4
ـ زبدة البشرية (
والكرامة بالمعنى الأخصّ
) :
قال رسول اللّه
صلىاللهعليهوآله : «
حسين منّي وأنا من حسين »
، فالحسين زبدة
الأربعة عشر عليهمالسلام
، وخلاصة أصحاب الكساء ،
فكان يوم شهادته أعظم
مصيبة
من يوم وفاة جدّه رسول
اللّه
صلىاللهعليهوآله .
فهو زبدة الخلق كلّهم ،
والحقّ أ نّهم كلّهم
نورهم
واحد ، وإنّ أوّلهم محمّد
وآخرهم محمّد وأوسطهم
محمّد وكلّهم محمّد ، كما
ورد
في الخبر الشريف ، ولمّا
كان محمّد
صلىاللهعليهوآله من
الحسين عليهالسلام فلا
فرق حينئذٍ أن يقال
أوّلهم الحسين وأوسطهم
الحسين وآخرهم الحسين
وكلّهم الحسين
عليهمالسلام ، وإنّ
اللّه
عزّ وجلّ قد أكرم الإمام
الحسين بخصائص وكرامة
بالمعنى الأخصّ ، كما في
زيارة عاشوراء : « فأسأل
اللّه الذي أكرم مقامك »
ومن تلك الكرائم أن جعل
الشفاء في تربته ،
واستجابة الدعاء تحت
قبّته ، والأئمة التسع في
ولده ، كما أنّ
الإمام القائم من ولده .
ومنها : جعل لقتله حرارة
في قلوب المؤمنين لن تبرد
أبدا ، ومن أوصاف
وآثار الحرارة الحركة
والطبخ والدواء ( آخر
الدواء الكيّ ) وهذا يعني
أنّ حركة
الإنسان إلى ربّه وشفاءه
من كلّ داء إنّما هو
بالحرارة الحسينية التي
في قلوب
المؤمنين .
ومنها : المحبّة المكنونة
في قلوب المؤمنين فإنّه
لمّا رأى المقداد أنّ
الرسول
يقبّل الإمام الحسين
كثيرا تعجّب من ذلك
فأجابه الرسول
صلىاللهعليهوآله : «
إنّ في بواطن
المؤمنين للحسين محبّة
مكنونة » ، والحبّ هو من
أبرز عوامل التكامل
الكرامة الحسينيّة ···
(49)
--------------------------------------------------------------------------------
والكمال والوصول إلى
الجمال المطلق من جلال
الخلق ، فكمال الإنسان
بمحبّة
الحسين عليهالسلام ، وهي
مكنونة وثابتة في قلوب
المؤمنين وبواطنهم .
ومنها : المعرفة المكنونة
كما ورد في الخبر الشريف
أنّ للحسين معرفة
مكنونة في قلوب المؤمنين
.
ومنها : قبول التوبة ،
فإنّ آدم عليهالسلام
لمّا أقسم على اللّه
بالأشباح الخمسة أن
يتوب اللّه عليه عندما
ذكر الحسين دمعت عيناه
وانكسر قلبه ، وقد ورد في
الحديث « أنا عند
المنكسرة قلوبهم » ،
فيتوب اللّه على من
انكسر قلبه ، واسم
الحسين يوجب نزول الدمعة
وانكسار القلب ، فيوجب
نزول الرحمة الإلهيّة
وقبول
التوبة .
ومنها : لا يمكن لأيّ
عبادة أن تؤدّي حقّ
الإمامة والولاية التي هي
نعمة اللّه التي لا تحصى
كما في آيتي النعمة
والإكمال ، فمهما صلّى
الإنسان
وصام وحجّ وأعطى الخمس
والزكاة ليؤدّي حقّ
الأئمة الأطهار
عليهمالسلام فإنّه
لا يمكن أن يؤدّي ذلك ،
نعم شيء واحد يمكن أن
يؤدّي حقّهم ، وهو البكاء
على
الإمام الحسين كما ورد عن
الإمام الصادق
عليهالسلام : « من بكى
على الحسين عليهالسلام
فقد أدّى حقّنا » ، ثمّ
لا حدّ للبكاء ولا لثوابه
، فلكلّ شيء ثواب معلوم
إلاّ الدمعة
على سيّد الشهداء
عليهالسلام فلا حدّ فيها
، كما لا حدّ للبكاء ،
فإنّ زين العابدين يبكي
خمسة وثلاثين سنة ،
والبشرية تبكي عليه إلى
يوم القيامة ، وصاحب
الأمر يندبه
ويبكي عليه صباحا ومساءً
.
ومنها : يكره الجزع
والفزع إلاّ للحسين
عليهالسلام ، وكذلك لبس
السواد .
ومنها : إنّ أهل البيت
عليهمالسلام كلّهم سفن
النجاة ، ولكنّ سفينة
الحسين أوسع
وأسرع ، كما ورد عن
الإمام الصادق
عليهالسلام .