الصور النشاطات السيرة  
الصور النشاطات السيرة  
الصوتيات المرئيات الکتب  
الصوتيات المرئيات الکتب  
الإتصال بنا القائمة العامة الإستفتائات  
الإتصال بنا القائمة العامة الإستفتائات  
       
 
   علوی.نت . العربیة . مکتبة الکتب . رسالات الإسلامیة . المجلد الثالث و العشرون - 23 . فاطمة الزهراء - س - مشکاة الأنوار . 3 .  

بعد  فهرست  قبل 
 الصراط المستقيم :
إنّ المؤمن والمسلم في كلّ صلاته في ليله ونهاره ، وفي حمده وقرآنه ،
يدعو اللّه‏ سبحانه ، ويطلب منه أن يهديه الصراط المستقيم ، ذلك الصراط الذي
أنعم اللّه‏ سبحانه بنعمة رحيميّة خاصّة على أصحابه ، ولم يغضب عليهم كاليهود ،
ولم يضلّوا سواء السبيل كالنصارى .
« اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ المَغْضُوبِ
عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ »(1) .
وقد ذكر اللّه‏ سبحانه مَن هم الذين أنعم عليهم بنعمه الخاصّة في قوله
تعالى :
« وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطا مُسْتَقِيما * وَمَنْ يُطِعِ اللّه‏َ وَالرَّسُولَ فَاُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ
أ نْعَمَ اللّه‏ُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ اُوْلَئِكَ رَفِيقا
--------------------------------------------------------------------------------
(1) الفاتحة : 6 ـ 7 .
(24) ··· فاطمة الزهراء مشكاة الأنوار
--------------------------------------------------------------------------------
* ذَلِكَ الفَضْلُ مِنَ اللّه‏ِ وَكَفَى بِاللّه‏ِ عَلِيما »(1) .
ثمّ هذا الصراط المستقيم إنّما يتجسّد ويتمثّل باُمور :
الأوّل ـ عبادة اللّه‏ عزّ وجلّ حقّا ، هذه العبادة التي هي من فلسفة الحياة وسرّ
الخليقة ، فقال سبحانه :
« وَأنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ »(2) .
الثاني ـ الدين الإسلامي الحنيف ، كما في قوله تعالى :
« إنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينا قِيَما مِلَّةَ إبْرَاهِيمَ حَنِيفا »(3) .
« وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِينا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ »(4) .
الثالث ـ اتّباع النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ، كما في قوله تعالى :
« وَأنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيما فَاتَّبِعُوهُ »(5) .
الرابع ـ الاعتصام باللّه‏ :
« وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللّه‏ِ فَقَدْ هُدِيَ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ »(6) .
الخامس ـ الحكومة بالعدل بكلّ مظاهره :
« هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأمُرُ بِالعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ »(7) .
--------------------------------------------------------------------------------
(1) النساء : 68 ـ 70 .
(2) يس : 61 .
(3) الأنعام : 161 .
(4) آل عمران : 85 .
(5) الأنعام : 153 .
(6) آل عمران : 101 .
(7) النحل : 76 .
المحاضرة الثانية ··· (25)
--------------------------------------------------------------------------------
السادس ـ الإيمان :
« وَإنَّ اللّه‏َ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ »(1) .
السابع ـ القول الطيّب :
« وَهُدُوا إلَى الطَّيِّبِ مِنَ القَوْلِ وَهُدُوا إلَى صِرَاطِ الحَمِيدِ »(2) .
والقول هو الكلام مع العمل كما في قوله : ( قولوا لا إله إلاّ اللّه‏ تفلحوا ) .
الثامن ـ المشي السوي والاعتدال في الحياة :
« أ فَمَنْ يَمْشِي مُكِـبّا عَلَى وَجْهِهِ أهْدَى أمَّنْ يَمْشِي سَوِيّا عَلَى صِرَاطٍ
مُسْتَقِيمٍ »(3) .
والجامع لكلّ هذه المظاهر والتمثّلات والتعيّنات هو الإمامة والولاية
المتحقّقة بعد رسول اللّه‏ خاتم الأنبياء محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بأمير المؤمنين عليّ عليه‏السلام
وبأولاده المعصومين الأئمة الطاهرين عليهم‏السلام . فالخلفاء الاثنا عشر ـ وكلّهم من
قريش كما في الصحاح ـ وهم عليّ وأحد عشر من ولده المعصومين عليهم‏السلام ، هم
الصراط المستقيم .
ولا يخفى أنّ الصراط في المفهوم الإسلامي إنّما هو صراطان : صراط في
الدنيا وصراط في الآخرة ، وأنّ أحدهما يعبّر ويحكي عن الآخر ، وبينهما تلازم
في العلم والعمل ، في العقيدة والسلوك .
--------------------------------------------------------------------------------
(1) الحجّ : 54 .
(2) الحجّ : 24 .
(3) الملك : 22 .
(26) ··· فاطمة الزهراء مشكاة الأنوار
--------------------------------------------------------------------------------
عن المفضّل بن عمر قال : سألت أبا عبد اللّه‏ عليه‏السلام عن الصراط ؟ فقال : هو
الطريق إلى معرفة اللّه‏ عزّ وجلّ ، وهما صراطان : صراط في الدنيا وصراط في
الآخرة ، فأمّا الصراط الذي في الدنيا فهو الإمام المفروض الطاعة ، من عرفه في
الدنيا واقتدى بهداه مرّ على الصراط الذي هو جسر جهنّم في الآخرة ، ومن لم
يعرفه في الدنيا زلّت قدمه عن الصراط في الآخرة ، فتردّ في نار جهنّم(1) .
وأمّا من هو الإمام المفروض الطاعة ؟ فهذا ما توضحه لنا البراهين الساطعة
والأدلّة القاطعة من العقل والنقل من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة
ـ كما هو مذكور بالتفصيل في محلّه من كتب علم الكلام والعقائد فراجع ـ .
والإمام زين العابدين عليّ بن الحسين عليهماالسلام يعرّف المصداق الأتمّ
للصراط المستقيم في قوله عليه‏السلام : « ليس بين اللّه‏ وحجّته ستر ، نحن أبواب اللّه‏
ونحن الصراط المستقيم ، ونحن عيبة علمه ، ونحن تراجمة وحيه ، وأركان
توحيده ، وموضع سرّه »(2) .
وعن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد اللّه‏ عليه‏السلام قال : سألت عن قول اللّه‏
عزّ وجلّ : « قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ »(3) ، قال : واللّه‏ عليّ عليه‏السلام هو واللّه‏
الميزان والصراط المستقيم(4) .
--------------------------------------------------------------------------------
(1) البحار 8 : 66 .
(2) البحار 8 : 70 .
(3) الحجر : 41 .
(4) تفسير البرهان 2 : 344 .
المحاضرة الثانية ··· (27)
--------------------------------------------------------------------------------
قال الطبرسي في تفسيره : قرأ القرّاء السبعة ( صراط ) منوّنا مرفوعا ، وعليّ
بفتح اللام ، وقرأ يعقوب وأبو رجاء وابن سيرين وقتادة ومجاهد وابن ميمون
( عليّ ) بكسر اللام وصفا للصراط(1) .
وقال العلاّمة المجلسي : الظاهر أ نّه ( عليّ ) بالجرّ بإضافة الصراط إليه ،
ويؤيّده ما رواه قتادة عن الحسن البصري ، قال : كان يقرأ هذا الحرف ( هذا
صراط عليٍّ مستقيم )(2) .
وعن أبي عبد اللّه‏ الإمام الصادق عليه‏السلام في حديث ، قال : قال أمير المؤمنين
عليه‏السلام : إنّ اللّه‏ تبارك وتعالى لو شاء لعرّف العباد نفسه ، ولكن جعلنا أبوابه وصراطه
وسبيله والوجه الذي يؤتى منه ، فمن عدل عن ولايتنا ، أو فضّل علينا غيرنا ، فإنّهم
عن الصراط لناكبون(3) .
إشارة إلى قوله تعالى : « وَإنَّكَ لَـتَدْعُوهُمْ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَإنَّ الَّذِينَ
لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَـنَاكِبُونَ »(4) .
ومن نكب عن الصراط المستقيم فإنّه في جهنّم وبئس المصير .
عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللّه‏ عليه‏السلام ، قال : الصراط الذي قال إبليس
« لأقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ المُسْتَقِيمَ »(5) ، فهو عليّ عليه‏السلام (6) .
--------------------------------------------------------------------------------
(1) جامع البيان 14 : 24 .
(2) البحار 24 : 23 .
(3) الكافي 1 : 184 .
(4) المؤمنون : 73 ـ 74 .
(5) الأعراف : 16 .
(6) شواهد التنزيل 1 : 61 .
(28) ··· فاطمة الزهراء مشكاة الأنوار
--------------------------------------------------------------------------------
فأقسم الشيطان بعزّة اللّه‏ سبحانه منذ اليوم الأوّل أ نّه يغوي ويضلّ الناس
جميعا إلاّ القليل من عباد اللّه‏ الشكور ، اُولئك الذين أخلصوا للّه‏ في سرّهم
وعلانيتهم .
هذا وقد استحوذ الشيطان عليهم فارتدّ الناس بعد رسول اللّه‏ عن ولاية
عليّ عليه‏السلام وخلافته بالحقّ إلاّ القليل ممّا وفى لرعاية الحقّ وأهله ، ويوم القيامة
سيخاطبهم النبيّ على الحوض ـ كما في صحيح البخاري ـ قائلاً : أصحابي
أصحابي ، فيأتي الخطاب من مصدر الجلالة : سحقا سحقا ـ أي إلى جهنّم ـ
لا تدري ماذا أحدثوا بعدك يا رسول اللّه‏ ، وأيّ حدثٍ أعظم من غصب الخلافة
الحقّة ؟ ! فلم يبقَ منهم إلاّ كهمل النعم ، أي الشيء القليل جدّا كالأكل المتبقّي على
فم الأنعام من الإبل والبقر والأغنام .
وقد قال رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله في ولاية عليّ عليه‏السلام وفي حقّه : « فوعزّة ربّي
وجلاله إنّه لباب اللّه‏ الذي لا يؤتى إلاّ منه ، وإنّه الصراط المستقيم ، وإنّه الذي يسأل
عن ولايته يوم القيامة »(1) .
وقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : أتاني جبرئيل عليه‏السلام فقال : اُبشّرك يا محمّد بما تجوز على
الصراط ؟ قال : قلت : بلى . قال : تجوز بنور اللّه‏ ، ويجوز عليّ بنورك ، ونورك من
نور اللّه‏ ، وتجوز اُمّتك بنور عليّ ، ونور عليّ من نورك « وَمَنْ لَمْ يَجْعَلْ اللّه‏ُ لَهُ نُورا
فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ »(2) .
--------------------------------------------------------------------------------
(1) شواهد التنزيل 1 : 61 .
(2) النور : 40 .
المحاضرة الثانية ··· (29)
--------------------------------------------------------------------------------
وقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على جهنّم لم يجز عليه إلاّ
من كان معه جواز فيه ولاية عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام ، وذلك قوله تعالى :
« وَقِفُوهُمْ إنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ »(1) ، يعني عن ولاية عليّ بن أبي طالب عليه‏السلام (2) .
وقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : إذا جمع اللّه‏ الأوّلين والآخرين يوم القيامة ونصب الصراط
على جسر جهنّم ، لم يجز بها أحد إلاّ من كانت معه براءة بولاية عليّ بن
أبي طالب عليه‏السلام (3) .
وفي حديث وكيع قال أبو سعيد : يا رسول اللّه‏ ، ما معنى براءة عليّ عليه‏السلام ؟
قال : لا إله إلاّ اللّه‏ ، محمّد رسول اللّه‏ ، عليّ وليّ اللّه‏(4) .
وقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله في حديث طويل : وإنّ ربّي عزّ وجلّ أقسم بعزّته أ نّه لا يجوز
عقبة الصراط إلاّ من معه براءة بولايتك وولاية الأئمّة من ولدك .
وعنه صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : إذا كان يوم القيامة يقعد عليّ بن أبي طالب على الفردوس
ـ وهو جبل قد علا على الجنّة فوقه عرش ربّ العالمين ، ومن صفحه تتفجّر أنهار
الجنّة وتتفرّق في الجنان ـ وهو جالس على كرسي من نور يجري بين يديه
التسنيم ، لا يجوز أحد الصراط إلاّ ومعه براءة بولايته وولاية أهل بيته ، يشرف
على الجنّة فيدخل محبّيه الجنّة ومبغضيه النار(5) .
--------------------------------------------------------------------------------
(1) الصافّات : 24 .
(2) البحار 8 : 69 .
(3) فرائد السمطين 1 : 298 .
(4) مناقب آل أبي طالب 2 : 156 .
(5) فرائد السمطين 1 : 292 .
(30) ··· فاطمة الزهراء مشكاة الأنوار
--------------------------------------------------------------------------------
عن أبي عبد اللّه‏ عليه‏السلام : « ربّنا آمنّا واتّبعنا مولانا ووليّنا وهادينا وداعينا
وداعي الأنام وصراط المستقيم السويّ ، وحجّتك وسبيلك الداعي إليك على
بصيرة هو ومن اتّبعه ، سبحان اللّه‏ عمّا يشركون بولايته ، وبما يلحدون باتّخاذ
الولائج دونه ، فاشهد يا إلهي أ نّه الإمام الهادي المرشد الرشيد عليّ أمير المؤمنين
الذي ذكرته في كتابك وقلت : « وَإنَّهُ فِي اُمِّ الكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ »(1)
لا اُشركه إماما ، ولا أتّخذ من دونه وليجة »(2) .
فواقع الصراط المستقيم وحقيقته وسرّه هو ولاية أمير المؤمنين عليّ
وأولاده الأئمة المعصومين الأحد عشر عليهم‏السلام .
ولا يخفى أنّ ولاية أهل البيت عليهم‏السلام تعني ولاية الرسول الأعظم محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وولاية النبيّ والتي تسمّى بالحقيقة المحمّديّة هي من الولاية الإلهيّة العظمى التي
هي تجمع أسماء اللّه‏ وصفاته في تدبير الكون وشؤونه .
وبهذه الولاية وظهوراتها وتجلّياتها تصل الكائنات إلى كمالاتها ، كما يصل
الإنسان إلى سعادته في الدارين « سعد من والاكم ، وشقى وهلك من عاداكم » .
قال الإمام الصادق عليه‏السلام : الصراط المستقيم أمير المؤمنين علىّ عليه‏السلام .
وقال أمير المؤمنين عليه‏السلام : أنا الصراط الممدود بين الجنّة والنار ، وأنا
الميزان .
فسلام اللّه‏ وسلام رسوله وملائكته والخلق أجمعين على الصراط المستقيم
--------------------------------------------------------------------------------
(1) الزخرف : 4 .
(2) البحار 24 : 23 .
المحاضرة الثانية ··· (31)
--------------------------------------------------------------------------------
والميزان القويم ، مولانا أمير المؤمنين وسيّد الوصيّين أسد اللّه‏ الغالب الإمام عليّ
ابن أبي طالب عليه‏السلام ، وعلى أولاده المعصومين الأدلاّء على صراط اللّه‏ ، فالراغب
عنهم مارق ، واللازم لهم لاحق ، والمقصّر في حقّهم زاهق ، والحقّ معهم وفيهم
ومنهم وهم أهله ومعدنه(1) . وهم الصراط الأقوم ، ومن أراد اللّه‏ بدأ بهم ، ومن
وحّده قبل عنهم(2) .
ثمّ لا بدّ من الاستقامة في هذا الطريق المستقيم بلا انحراف ولا اعوجاج
ولا إفراط ولا تفريط ، أي بلا غلوّ ولا تقصير .
وصراط عليّ هو صراط اللّه‏ ، وإنّ النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يهدي الناس إلى صراطه :
« وَإنَّكَ لَـتَهْدِي إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللّه‏ِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ
وَمَا فِي الأرْضِ »(3) .
وهذا الصراط الذي أمرنا اللّه‏ باتّباعه بقوله تعالى : « وَبِعَهْدِ اللّه‏ِ أوْفُوا ذَلِكُمْ
وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيما فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ
فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ »(4) .
عن بلال بن حمامة قال : خرج علينا رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ذات يوم ضاحكا
مستبشرا فقام إليه عبد الرحمن بن عوف فقال : ما أضحكك يا رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ؟
--------------------------------------------------------------------------------
(1) راجع في عليّ هو الصراط المستقيم كتاب ( إحقاق الحقّ وتعليقاته ) 7 : 114 ـ 125 .
(2) اقتباس من زيارة الجامعة الكبرى .
(3) الشورى : 52 ـ 53 .
(4) الأنعام : 152 ـ 153 .
(32) ··· فاطمة الزهراء مشكاة الأنوار
--------------------------------------------------------------------------------
قال : بشارة أتتني من عند ربّي ، إنّ اللّه‏ لمّا أراد أن يزوّج عليّا فاطمة أمر ملكا أن
يهزّ شجرة طوبى فهزّها فنشرت رقاقا ( أي صكاكا ) وأنشأ اللّه‏ ملائكة التقطوها
فإذا كانت القيامة ثارت الملائكة في الخلق فلا يرون محبّا لنا أهل البيت محضا إلاّ
دفعوا إليه منها كتابا : براءة له من النار من أخي وابن عمّي وابنتي فكاك رقاب
رجال ونساء من اُمّتي من النار(1) .
ها ونحن في ضيافة اللّه‏ في شهر رمضان المبارك دعانا الربّ الكريم إلهنا
القديم الرحمن العظيم على مأدبة كتابه المجيد وأسمائه الحسنى وصفاته العليا ،
وعلى مائدة الأدعية والأذكار واستجابة الدعاء وغفران الذنوب ، ولا يخفى أنّ
قمّة الضيافة الرمضانيّة وأوجها في ليالي القدر المباركة ، فإنّ اللّه‏ يمدّ سماط رحمته
الواسعة ، ويقدّر كلّ أمرٍ حكيم ويدبّر شؤون الكائنات بتقدير وقضاء وحكم ، يكتبه
في ليلة التاسع عشر من الشهر المبارك ، ويبرمه بعد التقديم والتأخير في الليلة
الحادية والعشرين ، ويختمه في اللوح المحفوظ في الليلة الثالثة والعشرين ،
ويطلع وليّه الأعظم صاحب الزمان الإمام المنتظر عليه‏السلام ، يتنزّل الملائكة والروح
عليه من كلّ أمر ، سلامٌ هي حتّى مطلع الفجر .
--------------------------------------------------------------------------------
(1) تاريخ بغداد 4 : 210 .
بعد  فهرست  قبل 
نسخ الرابط :  
 ." جميع الحقوق محفوظة للمؤسسة الإسلامِة العالمية " التبليغ و الإرشاد .
   
العربية    فارسي    English