحتَ قبّتهِ التي ضاهتِ السماءَ رِفعةً وسناءً
··· (71)
--------------------------------------------------------------------------------
فتظهرَ هنالكَ الكراماتِ الباهرةِ ، وتَعرفُ الاُمّةُ مكانتَهُ الساميةَ ومنزلتَهُ عندَ اللّه‏ِ
تعالى ، فتؤدّي ما وجبَ عليهمْ منَ الحبِّ المتأ كّدِ والزياراتِ المتواصلةِ ، ويكونَ
عليه‏السلام حلقةَ الوصلِ فيما بينهمْ وبينَ اللّه‏ِ تعالى ، فشاءَ حجّةُ الوقتِ أبو عبدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام كما شاءَ المهيمنُ سبحانَهُ أنْ تكونَ منزلةُ « أبي الفضلِ » الظاهريّةِ شبيهةً بالمنزلةِ
المعنويّةِ الاُخرويّةِ ، فكانَ كما شاءا وأحبّا .
ورَجعَ الحسينُ عليه‏السلام إلى المخيّمِ منكسرا حزينا باكيا يكفكفُ دموعَهُ بكُمّهِ ،
وقدْ تدافعتِ الرجالُ على مخيّمهِ فنادَى :
أما مِنْ مُغيثٍ يُغيثُنا ؟ أما مِنْ مُجيرٍ يُجيرُنا ؟ أما مِنْ طالِبِ حَقٍّ يَنْصُرُنا ، أما
مِنْ خائِفٍ مِنَ النَّارِ فَيَذُبُّ عَنَّا !
فأتتْهُ سكينةُ وسألتْهُ عنْ عمِّها ، فأخبرَها بقتلِهِ !
وسمعتْهُ زينبُ فصاحتْ : وا أخاهُ ، وا عبّاساهُ ، وا ضيعتنا بعدكَ !
وبكينَ النسوةُ وبكى الحسينُ عليه‏السلام معهنَّ وقالَ :
وَا ضَيْعَتَنا بَعْدَكَ ! !
نادى وقدْ ملأَ البواديَ صَيحةً صُمُّ الصخورِ لهولِها تَتأ لَّمُ
أاُخيَّ منْ يَحمي بناتَ محمّدٍ إذْ صِرنَ يَسترحِمْنَ مَنْ لا يَرحمُ
ما خِلتُ بعدكَ أنْ تَشِلَّ سواعدي وتكفَّ باصرتي وظهري يُقصَمُ لسواكَ يلطمُ بالأكفِّ وهذهِ بيضُ الظَّبى لكَ في جبيني تَلطمُ
ما بينَ مصرعِكَ الفظيعِ ومصرعي إلاّ كما أدعوكَ قبلُ وتنعمُ
هذا حسامُكَ مَنْ يُذلُّ بهِ العِدى ولواكَ هذا مَنْ بهِ يتقدَّمُ
(72) ··· مقتل الإمام الحسين عليه‏السلام
--------------------------------------------------------------------------------
هوّنتَ يا ابنَ أبيْ مصارعَ فتيَتي والجُرحُ يسكنهُ الذيْ هوَ أألَمُ فأكبَّ منحنيا عليهِ ودمعَهُ صبغَ البسيطَ كأ نّما هوَ عندمُ
قدْ رامَ يلثمُهُ فلمْ يرَ موضعا لمْ يُدمهِ عضُّ السلاحِ فيلثمُ(1) --------------------------------------------------------------------------------
(1) سيّدي ومولاي باب الحوائج العبّاس عليه‏السلام الشاعر السيّد مهدي الأعرجي هلاّ بكيتَ أسىً لخطبٍ فادحِ منهُ تصدّعتِ الحطيمُ وزمزمُ
يومٌ بهِ عينُ السماءِ واُختها قدْ سالتا حزنا ودمعهما دمُ
تااللّه‏ِ لا أنسى أبا الفضلِ الذيْ بحسامهِ الموتُ الزؤامُ مجسّمُ يسطو عليهمْ كالهُزبرُ بسيفهِ فتراهُ يهدرُ مُغضبا ويُدمدمُ
حتّى إذا ملكَ الفراتَ بسيفهِ وفؤادهُ بلظى الظما يَتضرّمُ
فغدا يلومُ النفسَ منهُ قائلاً ترِدينَهُ وعلى الحسينِ يُحرّمُ
حتّى إذا شاءَ الإلهُ عليهِ أنْ يجري بمحكمهِ القضاءُ المبرمُ
أردوهُ مقطوعَ اليدينَ على الثرى والرأسُ منهُ بالعمودِ مهشّمُ
فأتى إليهِ السبطُ يندبُ قائلاً والظهرُ حزنا كادَ منهُ يُقصمُ
( نصّاري )
يخويه ابخوّةِ البيني وبينك يخويه وين يسراك ويمينك
يخويه اشلون سهم الصاب عينك گطع گلبي ولعند احشاي سدّر
* * *
گلّه يخويه وين بتّارك طرحته گلّه يخويه انگطعت اچفوني وتركته
لو سلم چفّي چان للبيرغ نشرته وردّيت للخيمة وجود الماي سالم
( فائزي )
گلّه يخويه بو فاضل چا وين الچفوف گلّه يخويه اتوزّعت ما بين الصفوف دمّي على عيني جمد يحسين ما شوف نشّف ادموعي يا بقيّة آل هاشم
بعد  فهرست  قبل 
نسخ الرابط :  
 ." جميع الحقوق محفوظة للمؤسسة الإسلامِة العالمية " التبليغ و الإرشاد .
   
العربية    فارسي    English