بلاغة القرآن المجيد :
ومن بلاغة القرآن الكريم
أنّ اُسلوبه ولغته إنّما
نزل على ( إيّاكِ أعني
واسمعي يا جارة ) وأنّ (
الكناية أبلغ من التصريح
) وضرب الأمثال للناس
لعلّهم
يتذكّرون ويتفكّرون
ويتعقّلون ، فمن هذا
المنطق نرى الإشارة إلى
الأئمة الاثنى
عشر عليهمالسلام في قوله
تعالى : « إنَّ عِدَّةَ
الشُّهُورِ عِنْدَ
اللّهِ ا ثْنَا عَشَرَ
شَهْرا »(1) ، كما
ورد في الأخبار الشريفة ،
وكذلك الأمر في الآيات
الاُخرى في إمامتهم
وولايتهم
ومعرفتهم .
--------------------------------------------------------------------------------
(1) التوبة : 36 .
المحاضرة الرابعة ···
(65)
--------------------------------------------------------------------------------
فاللّه سبحانه نور
الأنوار ومنوّر النور ،
وإنّه نور السماوات
والأرض ، وفي
مقام تمثيل وتصوير وتجسيم
هذا النور الأتمّ المجرّد
، وأ نّه يتجلّى في أشرف
خلقه محمّد وآله الطاهرين
عليهمالسلام ، فإنّ
اللّه واجب الوجود لذاته
في ذاته بذاته ،
سبحانه مجرّد مستجمع
لجميع صفات الجمال
والجلال والكمال ، إلاّ أ
نّه يتجلّى
بأسمائه وصفاته في خلقه ،
وجامع الجمع لأسماء
اللّه الحسنى وصفاته
العليا هو
الرسول الأعظم محمّد
صلىاللهعليهوآله فهو
الصادر الأوّل والإنسان
الكامل والروح الأعظم ،
وإنّ اللّه سبحانه أوّل
ما خلق نوره الأقدس فهو
المصباح ، إلاّ أنّ هذا
المصباح
النبوي والذي زجاجه أمير
المؤمنين علي عليهالسلام
إنّما هو في مشكاة وهي
فاطمة
الزهراء عليهاالسلام .
فتعريف النبيّ والوصيّ
ومعرفة النبوّة والإمامة
إنّما هو بفاطمة الزهراء
عليهاالسلام
كما في حديث الكساء
الشريف ، فعندما تسأل
الملائكة ربّ العالمين
عمّن تحت
الكساء ، فيأتي الخطاب من
مصدر الجلالة ( هم فاطمة
وأبوها وبعلها وبنوها ) ،
فإنّها عليهاالسلام تجمع
الأنوار النبويّة
والعلويّة ، وإنّها بنت
النبيّ وزوج الوصىّ واُمّ
الأئمة
النجباء عليهمالسلام .